I TOOK THE VILLAIN AS A HOUSEKEEPER - 45
**الفصل 45**
يبدو أن الكثير من الأمور قد حدثت أثناء قدومه، فقد كان دانتي في حالة يرثى لها، على عكس مظهره المعتاد الأنيق. كان مغطى بالغبار والدماء، وشعره الأسود القاتم مبعثرًا بشكل فوضوي.
“هل أنتم بخير؟ أعتذر على التأخير.”
“أنا أكثر قلقًا عليك، دانتي. هل أنت بخير؟”
“أنا بخير، باستثناء أنني متسخ.”
قطّب إيجيكل حاجبيه ولوّح بإصبعه باتجاه دانتي بغضب.
“أنا غير مرئي أم ماذا؟ ما الذي كنت تفعله حتى تأخرت هكذا؟”
لكن دانتي لم يبدُ عليه أي قلق حتى عندما رأى وجه إيجيكل الشاحب.
“طالما أنك لم تمت، فهذا يكفي. الوحوش السحرية كانت تتدفق إلى هذا الاتجاه، لذا تأخرت في التعامل معها.”
ثم، فجأة، ضاقت عيناه الزرقاوان الجليديتان بحدة وكأنه رأى شيئًا خطيرًا، فأمسك بيدي وبدأ يتفحصني من الأمام والخلف.
“لقد أصبتِ بجروح بليغة. كيف لكِ أن تنزفي كل هذا الدم؟”
“أنا؟ أصبتُ؟ متى؟”
لقد قالها بنبرة توحي وكأن الأمر كارثة عظيمة، مما جعلني أشعر بالارتباك لوهلة.
“هذا دمي، وليس دمها.”
عند سماع تعليق إيجيكل الساخر، تنهد دانتي بارتياح ومسح جبهته بيده.
ربما هذا الرجل أكثر مبالغة مني.
“أرى… هذا مطمئن.”
“مطمئن؟! وعلى أي أساس؟! أنا لست مهمًا بالنسبة لك؟”
زمجر إيجيكل غاضبًا، لكن دانتي تجاهل احتجاجه وحمله بسهولة على كتفه كما لو كان طفلًا صغيرًا، ثم مدّ يده نحوي.
“هل تستطيعين المشي؟”
“نعم، يمكنني ذلك.”
في تلك اللحظة، بدأت أرى الجنود وهم يدخلون إلى المنطقة متأخرين. على الرغم من أن الوقت الذي قضيناه محاطين بالوحوش لم يتجاوز العشرين دقيقة، إلا أنه بدا وكأن يومًا كاملًا قد مر.
“اتركني! قلت لك، أنزلني قبل أن يرانا الآخرون!”
بدأ إيجيكل يضطرب وهو محمول على كتف دانتي، لكن الأخير شدد قبضته عليه وقال ببرود:
“طفل سيئ. إن لم تستمع إلي، فسأتركك هنا.”
“أوه…!”
احمرَّ وجه إيجيكل بشدة من شدة الإحراج بعدما عامله دانتي كطفل، ثم أغمي عليه على الفور.
فزعتُ وهززتُ جسده بسرعة.
“إيز! استيقظ! لقد وعدتني بأننا سنكون شركاء في المستقبل، أليس كذلك؟!”
“لم يمت، إنه مجرد إعياء على الأرجح.”
يا إلهي، كم مرة سأعيش لحظات كهذه اليوم؟ أشعر أن قلبي لن يتحمل أكثر.
“سيدي! هل أنتم بخير؟!”
في تلك اللحظة، ظهر كيليان من بعيد وركض نحونا بسرعة بعد أن رآنا.
“أنا بخير، السيد كيليان، لكن ليس أنا من يحتاج إلى المساعدة، بل إيجيكل هو الذي يعاني كثيرًا.”
“طالما أنه لم يمت، فهذا يكفي.”
أوه، إنه يشبه دانتي بالفعل!
سلَّم دانتي الجسد المتهالك لإيجيكل إلى كيليان، ثم قال بلهجة آمرة:
“سأذهب لتدمير البوابة مع الجنود، أما أنت، فاحمِ سيدتك وخذ إيجيكل إلى طبيب الطاعون.”
“انتظر، سأذهب معك…”
لكن كيليان توقف فجأة عن الكلام، وأسقط يده التي كان يمدها باتجاه دانتي، ثم أومأ برأسه ببطء.
“فهمت.”
ثم التفت إليّ بنظرة مطمئنة وكأنه يحاول تهدئتي.
“لا داعي للقلق على القائد دايك.”
استدار دانتي ورحل، وقبل أن أستوعب ما يحدث، خيَّم ظلٌّ ضخم على الأرض مع صوت زئير مدوٍّ. كان توتو، وقد فرد جناحيه الضخمين ليحلق في السماء، ويبدو أنه كان يستعد للهبوط بسرعة نحو مكاننا.
لكن… هل الثلاثي المرح بخير؟
لم تدم مخاوفي طويلًا، فقد رأيت نيفي وكاركا وليديا يركضون نحونا.
