I will make the male lead step down - 26
بعد يوم طويل من التسوق ، وصلت إيرين إلى قلعة الدوق ، ولم تستطع أن تشيح بنظرها عن الأمتعة التي كانت تُنزَّل من العربة ..
كانت تلك الأمتعة تضم الملابس التي اشترتها اليوم في السوق ، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الدروع والسيوف ..
‘كل هذه الأشياء لي؟ ..’
ما زالت غير قادرة على تصديق ذلك ..
كمية الأمتعة تلك لا شك أنها تطلبت إنفاقًا كبيرًا ..
“هل هذا معقول؟”
لم تكن أراضي ليكاون خصبة جدًا ، ولم تكن تملك الكثير من المناجم أيضًا ..
بينما كانت إيرين غارقة في قلقها ، مرت كلوي بجانبها وقالت:
“لا تجرؤين على القلق ..”
“…”.
لم تكن إيرين في مزاج يسمح لها بالتحدث ،
بينما كانت كلوي تتفقد حالة الأمتعة وهي مكتوفة الذراعين ، قالت:
“أرسلت الإمبراطورية بعض الأموال كمكافأة.”
“…أموال؟”
“نعم ، كمكافأة تقديرًا لمساهمتكِ …”
كانت إيرين تعتقد أن هذا التقدير كان متعلقًا باتفاقية تصدير الأسلحة الخاصة بعائلة ليكاون ..
لكن إن لم يكن ذلك السبب ، فهناك احتمال واحد واضح ..
‘راينهارت …’
لقد تم تعديل صفقة تصدير الأسلحة ليس بناءً على طلب الإمبراطور ، بل بمبادرة من راينهارت نفسه ..
إذا كان ذلك صحيحًا ، فإن عائلة ليكاون استفادت مباشرة من راينهارت ، وليس من الإمبراطور ..
‘إذا كان قد خطط لهذا الأمر عن قصد…’
هل يمكن لصبي في الثالثة عشرة من عمره أن يكون بهذه البراعة؟ كانت دهائه تتجاوز عمره بكثير ..
للحظة ، شكّت إيرين في أنه ربما عاد بالزمن كما حدث معها ، لكنها سرعان ما تخلت عن هذا الشك ..
فلو كان الأمر كذلك ، لما تركها ، التي كانت الذراع اليمنى لرويد ، تمر دون تحرك ..
‘من الأفضل ألا أعتبره عدوًا ..’
بينما كانت إيرين عائدة إلى غرفتها في القلعة ، شعرت بنظرات الخدم والحشم تتوقف عندها للحظات ثم تختفي بسرعة ..
في البداية ظنت أنه مجرد وهم ، لكن عندما تكرر الأمر خمس مرات ، أدركت أنه ليس كذلك ..
‘هل أبدو غريبة إلى هذا الحد؟ ..’
شعرت إيرين بالحرج وهي تعدّل ملابسها بخفة ، وسرعت خطاها نحو غرفتها …
لكن ، بخلاف توقعها بوجود لونا فقط ، كانت هناك ضيفة غير مرغوب فيها ..
كانت ميا ، التي ربطت شعرها البني بشكل أنيق ، تجلس متقاطعة الساقين على الكرسي ، بينما لونا كانت واقفة ووجهها منتفخ ..
تجاهلت إيرين ميا وتوجهت مباشرة إلى لونا.
“ما الذي حدث لوجهكِ؟”
“لا شيء.”
هزّت لونا رأسها وأغلقت فمها ..
“بعض التأديب لقلة احترامها ، هل هناك مشكلة في ذلك؟”
لم تُنكر ميا ، بل وقفت مبتسمة من الكرسي ..
“أريد أن أسمع ما حدث بالتفصيل ..”
نظرت إيرين مباشرة إلى عيني ميا التي كانت تتطلع إليها بابتسامة ساخرة ..
رغم مظهرها البريء ، كانت نظرة ميا مليئة بالازدراء ..
في الماضي ، كانت تلك النظرة تخيفها ..
على وجه التحديد ، كانت تخاف من العداء الصريح والأحادي الجانب ..
كانت تخشى أن تُبغَض ..
‘لكن هذا لا يعني شيئًا الآن ..’
كانت الخيانة من قِبل شخص تثق به أكثر رعبًا ..
