I TOOK THE VILLAIN AS A HOUSEKEEPER - 46
**الفصل 46**
* * *
رؤية المشهد أمامي حتى مع إغماض عيني. وجسدي الذي لا يتحرك.
امرأة ذات شعر بني طويل وكثيف، ترتدي فستانًا أبيض، كانت جالسة أمامي تنظر إلى دانتي من الأعلى. عندما التقت أعيننا، ضاقت عيناها الخضراوان قليلًا بابتسامة هادئة.
ملامحها جميلة كالملاك، وانطباعها نبيل، وعيناها تحملان لون الربيع الأخضر.
هل هذا حلم أم جاثوم؟ لا، بل أشعر أنني رأيت هذه السيدة من قبل في مكان ما.
نظرت إليّ بابتسامة خفيفة، بينما كنت أرمش محاولة تجميع تركيزي الضائع.
من…؟
“لأنني كنت دائمًا معكِ في قلبك.”
لماذا تذكرت فجأة صوت “كيم ستروبيري” التي ظهرت في أحلامي السابقة؟ كنت متأكدة الآن من أن هذه المرأة هي نفسها التي ظهرت لي سابقًا في الحلم.
“السيدة كيم؟”
خرج صوتي بصعوبة، وكأن شيئًا كان يسدّ حلقي.
عندها، تحوّلت ملابسها فجأة إلى زيّ طاهٍ، ثم عادت سريعًا إلى فستانها الأبيض الأصلي. نظرت إليّ بوجه صارم وكأنها غير راضية.
“أنا لست هي. لمجرد أنه حلمكِ، لا تواصلي تغيير الأشياء حسب تدفق وعيكِ. في المرة السابقة سمحت بذلك، لكن هذه المرة لن يحدث.”
“إذًا، من أنتِ لتظهري في أحلامي بهذه الحرية؟”
يبدو أنه حلم بالفعل. فالهواء البارد عند الفجر لا يزال نفسه، وذراعي التي تستند عليها رأس دانتي لم تتغير.
نظرت المرأة ذات العينين الخضراوين إلى دانتي النائم، وتأملت وجهه بنظرة حزينة، ثم أعادت بصرها إليّ.
“كيف يمكنني أن أشرح ذلك… هل ستفهمي لو قلت إنني المديرة الأولى لهذا القصر؟”
عندها فقط، أدركت أنها المرأة ذاتها التي رأيتها في اللوحة الموجودة في الكنيسة.
حاولت النهوض في صدمة، لكنني لم أتمكن من تحريك جسدي. فسألتها وأنا ما زلت مستلقية.
“السيدة ريلكه؟! في الحقيقة، تبدين أجمل بثلاثة آلاف مرة من اللوحة. لم أتعرف عليكِ.”
“نعم، صحيح. الرسام الذي رسم تلك اللوحة كان يعاني من رعشة في يديه.”
“لكن، مهما كان الأمر، أن تقيّديني في حلمي هكذا… ألا تعتقدين أنه مبالغ فيه؟ أرجوكِ، أطلقي سراحي.”
“هل هذا ما تريدينه؟”
عندما حاولت تحريك جسدي وفتحت عينيَّ على اتساعهما، وضعت ريلكه يدها على فمها وضحكت بخفة.
“ما هو اسمكِ الآن؟”
ما هو اسمي الآن؟ بدا سؤالها غريبًا. بالكاد تمكنت من تحريك رأسي وأجبتها:
“أنا ميا فورتونا.”
“أجل، هكذا إذًا. هل تتذكرين ما قلته لكِ؟ كنت دائمًا معكِ في قلبكِ. أنا أظهر وفقًا لإرادتكِ.”
“همم… هذا مطمئن، لكن ما هي إرادتي بالضبط؟ لا أذكرها.”
في تلك اللحظة، لفت خصلة من شعري حول إصبعها، ثم انحنى طرف شفتيها بابتسامة غامضة.
“رغبتكِ في امتلاك القوة لحماية شخصٍ ما. الطموح هو المحرك الذي يجعل البشر يستمرون في العيش.”
بعد عشرين عامًا من الاندماج في عالم الرواية، هل حان الوقت أخيرًا لكي أحصل على قوة الشخص الأقوى في هذا العالم؟ تساءلت بحماس، وقلت بلهفة:
“إذًا، هل ستجعلينني شخصية “مونتشيكن” خارقة؟ هذا هو أقصى طموحاتي.”
(كلمة “مونتشيكن” (Munchkin) تُستخدم في سياق الروايات والألعاب لوصف شخصية قوية بشكل غير متوازن مقارنة بباقي الشخصيات، سواء كان ذلك بسبب مهاراتها أو قدراتها الخارقة. غالبًا ما يُشار بها إلى الشخصيات التي تصبح قوية بسرعة أو تمتلك ميزات غير عادلة تجعلها غير قابلة للهزيمة تقريبًا.)
