I TOOK THE VILLAIN AS A HOUSEKEEPER - 24
**الفصل 24**
“ماذا؟ لكن اللوحة تقول قديسة السلام، ريلكه. كنت أعتقد أنها شخصية أشبه بالقديسة.”
أتساءل، هل يمكن أن تكون قد قتلت الناس بتلك الملامح الملائكية؟ لم أتوقع ذلك من ريلكه، يبدو أنها كانت شخصًا مخيفًا.
ردَّ دانتي وهو يمرر أصابعه على حافة كوب الشاي:
” كلامك ليس خاطئًا تمامًا. لقد كانت يومًا تُقدَّس كرسولة تنقل أوامر الحاكم، لكنها حُمِّلت لاحقًا تهمة التواصل مع الشياطين والانحراف. لكن الحقيقة تبقى مجهولة. فالتاريخ كثيرًا ما يُشوَّه بالافتراءات والتزييف.”
هذا الرجل يبدو وكأنه موسوعة بشرية.
يبدو أن الحكم على شخص من خلال الشائعات فقط خطأ جسيم.
حتى أنا، قد أجد نفسي يومًا ما مدونة في دانتي-ويكي تحت عنوان:«ميا فورتونا؟ الدبابة القاتلة القادمة من الجحيم.»
(هنا البطلة تمزح وتشبه البطل بالموقع الشهير ويكيبيديا بسبب كثرة معلوماته وتقول انها في يوم من الايام يطلع عليها اشاعات كاذبة)
قلت ممازحة:
“صحيح، حتى بين الناس في الأزقة الخلفية، هناك شائعات تصفني بسلاح قاتل يمكنه كسر عمود فقري بإصبع واحدة، وأحيانًا بالساحرة.”
أجابني دانتي بنبرة هادئة:
“لقد بدأت أخبار ظهور مدير جديد للقصر تنتشر بين قوى العالم السفلي وأصحاب القدرات الخارقة. هناك نظرة سائدة تقول إن مدير القصر هو خادم للشيطان وكائن شرير.”
خادم الشيطان؟ أنا مجرد خادمة تنظيف!
بينما كنت أعبر عن مظلوميتي بملامح بريئة، نظر إليَّ دانتي بثبات قبل أن يقول:
“حتى أنا أُطلق عليَّ العديد من الألقاب غير الجيدة، بما في ذلك لقب خادم الشيطان. لكن بعض تلك الألقاب صحيح، لذا لا أكترث كثيرًا. لقد قتلت الكثير من الناس، وأنا بالفعل مستخدم لقوى الشياطين.”
بدت كلماته وكأنها نوع من المواساة، يُخبرني بألا أهتم بآراء الآخرين.
إنه بالتأكيد شخص لا يتأثر بسهولة، خاصةً إذا كان شخصًا يضرب أولًا دون تردد.
ابتسمت له ابتسامة بريئة، وأخذت أفكر في درسي الجديد: لا تعبث مع دانتي.
ثم قلت:
“إذًا، ربما كانت ريلكه مظلومة حقًا.”
حينها، نظر دانتي إلى الأعلى وكأنه يسترجع ذكريات قديمة وقال:
“لقد عاشت ريلكه في عصر إل بَاسا، وهو زمن قامت فيه ثورة ضد عائلة بيازا الملكية، وتغيرت السيادة. معظم القصص التي سمعتيها كانت على الأرجح مجرد أكاذيب خبيثة انتشرت لتشويه سمعة العائلة الملكية.”
ارتعشت كتفاي تلقائيًا عند سماع كلمة ثورة. حاولت أن أهدأ وأستقيم بينما أتنحنح بهدوء.
“بالمناسبة، هل تعتقد أن هناك أحفادًا من عائلة بيازا ما زالوا على قيد الحياة؟ أود حقًا مقابلتهم.”
أجابني دانتي:
“في ذلك الوقت، تم إعدام جميع أفراد العائلة الملكية، سواء كانوا من السلالة المباشرة أو الفروع الجانبية. لذلك، لا أعتقد أن أحدًا منهم قد بقي على قيد الحياة.”
يا لها من قصة مأساوية حقًا.
فجأة، تذكرت النظرة الحزينة في عيني ماتياس وهو ينظر إلى براعم وردة ريلكه التي لم تتفتح بعد. كما استرجعت وجهه الشارد وهو يتأمل الحديقة التي أصبحت جميلة بفضل كيليان. كان وجهه حينها يشبه وجهي عندما أفكر في جدي. أدركت حينها أن تلك النظرة كانت تعبيرًا عن الحنين.
قلت له محاولة الاستفسار:
“ريلكه، لا بد أنها عاشت طويلًا، أليس كذلك؟ فهي مديرة القصر، وكانت تحت حماية السيد ماتياس.”
