I will make the male lead step down - 24
“لكن يبدو أن لديك الكثير من الهموم على وجهك ، أليس كذلك؟”
“كـ… كيف عرفتِ ذلك؟!”
أدرك ديتريش أن مشاعره قد انكشفت ، فاعترف بالأمر فورًا ، ناسياً الحفاظ على مظهره ..
“لأني لم أرَك ليوم أو يومين فقط ، يا سيدي الصغير …”
ابتسمت ميا بهدوء ، لكن وجهها سرعان ما اكتسى بالحزن ..
“يا سيدي ، هل كنت غاضبًا جدًا لأنني غبت عنك لبعض الوقت؟”
“لا!”
هز ديتريش رأسه بعنف عند سماعه كلماتها ..
“لماذا تظنين أنني قد أكره مربّيتي؟”
“ولكن ، إذن ، لماذا تحاول إخفاء الأمر عني أيضًا؟ ألم نكن نتعاهد على ألا نخفي
شيئًا عن بعضنا البعض؟”
“الأمر هو… حسنًا! لكن لا تخبري أحداً آخر بذلك!”
برّز ديتريش شفتيه بأسى ..
ما زال يشعر بالدهشة عند تذكر ما حدث في قاعة الدراسة ..
” تجرؤ على فعل ذلك معك ، يا سيدي الصغير؟”
تبدلت أجواء الغرفة فجأة إلى التوتر ، مما جعل ديتريش يهز رأسه بتوتر ..
كانت ميا تُظهر مثل هذا الوجه كلما ذُكر الغراب ، لكن هذه اللحظة شعرت بأنها أشد إزعاجًا من المعتاد ..
“يا سيدي، لماذا لم تفعل شيئًا؟”
“الأمر هو… لأنها فتاة.”
لم يستطع الاعتراف بأنه خسر معركة معها بشكل محرج ..
تنهّدت ميا بتعبير يدل على الجهل بما حدث ، متجاهلة تبريره البسيط ..
“يا سيدي ، أنت طيب جدًا.”
ثم بدأت تربّت برفق على رأسه ..
كانت كل لمسة من يديها مليئة باللطف والحنان ، كان ديتريش يحب هذه اللمسات ، إذ جعلته ينسى أنه وحيد ..
“الأمر الصحيح هو تعليمها درسًا يجعلها لا تجرؤ على التصرف بمثل هذه الطريقة مجددًا.”
“أمم…”
هز ديتريش رأسه بصعوبة ..
حين كانت ميا تتحدث بتلك النظرة ، لم يكن من السهل عليه أن يرد عليها ..
‘حسنًا ، المربية لا يمكن أن تكون مخطئة ..’
على الأقل ، كانت ميا الشخص الوحيد الذي يعتني به بصدق ، وهذا ما كان يعتقده ديتريش وهو يحتمي في حضنها ..
—
في هذه الأثناء ، كانت إيرين قد عادت إلى غرفتها ، حيث كانت تُخدم من قبل لونا ..
في البداية ، شعرت إيرين بالغرابة من تلقيها هذه الخدمة ، لكنها الآن اعتادت على لمسات لونا الهادئة وأصبحت تفضلها ..
“سيدتي ..”
بدأت لونا ، التي كانت دائمًا هادئة ، بالحديث بنبرة مترددة ..
“لقد عادت السيدة رينيه هذه المرة.”
ميا رينيه ..
بمجرد سماع هذا الاسم ، شعرت إيرين وكأن ماءً باردًا قد انسكب فوق رأسها ..
كانت ميا مربّية ديتريش وكلوي وصديقة لدوقة ليكيون ..
“آنستي ، إذا كان لدى الإنسان ذرة كرامة ، فلن يظهر في مكان كهذا.”
“بعد كل هذا ، كان يجب أن تدركي حدودكِ …”
ميا ، التي كانت تعذب إيرين بشدة أكثر من أي شخص آخر في هذا المكان ، قد عادت إلى القصر ..
“إذا أردتِ تغيير وظيفتكِ الآن ، فلا تترددي في إخباري …”
كانت ميا رينيه تتمتع بسلطة كبيرة بين العاملين في عائلة ليكيون ..
ومع عودتها ، شعرت إيرين بالقلق الشديد على لونا التي أمامها ..
