I will make the male lead step down - 29
“بعد الطعام.”
نظر الجميع بدهشة إلى الدوق ..
كان الموجودون يتوقعون أن يصدق الدوق كلام ميا فقط ويعزل إيرين من منصبها دون تردد ..
بدأت وجبة الطعام عندما أمسك الدوق الجالس في رأس الطاولة السكين ..
في ظل غموض نواياه ، لم يجرؤ أحد على التحدث بسهولة ..
بعد مرور بعض الوقت على بدء تناول الطعام ، فتح مايكل فمه قائلاً:
“…هل خرج بالفعل من هناك؟”
كان سؤالاً غير مباشر عن خروج المادة الملوثة من نهر كاتين ..
هز دوق ليكاون رأسه بالإيجاب ..
تصلب وجه مايكل ..
‘لقد كانت موجودة بالفعل في نهر كاتين ..’
تم اكتشاف المادة الملوثة التي لم يكن يُتوقع العثور عليها إلا بعد ست سنوات من الآن ..
شعرت إيرين بالدهشة والارتياح في آن واحد ..
‘لقد قاموا حقاً بعملية بحث ..’
لم تتوقع أن يقوم دوق ليكاون بعملية تفتيش دقيقة بناءً فقط على كلامها ..
كانت بمثابة مقامرة بالنسبة لها ..
‘لقد ساعدتني شخصيته المليئة بالشكوك ..’
أدركت مرة أخرى أن الرجل الذي لم يتجاهل كلام فتاة صغيرة واستمر في البحث حتى الفجر ليس شخصية عادية ..
أخذت إيرين ملعقة من الحساء ، لكنها توقفت فجأة بينما كانت تحمل الملعقة ..
‘ما هذا؟ ..’
طعم الحساء كان مختلفاً عن المعتاد ، إذ شعرت بطعم لاذع ..
عرفت هذا الطعم جيداً ..
لأنه كان طعماً قد جربته قبل العودة بالزمن ..
‘بطاطس بدأت في الإنبات ..’
في ذلك الوقت ، أدركت أن طعم الحساء كان غريباً ، لكنها أكلته بنهم بسبب الجوع ..
بعد ذلك ، بدأت تعاني من آلام في البطن وارتفاع في الحرارة واضطرابات في المعدة ،
كان ذلك بسبب وجود بطاطس بدأت في الإنبات في الحساء ، في ذلك الوقت ، تم اعتبار الأمر خطأ بشرياً من إحدى خادمات المطبخ وتم تغيير وظيفتها كحل بسيط ..
‘خطأ بشري؟ ..’
توجهت نظرات إيرين نحو ميا ..
ميا رينييه ، التي كانت تبتسم لها بسخرية ، غيرت تعبيرها بسرعة كما لو أنها لم تكن تبتسم بتلك الطريقة عندما التقت عينيها ..
يبدو أن كرامة ميا رينييه قد تضررت بشدة بسبب أحداث اليوم السابق ..
‘ما هذا؟ تلك النظرة التي توحي بأنها تعرف كل شيء؟ …’
في هذه الأثناء ، شعرت ميا بشعور سيئ وعبست ..
عندما عادت من عطلة طويلة ، وجدت أجواء المنزل غريبة ، لكن أكثر ما أدهشها كان رؤية إيرين ليكاون تتناول الطعام في غرفة الطعام
‘كيف تجرؤ على الدخول إلى منطقتي دون إذني؟ …’
بالنسبة لميا ، التي كانت تُظهر تأثيرها عن طريق نبذ إيرين ليكاون ، كانت هذه الحالة بالطبع مزعجة للغاية ..
ما زاد الأمر سوءاً هو رؤية إيرين ليكاون ، التي كانت تتصرف دائماً بتواضع في هذا المكان ، تتصرف الآن بكل ثقة ..
في تلك اللحظة ، ظهرت شرارة صغيرة في عيني إيرين الحمراء .
“ديتريش ، لدي اقتراح.”
“ماذا؟”
“إذا قمت بتبديل طبقي من الحساء مع طبقك ، فسأركع وأعتذر للسيدة رينييه …”
“…ماذا؟”
“ولكن إذا رفضت ، فسأزعج السيدة رينييه أكثر مما أزعجتها الآن …”
توجهت أنظار الجميع إلى إيرين ..
