I will make the male lead step down - 14
في فترة ما بعد الظهر ، وخلال زيارة راينهارت إلى المكتب ، كان يتحدث مع سيدريك الذي عبس بضيق ..
كان من الصعب للغاية زراعة الأرض القاحلة في شمال البلاد ..
لو كان هناك نعمة إلهية ، لربما أصبحت هذه الأرض القاحلة خصبة ..
“هل تعني بالفعل أنك ستقيم مهرجان الأرواح بدون أي دعم؟”
كان مهرجان الأرواح هو السبيل لتحقيق ذلك ،
كانت عائلة ليكاون تقيم مهرجان الأرواح كل ربيع تقديراً لحاكم الوفرة ..
في الحقيقة ، كان سبب زيارة راينهارت لمنطقة الشمال ليكاون في هذا الوقت
هو هذا المهرجان ..
قال دوق ليكاون وهو يضع فنجانه:
“إذا استعنا بأشخاص من مناطق أخرى ، فإن معنى مهرجان الأرواح الذي يُقام في موطننا سيُفقد …”
كان هذا بمثابة تأكيد بأننا لسنا من نفس المنطقة ، وبالتالي لسنا على نفس الجبهة ..
أدى التعبير المباشر الذي لم يظهر أدنى مرونة إلى شعور راينهارت بشيء من الحيرة ..
على مدى عدة أيام راقب عملية التحضير ، ولكن وضع خزينة القصر كان أسوأ مما
ورد في تقرير القصر الإمبراطوري ..
كان الحبوب والفواكه المخصصة لإقامة الطقوس قليلة للغاية ، واليد العاملة شحيحة.
‘لا أعلم كيف يتمكن قصر الدوق من الاستمرار في هذه الحالة …’
تنهد راينهارت عندما تذكر المائدة الفقيرة التي رأها مقارنة بمآدب القصر الإمبراطوري ..
ولكن كان هناك شخص واحد يستمتع بهذه المائدة الفقيرة وكأنها وليمة حقيقية:
إيرين ليكاون… من جهة ، كان يجد شهيتها للطعام أمراً مدهشاً ، لويد كان ليفقد عقله وينقلب الطاولة في حال رآها ..
قال سيدريك ، مُسنداً ظهره إلى الكرسي وموَجِّهاً نظره نحو النافذة:
“السنة الماضية كانت سنة قحط ، ونحن الآن في حالة تقشف لتقديم المساعدة ، لكنها ليست فقراً كما تخشى …”
كان وجهه يبدو أشد برودة وصلابة من حصن منيع ..
وبدأ وكأنه يُلمّح برغبة في أن يغادر راينهارت المكتب ما إن لم يكن لديه شيء آخر ليقوله ..
ترك راينهارت محاولة إقناعه وخرج من المكتب ..
‘ كأنك تحاول التحدث إلى صخرة عنيدة.’
كان من المعروف عن عائلة ليكاون نزاهتها وإخلاصها الشديد ..
حتى إن هناك مزحة تقال بأن قيام أحد أفراد عائلة ليكاون بطلب رشوة هو علامة على انقلاب العالم رأساً على عقب …
لذا كان من الطبيعي أن يترددوا في قبول مساعدته ، لأنه يعني ضمنياً أنهم سيقفون في صفه ..
‘لو كان لدي دعم ليكاون ، لأصبحت الأمور أكثر سهولة …’
بعد وفاة والدته الإمبراطورة ، لم يعد لدى راينهارت سند قوي …
كانت والدته قد توفيت بعد أن شربت كوباً من الشاي قدمته لها الإمبراطورة الحالية …
أخبرته إحدى وصيفات والدته ، بسرية ، الحقيقة وراء ذلك ..
وحذرته قائلة إنه لو كشف الأمر للإمبراطور ، سيكون مصيره الموت ..
‘مولاي ، عليك أن تتريث وتعيش في صمت ، وأن تتمسك بالحياة بأي ثمن …’
لم يكن الإمبراطور يفضل ابنه الذكي ، بل كان يتحفظ عليه لأنه أظهر قدرات تؤهله للملكية ..
أما والدة لويد ، التي رُفعت لاحقاً إلى مرتبة الإمبراطورة ، فقد عززت نفوذها في هدوء بعد تنصيبها ، حتى أنها ضمت إلى صفها بعض الموالين للإمبراطورة السابقة ..
لم يكن بإمكان راينهارت الوقوف مكتوف اليدين أيضاً. ..
‘ليكاون ..’
بينما كان يبحث عن طرق للبقاء ، وقعت عينه على عائلة ليكاون ..