“قد تواجهين صعوبة بسببي من الآن فصاعدًا.”
عند سماع كلمات إيرين ، توقفت لونا للحظة عن العمل ، وبدت متفاجئة ..
لكنها سرعان ما استعادت هدوءها وأكملت خدمتها بإخلاص ..
شعرت إيرين ، التي قرأت الرفض الضمني ، بتعقيد في مشاعرها دون سبب واضح ..
وبعد أن انتهت من تبديل ملابسها ، تحدثت لونا بهدوء:
“يبدو أن السيدة ستتولى الإشراف على إعداد الطعام بدءًا من اليوم.”
عند سماع ذلك ، تذكرت إيرين حادثة قبل العودة ، حين تناولت حساء البطاطس وأُصيبت بتسمم غذائي شديد ..
لاحقًا ، وبينما كانت مختبئة في المطبخ بحثًا عن شيء تأكله ، سمعت ميا رينيه تأمر بإضافة بطاطس نابتة إلى حسائها …
لم يكن من الصعب استنتاج نية ميا ، خاصة أنها اعتادت تفريغ غضبها على إيرين كلما شعرت بالإزعاج ..
“أريدكِ أن تكوني أنتِ من يُحضّر لي الطعام ، لونا.”
“أنا؟”
“إذا اعترض أحد ، قولي إنها أوامري …”
لونا ، التي لم تكن تعرف شيئًا عن تلك الحادثة ، بدت مستغربة من طلب إيرين ، لكنها أومأت برأسها موافقة ..
“ميا رينيه…”
كانت ميا تحافظ على صورتها كإنسانة طيبة أمام أفراد العائلة ، لكنها كانت تخيف الخدم بشكل لا يخفى ..
فباعتبارها صديقة الدوقة السابقة وموظفة قديمة في منزل ليكيون ، تمتعت بمكانة تضاهي سلطة الدوق بين الخدم ..
‘سيكون هناك الكثير من الخدم الذين سيتجنبونني لفترة ..’
كان واضحًا أن ميا تكره إيرين بشكل علني ، وأي محاولة للدفاع عنها قد تجعل من يساندها هدفًا لميا ، مما سيؤدي إلى صعوبات في الحياة داخل القصر ..
لذلك ، شعرت فجأة بالفضول ..
“… لونا، لماذا تعاملينني بلطف؟”
عندما سمعت لأول مرة أنه سيتم تعيين خادمة لها ، لم تتوقع قط أن تكون الخادمة لطيفة معها ..
فرغم تحسن ظروفها داخل القصر ، لم تتغير حقيقة كونها ابنة غير شرعية ..
كانت تأمل فقط ألا تعاملها الخادمة بقسوة كما فعلت ميا …
“لقد كنت فقط أقوم بعملي …”
ردت لونا على سؤال إيرين وقد احمر وجهها خجلًا ، ثم غادرت المكان ..
بدت حركاتها متوترة بشكل غريب ، مما جعل إيرين تميل رأسها مستغربة ..
—
العاصمة الإمبراطورية ..
كان الطريق الضخم الذي يقسم القصر الإمبراطوري إلى نصفين يُطلق عليه اسم “الشارع الإمبراطوري”.
على جانبي الطريق ، كانت هناك أعمدة مقوسة شاهقة ، وبينها ممر أبيض طويل يمتد إلى الأمام ..
كان هذا الطريق هو السبيل الوحيد للوصول إلى أي مكان داخل القصر الإمبراطوري ..
ولم يكن راينهارت استثناءً من ذلك ..
بعد عودته ، تلقى أمرًا إمبراطوريًا بمقابلة الإمبراطور ، وعند خروجه من غرفة استقبال القصر الإمبراطوري ، بدأ بالسير في ذلك الطريق للوصول إلى قصره ..
وفي أثناء ذلك ، التقى بصبي ..
“واو ، من هذا؟”
كان الصبي ، بشعره البنفسجي وعينيه الذهبيتين ، يرتدي ملابس فاخرة بينما يقف مكتوف الأيدي ..
تجمد وجه راينهارت على الفور ..
“أليس هذا أخي العزيز؟ يبدو أنك عدت سالمًا!”
عادة ، كان راينهارت سيتجاهل لويد ويمضي في طريقه ، لكنه توقف عندما سمع كلماته التالية ..
