I TOOK THE VILLAIN AS A HOUSEKEEPER - 42
### الفصل 42
* * *
توجهت أنا وإيجيكل نحو الجنوب، حيث كانت الأغصان الصغيرة ممتدة بكثافة. كنا نسير بهدوء على الطريق الذي يغطيه العشب والأشجار المزدهرة في بداية الصيف، فسألته:
“إيز، ما الذي يجب أن أصطاده لأكون ضمن المراكز العشرة الأولى؟”
“هممم…”
توقف قليلاً للتفكير قبل أن يجيب:
“لتفوزي على العميد دايك، قد لا يكفي أن تقضي على كل الوحوش السحرية المدرجة ضمن المهام الاثني عشر لبطل الأساطير، كليد.”
“لا أعرف ما هي المهام الاثني عشر، لكن لا أنوي التنافس مع السيد دانتي علي القمة.”
لم تكن لدي أي نية للتورط في معارك النخبة. كنت أطمح فقط لتحقيق المركز العاشر. وبسبب الإنصاف، لا يستطيع إيجيكل أن يصطاد الوحوش بدلاً عني، لكنه يستطيع دعمي بتعزيزات أو مساعدتي إذا كنت في خطر.
“لدي أمل ضئيل في الحظ، لكنني لن أعتمد بالكامل على الآخرين.”
عند إضافتي لهذه الكلمات، استدار إيجيكل نحوي، حيث انعكس ضوء الشمس على القرط الفضي الذي يتدلي من اذنه.
“أعلم.”
واصلنا السير بهدوء داخل الغابة. من حين لآخر، كنا نرى أرانب أو سناجب أو غزلان تمر بجانبنا، لكن إيجيكل لم يظهر أي اهتمام بها.
“صيد مخلوقات ضعيفة مثل هذه يعتبر مهيناً.”
بالنسبة لي، لا أجد ذلك مهيناً، لكنها مجرد فروق في الكبرياء، لذلك لم أقل شيئاً.
عندها توقف إيجيكل عن تحريك قدميه فجأة.
“هناك شيء قادم.”
“ماذا؟ هل هو خطير؟”
بذعر، اختبأت سريعاً خلف إيجيكل، الذي كان أصغر حجماً مني. نظرت باتجاه الصوت الذي صدر من بين الأشجار.
وراء رأس إيجيكل، بدأت أوراق الشجيرات الكثيفة تهتز، وشيء ما أطل برأسه فجأة.
“ذلك… ذلك… دب…”
كان ذلك رأس دب بني ضخم ويبدوا حقًا خطيرًا.
من بين أوراق الأشجار، بدا وكأن الدب اختفى للحظة، لكنه ظهر مجددًا من قمة الشجرة، وكأنه كان مستلقيًا ثم وقف.
كم يبلغ طوله ليتمكن من إخراج رأسه من هناك؟
تبع ذلك صوت خطوات ثقيلة تهز الأرض، وظهرت كامل هيئته الضخمة.
“هل يمكن أن يكون بهذا الحجم؟”
لقد كان الدب، بوقفته الشامخة كالجبل، ضخمًا لدرجة أن فمي بقي مفتوحًا بسبب الدهشة. دون مبالغة، كان بحجم مبنى سكني.
إذا ضربنا بذلك الكف الضخم، لن يتبقى منا شيء سوى لغز أبدي غير محلول.
“إنه دب حارس الجبل.”
لكن، على عكسي تمامًا، لم يُظهر إيجيكل أي علامة على الاندهاش، وكأنه اعتاد على هذا المشهد.
حاولت تهدئة نفسي وأخذت مكانًا أمامه، مع شعور بالمسؤولية كراشدة، بالرغم من أن إيجيكل كان قوياً، إلا أنه لم يكن سوى طفل يبلغ من العمر حوالي عشر سنوات.