“ميا، القوة تأتي بثمن. مستخدمو القوى الخارقة يدفعون مقابل استخدامها.”
كان كلامها صحيحًا. فكلما زادت القوة، زادت المعاناة والمخاطر المرتبطة بانفلات الطاقة السحرية. لذلك، تخليت فورًا عن حلمي بأن أصبح “مونتشيكن”.
“حسنًا، فهمت. لن أطمع في ذلك. لكن، ماذا عن الكثير من المال…؟”
لم تنتظر حتى أنهي كلامي، فقطعته قائلة:
“لهذا السبب لم يمنحكِ ماتياس أي قدرات، بل سمح لأصحاب القوى الخارقة بدخول هذا القصر.”
“لم أتوقع أن يكون السيد ماتياس بهذا اللطف. لكن، على أي حال، أنا أفضّل المال أكثر من القوة…”
فجأة، انحنت ريلكه وطبعت قبلة خفيفة على جبيني، ثم وقفت ببطء.
“لديكِ بالفعل القوة لحماية شخصٍ ما… إذا كنتِ مستعدة لدفع الثمن.”
لماذا تقاطعني دائمًا؟
“السيدة ريلكه، هل كان لديكِ شخص أردتِ حمايته؟ شخص تحبينه؟ صديقٌ عزيز؟”
عند سؤالي، ارتجف بريق عينيها قليلًا. نظرت إليّ بصمت للحظة، ثم هزّت رأسها ببطء.
“في ذلك الوقت، كنت أرى نفسي الأهم. كنتُ منشغلة للغاية بتحقيق هدفي، ولم يكن لدي وقت للالتفات إلى من حولي. من يمضي قدمًا دون أن ينظر إلى جانبه، يظل وحيدًا حتى لو كان برفقة الآخرين.”
لم يكن هناك أي معلومات دقيقة عن نهايتها. كانت نظرتها تنضح بالحزن والوحدة، لذا قررت ألا أسأل عن ذلك.
“أنتِ فتاة طيبة.”
لكنني لم أقل شيئًا، فلماذا تمدحني فجأة؟ أشعر بالإحراج…
“إذا احتجتِ إلى المساعدة يومًا ما، فتذكريني.”
بمجرد أن أنهت كلامها، تلاشى جسدها كأنه سراب. ومعه، بدأ المشهد الغامض للغرفة، الذي لم أستطع تمييز إن كان حلمًا أم حقيقة، في الانهيار.
إلى أين تذهبين؟ أنا بحاجة إلى المساعدة الآن! على الأقل أخبريني بأرقام اليانصيب قبل أن ترحلي!
حاولت الصراخ، لكن لسوء الحظ، لم يخرج صوتي.
* * *
فتحت عينيّ فجأة.
كما توقعت، كان حلمًا…
بمجرد أن رأيت صدر دانتي يرتفع وينخفض مع أنفاسه، توقفت عن التحرك للحظة.
يا له من صدر مذهل… قميصه يبدو وكأنه يستغيث طالبًا النجاة.
لكن، ماذا عني؟ لماذا أنا محتجزة بين ذراعيه؟
كان جسدي مطوقًا تمامًا في حضنه، بينما استقر رأسي على ذراعه القوية.
لم أستطع رؤية وجهه بسبب وضعيتنا، لكن بالنظر إلى ضوء الشمس المتسلل إلى الغرفة، بدا أن الصباح قد حل بالفعل.
هل يعقل أنني قضيت الليل في السرير نفسه مع مدبر المنزل الوسيم هذا؟
بل والأسوأ، ونحن متعانقان بهذا الشكل؟!
وجدت نفسي في مشهد أشبه بمقدمة رواية رومانسية كلاسيكية، حيث تبدأ القصة من ليلة غير متوقعة… فغرقت في حيرة عميقة.
إن حاولت إزاحة ذراعه عن خصري للخروج، فسوف يستيقظ، وسينتهي بنا الأمر إلى مواجهة محرجة.
لذا، لم يكن أمامي خيار سوى الانتظار حتى يستيقظ هو أولًا.
“……”
في تلك اللحظة، تغير إيقاع تنفس دانتي قليلًا، كما بدأت دقات قلبه تصبح غير منتظمة.
أخيرًا، استيقظ؟
حبست أنفاسي، منتظرةً منه أن ينهض أولًا ويتحدث.
لكن، على الرغم من اهتزاز ذراعه التي تطوقني للحظة، لم يقل أي شيء. ولم يتحرك أكثر من ذلك.
هل يُعقل… أنه يفكر في الشيء نفسه الذي أفكر فيه الآن؟
هل يجب أن أكون أنا من يستيقظ أولًا ويبدأ الحديث؟
في غرفة النوم الهادئة، دارت معركة نفسية صامتة.
كلانا كان ينتظر أن يتحرك الآخر أولًا، ليبدأ الحديث وينقذنا من هذا الموقف المحرج.
