I TOOK THE VILLAIN AS A HOUSEKEEPER - 48
**الفصل 48**
***
“إيجيكل…”
كان إيجيكل لا يزال نائمًا. نظرت إليه بقلق، متأملة وجنتيه الشاحبتين تحت رموشه المغلقة.
مررت يدي على شعره الوردي لأتحسس حرارته، ثم أمسكت بيده.
قال إليورد مطمئنًا:
“إنه نائم فقط، لذا لا تقلقي كثيرًا.”
لكن كلماته لم تكن مطمئنة على الإطلاق. سألته بحذر:
“إل، إذن هل تُعتبر هذه القدرة لعنة؟”
“هممم… بالنظر إلى الثمن الباهظ الذي يتوجب دفعه، فمن المنطقي اعتبارها كذلك. كلما كانت القدرة أقوى، كان الثمن أكبر.”
“إذا تجاوز المرء الحد الأقصى وفقد السيطرة، فلن يتمكن من النجاة، صحيح؟”
“إما أن يتحول إلى وحش سحري أو يموت. ذلك لأن طاقته السحرية ستلتهمه تمامًا.”
كانت إجابته مباشرة وبسيطة، على نحو يليق بشيطان.
“التحول إلى وحش سحري؟”
“أصحاب القدرات من الفئة الشيطانية، مثل دانتي وكيليان، تتغير ملامحهم تدريجيًا وفقًا لمراحل استخدامهم لقوتهم. وإذا تجاوزوا الحد الأقصى أو تعرضوا للانجراف الكامل، فإنهم يفقدون السيطرة ويتحولون في النهاية إلى وحوش سحرية. والنتيجة واحدة—إما أن ينهوا حياتهم بأنفسهم، أو يُقتلوا على يد مستخدم قدرة آخر.”
“إذن، ماذا سيحدث لإيجيكل، وهو مستخدم قدرة عنصرية؟”
مسّد إليورد ذقنه وهو يجيب:
“كل مَن لا ينتمي إلى الفئة الشيطانية ينزف حتى الموت. فالجسد البشري لا يستطيع تحمّل ذلك.”
“وكيليان أيضًا يستخدم قوة شيطانية… إذن، حالته خطيرة جدًا، أليس كذلك؟”
“نعم. لقد تقدم الاضمحلال بداخله كثيرًا، ولهذا قام إيجيكل بصنع درع خاص لكبح تحوله إلى وحش سحري.”
في النهاية، جميع مستخدمي القدرات يعيشون وكأنهم قنابل موقوتة.
لهذا السبب كان كيليان دائمًا مرتديًا درعه… لا بد أن العيش داخله طوال الوقت أمر صعب للغاية.
“إيجيكل قد تجاوز بالفعل الحد الأقصى، وتمكن بالكاد من العودة بعد فقدانه السيطرة.”
عند سماع كلماته التالية، شهقتُ بدهشة وحدّقتُ في إليورد.
“هل من الممكن العودة؟”
“إما أن يبرم عقدًا مع شيطان مقابل روحه، أو يجد طريقة أخرى لتهدئة فقدانه للسيطرة.”
“لا تقل لي إن إيز… عقد صفقة مع شيطان؟”
لقد قال إيجيكل شيئًا مشابهًا من قبل—لتحقيق المستحيل، لا بد من التعدي على المحرّمات.
ضيّق إليورد عينيه الحمراوين وهزّ كتفيه بلا مبالاة.
“لا يمكنني الإجابة. هذا سرٌّ مهنيّ.”
قال ذلك بصوت خافت، ثم أضاف وهو ينظر إلى إيجيكل:
“على أي حال، هذا هو سبب حالته الآن.”
تمتمتُ بحزن:
“كم هو مسكين، إنه لا يزال صغيرًا…”
لكن فجأة، طرأت في ذهني فكرة، فالتقت عيناي بعيني إليورد وسألته:
“ما سبب ظهور البوّابة ذلك اليوم؟”
رمقني إليورد بنظرة متفحصة، ثم تمتم وهو يتأمل يدي:
“أصابع سيدتي صغيرة وقصيرة… أظن أن عشرًا منها لن تكون كافية.”
هل كان يقصد أنه سيأخذ جزءًا من جسدي مقابل إخباري بسبب ظهور البوّابة؟ أسرعتُ بإخفاء يدي خلف ظهري.
“ألغي السؤال! لقد غيّرت رأيي للتو!”
اقترب إليورد مني بخطوات واسعة وانحنى قليلًا لينظر إليّ. انعكست في عينيه الحمراوين نظرة ماكرة وهو يبتسم بلؤم.
“ليس من الضروري أن تكون الأصابع… يمكن أن تكون الروح، أو شيء يشبه الروح. أريدها بشدّة.”
بعبارة أخرى، كان يحاول إبرام صفقة مقابل روحي! فغيّرتُ الموضوع فورًا.
