I TOOK THE VILLAIN AS A HOUSEKEEPER - 20
بالطبع، لم تنطلِ أكاذيب خالتي الوقحة على جدي. فقد كان يعلم بالفعل وضعي من الرسالة التي أرسلتها إليه.
إضافة إلى ذلك، كان من السهل اكتشاف كذبها بمجرد النظر. على عكس أبناء خالتي الذين كانوا ممتلئين وذوي صحة جيدة، كنت صغيرة الحجم ونحيلة بشكل يُثير الشفقة.
قال جدي بحزم:
“سآخذها الآن وأربيها بنفسي.”
لكن خالتي كشفت عن نواياها الخبيثة دون تردد:
“آه، لقد تعلقت بها كثيرًا. لا أريد إرسالها بعيدًا. لقد ربيناها وكأنها ابنتنا. كما أن تربيتها كلفتنا الكثير من المال. أليس من الظلم أن تأتي الآن لتأخذها بعد أن أصبحت قادرة على تحمل تكاليف معيشتها؟”
نظر جدي إلى خالتي وزوجها بحدة وقال:
“من الناحية القانونية، أنا من يملك حق الوصاية عليها. هل تريدان الذهاب إلى محكمة الأسرة لتحديد الصواب من الخطأ؟”
حينها، تحدث زوج خالتي، الذي كان وجهه دائمًا أحمر بسبب شربه المفرط للكحول، بحدة قائلاً:
“والدها لم يُرسل فلسًا واحدًا كنفقة طوال السنوات الماضية. نحن أنفقنا من أموالنا الخاصة لتربيتها!”
لكن جدي رد ببرود:
“أنا على علم بأن النفقة التي أُرسلت لرعاية هذه الطفلة أُهدرت على ملذاتكما الشخصية من إسراف وشرب القمار.”
في النهاية، أخذني جدي إلى منزل جديد، بعيدًا عن هذا الجحيم.
ولكن لسوء الحظ، لم يكن المنزل بعيدًا بما يكفي. فقد كان في حي قريب يقع في منطقة ريفية تفتقر إلى مرافق تعليمية مناسبة. نتيجة لذلك، كنت مضطرة لقضاء فترة مراهقتي في نفس المدرسة مع أبناء خالتي الذين كنت أكره رؤيتهم.
كانت “أورمينغارد” تستغل أي فرصة لتختلق الأكاذيب عني وتحرض الآخرين ضدي:
“أتعرفون أن ميا فورتونا كانت يتيمة؟ والديّ كانا من يطعمانها ويربيانها. لكنها جاحدة النعمة وذهبت مع جدها. أمي تقول إنه ربما ليس جدها الحقيقي، بل قد يكون شخصًا يستغل الأطفال لتعليمهم السرقة!”
كانت “أورمينغارد” تبتكر الأكاذيب، وتقود حملات التنمر ضدي، بينما كان “جيورجي” يشكل عصابة خاصة به ويضايقني جسديًا.
أما خالتي وزوجها، فكانا يزوراننا بين الحين والآخر ليطالبا بنفقات السنوات الماضية ويثيران الفوضى.
في الحقيقة، كانت عائلة خالتي بالنسبة لي كارثة حقيقية، أشبه بمجموعة من الشياطين.
لكن لحسن حظي، كنت شخصًا قوي الإرادة. تحملت الإهانة والصعاب حتى تمكنت من إنهاء دراستي بنجاح.
بعد تخرجي، كنت أخطط للانتقال إلى العاصمة مع جدي، ولكن في العام الذي أتممت فيه العشرين من عمري، تعرض جدي لوعكة صحية وسقط مريضًا.
قال لي وهو يحتضر، بصوت ضعيف:
“ميا، كنزي الثمين. لا تحزني كثيرًا إذا غادرت، ولا تشعري بالوحدة.”
ثم قبّل ظهر يدي وكأنه يمنحني بركته الأخيرة.
أمسكت بيده بقوة وأنا أبكي بصوت عالٍ:
“جدي، لا تذهب. إذا غادرت، سأصبح وحيدة تمامًا. لقد وعدتني أننا سنعيش معًا في العاصمة!”
ابتسم جدي برفق وقال:
“لن تكوني وحيدة. في يوم من الأيام، سيظهر أشخاص مهمون سيبقون بجانبكِ.”
لكن جدي توفي بعد ذلك، ورغم كل شيء، شعرت بشيء غريب.
لم أشعر بالحزن، ولا بالغضب، ولا حتى بالفرح. كنت فقط في حالة من الفراغ المطلق.
خالتي وزوجها، بوجهيهما الوقحين، حضرا الجنازة.
وبعدها، بدا أنهما يعتقدان أن بإمكانهما السيطرة عليّ بالكامل. طلبا مني العودة إلى منزلهما وعرضا عليّ الزواج من رجل سيئ السمعة.
قالت خالتي بخبث:
“ميا، نحن عائلتكِ، أليس كذلك؟ كيف ستعيشين وحدك في هذا العالم القاسي؟ عودي معنا إلى المنزل. سأحتفظ بإرث جدك وأديره لكِ بشكل جيد.”
ثم أضاف زوجها:
“هناك عريس رائع لكِ. إنه الابن الأكبر لمالك أراضٍ كبير، وهو يحمل لقب الكونت، وعضو في مجلس الشيوخ. شخصيته رائعة، ومظهره حسن. بالمناسبة، أليس لديكِ عقد جدك الأحمر؟ يمكنكِ تقديمه كجزء من المهر.”
في تلك اللحظة، عادت مشاعري المتجمدة وأفكاري المشوشة إلى العمل من جديد.
