I will make the male lead step down - 21
“إذن ، سأعود الآن …”
قدمت تحيتها بأدب ، ثم استدارت بخطوات هادئة ..
لقد فعلتها ..
كان قلبها ينبض بقوة ..
بعد أن أدركت متأخرة ما قالته ، حاولت إيرين تهدئة نبضات قلبها المتسارعة أثناء ابتعادها عن الدوق ..
لم يكن عصيانها لأوامره أمرًا قد حدث من قبل في حياتها ..
تقدمت نحو الحصان الأبيض الذي كان يقف بجوار العربة الذهبية ..
كان الحصان ، الذي قامت بترويضه بنفسها ، ينتظرها بهدوء بجانب العربة ..
“أحسنت.”
ربتت على وجه الحصان مرة واحدة ، ثم حاولت امتطاءه ، في تلك اللحظة ، فُتحت باب العربة ..
“يا صاحب السمو!”
“إن فتح الباب فجأة خطر للغاية!”
تفاجأ الفرسان الذين كانوا يسترجعون ما حدث قبل لحظات ، وأظهروا قلقهم ..
طالب الجميع بصوت واحد بإغلاق الباب بسرعة ، لكن راينهارت لم يلقِ بالًا إليهم ..
“يا آنسة ، تعالي معي …”
لم يكن يقصد مرافقتها فحسب ، بل كان يدعوها للانضمام إليه داخل العربة ..
اقتراح بدا وكأنه صدر بدافع من حسن النية ،
لكن بالنسبة لإيرين ، لم يكن هناك مجال للتفكير ..
بالطبع ، كانت الحراسة أكثر فعالية من الخارج ، حيث يمكنها مراقبة ما يحدث
حول العربة ..
قرأ راينهارت تعبير الرفض على وجهها ، فتحدث قبل أن ترد:
“إذا كنتِ ستقومين بحمايتي ، فمن الأفضل أن تفعلي ذلك بشكل صحيح ، أليس كذلك؟”
اتسعت عينا إيرين الحمراوان قليلًا من الدهشة عند سماع كلامه …
“هل تثق بي الآن؟”
عندما التقت عيناها بعينيه ، بدا عليه بعض الارتباك وهو يشيح بنظره عنها ..
شعرت إيرين بخيبة أمل طفيفة لعدم تلقيها إجابة واضحة ، لكنها استجمعت رباطة جأشها بسرعة ..
حسنًا ، كان الأمر صعبًا منذ البداية ..
بالنظر إلى أن عمرها لا يتجاوز العشر سنوات ، وكانت ابنة غير شرعية ، فلماذا يرغب في منحها هذا المقعد بجانبه؟
انتقدت نفسها على توقعاتها غير الواقعية ، وحاولت الحفاظ على هدوئها ..
نقر راينهارت على باب العربة بإشارة عصبية بعض الشيء ..
“ادخلي أولًا ، هناك أمور علينا مناقشتها.”
“أمور للنقاش؟”
“بما أنكِ أوفيتِ بوعدكِ ، فمن الطبيعي أن أفي بوعدي أيضًا …”
وعد ..
لم يكن هناك سوى وعد واحد بينهما ..
فهمت إيرين قصده ، وبعد أن نظرت حولها للحظة بتردد ، دخلت العربة ..
جلست إيرين على المقعد المقابل له بحذر ،
كانت تلك المرة الأولى التي تركب فيها عربة ، وشعرت بالغرابة ..
كانت العربة الملكية واسعة ومريحة للغاية ،
المقاعد ناعمة جدًا ..
بينما كانت تلمس المقعد المغطى بالقماش الأحمر ، لم تستطع إخفاء إعجابها ..
هل هذا حرير؟
لم يسبق لها أن لمست مثل هذا النسيج الناعم طوال حياتها ..
في الشمال البارد ، لم يكن يُستخدم هذا النوع من الأقمشة بسبب ضعف مقاومتها للبرودة ..
بينما كانت إيرين تلمس المقعد الذي تجلس عليه ، شعرت بنظرات موجهة إليها ، فتوقفت عن فعل ذلك ..
“يبدو أنكِ معجبة بالمقعد ..”
“إنه جيد للغاية وناعم.”
ابتسم راينهارت قليلاً وقال:
“أنتِ شخصية فريدة حقًا ..”
نظرت إيرين إلى راينهارت بارتباك ، غير قادرة على تحديد ما إذا كانت كلماته مدحًا أم إهانة ..
أما راينهارت ، فقد سعل بخفة ثم دخل في صلب الموضوع …
“هل لا يزال المقابل للصفقة كما هو؟ يمكنكِ طلب شيء آخر إذا أردتِ.”
في الواقع ، كان الحفاظ على الصفقة كما هي أكثر فائدة لراينهارت ..
