I will make the male lead step down - 35
—
في تلك اللحظة ، كانت إيرين في حالة من الذهول بسبب الوضع الذي تواجهه ..
وكذلك مايكل ، الذي ظل صامتًا ينظر حوله وسط ما بدا وكأنه أمر غير متوقع ..
زاد الضباب كثافةً عن ذي قبل ، وجدت إيرين نفسها تفكر مليًا بعد أن أصبحت بمفردها مع مايكل …
‘لحسن الحظ ، لا يبدو أن هناك طاقة قوية للوحوش هنا …’
ومع ذلك ، وبسبب نشاط الوحوش المتزايد بعد غروب الشمس ، كان من المحتمل أن تجوب الوحوش هذا المكان أيضًا ..
ومهما كانت مهارات إيرين ومايكل متفوقة مقارنة بمن هم في مثل عمرهم ، فإن مواجهة عدد كبير من الوحوش ستكون أشبه بالكارثة ..
“يجب علينا العودة بطريقة أو بأخرى.”
عند سماعه همساتها ، رد مايكل:
“لا يمكننا التحرك بتهور هنا ..”
كان كلامه صحيحًا ..
ففي مكان يطغى فيه تأثير طاقة الوحوش ، كانت حتى البوصلة عاجزة عن أداء وظيفتها ..
“لا خيار لدينا سوى البقاء في مكان آمن حتى يتمكنوا من العثور علينا …”
قال مايكل ، أومأت إيرين برأسها موافقة ..
وبدآ ينظران بحذر حولهما للبحث عن مكان يمكن أن يخفيهما ..
ثم لمحا فجأة تجويفًا صغيرًا يشبه الكهف على مقربة ..
وقف مايكل يتأمل الكهف ، مترددًا:
“ولكن إذا تعرضنا للهجوم داخل هذا المكان ، لن يكون لدينا وسيلة للفرار…”
نزلت إيرين من على الحصان دون أن تعير كلامه انتباهًا وتقدمت داخل الكهف …
وبعد لحظة من التردد، تبعها مايكل وهو يشعر بالارتباك من تصرفها ..
“إذا حدث أي خطأ ، قد نصبح طعامًا للوحوش!”
“البقاء بالخارج وتعريض أنفسنا مكشوفين أسوأ من ذلك ..”
كان منطق إيرين مقنعًا ..
احتمال مواجهة هجوم عشوائي من الخارج كان أعلى بكثير من احتمال مواجهة وحوش داخل الكهف …
وبعد إدراك هذه الحقيقة ، اضطر مايكل لاتباعها في النهاية ..
ومع ذلك ، كانت دقات قلب إيرين متسارعة وهي تدخل الكهف ..
‘قد يكون هذا هو المكان ..’
حيث يتم العثور على الأثر المقدس ..
رافيدور ..
تم اكتشاف هذا الأثر في كهف صغير ،
وكان محفوظًا في حوزة مغامر ميت ..
كان الكهف الذي دخلاه أكثر رطوبة
مما توقعت ..
غطت أرضيته سوائل غير معروفة المصدر ..
“يبدو أن هناك جثة هنا.”
قال مايكل متجهمًا بسبب الرائحة التي لم يستطع تحملها ..
كانت إيرين أيضًا تعرف هذه الرائحة جيدًا ،
لقد شمّت هذا العفن مرات عديدة في ساحات المعارك ..
كما توقعت ، ظهرت جثة بعد لحظات قليلة ..
لكن المشكلة كانت أن بجانبها جثة وحش آخر ..
“…!”
لم يكن مايكل معتادًا على رؤية جثث بهذا التحلل البالغ ..
وبدا مذهولًا وهو يشيح بوجهه بعيدًا عنها ،
أما إيرين ، فقد بدأت تفحص جثة المغامر بتركيز ..
“ما الذي تفعلينه الآن؟”
نظر إليها مايكل بنظرات تعكس صدمته مما تقوم به ..
كانت علامات الاشمئزاز واضحة على ملامحه ..
“أبحث إذا كان هناك شيء قد يفيدنا للبقاء على قيد الحياة. ..”
“…”.
لم يستطع مايكل الرد وظل صامتًا ..
“مايكل ، بدلاً من أن تحدق بي ، راقب المدخل …”
قالت إيرين بحدة ، فتنهد مايكل واستدار ليقف عند مدخل الكهف للحراسة ..
بينما كان يؤدي مهمته ، أكملت هي بحثها عن شيء مفيد بين ممتلكات المغامر الميت ..
‘أين يمكن أن يكون؟ ..’
حتى مع خبرتها الطويلة في التعامل مع الموتى ، لم يكن فحص جثث البشر أمرًا يروق لإيرين ..
وبعد عشر دقائق من البحث ، بدأت تعابيرها تتجمد هي الأخرى ..