“ميا! هل أنتِ بخير؟”
“نعم، أنا بخير، لكن ماذا عنكم…”
قبل أن أكمل سؤالي، أمسك بي كيليان وأجبرني على الركوب فوق ظهر توتو.
“آااااه!”
لم يكن لدي وقت حتى لأودع الثلاثي بشكل لائق. كان الأمر أشبه بالركوب في قطار أفعواني شهير يُعرف بأنه الأكثر رعبًا!
عندما استعدتُ وعيي، وجدت نفسي بالفعل أمام قصر غارسيل، وكان إليورد واقفًا أمام الباب، وكأنه كان بانتظارنا منذ زمن.
“ما هذه الفوضى؟”
تنهد إليورد وهو يعبث بشعره الذهبي بعدما رأى حالتنا المزرية.
“إليورد، ألم تشعر بأي شيء غير طبيعي؟”
عند سؤال كيليان، عدّل إليورد موضع عدسته الأحادية وأومأ برأسه.
“منذ المستوى التاسع، أصبحت جميع المعلومات سرية. علاوة على ذلك، نحن ملزمون بالحياد، لذا لا يمكننا التدخل إلا في الأمور المتعلقة بعقودنا.”
“إذن، لا يمكنك معرفة السبب أيضًا؟”
“إذا كنت تريد أن تعرف، فعليك أن تدفع الثمن. مبدأ التكافؤ هو الأساس.”
“على الأقل، ألم يكن بإمكانك إعطائي تلميحًا؟”
ضيّق إليورد عينيه قليلًا وهو يمرر يده على ذقنه الناعم، ثم قال بنبرة هادئة:
“لكل تلميح، عليك أن تدفع بإصبع واحد. لا يمكنك استخدام هذه الفرصة سوى عشر مرات، لكنني أعتقد أن ذلك يكفي لتخمين الإجابة الصحيحة، أليس كذلك؟”
حدّق كيليان بصمت في إليورد. يمكنني أن أتخيل مدى امتعاضه خلف خوذته. إنه بالفعل شيطان أعمال صارم للغاية.
بعد لحظات، حمل كيليان إيجيكل إلى الغرفة وأراحه على السرير، بينما اقترب إليورد منه وفحص حالته قبل أن يقول:
“مم… لقد أجهد نفسه قليلًا، لكن لا داعي للقلق كثيرًا.”
أمسكتُ بيد إيجيكل الباردة بإحكام، ثم نظرتُ إلى إليورد وقلتُ بصوت متردد:
“إل، متى سيستيقظ إيز؟”
أجابني بصوت هادئ، وكأنه طبيب مشهور:
“إن أردتِ أن يستيقظ بسرعة، فلا يعتمد الأمر عليه فقط، بل على إرادة من يعتني به أيضًا.”
آه، صحيح… إنه في النهاية طبيب طاعون.
تنهدتُ بعمق، ثم نظرتُ إلى المنديل الذي أعطاني إياه دانتي، وقد نشرته فوق ركبتي. ترى، متى سيعود؟ كانت مشاعري القلقة تتسرب شيئًا فشيئًا إلى ذلك القماش الأبيض.
***
لم يعد دانتي حتى بعد حلول الليل. كنتُ أشعر بتوتر متزايد، وكلما اجتاحتني المخاوف، وجدتُ نفسي أحدق في ساعة المكتب الموضوعة أمامي.
وسط سكون الفجر الذي بدا وكأن الزمن قد تجمد فيه، كان صوت عقرب الثواني يذكّرني بأن الوقت ما زال يمضي.
“طَق.”
الساعة الثالثة فجرًا.
كنتُ جالسة على السرير وأغفو بين الحين والآخر، لكنني أفقتُ فورًا عندما سمعتُ صوت باب المدخل يُفتح…
ما إن نهضتُ من مكاني حتى انفتح باب غرفتي بعنف.
تسلل عبر الباب مزيج من رائحة البارود الخافتة، ورائحة الكبريت، وعبق الدم المعدني. بمجرد أن لمحتُ خيال الرجل المتأرجح في الظلام، أدركتُ أنه دانتي.
“دانتي؟”
أسرعتُ بإشعال مصباح الزيت، فتلاشى الظلام ليكشف عن عينيه الزرقاوين الحادتين، اللتين بدتا أكثر بريقًا وسط الضوء الخافت.
لكنه بدا مختلفًا تمامًا… كان كيانُه يفيض بهالة قاتلة تُجمد الهواء من حوله، مما جعل قشعريرة تسري في جسدي.
تراجعتُ خطوة إلى الوراء، مرتبكةً من هذه الهالة الغريبة التي لم أرها عليه من قبل. لكن كلما انسحبتُ، كان صوت خطواته الثقيلة ونَفَسه الخشن يقتربان أكثر.
“دانتي… هل أنت بخير؟”
قبل أن أكمل كلامي، شعرتُ بشيء ناعم يلامس عنقي بلُطف. كانت خصلات شعره. تفوح منها رائحة الدخان المحترق.