رغم ظروفهم القاسية ، كانت لديهم وحدة قوية ..
لو نجح في كسب دعم ليكاون ، فإن الخدم والتابعين لهم سينضمون إلى صفه ..
لكن المهمة لم تكن سهلة ..
بينما كان راينهارت يفكر في كيفية كسب ولائهم ، توقف عن السير في الحديقة فجأة ..
‘من هذا؟’
ظل الشعور المستمر بوجود شخص ما مزعجاً ،
‘…هل يمكن أن تكون قوة أرسلتها الإمبراطورة؟’
لكن التحركات كانت فوضوية جداً لتكون محاولة لإخفاء الآثار ..
بسرعة ، تتبع راينهارت الأثر واكتشف الفاعل .
“أنتِ….”
“لا تهتم بي ، تابع ما كنت تفعله …”
ردت إيرين بصوت منضبط ، بدا أسلوبها طبيعياً كأنها لم تشعر بأي غرابة في الموقف ..
“ما الذي تفعلينه بينما لستِ على ما يرام؟”
“أقوم بالحماية.”
قام راينهارت بعبوس أثناء النظر إلى رسغيها وكاحليها الملفوفين بضمادات متعددة ، على الرغم من أنها تبدو وكأنها واثقة جداً بنفسها ..
‘عليكِ أن تحمي نفسكِ أولاً.’
لم يرغب راينهارت في أن يثير حفيظتها ، لذا بقي صامتاً ..
ومع ذلك ، حين تذكر ما حدث في الصباح ، لم يستطع منع نفسه من العبوس ..
‘ماذا؟ القوي يحمي الضعيف؟ هذا طبيعي؟’
كان يتمتع بمستوى جيد من المهارات ، لدرجة أنه لم يكن يتراجع كثيراً حتى في مبارزة مع مايكل ، أصغر المبارزين الأقوياء سناً والأكثر نفوذاً ..
‘حتى وهي مضمَّدة ، تزعم أنها أقوى مني؟’
شعر بضربة على كرامته ، ضربة قاسية أيضاً ،
لكنه أدرك في الوقت ذاته أن التفاخر بقوته أمام شخص مصاب سيكون تصرفاً أحمق …
“أعتقد أنه من الأفضل أن تهتمي بصحتكِ أولاً …”
لكنه لم يستطع إخفاء انزعاجه ..
“هل يزعجك أنني أحميك؟”
حتى إيرين ، رغم قلة بديهتها ، لاحظت أن تعبيره لم يكن مريحاً ، عندها أجاب راينهارت أخيراً:
“ليس مريحاً بالطبع ..”
إشارتها إلى ضعفه ورغبتها في حمايته ضربت كبرياءه كرجل. ..
“حسناً ، فهمت.”
أغلقت إيرين فمها وسرحت في التفكير العميق ..
ماذا يمكنها أن تفعل إذا رفض الشخص الذي تحاول حمايته تلقي الحماية؟
لم تأخذ هذا الاحتمال في الحسبان من قبل ،
مهارتها العالية كانت واضحة بعد أن أثبتتها في حادثة اليتي ..
ولكن رفضه كان يؤكد موقفه الواضح في عدم الرغبة بالاعتماد عليها ..
‘أنا بحاجة إلى طريقة أخرى ..’
كانت من النوع الذي لا يستسلم بسهولة ،
وكانت فترة الصمت الطويلة مزعجة أكثر بالنسبة لراينهارت ..
“حسناً ، كما تريد …”
تراجعت إيرين خطوة إلى الوراء ، لأن الاستمرار في إلحاحها لشخص يرفضها لن يبدو إلا مثيراً للشفقة ..
غادرت الحديقة دون تردد ..
وبينما كان راينهارت يشاهدها وهي تمشي مبتعدة ، وجد نفسه يشعر بالارتباك ..
‘هل قلت شيئاً خاطئاً؟’
أطلق تنهيدة خافتة ، وبدأ يمشي في أرجاء الحديقة بينما يعيد التفكير في كلماته ومشاعره ..
وأخيراً أدرك سبب انزعاجه؛ كان قلقاً من أن تكون قد تأذت من كلامه ..
توجه إلى الحارسين المرافقين له منذ صغره ، كارل ورون ، وسأل:
“هل تعتقدان أن كلماتي كانت قاسية بحقها؟”
كان رون أول من رد عليه:
“حسناً… أعتقد أنها ابنة منبوذة في هذا المنزل ، وربما تريد فقط فرصة للاستفادة من مصالحك يا مولاي ، لذا أظن أن من الأفضل التخلص منها سريعاً ..”