“لا تقلق، إيز. أعرف كيفية التصرف عند مواجهة دب. لا تصدر صوتًا عاليًا، ارفع يديك ببطء، لوّح بهدوء، ثم تراجع خطوة بخطوة…”
كانت ملامحي تبدو شجاعة وواثقة، لكن إيجيكل ضحك وكأنه غير مصدق.
“من أين يأتي هذا الإحساس بالعدالة، وأنتِ بهذا الخوف؟”
“لا أعلم. أعتقد أن أشخاصًا مثلي لا يعيشون طويلاً.”
“هذا صحيح.”
لقد كانت حياتي السابقة قصيرة، لذا أرغب في العيش لفترة أطول هذه المرة.
أمسك إيجيكل بيدي المرتعشة وأحكم قبضته عليها، ثم وقف بجانبي.
“لا تقلقي. هذا الدب جبان مثلكِ، إلا إذا كان لديه صغار قريبين.”
“إذن نحن بأمان، الحمد لله.”
ولكن، قبل أن أنهي كلامي، ظهر صغير دب لطيف للغاية من بين الشجيرات.
“يا إلهي! إنه حقًا ظريف ولطيف…”
“غراااااااااااا!”
صاح الدب الحارس بصوت مدوٍ عندما ظهر صغيره. مع غرائزه الأمومية المتأججة، أصبح أقوى كائن على الإطلاق. كان الحارس الأمومي للدببة هو الأقوى بلا منازع.
يا إلهي، تبًا لهذا الوضع. لنهرب!
**
“أوه… كدنا نقع في مشكلة كبيرة.”
بعد أن أفلتنا من الدب الحارس الغاضب، أنا وإيجيكل توقفنا أخيرًا عن الركض بعد أن قطعنا مسافة طويلة. أمامنا ظهرت سلسلة من التلال الحادة تتخللها مياه نهر متدفقة.
“لماذا كنا بحاجة للهرب؟ كان بإمكاننا إطلاق قذائف السحر عليه والإمساك به.”
تساءل إيجيكل وهو يمرر يده على شعره الوردي، مشيرًا إلى استغرابه من قراري بالهرب. كنت ألهث، أحاول استجماع أنفاسي، بينما أمسح العرق عن جبيني.
“لو قتلنا الأم، سيبقى صغيرها وحيدًا.”
مجرد التفكير في صغير الدب يبكي حزنًا على وفاة أمه أمام عينيه جعل قلبي ينقبض. بدأت أتخيل الصغير يعيش حياة شاقة بمفرده، يتحول إلى شخصية حاقدة، ويقرر الانتقام من البشر. آه، البشر هم من يجب أن يعتذروا!
بينما كنت أشعر بثقل الذنب، تحدث إيجيكل بنبرة هادئة:
“لا يوجد حيوان بلا عائلة. كل الكائنات لديها روابط. بهذا التفكير، لن تتمكني من صيد أي شيء.”
حسنًا، لديه نقطة. فكرت قليلًا، ووجدت أن الكائنات التي يجب اصطيادها للوصول إلى المراتب العشر الأولى ليست تلك التي يمكن إطلاقها مجددًا بسهولة.
ولكن هل يستحق الأمر التضحية بحياة كائن لديه عائلة فقط من أجل مصافحة طاهي الحفل؟
سألت بصوت خافت:
“هل هناك كائنات شريرة حقًا؟ ربما تلك التي لها سجل إجرامي؟”
“لا يمكن أن يكون للحيوانات مفهوم الخير والشر. فقط قانون البقاء للأقوى. الضعيف يفترسه الأقوى.”
أخرجت قارورة الماء وشربت منها، ثم جلست على جذع شجرة.
“إيز، هل شارك كيليان في مسابقة الصيد العام الماضي؟ ماذا اصطاد؟ يبدو لي أنه يواجه صعوبة مع فكرة الصيد، لأنه يحب الحيوانات.”
عند سماع سؤالي، حك إيجيكل ذقنه وخفض عينيه بتفكير.