فهذا يمنحه ذريعة لمساعدة عائلة ليكاون ،
الدوق ليكاون بالكاد يمكنه رفض هذا الاتفاق …
ولكن ، راينهارت أراد أن تستفيد إيرين شخصيًا من هذه الصفقة ، ولو بشكل بسيط ،
كان يرى أن التضحية من أجل الآخرين الذين لا يعترفون بجهودها أمر غير منطقي …
ما الذي أفكر فيه الآن؟
تجعد جبينه وهو يفكر في نفسه ..
هذا الفضول الزائد… إلى متى سأظل هكذا؟
فكرت إيرين في كلامه للحظة ، ثم أجابت بهدوء:
“أود أن تبقى كما هي …”
قالت ذلك بثقة ، دون أي أثر للتردد على وجهها
تنهد راينهارت بعمق وأسند ظهره إلى الأريكة.
“…أنتِ مختلفة تمامًا عن البعض …”
تمتم بكلمات لم تفهمها إيرين، فسألته بفضول:
“عن مَن تتحدث؟”
أجابها بنبرة مبهمة وهو ينظر إلى النافذة:
“هناك شخص أناني لا يفكر سوى في نفسه.”
تردد صدى كلماته في ذهنه ..
هل يمكنني أن أكون بريئًا تمامًا من
هذا الوصف؟
ألقى نظرة طويلة على الفتاة الجالسة أمامه ، غارقًا في أفكاره العميقة …
—
في مساء اليوم الأول من مهرجان الأرواح ، كانت قلعة الدوق مليئة بالضجيج بسبب الأخبار المتداولة …
الأولى: أن الأمير كاد يتعرض لمحاولة اغتيال أثناء إقامته في ليكاون ..
الثانية: أن من أنقذه كانت ابنة عائلة ليكاون بالتبني …
كان بإمكان الخدم الحديث عن هذه القصة طوال اليوم ، لكنهم انشغلوا بموضوع آخر
“هل صحيح أن السيد الأكبر وُبخ بسبب ذلك؟”
“يُقال ذلك ، لذا تم تكليفه بقيادة فرقة الصيد القادمة …”
“كيف عرفتِ هذا؟”
“سمعتُ ذلك أثناء تقديم الوجبات للفرسان.”
ضحكت الخادمات بمرح وواصلن حديثهن ..
“لكن السيد الأصغر لم يُعاقب حتى في حادثة اليتّي …”
“بالضبط! ما الخطأ الذي ارتكبه السيد الأكبر إذن؟”
بينما كنّ منهمكات في الحديث ، ظهرت أمامهن شابة ، فتقدمن نحوها سريعًا ..
كانت تلك لونا ، الخادمة المختارة لخدمة إيرين ..
اشتهرت بلطفها وعلاقاتها الطيبة مع جميع الخادمات ..
“كيف تسير الأمور معكِ؟ هل عملكِ شاق؟”
أبدى خدم القلعة اهتمامًا كبيرًا بإيرين ، حتى وإن أظهروا غير ذلك ..
فقد أصبحت محور الأحاديث بعد أن خرجت من عزلتها لتصبح بطلة الحكايات الأخيرة ..
في رتابة أيامهم ، كان وجود إيرين مادة مثيرة للنقاش ..
أجابت لونا بابتسامة هادئة:
“ليس شاقًا أبدًا ، إنها هادئة للغاية ولا تطلب الكثير …”
“حقًا؟ ألا تشكو من شيء؟”
“أبدًا.”
هزّت لونا رأسها بتأكيد ، فظهر على وجوه الخادمات تعبير مليء بالأسف …
“آه! لو أنني تطوعت لخدمتها في ذلك الوقت.”
“وأنا كذلك ..”
كانت تعابيرهن تعكس الندم لعدم تطوعهن لتصبح إحداهن خادمة لإيرين ..
ابتسمت لونا بخفة عند سماع تلك الكلمات ، لكنها لم تشعر بالراحة الكاملة …
كان الجميع يحسدها على موقعها ، لكن ما رأته من قرب لم يكن يدعو للحسد ..
من بعيد ، لم تكن لونا تعلم ..
لكن بمراقبتها من قرب ، لاحظت أن وجه السيدة الصغيرة كانت تعتريه أحيانًا مسحة من الحزن والظلام ..
كانت لونا ، التي لديها أخت صغيرة في نفس عمر إيرين ، تعرف جيدًا كيف تكون الفتيات في مثل هذا العمر بريئات ومشاغبات ..
لكن تلك الأجواء كانت غائبة تمامًا عن إيرين ..
استطاعت لونا أن تفهم ، ولو قليلاً ، طبيعة الحياة التي عاشتها وما تحمله في قلبها ..
“لونا، ماذا تفعل عندما تكون بمفردها؟”
“لا تمارس سوى التدريب على السيف.”