كان من الطبيعي أن تبدو وكأنها فقدت عقلها وهي تقول ذلك أمام دوق ليكاون ..
“إيرين ليكاون …”
نادى دوق ليكاون إيرين بينما رفع حاجبه ،
نظرت إيرين مباشرة إلى عينيه ..
“أرجوك ، لا تتدخل في هذا الأمر ، أطلب ذلك كعضو في هذا المكان …”
ساد صمت ثقيل ..
صمت ثقيل خيم على المكان ، حتى أن أحداً لم يجرؤ على التنفس ..
كل الأنظار كانت موجهة نحو دوق ليكاون ،
إيرين كانت تمتلك يقيناً غريباً أن الدوق سيستمع لها ..
‘لو كان ينوي مضايقتي ، لما سمح لي بالجلوس هنا من الأساس ..’
عند التفكير في الأمر ، كان دوق ليكاون دائماً هكذا ..
لم يتدخل ليجبر أحداً على نبذها ، ولم يحاول حمايتها ..
وكأن وجوده ووجودها غير مترابطين ..
ولكن في أحيان نادرة ، كان يبدو وكأنه لا يعرف كيفية التعامل معها ..
توقف دوق ليكاون عن مراقبتها للحظة ، ومسح فمه بهدوء بمنديل ..
إشارة واضحة إلى أنه لن يمنعها من القيام بما تريد ..
ومع صمت الدوق ، لم يجرؤ أحد على التدخل
أدركت ميا أن الأمور تأخذ منحى سيئاً ، فتحدثت بوجه متوتر:
“سيدي ، لا يجب أن تفعل هذا بسببي!”
نظرت إيرين إلى ميا بنظرة باردة وقالت:
“كيف ينبغي أن أعلم شخصاً يتدخل في حديث من هم أعلى منه؟ أخبرني أنت يا ديتريش …”
عض ديتريش شفته وقال:
“بدلي الصحن ..”.
“سيدي!”
ركضت ميا مكانها في توتر ، ووجهها أصبح شاحباً كالأموات ..
نظرات كلوي ومايكل تحولت نحو ميا في حيرة بسبب رد فعلها الغريب ..
لم يكن ديتريش الوحيد الذي لاحظ غرابة الموقف؛ حتى من ليسوا دقيقين في ملاحظاتهم أدركوا أن شيئاً غريباً يحدث ..
قالت إيرين بنبرة صارمة:
“إذا أردت التراجع الآن ، يمكنك الانسحاب ..”
لكنها كانت تعرف أن ديتريش لن يتراجع ، كبرياء أفراد عائلة ليكاون كان دائماً عالياً ، وكانت إيرين نفسها تحمل نفس الكبرياء ..
“بدلي الصحن! وتأكدي من الوفاء بوعدكِ.”
كما توقعت ، وافق ديتريش على الاقتراح ،
ناولته إيرين صحنها بهدوء ..
ميا ، التي كانت في حالة من الصدمة ، لم تستطع سوى النظر إليهما بوجه متجمد ..
حتى عندما سقطت عكازها على الأرض ، لم تبدِ أي انتباه ، وركضت نحو ديتريش قائلة:
“سيدي ، دعني أنا أتناول الحساء بدلاً منك!”
“…ميا، ماذا بكِ؟”
قال ديتريش وهو يقطب حاجبيه ..
“حتى لو كنت قد تناولته ، فهو في النهاية نفس الحساء …”
“لكن…”
ترددت ميا ، ولم تستطع سوى تحريك شفتيها بقلق …
بتعبير مشكك ، تناول ديتريش ملعقة من الحساء ووضعها في فمه ..
“أوه!”
فجأة ، عبس بقوة وألقى بالملعقة على الطاولة بصوت عالٍ ..
نظر إلى إيرين بغضب وقال:
“ماذا وضعتِ في الحساء؟”
ردت إيرين بهدوء وهي تتفحص الحاضرين:
“هل رأى أحدكم أنني وضعت شيئاً في الحساء؟”
كل من تقاطعت أعينهم مع نظرتها خفضوا رؤوسهم بصمت ..