“اصطاد وحشًا سحريًا وقدمه للإمبراطور. كيليان لا يصطاد الحيوانات. يرى أن الصيد بلا حاجة هو قتل عبثي. لكنه شارك بسبب أمر إمبراطوري، ولم يكن له خيار.”
“مممم… أعتقد أن كيليان لم يكن مرتاحًا لذلك.”
إجباره على المشاركة ومشاهدة مشاهد لا يرغب برؤيتها كان بالتأكيد أمرًا محزنًا بالنسبة له.
عندما لاحظ إيجيكل تعبير الحزن على وجهي، وضع يده على خاصرته ورفع رأسه بثقة:
“حسنًا، لنجرب نحن صيد وحش سحري. سأساعدكِ في ذلك.”
“في الواقع، لا أظن أن المرتبة تهمني. لا أحتاج إلى الحلوى ولا إلى المصافحة.”
“لماذا تتصرفين فجأة وكأنكِ قد وصلتِ إلى حالة من الصفاء؟”
كنت ألعب ببندقيتي المعلقة على ظهري بينما أحدق فقط في أطراف قدمي.
“قال جدي دائمًا إن التخلي عن الأشياء التي لا يمكننا تحقيقها يتطلب شجاعة أيضًا. وعلى عكسك، أنا شخص لديه الكثير للتخلي عنه، لذا أصبحت معتادة على الأمر.”
أدار إيجيكل عينيه بينما كان يفرك مؤخرة رأسه.
“حسنًا، لا بأس. من الأفضل أن تستسلمي بدلًا من أن تُبتلعي بسبب غروركِ. ”
قبل وقت طويل، ظهرت شقوق متصلة بالجحيم، وعبر بوابات تُسمى “الجيت” بدأ الوحوش والشياطين بالظهور، ومنذ ذلك الحين، بدأ البشر في اكتساب قدرات خارقة.
لكن أليس حاملو القدرات الخارقة قد تحملوا عبئًا مفرطًا فقط لأنهم أقوى من الآخرين؟
بوووم
أثناء حديثنا الجاد، شيء ما فجأة مر بسرعة بجانب أذني، مما جعلني أقفز في دهشة.
“آه! ما هذا؟”
حتى بنظري الحاد، لم أتمكن من ملاحقته بسبب سرعته الفائقة. شعرت وكأنها دبور عملاق.
ركزت ناظريّ وحاولت التحقق مما كان يطير بسرعة، حتى أدركت أخيرًا ما هو:
ذبابة زمردية ذات استجابة فائقة وسرعة مذهلة.
كان إيجيكل يتتبع الذبابة التي تحلق بسرعة بعينيه، ويتمتم:
“لماذا توجد ذبابة من الجحيم هنا؟”
“أليس هذا مجرد طائرة مسيرة؟ إنها كبيرة لدرجة أن تسميتها ذبابة لا تبدو ملائمة.”
(الطائرة المسيرة، أو الطائرة بدون طيار ، هي طائرة تُحلق بدون طيار بشري على متنها.)
“ما هي الطائرة المسيرة؟ هذا مخلوق شيطاني من الجحيم. يُقال إنه يراقب العالم البشري ويبلغ الشياطين في الجحيم بما يراه.”
إذا لم تكن تلك طائرة مسيرة، فما هو إذًا؟
فجأة، بدا أن الغيوم حجبت الشمس، مما جعل الأجواء المحيطة مظلمة قليلًا.
رفع إيجيكل رأسه نحو السماء. وبدوري، تبعته ونظرت إلى الأعلى حيث تركزت أنظارنا على السماء التي بدأت تصبح غائمة.
“… ما هذا أيضًا؟”
ظهر رمز مثلث مقلوب في السماء الملبدة بالغيوم، وفي وسط دائرة سحرية مليئة بكلمات غامضة، ظهرت صورة رأس كبش يحمل قرنين.