“حقًا؟ إذن هذه هي مهارتها الحقيقية…”
“كنت أعتقد أنها ربما عقدت صفقة مع الشيطان!”
“ما هذا الكلام؟ لا تقولين ذلك!”
صرخت الخادمات بذهول وضربن بخفة على ظهر الخادمة التي ذكرت الشيطان ..
في الواقع ، كُنّ جميعًا يفكرن في الأمر ذاته ،
إذ بدت مهاراتها وكأنها شيء خارج عن المألوف ، أشبه بقدرات مكتسبة عن طريق بيع الروح …
ومع ذلك ، إذا كانت إيرين تعزل نفسها يوميًا في غرفتها للتدريب على السيف ، فقد يكون الأمر مفهوماً نوعًا ما ..
“ثم ، السيدة الصغيرة تخفي قوتها الحقيقية…”
قاطعت أصواتهن فجأة صوت رجل مألوف ،
عندما التفتن ، كان الوجه المألوف هو الطبيب المسؤول عن علاج قاطني القصر ..
كان هذا هو الطبيب الذي عالج إصابة إيرين في وقت سابق ..
كان من النادر جدًا أن يشارك الطبيب في الأحاديث الخاصة مع الخدم ..
لكنه بعدما استمع لحديثهن ، تدخل بجرأة ليقول:
“هل رأيتن السيدة الصغيرة وهي تستخدم السيف من قبل؟”
“لا، لم نرَ.”
“…حسنًا ، يجب أن تشاهدنها!”
“لماذا؟”
أثارت جديته توتر الخادمات ولفت انتباههن ،
فردّ بوقار ، وملامح وجهه مليئة بالإعجاب:
“لأنها مذهلة حقًا.”
—
“ماذا تفعلين أثناء المبارزة؟”
تحدثت كلوي بامتعاض ، مع تقطيب حاجبيها ،
كانت إيرين تحك أذنها وهي ترد بخجل:
“أشعر بحكة في أذني ..”
“تحملي قليلاً وركزي …”
في الواقع ، لم تستطع إيرين التركيز على السيف …
كانت أفكارها مشغولة بما حدث ليلة أمس ..
بعد انتهاء مهرجان الأرواح ، وعندما عادت إلى قصر الدوق ودخلت للنوم ، سمعت طرقًا على الباب ..
‘من يمكن أن يكون في هذه الساعة المتأخرة؟ ..’
لأول مرة تواجه موقفًا كهذا ، فتحت إيرين الباب بوجه مليء بالاستغراب ..
كان مايكل يقف أمام الباب بوجه متجمد ،
في هذه اللحظة المفاجئة ، لم تنبس إيرين بكلمة ، واكتفت بالنظر إليه بصمت ..
واستمر الصمت المطبق بينهما لفترة طويلة ، دون أن ينطق أي منهما ..
وحين همّت إيرين بإغلاق الباب ، تكلم مايكل أخيرًا:
“خلال مهرجان الأرواح ، أمرني والدي أن أوصل معلومات عن محاولة الاغتيال …”
“…إلى من؟”
هل كان من المفترض أن ينقل هذه المعلومات إلى راينهارت؟
لكنها أدركت ، في نفس الوقت ، أن ذلك لم يكن السبب الحقيقي ..
لو كان كذلك ، فلماذا جاء مايكل إلى غرفتها في هذه الساعة المتأخرة من الليل؟
“…إليكِ.”
أجاب مايكل ..
تجمدت شفاه إيرين ..
معرفته بمحاولة الاغتيال وعدم إبلاغها بذلك كان يحمل نية واضحة …
‘هذا يعني أن مصيري لا يهمه بأي حال ..’
أو ربما كان يأمل أن تُقتل وهي متورطة في هذا الأمر …
حين فكرت في الأمر بهذه الطريقة ، بدا الموقف متناقضًا ..
في حياتها السابقة ، كان مايكل هو من أنقذها، فلماذا تصرف بهذه الطريقة الآن؟
لم تستطع رؤية تعبير وجهه جيدًا بسبب الظلام الذي يغطي الغرفة ..
“وماذا بعد؟”
ماذا يريد أن يقول لها؟
كان سؤالها بسيطًا ، لكنه دفع مايكل لتحريك شفتيه وكأنه يحاول العثور على الكلمات المناسبة ..
وبعد صمت طويل ، أجاب أخيرًا:
“…إذا كنتِ تكرهينني بسبب ما فعلت ، فقولي ذلك.”
ما نوع الإجابة التي يتوقعها؟
نظرت إيرين إليه بنظرة مليئة بالدهشة ..
كانت يداه ، ترتجفان بشكل طفيف ، وكأنه يخشى الرد الذي قد يصدر عنها ..
ترجمة ، فتافيت …