I will make the male lead step down - 17
“لا أشعر بأي شيء …”
“…أفهم ..”
أطلق راينهارت تنهيدة خفيفة من دون أن يدرك ، ثم سأل:
“بالمناسبة ، كيف حال السيدة ؟”
“كما ترى ، هي بخير تمامًا …”
وجه مايكل نظره نحو كلوي ..
رغم أن راينهارت كان يقصد سيدة أخرى ، إلا أنه ، بالنظر إلى العلاقة بينهما ، قرر ألا يستفسر أكثر ..
‘من المؤكد أن العلاقة بين إيرين ليكاون ومايكل ليست جيدة ..’
تساءل راينهارت في داخله كم عدد الأشخاص في هذا المنزل الذين يظهرون حسن النية تجاهها ..
منذ وصوله ، شهد العديد من الأحداث المتعلقة بها ، ولم يكن من الصعب عليه ملاحظة أن لا أحد هنا يقف في صفها ..
ازدحمت أفكاره بما لا داعي له ، وبدأ رأسه يثقل ، فحاول توجيه انتباهه إلى شيء آخر أمسك بالسيف وقال:
“لم لا نتدرب قليلاً؟ مضى وقت طويل ..”
“لا أريد ..”
ضحك راينهارت بخفة على رفض مايكل القاطع ، وقال:
“سأضمن ألا أتشتت كما حدث في المرة السابقة …”
تردد مايكل للحظة ، ثم أجاب بعد تفكير:
“لا.”
ثم رفع سيفه بصمت وقال ببرود:
“سأحرص على ألا يكون لديك وقت للتشتت.”
لمعت عيناه بنظرة باردة وهو ينظر إلى السيف ، لكن راينهارت ، الذي لم يلاحظ تلك النظرة ، وقف أمامه مستعدًا دون تفكير …
بعد وقت قصير ، بدأ يندم على قراره بمواجهة مايكل ..
—
كان وجه فيليكس مليئًا بعدم الرضا وهو في طريقه إلى قاعة الدرس ..
عندما سمع لأول مرة أن تلك الابنة غير الشرعية التي تعيش تحت رحمة آل ليكاون ستشارك في دروس سيدة ليكاون ، اعتقد أنها ستكون مجرد خادمة تتلقى الإهانة بدلاً عنها ..
لكن ما حدث أنها كانت تشارك في الدروس على قدم المساواة معها ..
“تبا ، هذا يقلل من المكانة.”
إذا انتشرت أخبار تدريسه لابنة غير شرعية بين أعضاء الأكاديمية ، فسيصبح أضحوكة ..
كان هذا وحده كافيًا ليزيد من استيائه ، لكن موقفها المتكبر أثناء حضور الدروس زاد الطين بلة ..
‘سنرى كم ستستمر في رفع رأسها أثناء الدروس ..’
قرر فيليكس إعطاءها مهمة صعبة عن قصد ،
كان متأكدًا أنها لن تتمكن من إنجازها دون مساعدة أحد ..
وبالنظر إلى وضع إيرين ، لم يكن هناك أحد يمكنه مد يد العون لها ..
إذا ظهر أي خطأ ولو بسيط ، كان فيليكس مستعدًا تمامًا لإحراجها أمام الجميع ..
“هاها…”
ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتي فيليكس ،
لكن تلك الابتسامة لم تدم طويلًا ..
فور فتحه باب قاعة الدرس ، كان هناك شخص لم يتوقع وجوده على الإطلاق ..
“لماذا السيد الشاب هنا…؟”
ديتريش ليكاون ..
كانت شهرة عائلة ليكاون بجمال أفرادها واسعة النطاق ، ولم يكن هذا الشاب استثناءً؛ إذ بدا كأنه تجسيد لروح القمر نفسه ..
لكن مظهره البريء لم يكن ليخدع أحدًا ..
فهو الابن الأصغر ، المعروف بسمعته السيئة ، وكان يجلس على كرسيه بوضعية متراخية تؤكد ذلك ..
“لماذا؟”
جعد ديتريش حاجبيه وسأل:
“ألست مؤهلًا للبقاء هنا؟”
سرعان ما غيّر فيليكس تعبيره إلى ابتسامة خادعة وقال:
“أوه ، بالطبع ليس هذا هو القصد يا سيدي الشاب ، ولكن بما أن لدينا الآن درسًا في التاريخ ، فمن المتوقع أن تأتي السيدة قريبًا.”
كان يقصد بوضوح أن وجود ديتريش غير مرحب به وأن عليه المغادرة ..
“وماذا في ذلك؟”
رمقه ديتريش بنظرات متفاجئة وقال:
“سأشارك أنا أيضًا في هذا الدرس ..”
“عذرًا؟”
أدرك فيليكس أن هناك شيئًا غريبًا يحدث ..