أما الآن ، فتصرف ميا بدا سخيفًا من شخص بالغ تجاه طفلة ..
ضحكت ميا بسخرية ، غير متوقعة أن تواجهها إيرين بهذه الطريقة ..
“لماذا عليّ أن أخبركِ بكل شيء، أيتها الآنسة؟”
من الواضح أن عدم إيضاحها للتفاصيل يعني أنها كانت تبحث عن ذريعة تافهة ، وهذا كان أسلوبها المعتاد ..
“عدم رؤيتي لفترة لا يبرر إهانتي بهذه الطريقة ، يا آنسة.”
اقتربت منها بخطوات واثقة ، ورفعت يدها ، مشهد لم يختلف عن الماضي بشيء ..
حين رفعت ميا يدها ، أغلقت لونا عينيها بشدة ، وكأنها لا تستطيع مشاهدة ما سيحدث
“التأديب ليس من مسؤوليات السيدة.”
طَاخ!
أمسكت إيرين بمعصم ميا دون أي تعبير على وجهها ، ونظرت إليها مباشرة بعينين ثابتتين
“أعتقد أنني الشخص المسؤول عن التأديب هنا ، هل تظنين أنني مخطئة؟”
ثم دفعت يدها بقوة إلى الجانب ..
“آآآه!”
سقطت ميا على الأرض بشكل مذل ..
“م… ما هذا؟”
امتلأ وجه ميا بالذهول والغضب ، وكأنها لا تصدق ما حدث لها ..
“ماذا فعلتِ بي الآن؟”
“تأديب.”
ردّت إيرين بكلمة واحدة فقط ، تفسيرًا لما فعلته ..
كانت تلك الكلمة كافية لتُشعل وجه ميا بالعار ، وتحمر وجنتاها من شدة الإهانة ..
“هذا…!”
حاولت ميا النهوض ، لكنها أطلقت صرخة حادة وعادت لتجلس على الأرض ، وقد التوت كاحلها أثناء السقوط ..
نظرت إليها إيرين بتنهيدة ، دون أن تُبدي أي تعاطف ..
طَرَقَ طَرَق ..
تردد صوت طرق على الباب ، ثم فُتح على مصراعيه ..
“أيتها الغراب ، هل رأيتِ المربية صدفة؟”
كان ديتريش ..
بدت عليه ملامح البحث عن المربية ، لكنه تجمد عند رؤية ميا ملقاة على الأرض ، واتسعت عيناه من المفاجأة ..
“ما الذي يجري هنا؟”
“آه… سيدي الشاب!”
تحولت ميا ، التي كانت قبل لحظات تفيض عدوانية ، إلى حمل وديع ، وانخرطت في البكاء بصوت مملوء بالحزن ..
“هل أنتِ من فعلتِ هذا؟”
نظر ديتريش إلى إيرين بنظرة غاضبة لم ترها منه من قبل ..
كان الغضب يتأجج في عينيه ، وكأنها أشعلت فيه نارًا عارمة ..
“أجل.”
لم تنكر إيرين ..
عض ديتريش شفته بقوة ، وقبض على يده حتى كادت عروقه تبرز ، وكأنه يستعد للانقضاض عليها ..
راقبته إيرين بهدوء ، دون أن تظهر أي تأثر ،
رغم كل ما حدث ، لم تكن تنوي تبرير تصرفها له ..
“إذا كنت تريد ضربني ، فافعل ذلك ..”
لكنها بالتأكيد لم تكن تنوي أن تقف مكتوفة اليدين ..
صرّ ديتريش على أسنانه ، ثم تحدث بصوت غاضب:
“ألستِ تشعرين أنكِ وقحة بشكل لا يُصدق؟”
“لا.”
رغم كل الصفات السلبية التي كانت تلوم بها نفسها ، إلا أنها لم تعتقد يومًا أنها وقحة ..
“أخبرني ، ما الذي يجعلني وقحة؟ إذا كان لديك سبب مقنع ، فسوف أفكر في الأمر ..”
نظرت إيرين إلى ميا رينييه ، التي كانت لا تزال ملقاة على الأرض خلفه ، وهي تبكي بهدوء ، بنظرة باردة ..
رغبت بشدة في طرد كليهما فورًا ، لكنها تماسكت ..