“على أي حال… رأيت الوحوش للمرة الأولى ذلك اليوم، ومع ذلك عرفت فورًا أن إحداها من الدرجة العليا. هل يمكن أن يكون لديّ قدرة خفيّة؟”
“لقد أعطيتكِ نظارة تقييم القوة القتالية، أليس كذلك؟”
“آه…؟”
لقد ظننتُ أنني أمتلك قوة غامضة خفيّة!
عندها، شعرتُ بإصبع إيجيكل، الذي كنت أمسكه طوال الوقت، يرتجف قليلًا. التفتُّ إليه على الفور، وصحتُ بقلق:
“إيز؟! أخيرًا استيقظت؟ هل أنت بخير؟ كيف تشعر؟ هل يؤلمك شيء؟”
“… اخفضي صوتكِ. رأسي يؤلمني.”
رفع إيجيكل جفنيه ببطء، وأوقف اندفاعي المذعور. عندها، احتضنته بقوة وأطلقت تنهيدة ارتياح.
“لم يكن لديّ أدنى فكرة عمّا كنت سأفعله لو لم تستيقظ… لقد كنت خائفة جدًّا. حتى أنني لم أتمكن من إنهاء طعامي بسبب القلق!”
“أنتِ تتركين الطعام؟ هذا غير متوقع. لكن الأهم… ابتعدي قليلًا، هذا مقزز.”
دفعني إيجيكل بعيدًا وهو يقشعر من العناق، لكنني ظللتُ أتأمله بعينَي جدة تراقب حفيدها بقلق.
“يا إلهي، انظر إلى وجهك الشاحب! ألا تشتهي شيئًا تأكله؟ سأعدّه لك.”
“أي شيء عدا طعامك.”
لكنني أجيد الطبخ الكوري على الأقل! مشكلتي فقط مع أطباق هذا العالم.
“كم بقيتُ نائمًا؟”
سأل إيجيكل وهو يمسح جبهته، مستندًا إلى لوح السرير.
“حوالي ليلة واحدة. لا توجد أي أعراض غريبة.”
أجاب إليورد وهو يعدّل نظارته الأحادية.
“هل إيجيكل بخير الآن؟”
“نعم، طالما أنه لا يفرط في استخدام قدرته.”
بينما كنتُ أراقبه بقلق خشية أن تسوء حالته مجددًا، فُتح الباب ببطء، ودخل دانتي حاملًا صينية طعام. كان يرتدي قميصًا أنيقًا مع مئزر فوقه.
“توقعتُ أنك ستستيقظ في هذا الوقت، ويبدو أنني كنتُ على حق.”
وضع الصينية برفق على ركبتي إيجيكل، ثم لفّ منديلًا حول عنقه بعناية. رغم نبرته غير المبالية، كان يعتني به جيدًا.
“هيا، افتح فمك. امضغ الطعام جيدًا قبل أن تبلعه.”
قرّب ملعقة الحساء من فمه، لكن إيجيكل جفل وقطّب جبينه بانزعاج.
“وأين الشيء الذي يُمضغ في الحساء أصلًا؟! ثم لا تتصرف بطريقة غريبة!”
“كن مطيعًا، وبعد الطعام سأساعدك على الاستحمام وأبدّل لك ملابسك.”
“قلتُ لك، لا تفعل!”
هزّ إيجيكل رأسه بعنف، مما جعل شعره الوردي يتطاير في كل اتجاه، وهو يرفض تمامًا لمسات دانتي التي تشبه لمسات العاملين في الرعاية الاجتماعية.
في تلك اللحظة، انفتح الباب مجددًا، وظهر أمامه درع ضخم يحمل باقة زهور صفراء صغيرة.
“إيجيكل، جئتُ لزيارتك. أتمنى لك الشفاء العاجل. معنى هذه الزهرة هو: ‘قد أكون قد تحدثتُ إليك بلا مبالاة حينها، لكنني في الواقع كنتُ قلقًا عليك.’ ”
أي نوع من معاني الأزهار هذا؟!
عندما قدّم كيليان باقة الزهور لإيجيكل، صفق إليورد بحماس، وعلامات التأثر بادية على وجهه.
“يا له من مشهد رائع… صداقة رجولية متينة قادرة حتى على التأثير في الشياطين!”
وسط هذه الأجواء الدافئة، حدّق إيجيكل في باقة الزهور التي تمثل الصداقة، ثم نظر إليهما بامتعاض، متنقلًا بين وجهيهما. كان واضحًا أن القشعريرة قد سرت في ذراعيه.
“… أنتما تفعلان هذا عمدًا فقط لإزعاجي، أليس كذلك؟”
كيليان، الذي كان ينسّق الزهور بعناية في المزهرية، تجاهل تعليق إيجيكل تمامًا، ثم التفت إليّ.
“سيدتي، وصل أمر من العائلة الإمبراطورية.”
“إليّ أنا؟”
“نعم. بسبب ما حدث عندما حضرتِ حفل الرقص الملكي على ظهر توتو، وتضرّر أحد المباني.”
لا تقل لي إنهم يريدونني أن أتحمل التعويض؟! لم يكن ذلك خطئي بالكامل! إذا كان هناك مذنب، فهو الطقس السيئ!
نظرتُ إلى كيليان بعينين مرتجفتين.