“ولكن ، ألا تفضل الابتعاد عن التاريخ عادةً…؟”
كانت كلماته اختيارية لتجنب وصف ديتريش بعدم الاكتراث ، فالحقيقة أن ديتريش لم يكن يكره التاريخ فحسب ، بل كان يكره جميع المواد الدراسية باستثناء فنون القتال ..
“فجأة شعرت بالاهتمام بهذا الدرس.”
ابتسم ديتريش ابتسامة ماكرة ، مما أثار فيليكس شعورًا غريبًا بالقلق ..
‘ما الذي يدبره هذا الشقي؟ ..’
ضحك فيليكس بتوتر وقال:
“هاها ، إنها أخبار سارة أن السيد الشاب يشعر بالاهتمام بالدراسة ، لا شك أن الدوق سيشعر بالفخر …”
“بالتأكيد ..”
قال ديتريش بينما يعقد ذراعيه بابتسامة متعجرفة ..
تردد فيليكس للحظة ، محاولًا الحفاظ على هدوئه رغم التوتر الذي شعر به ..
وفي تلك اللحظة ، فتح الباب ودخلت كلوي وإيرين إلى القاعة معًا ..
“…”
توقفت كلتاهما فجأة عند رؤيته ..
لم يتفقا على التصرف بهذه الطريقة ، لكن كان ذلك رد فعل تلقائي منهما ..
“لماذا أنت هنا؟”
كانت نظرات الاثنتين نحو ديتريش تحمل هذا السؤال ..
ثم تجاوزته كلوي لتضع كتبها على الطاولة ، وقالت بصوت هادئ:
“إلى متى ستبقى هنا؟”
“جئت لحضور الدرس أيضًا ..”
ردّ ديتريش بحدة ، بدا على وجه كلوي مزيج من الدهشة والاستغراب ..
“أنت؟”
شعر فيليكس برغبة في تشجيع كلوي داخليًا ،
كان تعاملها مع الموقف سلسًا كعادتها ، مما يعكس ذكاءها الذي اشتهرت به في هذه العائلة ..
“إذا كانت هي تحضره ، فلماذا لا يمكنني أنا أيضًا؟”
وأشار بأصبعه نحو إيرين ..
فجأة ، وجدت إيرين نفسها هدفًا للإشارة ، لكن وجهها بقي بلا تعبير ، في الواقع ، بدت شاحبة قليلًا ..
‘كيف أعجز عن حل واجب كهذا… يا لي من حمقاء…’
غاصت إيرين في شعور عميق بالإحباط ، فلم تكن تملك الطاقة للرد على غرور ديتريش ،
كانت تعتقد أن الدراسة مثل المبارزة ، يمكن اللحاق بها بالاجتهاد …
لكنها أدركت أن هذا كان مجرد وهم ، فالكتب التي أعطتها إياها كلوي بدت معقدة للغاية ..
حتى مع ذكرياتها التي امتدت لأكثر من عشرين عامًا ، لم يكن ذلك كافيًا ..
قال فيليكس بتردد:
“إذن… هل يمكننا متابعة الدرس كما هو الآن؟”
جلست كلوي بهدوء وأناقة في مكانها دون أن تنطق بكلمة ..
كانت إيماءة صامتة لفيليكس للإسراع في بدء الدرس ..
تنهد فيليكس بضيق وأطلق سعالًا مصطنعًا قبل أن يجلس في مكانه ويقول:
“سنبدأ أولًا بمراجعة الواجبات المنزلية ..”
ازداد شحوب وجه إيرين ..
لقد حان وقت الحساب ..
بدأ فيليكس بفحص واجب كلوي أولًا ، ثم صفق بإعجاب قائلاً:
“رائع! إنه عمل متقن! لم أرَ تحليلًا عميقًا ونظرة ثاقبة كهذا منذ زمن طويل! والآن…”
“لم أقم بأي واجب.”
قال ديتريش ببرود وهو يهز رأسه ..
رد فيليكس بابتسامة متوترة:
“هاها، لا بأس يا سيدي الشاب ، يمكنك البدء بإحضاره من المرة القادمة ..”
رغم كلماته ، بدا ضيقًا واضحًا على ملامحه ، لكنه سرعان ما وجه نظراته إلى إيرين ..
كان هذا يعني أن دورها قد حان ..
“حقًا؟ إذن لا داعي لتفقد الواجب اليوم.”
قال ديتريش فجأة بنبرة آمرة ..
“ماذا؟ لكن هذا…”
تفاجأ الجميع من طلبه الغريب ..
جلس ديتريش متكئًا على الكرسي وعقد ذراعيه قائلاً:
“هل تنوي إحراجي وحدي فقط لأنني لم أحضر واجبي؟”
“هاها ، بالطبع لا! بالتأكيد سنقدر الوضع.”
