I TOOK THE VILLAIN AS A HOUSEKEEPER - 35
**الفصل 35**
* * *
قبل البدء رسميًا في الحفل الراقص، تُخصص فترة للتعارف الاجتماعي. يتم خلالها تجمع الأشخاص الذين ينتمون إلى نفس الفئة العمرية، أو الوظائف المتشابهة، أو الذين يشتركون في نفس الاهتمامات لتكوين علاقات ودية.
كان مشهد الأشخاص وهم يشربون الخمر أو يدخنون السيجار أثناء تبادل الأحاديث يبدو وكأنه مأخوذ من فيلم كلاسيكي يعود إلى بدايات القرن العشرين.
“سيدتي، هل يمكنني أن أحظى ببعض من وقتكِ؟”
اقتربت مني إحدى الشخصيات الثلاث البارزة في المجتمع الراقي، كانت ترتدي فستانًا أصفر وشعرها أشقر، وسألتني بنبرة متعالية.
كنت أتبادل مع “إليورد” رسائل تيلباثية صامتة، فنظرت إليها بعينين حائرتين.
“عفوًا؟ لماذا؟”
“لأجل الحديث معكِ. لدي أمر لمناقشته. هل سترفضين؟”
– “اذهبي. لن تموتي. لقد أصبحتِ أقوى بكثير بعد التدريب، أليس كذلك؟ إنها فرصة لتثبتي نفسك أمام النبلاء وتسيطري على هذا المجتمع الراقي.”
تردد صوت “إليورد” في رأسي، مما جعلني أرتعش وأخفض كتفيّ قليلاً.
كنت قد قلت إنني أريد الاندماج بشكل طبيعي في الحفل، لكنني لم أقل إنني أرغب في تحدي المجتمع الراقي بأكمله.
مع ذلك، بما أن هذا الحفل يُقام في القصر الإمبراطوري، فلا أعتقد أن الأمر سيتحول إلى اعتداء جماعي أو شيء من هذا القبيل.
“حسنًا، فهمت.”
لم يبدو أن دانتي، أو إيجيكل، أو كيليان يأخذون الأمر على محمل الجد أيضًا. فقد قالوا فقط أن أعود إليهم بسلام لاحقًا.
لذلك، تبعت السيدة الشقراء إلى غرفة الاستراحة.
في غرفة فسيحة وفاخرة، تحت ضوء ثريا متألقة.
رأيت امرأتين تجلسان بأذرع متشابكة على أريكة فخمة.
لم يكن هناك أحد غيرهما في الغرفة، مما يعني أنهما على الأرجح اثنتان من الثلاثي البارز في المجتمع الراقي، وقد استحوذتا على المكان بالكامل.
بالفعل، كانت هالتهما مهيبة للغاية، خاصة تلك العضلات المشدودة في أذرعهما وأكتافهما، مما جعلني أشعر بمزيد من التوتر. إذا حدث قتال، أشك أنني سأفوز.
“لقد كنا ننتظركِ.”
كانت ترتدي فستانًا أحمر ضيقًا يمتد بضيقه حتى التنورة، مع سترة عسكرية خضراء ملقاة على كتفيها.
اقتربت امرأة ذات شعر أشقر مائل إلى الأخضر.
“إذن، أنتِ السيدة التي هزمت كاركا. أنا نيفي سيريز من عائلة الكونت سيريز.”
بعد لحظات، عرّفت عن نفسها امرأة أخرى كانت تجلس على الطرف مرتديةً فستانًا أزرق بحمالة عنق.
كان شعرها بتصفيفة قصيرة مموجة ولونه أزرق رمادي.
“وأنا ليديا لوكس من عائلة الكونت لوكس.”
ثم جلست المرأة الشقراء التي تبقت لها مقعد بنفس الوضعية وقالت:
“رغم أننا لسنا غريبتين، إلا أنني أقدّم نفسي الآن. أنا كاركا فيز من عائلة الكونت فيز.”
شعرت أن أسماءهن مألوفة وغريبة في آنٍ واحد، لكني حافظت على ابتسامتي.
“مرحبًا، أنا ميا فورتونا، مجرد شخص عادي.”
“حسنًا، نحن لا نهتم بالطبقات الاجتماعية. في هذا العصر يمكن شراء الألقاب بالمال. ما يهم حقًا هو مدى رُقي الشخص وحكمته، وقوة الجسد والروح.”
أشارت نيفي برأسها إلى مكان شاغر وكأنها تطلب مني الجلوس.
تقدمت بخطوات مترددة وجلست في المقعد الذي يبدو أنه أُعد لي. هل يجب أن نجلس بهذا الشكل المستقيم ونتحدث؟
رغم ارتباكي الذي بدا واضحًا في عيني، رفعت كاركا حافة فستانها الأصفر وتحدثت.