لحظة رؤيتي لهذا المشهد، شعرت بقشعريرة تسري في ظهري.
رغم أنني لم أشاهد شيئًا كهذا من قبل، إلا أن غرائزي أرسلت لي إشارة واضحة:
“اهرب يفورًا، قبل أن تفقدي حياتكِ.”
“بوابة الجحيم من الدرجة السابعة.”
أجاب إيجيكل بهدوء.
بوابة؟ هل يقصد الدائرة السحرية التي تطلق الوحوش؟
“حتى الذبابة القادمة من الجحيم… هل كل هذا بسبب مسابقة الصيد؟ ألم يقل المنظمون إنهم سيطلقون وحوشًا للصيد؟”
كان سؤالي مليئًا بالارتباك، لكن شعره الوردي تحرك يمينًا ويسارًا في نفي واضح.
“الدرجة السابعة هي بوابة من الدرجة العليا. قريبًا، ستتدفق الوحوش القوية من عالم الشياطين.”
“هل كانت مسابقة الصيد بهذا المستوى من الصعوبة؟”
“انظري.”
رأيت الإشارات الضوئية التي أطلقها الآخرون تتصاعد من هنا وهناك، متفجرة في السماء. بدا الأمر وكأنه حالة طارئة حقيقية، وليس مجرد خدعة مصورة لمسابقة الصيد.
لكن كيف ظهر شيء كهذا في منطقة الصيد التابعة للعائلة الإمبراطورية؟ ربما لأنني شديدة الخوف، شعرت بركبتيّ ترتجفان من الرعب.
حول إيجيكل نظرته الذهبية من السماء نحوي.
“ميا، البقاء هنا خطر عليكِ. عودي أولًا.”
“ماذا؟ لا، لن أعود. سأبقى معكِ!”
تشبثت بذراعه بقوة. ورغم قلقي عليه، ابتسم لي بهدوء ووقار.
“أنا أقوى بكثير مما تتخيلين.”
“إذا لم تذهب معي، سأبقى هنا وأكون عبئًا كبيرًا عليك! وسأكون سببًا في وضعنا في مواقف خطيرة ومميتة!”
عندما أطلقت هذا التهديد المخيف، مدّ إيجيكل يده نحوي بتعبير أكثر نضجًا من عمره. كانت أطراف أصابعه تتوهج بضوء أزرق.
“اعتني بنفسكِ أولًا.”
ظهر خط أزرق تحت قدمي، مكونًا دائرة ورسمًا رمزيًا.
هل يحاول أن ينقلني عبر السحر؟ لا أريد تركه وحده. مهما كان قويًا، فهو ما زال طفلًا، جسدًا وروحًا.
“إذا كان لديك هذه القدرة، فلماذا لا تأخذني معك؟ أيها الطفل المتكبر! أيها المغرور الصغير!”
صرخت بغضب، لكن وجه إيجيكل تغير فجأة إلى مزيج من الارتباك والصمت.
“ماذا؟”
“هل هذه القدرة لنقل شخص واحد فقط؟ حتى لو كان الأمر كذلك، لا تقل لي إنك تتصرف بهذه الطريقة فقط لتحمل الخطر وحدك وتبدو رائعًا!”
كان إيجيكل ينظر إلى يده بتعبير مشوش، قبل أن يرفع نظره إلي. ومن عينيه الذهبية المظلمة شعرت بمزيج من الحيرة، الارتباك، والخوف.
“أنتِ… ما أنتِ؟”
“ماذا؟ أنا؟”
كانت هذه أول مرة أرى فيها تعبيرًا جديًا كهذا على وجه إيجيكل. ظل يحدق في وجهي بصمت قبل أن ينطق ببطء.
“لماذا لا يعمل السحر عليكِ؟”
المترجمة:«Яєяє✨»
تعليق ونجمة يشجعوني✨؟
حساب الواتباد: @rere57954