“سمعت إشاعة تقول إن شخصًا من نسل ليكيون أنقذك ، أليس كذلك؟”
“……”
“آه ، لا تفهمني خطأ ، فأنا لا أصدق ذلك بالطبع ، لكن يُقال إنه لو لم تُنقذك فتاة أصغر منك ، لكنت الآن ميتًا ، مجرد التفكير في هذا يجعلني أشعر بالحزن.”
ثبتت عينا راينهارت الخضراوان على لويد ،
تابع لويد ، مبتسمًا بسخرية:
“يا له من عار على العائلة الإمبراطورية ، تخيل لو كان الابن الأكبر للعائلة الإمبراطورية مختبئًا خلف فتاة أصغر منه وهو يبكي… أليس ذلك مخزيًا؟”
كانت الكلمات التي خرجت من فم الصبي ذي العشر سنوات مليئة بالسخرية التي لا تناسب سنّه ..
هكذا كان الأمر مع أفراد العائلة الإمبراطورية ، فقد كانت نفوسهم أكثر دهاءً مما يوحي به عمرهم ..
وهذا تحديدًا ما كرهه راينهارت بشدة ..
“لكن ، يا أخي الصغير…”
اقترب راينهارت بوجه خالٍ من الابتسامة ..
“في العادة ، عندما يحدث أمر كهذا ، أليس من المفترض أن يشغل الناس سؤال: من حاول قتل أخي ، بدلًا من كيف نجا؟”
تألقت عينا راينهارت الخضراوان بازدراء بارد بينما حدق في لويد …
“أو ربما لأنك تعرف الإجابة ، فلا حاجة للتساؤل ، أليس كذلك؟”
وضع راينهارت يده على كتف لويد ..
“أوه!”
عندما ضغط بيده قليلاً ، رمقه لويد بنظرات غاضبة ..
“لا أعرف عما تتحدث ..”
همس راينهارت في أذنه:
“من الأفضل أن تتوقف عن هذه الأفعال ، إلى متى تظن أنني سأتحمل ذلك؟”
ثم ربت على كتفه وكأنه يفعل ذلك بلطف ، وغادر ..
بدت كلمات راينهارت كتحذير حقيقي ، مما جعل جسد لويد يتجمد ..
أزاح راينهارت يده عن كتف لويد بعنف ، وكأنما لامست حشرة …
شعر بالاشمئزاز الذي لم يشعر به منذ فترة طويلة وهو يدخل مكتبه ..
تنهد بعمق ، متضايقًا من العودة للتفكير في وجود لويد ..
‘كيف يمكن أن يكونا من نفس الدم غير الشرعي…’
ومع ذلك ، يكونان مختلفين إلى هذا الحد ..
فكر راينهارت في إيرين وهو يهز رأسه داخليًا ، مستغربًا من الاختلاف الكبير بينهما لدرجة أنه شعر بالذنب لمجرد مقارنتهما …
جلس على أريكة مكتبه ، فتقدم إليه مساعده وقال:
“جلالتك ، لقد جهزنا الوثائق المتعلقة بفساد الماركيز أكيب …”
كان راينهارت يراجع الوثائق بنظرة حادة ، قبل أن يطلق ضحكة ساخرة ..
لم يكن أمر التحقيق في فساد النبلاء جديدًا عليه ، لكن الماركيز أكيب كان تجسيدًا للفساد …
“أعتقد أن لدينا ما يكفي للإطاحة به ..”
أضاف المساعد ..
إذا تمت معاقبة الماركيز أكيب ، فستعود تلك المشاريع بطبيعة الحال إلى عائلة ليكيون ..
“الإطاحة به وحدها ليست كافية …”
الإطاحة به فقط تعني ترك مجال لإعادة النهوض مرة أخرى …
“يجب اجتثاثه تمامًا.”
“ولكن قد تكون هناك معارضة من جهة الإمبراطورة …”
على مدار خمس سنوات ، وسعت الإمبراطورة نفوذها بشكل كبير ، وكان المساس بأحد أتباعها ذوي النفوذ الكبير يشكل عبئًا
حتى على راينهارت ..
“ثم …”
رفع راينهارت فنجان الشاي وقال:
“علينا أن نوجد سببًا يجعل الدفاع عنه أمرًا مستحيلاً.”
ترجمة ، فتافيت …