كان رون واحداً من الفرسان الذين انتقدتهم إيرين صباحاً لتراجعهم أمام اليتي ، لذا استغل الفرصة الآن للتقليل من شأنها …
“ولكن ، لم تبدُ كذلك لي …”
“ملامحها باردة جداً… لا يمكنك أبداً معرفة ما تفكر فيه ، وبرأيي ، حتى وإن كانت فتاة صغيرة ، لا ضير في الحذر منها …”
صحيح أن أفكارها كانت صعبة الفهم مقارنةً بفتيات أخريات في عمرها ..
لكن ، بطريقة ما ، شعر راينهارت بالرغبة في الدفاع عنها ..
لكنه كان يعرف أن القيام بذلك الآن سيكون أمراً غريباً ..
في تلك اللحظة ، تدخل كارل ، شقيق رون الأكبر وزميله الفارس ..
“مع ذلك ، تبدو موهوبة للغاية ، فلماذا لا تقربها إلى صفوفنا بدلاً من اعتبارها عدواً؟”
“هذا رأي معقول ..”
هز راينهارت رأسه بالموافقة ، لكنه شعر بشيء من الارتياح في داخله ، وهو ما أثار دهشته قليلاً ..
“لكن بعد كل الإهانة التي تعرضت لها ، هل تظن أنها ستعود لتصبح حارسة شخصية؟”
كلمات رون الصريحة جعلت مزاج راينهارت يهبط مجدداً إلى الحضيض ..
“هل كنت قاسياً للغاية؟”
“عندما تخبر شخصاً في وجهه أنك منزعج منه… أليس هذا قليلاً قاسياً؟”
تنهد راينهارت بعمق من الإحباط ، كان لسانه دائماً يجلب له المتاعب ..
—
ولكن ، على عكس توقعه بأنها لن تظهر مجدداً ، ظهرت في اليوم التالي مباشرة أمامه ..
رفعت إيرين رأسها لتنظر إلى راينهارت الذي بدا عليه الارتباك ، وهي تشعر ببعض الدهشة ..
‘لماذا يبدو متفاجئاً بهذا الشكل؟’
لم تُطِل التفكير في الأمر ، ودخلت في صلب الموضوع مباشرة:
“ما رأيك أن نعقد صفقة بيننا؟”
توقفت خطوات راينهارت ، الذي كان متوجهاً إلى المكتبة ..
“أي صفقة؟”
“أنا سأحميك ، وأنت تقدم المساعدة
لـ ليكاون ..”
“…مساعدة؟ ماذا تعنين بالمساعدة؟”
“ليكاون كانت معروفة بتصدير الأسلحة والصلب ، لكنها فقدت هذه المكانة لصالح
جهة أخرى …”
كان راينهارت يعلم أي جهة تلك ..
عائلة ماركيز أكيب ، التي كانت تسيطر الآن على أهم قنوات توزيع الأسلحة التي كانت ليكاون تعتمد عليها ..
ولسوء الحظ ، كانت عائلة أكيب جزءاً من حزب الإمبراطورة ..
كان هذا العرض بالنسبة لراينهارت صفقة جيدة ..
سيوفر له ذريعة لمساعدة ليكاون بشكل قانوني ، ويمنحه وسيلة للتواصل مع العائلة تحت ذريعة الحراسة ..
‘…حتى لو كانت من نسل غير شرعي ..’
سيكون هذا ذريعة مناسبة للغاية ..
تساءل راينهارت ، متذكراً خلفيتها ، وسألها مباشرة:
“لماذا تتحدثين عن هذا الموضوع بالذات؟”
“ماذا؟”
لاحظ راينهارت بعد فوات الأوان أن هذا ليس موضوعاً يُفترض أن يُثار من طرف ثالث ، لكنه استمر في الحديث ، محاولاً تبرير ما قاله:
“حتى لو تلقى الدوق مساعدة من العائلة الإمبراطورية ، فلن يؤدي ذلك إلى تحسين وضعكِ الشخصي …”
تفاجأت إيرين قليلاً بسبب الإشارة المفاجئة إلى وضعها ..
لم تتوقع أن يكون على دراية بما تعانيه ،
بعد كل شيء ، لم يكن قد أمضى أكثر من أسبوع في قصر الدوق …
بالإضافة إلى ذلك ، لم تُظهر أمامه أي علامات تعب أو معاناة ..
‘رغم ذلك ، يبدو أن كل شيء واضح.’
شعرت إيرين ببعض الإحراج ..
وكأن محاولاتها الجادة لإخفاء وحدتها التي وُلدت معها قد باءت بالفشل …
ترجمة ، فتافيت ..