‘حتى مغادرتي لهذا المكان ، سأتحمل ..’
كانت تفكر في الحفاظ على علاقة هادئة ، ولكنها كانت تعلم أنها بحاجة للتخلص
من ميا أولًا لتحقيق ذلك ..
“الأمر هو…!”
فتح ديتريش فمه ، وترددت كلماته ، لكنها عرفت تمامًا ما كان ينوي قوله ..
“ألا تدركين أن وجودكِ بحد ذاته هو قمة الوقاحة؟”
كانت تلك هي العبارة التي اعتادت سماعها منه قبل عودتها بالزمن ..
“سيدي الشاب ، لا داعي لأن تُتعب نفسك بحوار غير ضروري بسببي!”
صرخت ميا بصوت مرتجف ، ممزوجًا بالألم ..
عندما اقتربت ميا وهي تترنح ، هرع ديتريش لمساعدتها ودعمها ..
ومع ذلك ، لم ينس أن يوجه نظراته الغاضبة نحو إيرين ..
“هل ستأخذها إلى الطبيب؟”
سألت إيرين بهدوء ، ازداد غضب ديتريش عند سماعه لسؤالها ، وكأنها تتعمد إثارة حنقه ..
تجاهلت إيرين مشاعره الواضحة ، وأمسكت بيد لونا وقادتها نحو ديتريش ..
“ما الأمر الآن؟”
حدق ديتريش بها بدهشة ، بينما همست لونا بصوت مضطرب:
“سيدتي…؟”
“أطلب من الطبيب أن يعاين لونا أيضًا.”
قالت إيرين مشيرة إلى خد لونا ..
عندها فقط لاحظ ديتريش أن خدها كان منتفخًا ، واتسعت عيناه من الصدمة ..
“ما الذي حدث لخدها؟”
“اسأل السيدة ، هي المعنية بالأمر وتعرف السبب جيدًا.”
“ماذا؟ من تقصدين؟”
عقد ديتريش حاجبيه بانزعاج ، وكأنه لم يفهم ما يجري بعد ..
“لا تقصدين المربية ، أليس كذلك؟”
نظرت إيرين بصمت نحو ميا ..
تحدثت ميا إلى ديتريش بنبرة يغلبها الإحساس بالظلم:
“سيدي الشاب ، لا يمكن أن تصدق أنني ضربت أحدًا ، أليس كذلك؟”
امتلأت عيناها بالدموع ، مما جعل وجهها يبدو مظلومًا أمام ديتريش ، الذي رد بملامح صارمة:
“لا تتهمين المربية زورًا.”
ثم غادر الغرفة مصطحبًا ميا معه ..
أطلقت إيرين ضحكة ساخرة ، غير قادرة على استيعاب ما حدث ..
“أن يضع ثقته العمياء بشخص حتى مع وجود الضحية أمامه…”
بدت ثقة ديتريش العمياء في ميا رينييه قوية للغاية ..
اقتربت لونا من إيرين بخجل وقالت:
“سيدتي ، أنا بخير حقًا.”
كان واضحًا من نظرتها أنها ترغب في تجاوز الأمر بهدوء ..
“لماذا صفعتكِ ميا رينييه؟”
“الأمر هو…”
ترددت لونا في الإجابة ..
لكن إيرين شعرت بغريزتها أن للأمر علاقة بها
“إذا كان الأمر له علاقة بي ، فلا تخفيه.”
“…لأنني قلت إنني سأقوم بإعداد طعامكِ ، سيدتي …”
أخيرًا ، اعترفت لونا بأنها تعرضت للضرب بسبب تنفيذها لأمر إيرين ..
“هاه…”
تنهدت إيرين بعمق ..
لم تستطع إلا أن تتساءل عن مدى سهولة حياتها مؤخرًا ، وكأن شيئًا كهذا كان لا بد أن يحدث لتعيد التوازن ..
لم تكن مهتمة بفهم سبب غضب ديتريش الشديد تجاه أمور تتعلق بالمربية ..
لكن مشاعرها تجاه ميا كانت واضحة:
“ميا رينييه…”
أدركت إيرين أن أولى أولوياتها الآن هي التخلص من تلك المرأة ، قبل أي شيء آخر ..
ترجمة ، فتافيت ..