لقد انحنى وأراح رأسه على كتفي. لم أستطع رؤية وجهه بوضوح، لكنني كنتُ أنظر إلى ظهره المنحني وكتفيه العريضتين.
تنفّس بعمق بجوار أذني، ثم رفع رأسه ببطء ونظر إليّ. كانت عيناه، التي كانت تفيض بالحدة قبل لحظات، قد أصبحت أكثر استرخاءً.
سألته بحذر:
“هل أنت بخير؟”
“… لا، لست بخير.”
بصوت مبحوح، أجابني ثم دفن وجهه في كتفي مجددًا، وكأنه وحش عاد مرهقًا إلى صاحبه وبدأ يتدلل عليه.
ما الذي يفترض بي أن أفعله في موقف كهذا؟ ما الذي يحدث بالضبط؟
بلا وعي، رفعتُ يدي وبدأتُ أُربّت على ظهره بلطف.
في تلك اللحظة، لمحتُ ريشة سوداء عالقة على كتفه.
‘ما هذا؟ لماذا يوجد ريش هنا؟’
التقطتها بأطراف أصابعي، لكنها اختفت على الفور كأنها سراب.
في اللحظة ذاتها، شعرتُ بأن الهالة القاتلة المخيفة من حوله بدأت تتلاشى تدريجيًا، وكأن شيئًا غير مرئي كان يهدأ.
قبل أن أتمكن من استيعاب ما حدث، لاحظتُ وميضًا أحمر يختلط بضوء مصباح الزيت.
عندما خفضتُ نظري، وجدتُ القلادة الحمراء التي ورثتها عن جدي تتوهج من تلقاء نفسها تحت قميصي القطني الخفيف.
“أوه…؟”
وفي اللحظة التالية، فقد دانتي توازنه تمامًا.
وزن رجل بالغ انهار فوقي، ولم أستطع فعل شيء سوى الميل معه، إلى أن انتهى بنا الأمر بالسقوط فوق السرير.
لحسن الحظ، كان السرير خلفي مباشرة، وإلا لكان الوضع كارثيًا.
وجدتُ نفسي مستلقية تحته، أحدق في السقف بذهول تام، غير قادرة على استيعاب ما حدث للتو.
أنا أتمتع ببعض القوة، ولكن… هل هذا الرجل ثقيل إلى هذه الدرجة؟
“يا إلهي…”
في تلك الأثناء، بدا أن هالته المرعبة قد هدأت أكثر مما كانت عليه قبل لحظات، كما أن أنفاسه الخشنة أصبحت أكثر انتظامًا.
“أيها المدبر، استيقظ! لا يمكنك النوم في غرفة السيدة! هذا خطأ فادح سيجلب لك المتاعب!”
حاليًا، كنتُ في وضع محرج للغاية، حيث كان خدي ملامسًا لصدر دانتي العريض.
بإمكاني سماع نبض قلبه القوي بإيقاع منتظم.
مددتُ يدي ونقرتُ على خاصرته عدة مرات، لكنه لم يرد بأي شكل.
هذا الرجل… كيف يجرؤ ويدخل إلى غرفتي بلا خوف؟ هل يدرك حتى ما قد أفعل به؟
بالطبع، على عكس الأفكار الخطيرة والمخادعة التي راودتني للحظة، كنتُ في الواقع أعاني من أجل التحرر منه والخروج من هذا الموقف.
ولكن لماذا هو ثقيل جدًا؟
‘أخيرًا…’
بعد صراع طويل، تمكنتُ أخيرًا من الفرار.
لكن بينما كنتُ أتسلل بحذر إلى طرف السرير، أمسكني فجأة من معصمي وسحبني إليه مجددًا.
نظرًا إلى الطريقة التي أمسك بها ذراعي ووضع رأسه عليها، أدركتُ أمرًا واحدًا بوضوح—إنه يعتقد أنني مجرد وسادة.
لابد أنه أُنهك تمامًا بعد قتاله مع كل تلك الوحوش وتدمير البوابة.
رؤيته ينام بسلام جعلتني غير قادرة على سحب ذراعي منه.
في تلك اللحظة، تحرك قليلًا، ووجهه استدار ناحيتي.
انعكاس الضوء الخافت على ملامحه جعله يبدو أكثر وسامة، لدرجة أنني غصتُ في تأمله للحظة، قبل أن أستعيد وعيي سريعًا.
‘لم أتخيل يومًا أنني سأصل إلى مرحلة أضع فيها يدي كوسادة لرجل… لقد كنتُ أتمنى العكس تمامًا.’
تنهدتُ، ثم رفعتُ بصري إلى السقف الذي تخللته خيوط الضوء الأزرق للفجر.
لكن النعاس كان أقوى من مقاومتي.
‘آه، لا بأس… أشعر بنعاس قاتل.’
أغمضتُ عيني في النهاية.
ثم… أصبتُ بشلل النوم.
وبينما كنتُ عالقة في ذلك الكابوس المزعج، ظهرت أمامي امرأة ترتدي ثوبًا أبيض…
المترجمة:«Яєяє✨»
تعليق ونجمة يشجعوني✨؟
حساب الواتباد: @rere57954