هزَّ دانتي رأسه قليلاً وقال:
“هذا الجزء لا أعرفه تمامًا. السجلات الرسمية تقول إنها أُعدِمت مع بقية أفراد العائلة الملكية، لكن الروايات التاريخية تختلف في هذا الأمر.”
كم هو أمر محزن للغاية. حاولت أن أرى الجانب الإيجابي من القصة وقلت:
“ربما عاشت حياة طويلة وسعيدة دون أن تكون وحيدة. أنا أيضًا كنت خائفة عندما أتيت إلى هنا لأول مرة، لكن السيد ماتياس جعلني أشعر بأقل قدر من الوحدة.”
طبعًا، لم يترك لي وقتًا لأفكر في أي شيء آخر بسبب تعليقاته المستمرة. حتى أثناء تناول الطعام، كان يجلس أمامي ويعلق على مدى سوء مهاراتي في الطهي أو كيف يمكن لأحد أن يأكل شيئًا كهذا.
قال ذات مرة:
“أمر غريب. كنت أظن أن الذوق واللباقة يولدان مع الشخص. أما عن الأعمال المنزلية، فمن الواضح أنها لم تكن موهبتك.”
كان ينظر إليّ بفضول، وكأنني ظاهرة فريدة، فقط لأنني فلاحة حتى النخاع.
في الآونة الأخيرة، يبدو أنه أصبح أكثر رضا عن حالة القصر، لذا قلّت تعليقاته، لدرجة أنني شعرت بالضيق من ذلك.
بينما كنت أفكر في الأمر، سألني دانتي بصوت هادئ:
“هل تشعرين بالوحدة الآن؟”
أجبته بابتسامة:
“لا، مع وجودك أنت والبقية هنا، أصبح القصر مليئًا بالحيوية.”
لاحظت أن إبريق الشاي والكؤوس أصبحت فارغة تمامًا. يبدو أنني شربت الشاي كما لو كان ماءً بسبب العطش.
عندما لاحظ ذلك، نهض وقال:
“سأتولى تنظيف الطاولة. اذهبي للراحة.”
لماذا يفضل القيام بكل شيء من دوني؟ هل أنا سيئة إلى هذا الحد؟
قررت ألا أستسلم ووقفت فجأة قائلة:
“سأساعدك!”
“لقد وعدتُ بأن أساعدك. أصبحتُ بارعة الآن.”
“… حسناً.”
بدأت بغسل الأواني بكل عزيمة، وأظهرتُ له كوب الشاي الذي غسلته كما لو كنت أنتظر موافقته.
“هل أصبحتُ بارعة الآن؟”
أجابني بهدوء:
“لم تكوني سيئة في أي وقت مضى.”
لكنه أخذ الكوب وبدأ بمسح حافته مجددًا.
لماذا يعيد تنظيفه؟ من وجهة نظري، كان نظيفًا تمامًا! شعرتُ ببعض الإحباط وسألته بنبرة حزينة:
“كن صادقًا، أعدك ألا أحزن.”
قال بهدوء:
“لستِ بارعة، لكنكِ لستِ سيئة أيضًا. مجرد أنكِ لم تحطمي شيئًا يعتبر إنجازًا.”
تحطّم!
قبل أن ينهي كلامه، قمت بكسر كوب شاي آخر بطريقة مأساوية. نظر إليّ وأطلق تنهيدة ثقيلة.
“لا بأس. المهم أنكِ لم تتعرضي للأذى.”
“آه، لكن… لقد جرحتُ إصبعي!”
بينما كنت ألتقط شظايا الكوب المكسور، جُرحت في إصبعي. نظر إليّ وكأنني عبء إضافي على مجموعة من الأشخاص الذين يتحملون أعباءً ثقيلة بالفعل.
“… إنه مجرد جرح صغير.”
أمسك يدي ونظر إلى الإصبع الذي كان ينزف قليلاً.
“إنها إصابة خطيرة. من الأفضل أن تأخذي قسطًا من الراحة اليوم.”
هل حقًا انتهى الأمر بهذا الاستنتاج؟
“هل تحاول التخلص مني بهذه الحجة؟”
هز رأسه ببطء وكأنه يتمنى لو أبقى ساكنة دون أن أفعل شيئًا.
“الأمر فقط أنكِ… تثيرين قلقي.”
هل يقصد أنني لست مجرد إزعاج، بل سبب للقلق والتوتر؟
“هل أزعجتك؟”
بالطبع، كنت أعرف ذلك مسبقًا، بل أفضّل أن يشعر بذلك. كان هذا هدفي، لأنني أردتُ أن يُنهك تمامًا حتى يغرق في النوم مبكرًا.
“هذا ليس ما قصدته.”
نظر إليّ، ربما لأنه اعتقد أنني انزعجت، وحاول أن يبرر كلامه:
“كل ما في الأمر أن وجودكِ يجعل من الصعب عليّ التركيز.”
…؟
إذا لم يكن هذا إزعاجًا، فماذا يكون؟ يبدو وكأنه يريد أن يقول إنني لا أثير فقط الإزعاج، بل أشوّش عليه تمامًا.