ورغم الرائحة الكريهة التي أحاطت بالمكان ، تابعت البحث دون أن تفقد تركيزها ..
لكن يبدو أن ما تبحث عنه ليس موجودًا ..
—
فجأة ، نظرت إيرين إلى جثة الوحش الميت بجانبها ..
كان على مؤخرة عنقه شعار أفعى بيضاء ، وهو الرمز الذي يميز السحرة السود ..
وحش مسيطر عليه من قبل ساحر أسود ، ومغامر ميت ..
“هل يمكن أن يكون؟”
هل كان الساحر الأسود يستهدف هذا المغامر؟
بحذر ، فتحت إيرين فم المغامر ..
في داخله ، رأت حجرًا صغيرًا رمادي اللون ،
بدا وكأنه حجر عادي قد يخطئ أي شخص
في التعرف عليه ، لكنه كان بالتأكيد …
‘إنه رافيدور! ..’
أخرجت إيرين الحجر من فم المغامر ،
في يدها ، بدأ الحجر الرمادي يتوهج بلمعان خافت ..
في تلك اللحظة…
“إيرين!”
صرخ مايكل فجأة ..
أخفت إيرين رافيدور بسرعة في صدرها ونهضت من مكانها ..
كان الوحش الذي اعتقدا أنه ميت يُصدر صوتًا غريبًا ويتحرك نحوها ..
في نفس الوقت ، أطلقت الأداة الأثرية التي كانت ترتديها على معصمها ضوءًا ساطعًا ، مشكّلة حاجزًا وقائيًا ..
“كررر!”
انطلق الوحش بقوة نحو الحاجز ، مصطدمًا به دون جدوى ..
رأت إيرين كيف كانت نظرات الوحش موجهة نحو الحجر اللامع الذي في يدها ..
‘إنه يتفاعل مع هذا! …’
كان من الواضح أن السحرة السود كانوا يطاردون المغامر للحصول على رافيدور ..
‘هذا أمر سيئ ..’
شعرت إيرين بعرق بارد يتصبب على ظهرها ،
لم يكن سلاحها في يدها ، بل كان خارج الحاجز الوقائي ..
وكانت مدة الحماية التي يوفرها الأثر حوالي دقيقة فقط ..
وفي تلك اللحظة ، تغيرت نظرات الوحش إلى اتجاه آخر ..
“تششاخ!”
رمح حاد انطلق من مكان بعيد ليصيب جسد الوحش ..
لكن بسبب المسافة ، لم يتمكن الرمح من إصابة نقطة قاتلة ، مما زاد من غضب الوحش فقط ..
“كررر!”
بدأ الوحش بالركض نحو مايكل ..
التقطت إيرين رمحها من على الأرض بسرعة وركضت نحو مايكل …
“تبا.”
لم يكن من السهل اللحاق بحيوان يسير على أربع بأقدام بشرية …
فتحت إيرين رافيدور على أمل أن تستخدمه كطُعم ، لكن الوحش كان بالفعل على مقربة من مايكل …
“كيااا!”
في اللحظة التي انقض فيها الوحش على مايكل ، دفعت إيرين نفسها للأمام بقوة ..
“آه!”
شعرت بانحراف في كاحلها ، لكنها تمكنت من القفز على ظهر الوحش وطعنت رقبته باستخدام الرمح ..
“هاه… هاه…”
وقعت إيرين على الأرض متعبة وهي تلتقط أنفاسها ..
نظر مايكل إليها بتعبير متصلب وشاحب ؤ شعرت إيرين فجأة بالغضب وسألته بحدة:
“لماذا تدخلت؟”
كانت عاجزة عن فهم السبب وراء إلقاء مايكل رمحه وتعريض نفسه للخطر ، مما أشعل في نفسها شعورًا بالغضب ..
لماذا يستمر في إثارتها وإجبارها على الشعور بالذنب كما لو أنها مدينة له ، سواء في هذه الحياة أو في حياتها السابقة ..
نظرت إيرين إلى مايكل بقلب يضرب بعنف بسبب التوتر ..
“أنت تعلم أن رمي السلاح في مثل هذا الوضع أشبه بالانتحار ..”
“…”
لم يرد مايكل ، لكنه تحدث بعد لحظات طويلة.
“ابقِ في الداخل ، إذا كنت عند المدخل ستكونين هدفًا …”
محاولته المكشوفة لتحويل الموضوع أثارت في إيرين شعورًا بالإحباط ، لكنها كتمت استياءها ..
لم تكن تريد إهدار طاقتها في نقاش عديم الفائدة ..
عندما لاحظ مايكل حركاتها البطيئة ، اقترب منها وسألها:
“…هل تأذيتِ؟”
رغم أنها لم تبدِ أي تعبير يدل على إصابتها، إلا أنه استطاع اكتشاف ذلك بسهولة من طريقة مشيها ..
