I will live the life of a scumbag - 2
مرت السنوات كحلم ضبابي. كان ثانياس هناك، دائمًا، كظل لا يفارقها. كانت تعرفه منذ الطفولة، لكنه لم يكن كما ظنّت. شيء ما فيه كان يثير اضطرابها. نظراته؟ طريقته في الحديث؟ لم تكن متأكدة.
لكن بمرور الوقت، تعلمت كيف تقنع نفسها. ثانياس ليس مثل والدها، ليس جامدًا ولا صارمًا. إنه يستمع، يبتسم، يمنحها الشعور بأنها مرئية. ربما لهذا السبب بدأ قلبها يميل إليه. ربما لهذا السبب صدّقت وعوده.
في الليلة التي سبقت حفل نهاية الغزوات، وقفت معه تحت سماء تعج بالنجوم. كان صوته هادئًا لكنه محكم.
“أوفيليا، سأمنحكِ حياة تستحقينها. حرية، سعادة… وعد مني.”
نظرت إليه، بحثت في عينيه عن أي أثر للرياء، لكنها لم تجد سوى اليقين. للمرة الأولى، شعرت بأن حياتها قد تبدأ فعلاً.
“ثانياس… هل تتخيل؟ بعد زواجنا، سيكون لدينا أطفال. نعيش في سلام، بعيدًا عن كل هذا الصخب.”
أمسك يدها برفق، ابتسامته لا تفارق شفتيه.
“بالطبع، أوفيليا. سأفعل كل شيء لجعل ذلك حقيقة.”
الحفل كان كالحلم. الجميع يحتفل، الموسيقى تصدح، الأحاديث تتناثر عن زواجها القريب. وقفت بجانبه، ثوبها الأبيض ينساب كضوء القمر.
كانت تشعر بسعادة غامرة، قلبها يرقص مع كل خطوة. إنه حبها الأول، الشخص الذي اختارته.
ثم، همس بصوته الهادئ:
“سأعود بعد قليل، هناك أمر يجب إنهاؤه.”
شعرت بشيء غريب، لكنه لم يترك لها وقتًا للتفكير. انتظرت، ثم طال انتظارها. القلق بدأ ينمو في صدرها، فخطت نحو الممرات الطويلة، بحثًا عنه.
حتى وصلت.
الباب مفتوح. الداخل مظلم. رائحة الحديد تملأ الهواء.
ثم، رأتهم.
جثث، دماء، صمت قاتل. وسطهم، وقف ثانياس، يديه مغمورتان باللون القرمزي. التفت إليها ببطء، وابتسم.
“لماذا؟!” كان صوتها بالكاد يخرج. “لماذا تفعل هذا؟!”
اقترب، عينيه الذهبيتان تلمعان بجنون.
“أوفيليا… أنتِ لم تفهمي. قلبكِ يحمل ما أحتاجه.”
شعرت بالهواء ينفصل عن رئتيها. لا، هذا ليس حقيقيًا. لا يمكن أن يكون حقيقيًا.
لكن الألم كان حقيقيًا.
حين امتدت يده إلى صدرها، حين همس بكلماته الأخيرة:
“الايسيبرومين… جوهر الحياة. القوة المطلقة. أنتِ لم تكوني سوى مفتاح الخلود.”
عيناها اتسعتا برعب، حاولت أن تتكلم، لكن صوتها اختنق. شريط حياتها مر أمامها، الطفولة، الضحكات، الأمل، وعوده الكاذبة… كلها تناثرت كرماد.
أرادت الصراخ. أرادت أن تعود إلى الوراء، أن تهرب، أن لا تثق. لكن الأوان قد فات.
قبل أن يغرق كل شيء في الظلام، رأته يرفع قلبها أمام عينيه، يلمع بوميض ذهبي قاتم.
“لقد وعدتكِ بحياة أفضل. ولم أكذب… إنها لي الآن.”
ثم، بابتسامة باردة، تناول قلبها… ومع آخر نبضة،
شعرت بالندم ينهشها، بالحياة تتلاشى، بالحلم يتحطم.
وكل شيء انتهى.