كان ينظر إلى يدي التي كانت بين يديه دون أن يحرك عينيه عنها. في تلك اللحظة، ساد بيننا صمت غريب ومتوتر.
هل يمكن أن يكون لذلك معنى خاص؟
بينما كنت أشعر بالارتباك وأحاول تجنب التفكير، التقت عيناي بعينيه الزرقاوين الجادتين، فاضطررت على الفور إلى تحويل نظري بعيدًا.
تحت خصلات شعره السوداء بالكامل، كانت عيناه الزرقاوان تتألقان بشكل جذاب. ورغم أن عيناه كانتا تبدوان حادتين عادة، إلا أنهما تلينان عندما يبتسم قليلاً. أما زاوية شفتيه فكانت دائمًا مرفوعة بشكل جميل حتى وهو بلا تعبير.
برؤية ممتازة كهذه، تمكنت من التقاط كل التفاصيل.
ثم اخترق صوته العميق والمليء بالهدوء أذني، قائلاً:
“سأبقى بجانبكِ دائمًا، لأنكِ طلبتِ مني أن أبقى بجانبكِ طوال حياتكِ.”
… ماذا؟
ذلك الصوت الدافئ والطريقة التي تحدث بها كانت تشبه تمامًا ما يفعله البطل في الروايات الرومانسية. ولكن لحظة، ماذا يعني أنه سيبقى بجانبي مدى الحياة؟
بينما كنت غارقة في التفكير، استعدت تركيزي بسرعة وسألته:
“عفوًا؟ فجأة؟ هل تقصد بسبب ما قلته الليلة الماضية؟ ما قصدته هو أن الأعمال المنزلية ستبقى مسؤوليتكِ للأبد.”
رد بثقة وهو ينظر مباشرة إلى عينيّ:
“بالنسبة لي، هذا هو المعنى نفسه. لم يعد عليكِ أن تقلقي بشأن أن تكوني وحيدة بعد الآن.”
تلك العيون الزرقاء، وكأنها ترى كل ما أفكر به.
في الواقع، كنت قلقة بشأن الشعور بالوحدة. بالنسبة لي، أن أُترك وحيدة في قصر فارغ كان احتمالًا أكثر واقعية ومخيفًا من أن أُسحب إلى مكتب الأمن بسبب تمرد ما.
ابتسم قليلاً وأردف قائلاً:
“لن أدع أي أحد يأخذكِ مني، خاصة ذلك الطبيب المقنع. نحن مترابطان ولا يمكننا الانفصال.”
“… ماذا؟”
كل ما استطعت قوله هو: “ماذا؟”.
أضاف بابتسامة خفيفة:
“من الطبيعي أن يكون الشخص الذي يبعثر الأشياء والشخص الذي ينظفها غير منفصلين.”
…؟
لذا، ما يعنيه هو أنه كلما أفسدتُ شيئًا بطريقة ما، زادت متعته في تنظيفه.
“لماذا تقول أنك تريد الاستحواذ على الأعمال المنزلية بهذه الطريقة المربكة؟”
كان لديه عادة غريبة في استخدام عبارات ملتوية تترك المجال لسوء الفهم. وبالنسبة لي، كنت ضعيفة جدًا في تفسير هذه العبارات.
سحبت يدي بسرعة وأخفيتها خلف ظهري قبل أن أطرح سؤالًا آخر:
“إذًا، هل هذا يعني أنك لن تقوم بتنظيف الإمبراطورية الفاسدة التي كتبتها في سيرتك الذاتية؟”
أجابني بنبرة جدية:
“إذا حاول أحدهم إزعاجي، فسأفعل. سواء كان شخصًا أم شيئًا يثير استيائي، أفضل إزالته.”
… هل يعني أنه إذا حاولت الحكومة منعه من القيام بأعماله المنزلية، سيشعل تمردًا ليطيح بهم؟
كنت أعرف جيدًا أنه متهور وغريب الأطوار، لذا لم أكن متفاجئة كثيرًا.
“لقد جعلتني أعتقد للحظة أنك كنت تقدم عرض زواج!”
عندما ظهرت على وجهي علامات الإحباط، أمال رأسه قليلًا وابتسم بخفة.
“لقد تقدمتِ لي بالفعل. أول مرة عندما التقينا، والمرة الثانية كانت الليلة الماضية. مرتين.”
توقفت أنفاسي فجأة. ماذا قلت في البداية؟ هل قلت شيئًا مثل “لن أتركك أبدًا”؟ ربما.
على أي حال، هل أخذ الأمر على هذا المحمل؟
“هل يمكنكِ تحمل مسؤولية كلماتكِ تلك؟”
تلك العبارة المغرية جعلت تفكيري يتوقف تمامًا.
المترجمة:«Яєяє✨»
تعليق ونجمة يشجعوني✨؟
حساب الواتباد: @rere57954