لكن إيرين تجاهلته ودخلت بعمق إلى داخل الكهف ..
وفجأة ، شعرت برعشة تسري في جسدها ،
فهمت السبب بعد لحظات ..
“يوجد وحش قريب ..”
لم يكن أي وحش عادي ..
إيرين ، التي كانت متمرسة في التعامل مع الوحوش ، شعرت أن هذا الوحش كان مختلفًا تمامًا عما واجهته حتى الآن ..
قال مايكل ، الذي بدا أنه شعر بوجوده أيضًا:
“ادخلي إلى العمق.”
ثم أضاف بصوت حازم:
“إيرين ليكاون …”
لم يُبدِ مايكل أي حركة ، لكنه نادى اسمها بصوت بارد …
كانت عيناه الزرقاوان تحدقان فيها كما لو كانتا تخترقانها ..
رغم نظراته الحادة ، لم تُظهر إيرين أي تراجع
“لن أسمح لأحد أن يضحي بنفسه بمفرده ..”
قامت إيرين بتثبيت قبضتها على الرمح ..
“حتى لو كان مصيرنا الموت ، سنموت معًا.”
لم تكن لتسمح بإنقاذها على حساب حياة أحد آخر مرة أخرى ..
لم تكن تريد أن تشهد فقدان شخص آخر بسببها …
شعرت بأن الوحش يقترب منها أكثر فأكثر ،
وأخيرًا ، ظهر الوحش العملاق من بين الضباب.
قال مايكل بتمعن:
“…إنه ليفياتان ..”
كان ليفياتان مشابهًا لحجم “يتي”، ولكنه كان أكثر شراسة بأضعاف ..
كان الفرق بينه وبين الوحوش الأخرى مثل الفرق بين الأرواح والوحوش العادية ..
لذلك ، حتى نخبة الفرسان في القصر الملكي كانوا بحاجة إلى ثلاثة منهم على الأقل لمواجهته بصعوبة ..
قيّمت إيرين الموقف بسرعة وقبضت على شفتيها بقلق ..
‘بهذه الحالة لن يكون ممكنًا ..’
إصابتها في الكاحل وجسدها الذي لم يكتمل تدريبه بعد جعلاها غير مؤهلة لهذه المعركة ،
حتى ملامح مايكل لم تكن تبدو مختلفة كثيرًا عنها …
فجأة ، تقدم مايكل أمامها ووقف كالحاجز
نظرت إليه باندهاش وسألته:
“ما الذي تفعله؟”
رد عليها قائلاً:
“لن أكرر ما حدث المرة السابقة.”
“ما حدث المرة السابقة؟”
نظرت إيرين إليه بعينين متسائلتين ، لكنها لم تتمكن من التفكير أكثر ، فقد كان ليفياتان يقترب بخطوات ثابتة وبإصرار واضح على الهجوم …
“سنموت هنا.”
قيّمت إيرين الوضع بواقعية ، لم يكن بإمكانها هي ومايكل الوقوف أمام هذا الوحش ..
ربما لأنها كانت تواجه الموت للمرة الثانية ، شعرت بسلام غريب ولامبالاة أمام المصير المحتوم ..
“دمدمة!”
اقترب الوحش المخفي خلف الضباب ، لكن حدث شيء غريب بشكل لا يصدق ..
انقسم جسد الوحش فجأة إلى نصفين ..
“…والدي؟”
صوت مايكل المتعجب أعاد إيرين إلى وعيها
أدركت فجأة أن الشعور بالقوة المحيطة بهما لم يكن فقط بسبب الوحش ..
خرج دوق ليكاون من بين الضباب ..
بدت هيئته فوضوية كما لو أنه بذل جهدًا كبيرًا في البحث عنهما ..
تنهد الدوق وقال بنبرة هادئة:
“لا يوجد وحوش في المنطقة ، يمكنكما الخروج الآن …”
كان محقًا ..
شعرت إيرين باختفاء القوة الشريرة التي كانت تحيط بالمكان تدريجيًا …
رمح الدوق كان مغطى بالدم الأسود ..
بنظرة غير مبالية ، قام بنفض الدماء عن الرمح …
“لقد أُصيبت قدمها.”
قال مايكل بصوت جاد ..
رفع الدوق حاجبيه وقال:
“قدمكُ؟”
رد مايكل:
“لا ، قدمها.”
حول الدوق نظره إلى إيرين بعد كلمات مايكل …
أرادت إيرين إنهاء النقاش سريعًا وقالت:
“إنه جرح بسيط ، لا داعي للقلق ..”
لكن دون أن ينبس بكلمة ، حملها الدوق بين ذراعيه وركب على ظهر الحصان ..
“……!”
اتسعت عينا إيرين ، فقد كانت سرعة الأحداث غير متوقعة تمامًا بالنسبة لها ..
ترجمة ، فتافيت ..