“في الواقع، كنت أختبركِ عندما اقتربت منكِ مرتدية فستانًا مزيفًا. لقد ارتديت الآن النسخة الأصلية.”
“حسنًا… فهمت. ولكن، لماذا كنتِ تختبرينني؟”
تدخلت ليديا ذات الفستان الأزرق وأجابت بدلًا عنها:
“نحن الآن في صراع مباشر مع ما يُسمى بـ ‘السبع النبيلات’، وهن مجموعة من الأرستقراطيات الجدد من أصول تجارية.
هؤلاء النسوة يوزعن المنتجات المزيفة بطريقة غير قانونية ويشترين الألقاب بالمال، مما يسبب الفوضى في المجتمع الراقي بتصرفاتهن السوقية.”
“… السبع النبيلات؟”
“نعم. ولهذا السبب نحن نجمع حلفاء أقوياء لمواجهتهن. فهن لا يفهمن لغة النبلاء الرفيعة، وبالتالي لا تؤثر هجماتنا عليهن.”
… ما هذا العالم؟ هل نحن في عصر الحروب الأرستقراطية الكبرى؟
حدّقت كاركا بي بنظرات جادة وعينيها ضيقتان.
“سيدة فورتونا، نحن بحاجة إلى قوتكِ.”
“حظًا موفقًا، الي اللقاء”
كنت على وشك أن أغادر، لأنني شعرت أنني على وشك الانخراط في قضية خطيرة بدلًا من مجرد التعارف الاجتماعي.
ما إن هممت بالنهوض حتى أمسكن بي الثلاثي البارز وقاموا بالتشبث بي.
“لحظة، سيدة فورتونا! لا تذهبي!”
“رائع! انظري إلى هذه القوة الهائلة! أنتِ الوحيدة القادرة على إنقاذ المجتمع الراقي!”
“سنصبح حليفات رائعات!”
كان واضحًا أنهن يتمتعن بالقوة أيضًا.
رغم أنني كنت أرغب في تكوين صداقات، إلا أنني لم أكن متحمسة لدرجة الانضمام إلى حرب الفصائل في المجتمع الراقي.
هذا ليس ما توقعتُه أبدًا. الحفلات الراقصة التي قرأت عنها في الروايات الرومانسية لم تكن بهذا القدر من الفوضى!
وفجأة، فتح الباب بعنف، ودخلت امرأة ذات شعر بني فاتح ممزوج بحمرة، وعينين بنيتين متوهجتين.
بعد أن دخلت، طرقت الباب وكأنها تتذكر أخيرًا آداب الدخول.
أما الثلاثي البارز، فتظاهرن وكأن شيئًا لم يحدث، وعدن إلى مقاعدهن بسرعة وهن يشبكن أذرعهن. شعرت أنني بحاجة إلى فعل الشيء نفسه، فجلست مثلهن وشبكت ذراعيّ.
قامت كاركا بتجعيد حاجبيها وهي ترمق الضيفة غير المرغوب فيها بنظرة حادة.
“ما زلتِ وقحة كما عهدناكِ، يا سيدة دافت رابيت.”
ابتسمت المرأة التي دُعيت بلقب “سيدة دافت رابيت” وقالت:
“كاركا، يمكنكِ أن تناديني ليلي. لا حاجة لهذه الشكليات المزعجة أو النفاق الزائد، أليس كذلك؟”
بعد لحظات، اندفعت مجموعة أخرى من النساء إلى الغرفة، حتى وقفن سبع نساء أمامنا في صف واحد.
كان وضعهن متشابهًا؛ كل واحدة تضع يدها على خصرها وكأنهن يتبعن تعليمات مشهد درامي. يبدو أنهن “أعضاء السبع النبيلات.”
كانت ملابسهن متناسقة من حيث اللون، فكل واحدة ارتدت فستانًا بلون مرجاني بتصاميم مختلفة.
هل هنّ من نوعية الفتيات اللاتي يحددْنَ “السبت هو يوم الملابس المرجانية” مثلما يحدث في أفلام المراهقات؟
بينما كنت أراقبهن بصمت، نهضت ليديا من الثلاثي البارز فجأة، ووجهت لهن نظرات غاضبة.
“لو كنتنّ من الفتيات النبيلات اللواتي تلقين تعليمًا أرستقراطيًا راقيًا، لما دخلتنّ بهذه الطريقة الفظة. أي نوع من التصرفات التي لا تليق بالمقام هذا؟”
وبعد كلمات ليديا الصارمة، فتحت نيفي مروحتها برشاقة، وضيقت عينيها قائلة:
“أعتقد أنكن جئتن فقط لتلقوا نظرة على فساتيننا وإكسسواراتنا. تلك التي استغرقت أكثر من عام لتصميمها، ومن ثم قمتم بسرقتها وبيعها لكسب المال.”