وجه دوق ليكاون نظراته إلى أحد الخدم بجانبه وأمره:
“أحضر الحساء إلى هنا.”
“حاضر ، سيدي …”
أحضر الخادم الحساء الذي تناوله ديتريش ووضعه أمام الدوق ..
تناول الدوق ملعقة جديدة وتذوق الحساء ..
عيناه الباردتان تلألأتا بحدة ..
قال بصوت صارم:
“ميا رينييه.”
“نعم… سيدي.”
ردت ميا بصوت مرتجف ووجه شاحب ..
“من المسؤول عن إعداد الطعام هنا؟”
“أنا… أنا المسؤولة.”
ردت بصوت متقطع وهي ترتجف ..
دفع الدوق صحن الحساء نحوها وسأل:
“ثم ، كيف تفسرين هذا؟”
حاولت ميا تغيير استراتيجيتها بسرعة ، فغمرت يدها في الحساء وتذوقته ، ثم ظهرت على وجهها علامات الدهشة وقالت:
“يبدو أن إحدى خادمات المطبخ ارتكبت خطأ ، سأقوم بإصلاحه فوراً وإحضار حساء جديد.”
كانت تحاول الهروب من المسؤولية ورمي الخطأ على الآخرين ..
‘كما توقعت ..’
ابتسمت إيرين بخفاء وهي تراقب الموقف ،
ولكن هذا التصرف كان خطأً فادحاً من ميا ،
وجوه الخادمات ، اللواتي كن يدركن أنهن قد يتعرضن للاتهام ، أصبحت شاحبة ..
قال الدوق ببرود:
“هل يتم إعداد كل حساء على حدة لهذا الطاولة؟”
“هذا… ليس كذلك…”
“أنتِ ، أجيبيني ..”
أشار الدوق إلى خادمة أخرى ..
الخادمة التي وقع عليها الاختيار ، نظرت بخوف بين ميا والدوق ، ثم فتحت فمها بصوت مرتجف:
“نحن نطهو الحساء معاً ، ولكن… اليوم تم إصدار أمر بطهي حساء خاص للسيدة إيرين فقط …”
“من الذي أصدر هذا الأمر؟”
“السيّدة… السيّدة ميا رينييه…”
كانت الإجابة متوقعة ..
ميا حاولت أن تنجو بنفسها مثل السمكة الزلقة وألقت اللوم على الخادمات ، ولم يكن من المنطقي أن تدافع الخادمات عنها ..
قالت ميا ، وهي شاحبة الوجه ، بصوت مليء بالاعتراض:
“سيّدي ، هذا كذب محض! لماذا سأصدر مثل هذا الأمر؟”
بينما كانت تقول ذلك ، عض ديتريش شفته ونهض من مقعده فجأة ..
“أنا… أنا من فعل ذلك! أردت الانتقام لأن الغراب تسبب في إصابة مربية!”
كان ديتريش يكذب ، وهذا واضح من نظراته المترددة ..
لم يكن هناك أحد في عائلة ليكاون يجهل ضعف ديتريش في الكذب ..
“المربية لم ترتكب أي خطأ.”
قال ديتريش ذلك ، وأنهى كذبته ، ليعم صمت طويل ..
ميا رينييه ، التي كانت تحاول جاهدة تجنب النظر إلى الدوق ، لم تستطع سوى التحديق في إيرين بخوف وهي تشعر بتوتر بالغ ..
كان من الطبيعي أن تظهر الطبيعة الحقيقية للشخص عندما يكون في خطر ..
وكانت إيرين ، التي أمضت وقتاً طويلاً في ساحات القتال ، تعرف ذلك جيداً ..
كانت تعرف تماماً كم يمكن أن تكون الطبيعة البشرية بشعة ..
قالت إيرين وهي تنظر مباشرة إلى ديتريش:
“أرأيت ، ديتريش؟”
“أنت تخاطر بنفسك وتحاول حمايتها ، لكن ميا رينييه تهتم فقط بنفسها ، وتلزم الصمت.”
ترجمة ، فتافيت ..