“هل يجب أن أدفع تعويضًا ماليًا؟”
“لا.”
“إذًا… هل عليّ العمل في إعادة بناء المبنى؟”
“ليس هذا أيضًا.”
قطّبتُ جبيني، بانتظار إجابته التالية.
“لقد صدر بحقكِ أمر بأداء خدمة مجتمعية. عليكِ تنفيذها معي ومع توتو.”
يا إلهي… طوال حياتي، في الماضي والحاضر، هذه أول مرة يُفرض عليّ عمل تطوعي إجباري!
“ومتى نبدأ؟”
سألتُ كيليان بملامح مصدومة.
“ابتداءً من الغد. سيتم تكليفنا بالعمل في دار للأيتام ومأوى لكبار السن، وكلاهما تحت إدارة مشتركة بين القصر الإمبراطوري والكنيسة. سنزور المكانين بالتناوب. كما أن سموّ وليّة العهد أمرت القائد دايك بالمشاركة إذا لم يكن لديه عمل آخر.”
كنتُ قد تخيّلت نفسي مرهقة، أعمل في ظروف قاسية وأتعرض للجلد، لكن تبين أن الأمر يتعلق بمساعدة الآخرين… في الواقع، هذا أفضل بكثير! فعل الخير، وممارسة العطاء، والسير على طريق الإنسانية الحقيقية!
لكن على النقيض مني، لم يكن لدى إليورد، ذلك الشيطان الخالي من أي إحساس بالإنسانية أو روح العطاء، أي نية لإخفاء انزعاجه.
“أن يتم جرّ سيدتي إلى أمر تافه كهذا… هذا يجعلك بستاني فاشل.”
عندها، نهض دانتي من مكانه بعد أن كان يجلس على حافة السرير، ونظر إليّ بثبات.
“سأذهب معكم لأداء الخدمة المجتمعية أيضًا. إن كان هذا يخصّ سيدتي، فلا بد أن أكون هناك.”
في تلك اللحظة، كان إيجيكل، الذي كان يتناول الحساء ببطء بينما لا يزال المنديل ملفوفًا حول عنقه، قد بدأ يهز رأسه بلا حيلة…
هزَّ رأسه نافيًا.
“كنتُ متأكدًا أنكِ ستتسببين في كارثة منذ اللحظة التي قررتِ فيها ركوب التنين. على أي حال، لن أساعدكِ أبدًا.”
“أرغب في مساعدتكِ، لكنَّ الأعمال المتعلقة بالكنيسة لا تناسبني.”
كان إليورد قد عقد ذراعيه، مظهرًا بوضوح عدم رغبته التامة في المشاركة.
حسنًا، لقد فهمت مستوى ولائكما تمامًا. يبدو أن دانتي هو الوحيد المخلص لي.
“يبدو أن هناك الكثير من التنظيف الذي يجب القيام به.”
لمعت عينا دانتي الزرقاوان بسعادة خفية.
…حسنًا، سنعتبره مهووسًا بالتنظيف وحسب.
* * *
في اليوم التالي، يوم الخدمة المجتمعية.
كنتُ في السيارة برفقة كيليان، دانتي، وتوتو، متجهين إلى دار الأيتام. لم أكن متأكدة من كيفية مشاركة توتو في العمل التطوعي، لكنني قلقة من أن يخاف الأطفال عند رؤيته ويبكوا.
“كيليان، هل من الآمن اصطحاب توتو إلى مكان مليء بالأطفال؟ أخشى أن يهاجمهم…”
التفت إليّ توتو، الذي كان جالسًا في المقعد الأمامي، بنظرة مستاءة وكأنه يتساءل عمَّا أظنه عليه.
أما كيليان، الذي كان جالسًا بجانبي في الخلف، فأجاب بثقة:
“لا تقلقي. فالهونتيل مخلوقات لديها غريزة رعاية الأطفال، بل إنها تحبهم. هناك أسطورة قديمة تقول إن الهونتيل يرشد أرواح الأطفال إلى الجنة.”
الا يعني هذا انهم يذهبون الي الجنة بسبب انه قتلهم؟
“وماذا عن البالغين؟ هل لا يحبهم؟”
“توتو لا يحب البالغين الغرباء. فقد تعرض للإساءة أثناء احتجازه في ساحة القتال، حيث أُجبر على العيش في مكان ضيق مع طوق حديدي حول رقبته.”
تخيلتُ توتو مقيدًا بالسلاسل في قفص ضيق، فشعرت بغصة في قلبي. مددتُ يدي برفق وربّتُّ على رأسه بحنان.
“توتو، لن يحدث لكَ شيء كهذا بعد الآن.”
“بيييب.”
راح توتو يفرك جبينه بيدي كما تفعل القطط، وكان ذلك لطيفًا للغاية. تُرى، هل أصبح أكثر ألفة معي؟
آمل فقط ألا يقوم بإلقاء فضلاته البركانية في الحقل مجددًا.
المترجمة:«Яєяє✨»
تعليق ونجمة يشجعوني✨؟
حساب الواتباد: @rere57954