همم، يبدو أن السبع النبيلات بالفعل الطرف السيئ هنا. سرقة التصاميم، والاقتحام دون إذن، ثم الطرق على الباب لاحقًا؟ تصرفاتهن تؤكد ذلك!
“على أي حال، من هذه التي برفقتكن؟”
قالت ذلك مشيرة إليّ بإصبعها وكأنها لا تبالي باللباقة.
اقتربت واحدة من عضوات “السبع النبيلات” وبدأت تهمس في أذن ليلي دافت رابيت التي وجهت لي السؤال.
بينما كانت ليلي تستمع، ارتسمت على شفتيها ابتسامة ساخرة ومتعجرفة.
“ابنة عم عائلة فيكونت موراي؟”
ثم همست امرأة أخرى في أذنها مرة أخرى.
“هاها، يتيمة وعامة؟ لا أصدق أن مستوى الثلاثي البارز انحدر إلى هذا الحد.”
بدت وكأنها تسأل وتجيب وتسخر في آن واحد لتختصر الوقت!
خطت ليلي نحوي بخطوات واسعة، رافعة أنفها بتعالٍ.
“هل تظنين أنكِ تستحقين أن تكوني هنا؟”
_”لا بأس أن تتصرفي كعادتكِ معهم. لقد اشتروا ألقابهم بالمال، فهم في النهاية مجرد عوام مثلهم مثلكِ.”
سمعت صوت إليورد ينصحني في تلك اللحظة. هل كان يراقب هذا المشهد؟
نظرت إلى ليلي ببرود كما نصحني، دون أن تظهر أي مشاعر على وجهي.
“لو لم أكن أستحق، لما جئتُ.”
في الواقع، لم أكن أرغب في الحضور من الأساس.
ربما اعتبرت ليلي برودي علامة على الثقة بالنفس، فرأيت تجعيدًا طفيفًا في جبينها.
“لا أفهم كيف وصلتِ إلى هنا على أي حال…”
“بسيطة، أتيت مع سيد السيف في عربته الخاصة.”
“أنا أعني، كيف لعامة مثلك أن تحضر حفلًا راقصًا كهذا…”
“أفكر في الذهاب إلى السوق غدًا لشراء لقبٍ أنا أيضًا. بالمناسبة، من أين اشتريتِ لقبك؟ أرسلي لي التفاصيل في رسالة سرية.”
بدت ليلي مصدومة وأصدرت أصواتًا غريبة: “إيك، هت، أُت”، ثم نظرت إليّ بغضب شديد.
“كيف تجرؤين وأنتِ مجرد يتيمة لا والدين لها؟!”
“حسنًا، عندما تبلغين السبعين، ستكونين مثلي تمامًا. الفرق أنني بدأت مبكرًا. وبالمناسبة، في حفل عيد ميلادك السبعين سأرسل لكِ إكليلًا مكتوبًا عليه:
‘كيف تجرؤين على الاحتفال وأنتِ مجرد يتيمة؟'”
على عكسي، حيث بقيت ملامحي هادئة، احمر وجه ليلي غضبًا حتى صار مثل النار المشتعلة.
“ماذا؟! ما هذا الكلام؟! كيف تجرؤين؟!”
بدت ليلي، مثل كاركا قبلها، وكأنها اصطدمت بجدار لم تستطع تجاوزه.
وفي تلك اللحظة، ظهر شخص من خلف السبع النبيلات، ثم علت ضحكة صاخبة.
دوى صوت ضحكة عميقة في الأرجاء.
“هاهاهاها!”
التفتت جميع الأنظار نحو مصدر الصوت.
عند رؤية الشخص القادم، وقفت الثلاثي البارز فجأة على أقدامهن، بينما تراجعت عضوات “السبع النبيلات” خطوة إلى الخلف وانحنين بعمق.
وسرعان ما تردد صوتٌ أنيق، لكنه يحمل قوة ظاهرة:
“يا لها من سيدة مثيرة للاهتمام.”
كانت تقف عند المدخل امرأة ذات شعر بلاتيني مشرق يُضيء تحت وهج الأضواء، وعينين أرجوانيتين ساحرتين.
بدت في أواخر الثلاثينيات من عمرها، جمالها يأسر الأنظار.
ارتدت زيًا أبيض أنيقًا، ووقفت في وضعية تنم عن الانضباط والثقة، بينما عكست ملامحها الحازمة هيبةً لا تخطئها العين.
خلفها، وقف الحراس والخدم في وضعيات مستقيمة، مما أوحى بأنها شخصية رفيعة المستوى من العائلة الإمبراطورية.
انحنى جميع من في الغرفة، ممسكين بحواف فساتينهم وهم يحنون ظهورهم.
“نتشرف بمقابلة صاحبة السمو، ولية العهد ألكسي.”
المترجمة:«Яєяє✨»
تعليق ونجمة يشجعوني✨؟
حساب الواتباد: @rere57954