“لم أطلب تقديرًا ، قلت إنني لا أريد ذلك ، هل هذا واضح؟”
كانت طريقته المتعجرفة في السيطرة على الدرس أشبه بتصرفات طاغية ..
نظر فيليكس بحرج إلى كلوي ، وكأنه يطلب المساعدة دون أن ينطق ..
لكنها كانت ترتشف شايها بهدوء دون إبداء أي اهتمام ..
“حسنًا… إذن مفهوم.”
لم يكن أمام فيليكس خيار سوى الاستسلام ، غير قادر على مواجهة ديتريش وحده ..
أما إيرين ، التي أفلتت من الحرج دون أن تفعل شيئًا ، فقد اكتفت برمش عينيها بدهشة ،
وهكذا ، بدأ الدرس بطريقة فوضوية ..
لكن فوضى ديتريش لم تتوقف عند هذا الحد ..
“آنسة إيرين ، ما رأيكِ في أبرز مشاكل استراتيجية أستير كما وردت في
هذا الجزء؟”
كان فيليكس يوجه لإيرين أسئلة صعبة في محاولة لتعويض فشله في فحص واجباتها ..
لكن ديتريش كان يقاطع باستمرار:
“إذا كانت بها مشاكل ، فمن الطبيعي أن تؤدي إلى الهزيمة ، ما الجدوى من مناقشة ذلك؟”
“أوه ، إذا لم تستطع إقناعي ، ألا يعني هذا أنك معلم غير كفء؟”
“يا إلهي ، أشعر بالملل ، كم هذا ممل ..”
كان من الواضح أنه يحاول عمدًا تخريب الدرس ..
نظر فيليكس سريعًا نحو كلوي مجددًا ، لكنها لم تُظهر أي اهتمام ، مكتفية بارتشاف الشاي وكأن الأمر لا يعنيها …
‘لماذا لا تفعل شيئًا؟ ..’
لم يستطع فيليكس فهم موقفها المتفرج ،
كانت في العادة لا تتردد في طرد هذا الشاب المستهتر الذي يتعمد إفساد الدرس ..
من ناحية أخرى ، كانت إيرين تراقب ديتريش بتأمل ..
‘لماذا يفعل هذا؟ ..’
بدا واضحًا أن تصرفاته ليست تصرفات شخص حضر الدرس للتعلم ..
كان أشبه بمن جاء لإفساد الدرس فقط ..
قال فيليكس أخيرًا ، وكأنه يفر من الموقف:
“سننهي الدرس هنا.”
لكن إيرين أوقفته فجأة قبل أن يغادر وقالت:
“سأجيب على السؤال الذي طرحته الآن ..”
كانت تعرف تمامًا استراتيجية الجنرال أستير في إمبراطورية ألفيوس ..
لجأ لويد إلى استغلال غرور الشياطين ، فاعتمدت استراتيجيته على التقدم السريع نحوهم عندما يغفلون عن الخطر ..
قالت إيرين:
“لقد كانت الهزيمة بسبب غرورهم المفرط ، حيث اعتقدوا أنهم يتفوقون بكثير على القوى العسكرية والمعلوماتية للدولتين الأخريين ..”
تحدق عيناها الحمراوان مباشرة في فيليكس ، وكأنها تخاطبه شخصيًا ..
شعر فيليكس بعدم الارتياح وأشاح بنظره بعيدًا عنها ..
‘لماذا أشيح بنظري؟ ..’
حاول فيليكس تدارك نفسه وأعاد النظر نحوها بعناد ..
لكن محاولته لم تخفَ على أحد في الغرفة ، إذ بدت تصرفاته غير طبيعية تمامًا ..
قال فيليكس بسرعة:
“هذا خطأ ، لقد انهارت قوات أستير لأن مملكة ساكار خانت الاتفاقية ولم يتوقع الجيش
هذا السيناريو ..”
لكن الرد جاء هذه المرة من جهة كلوي:
“كانت تلك الاتفاقية تنص على أن تظل ساكار محايدة طالما لم تتعدَّ إمبراطورية ألفيوس على أراضيها ، لذا من خرق الاتفاقية هو قائد جيش أستير نفسه …”
“أ-أجل… هذا صحيح.”
كان صوته مضطربًا ..
ثم أضافت كلوي ، وهي تغلق مروحيتها اليدوية بنقرة حادة ، مظهرة ابتسامة باردة:
“أنا لا أحب الدروس التي تقدم معلومات غير دقيقة …”
وبصوت هادئ لكنه يحمل تهديدًا واضحًا ، أكملت:
“لا حاجة لأن تأتي مرة أخرى ..”
شحب وجه فيليكس كليًا ، متحجرًا في مكانه ، وهكذا كان هذا آخر درس يقدمه فيليكس ..
ترجمة ، فتافيت …