فجأة، تحرك دانتي قليلًا، متظاهرًا بالتقلب، ثم أبعد جسده عني بحركة طبيعية تمامًا.
هذا الرجل… محترف في مثل هذه المواقف.
استغليت الفرصة بدوري لأعدل وضعيتي وأجلس بشكل أكثر راحة.
لكن، متى يفترض بي أن أنهض؟ بالكاد كنت أستطيع حتى ابتلاع ريقي من التوتر.
ثم خطرت لي فكرة—في النهاية، هو من أخطأ بالغرفة ونام بجانبي، ضاغطًا على جسدي الرقيق! إذن، لماذا يجب أن أكون أنا المحرجة؟
عزمت على التحدث أولًا لإنهاء هذا الصمت، لكن قبل أن أنطق بكلمة، جاءني صوته الأجش:
“لماذا تعانقينني؟”
نظرت إلى يدي… متى وضعت ذراعي على صدره؟ المشهد بدا وكأنني أنا من كان يحتضنه!
“متى… متى حدث هذا؟!”
“هذا يضعني في موقف صعب، نحن لم نتزوج بعد.”
قال ذلك وهو يدير رأسه إلى الجانب بأسى، وكأنه عبد وقع ضحية لسيدته.
اللعنة… لقد خدعني عندما لم أكن منتبهة!
سحبت يدي بسرعة كما لو كنت قد لمست نارًا.
“دانتي، أنت من استولى على سريري أولًا!”
“كنت في معركة شرسة مع الوحوش طوال الليل، فكنت في حالة إنهاك تام. لكن أن تستغلي هذه الفرصة…”
يا لهذا الخادم المخادع! هل كان يتظاهر بالنوم طوال هذا الوقت فقط ليقلب الطاولة عليّ؟!
نهض من السرير بحركة طبيعية، وسوى شعره الأسود للأمام وهو يعيد ترتيب ملابسه.
“يبدو أنني سأضطر إلى غسل أغطية السرير، فقد نمت بملابسي الخارجية عليه.”
كان ماهرًا في تغيير الموضوع والتخلص من الإحراج بسرعة.
تنهدت وجلست على طرف السرير.
“يجب أن أستحم سريعًا، ثم أذهب للتحقق من حالة إيجيكل.”
“هل يمكنني الاستحمام أولًا؟”
نظر إلى سترته الرسمية المليئة بالغبار بتعب شديد، مما جعلني أومئ برأسي بالموافقة. ما إن فعلت، حتى اتجه إلى الحمام فورًا.
لكن… أليس لديه ملابس ليرتديها بعد الاستحمام؟
بعد أن بقيت وحدي، استلقيت على السرير وتذكرت الحلم الذي رأيته الليلة الماضية.
قالت إنها تُدعى “ريلْكِه”…
هل كان مجرد حلم؟ أم أنها حقًا دخلت إلى أحلامي؟
في تلك اللحظة—
“أشعر بطاقة مشبوهة تملأ المكان.”
متى كان آخر مرة رأيته فيها؟ ماتياس ظهر فجأة، مرتديًا بدلة رمادية، وهو يعقد ذراعيه ويتفحص الغرفة بعناية.
“لم نقم بأي تصرفات مشبوهة تخالف تصنيفنا العام المناسب لكل الأعمار!”
قلت ذلك بصوت مرتفع وكأنني أدافع عن نفسي قبل أن يتهمني بشيء، لكنه رد فقط بالنقر على لسانه وألقى بسؤاله مباشرة:
“هل مرّ شيء غير طبيعي من هنا؟”
“هاه؟ إذا كنت تقصد اقتحام الخادم لغرفتي بدون إذن… فهذا حدث بالفعل.”
عندما رأيته يعقد حاجبيه أكثر، شعرت بالخوف وانكمشت في مكاني.
“أوه، اممم… الآن بعد أن فكرت بالأمر، رأيت السيدة” ريلْكِه” في حلمي.”*
لماذا ظهرت “ريلْكِه” في حلمي؟ هل شعرت بالإحباط من رؤية مديرة الجيل الحالي بلا أي قدرات، فقررت زيارتي؟ تمامًا كما يحدث في الأحلام التي يزورك فيها أسلافك؟
“كنت أتوقع ذلك.”
جلس على الأريكة ببطء، ثم تقاطع ساقيه بحركة أنيقة.
“ميا فورتونا، لا تكوني طماعة أكثر من هذا.”
“ماذا؟! ولماذا هذا الكلام فجأة؟ ماذا فعلت؟”
رغم دهشتي، شعرت أن لديه شيئًا مهمًا ليقوله، فاقتربت منه وجلست بجانبه على الفور. لكنه، بانزعاج واضح، ابتعد عني قليلًا.
“أقصد… لا تسعي وراء القوة.”
المترجمة:«Яєяє✨»
تعليق ونجمة يشجعوني✨؟
حساب الواتباد: @rere57954