أدركت أني لم أكن معطلة، بل كنت فارغة تمامًا، وكأن قلبي قد فقد كل وقوده. ملأت ذلك الفراغ بغضب شديد، وقررت أن أعيش حياتي من جديد، بعيدًا عن هؤلاء الشياطين.
نظرت إليهما ببرود وقلت بصوت ثابت:
“كفاكما هراء، يا خالتي ويا عمي.”
كنت قد قطعت علاقاتي بهما منذ وقت طويل.
أما والدي، الذي كنت أجهل مصيره، فلم يظهر حتى في جنازة جدي. لذلك، وبناءً على رغبة جدي، هربت إلى العاصمة لأعيش هناك.
أعلم جيدًا أن البقاء على علاقة بهؤلاء سيؤدي إلى تدميري بالكامل.
وهكذا كانت قصة ماضيّ المؤسف وغير السعيد.
—
“ميا، ألا تفرحين برؤية أخيكِ الأكبر؟ لقد قضينا وقتًا ممتعًا عندما كنا صغارًا، أليس كذلك؟”
كان “جيورجي”، الذي لا أريد حتى مناداته بابن عمي، قد تحول إلى شخص بالغ مقزز.
بمجرد أن رأيت وجهه المليء بالنمش وشعره الأحمر، شعرت بالغثيان.
“تقول إنك كنت تلعب معي؟”
عندما طرحت سؤالي بحدة، ضحك جيورجي ضحكة خفيفة ورفع يديه في تظاهر بالبراءة.
“نعم، أو ربما كنت الوحيد الذي استمتع بذلك؟”
حدّقت إليه بنظرات باردة، بينما كان قلبي ينبض بقوة، واهتزازات جسدي لا يمكن التحكم بها.
لم يكن ذلك بسبب الخوف أو الرهبة، بل بسبب غضب عارم يشبه لعنة تمنيت فيها موته بأقسى الطرق.
قلت بصوت منخفض وغاضب:
“تدفعني من على الدرج؟ أم تضع الدبابيس في حذائي؟ أو ربما، كان الأمر الأكثر متعة بالنسبة لك هو إسقاطي في البحيرة المتجمدة؟”
ابتسم بسخرية وقال بلا مبالاة:
“هذه مجرد مزحات يقوم بها الأطفال مرة واحدة على الأقل. لماذا تغضبين هكذا؟”
كان من الواضح أنه لم يدرك خطورة أفعاله.
في طفولتي، كنت ضعيفة لدرجة أنه شعر أن من الطبيعي إيذائي.
بينما كان قلبي يغلي بالغضب، كنت أمتنع عن الشتائم بسبب وجود طفل بجانبي.*
لكن فجأة، سمعت إيجيكل يتحدث نيابة عني بلهجة قاسية:
“أيها المعتوه، هل تريدني أن أقتلك على سبيل المزاح؟”
كان وجهه خاليًا من التعبير، وعيناه الذهبية تنظران ببرود شديد، وكأنه شخص مستعد لتنفيذ تهديده دون تردد.
جيورجي، الذي كان ينظر إليه بذهول، ضحك ضحكة متوترة وقال:
“يا له من طفل وقح. يبدو أنه بحاجة إلى درس يجعله يفيق.”
وقفت بسرعة أمام إيجيكل وعبست بوجه جيورجي.
“اختفِ من هنا. لا أريد أن أراك أنت وعائلتك أبدًا. أنا حاليًا أجمع المال لاستئجار قاتل محترف، لذا احذر تصرفاتك.”
ضحك بسخرية وقال:
“هذا محزن حقًا. هكذا تردين الجميل لمن تبناكِ كيتيمة؟ حتى إن والدي كان يبحث لكِ عن عريس مناسب. نحن فقط نحاول مساعدتك. ذلك العقد الذي تملكينه كان سيجعلك تدخلين بيتًا غنيًا، وأنا كنت سأستفيد من توصية للدخول إلى أكاديمية رويال ويندستر. كان ذلك سيكون في صالح الجميع، أليس كذلك؟”
أدركت حينها أنهم كانوا يخططون لاستغلالي. شعرت بغضب حارق لدرجة أن فكيّ كانا يرتجفان.
“إذن، كنت تنوي أن تستخدم عقدي كمهر وتبيعني لتنتفع أنت؟”
هز جيورجي رأسه بابتسامة ساخرة وقال:
“لا، بل كان هذا اتفاقًا. والأفضل من ذلك، عائلة العريس وعدت بمساعدة أورمينغارد في الدخول إلى المجتمع الأرستقراطي. لن تخسري شيئًا، فلماذا تشعرين بالغيرة من نجاحنا؟”
أمسكت بالعقد في يدي وأطبقت قبضتي عليه بقوة.
كنت أتساءل: لماذا يصرّون على ذلك بهذا الشكل؟ شعرت بكراهية حادة وكأنها تقطعني من الداخل، وأغلقت عيني بقوة، محاولًا تهدئة غضبي.
لكن فجأة، شعرت بيد صغيرة وناعمة تمسك بيدي، مما جعلني أفتح عيني مجددًا.
أمسك إيجيكل بيدي ونظر إلى عينيّ وهو يقول بهدوء:
“تجاهليهم. إنهم مجرد طفيليات لا يعرفون فعل أي شيء بأنفسهم.”
بدت كلمات إيجيكل كطعنة في غرور جيورجي، الذي انفجر بالصراخ غاضبًا:
“هل تظن أنني أبدو سخيفًا لأنني تحدثت معك بلطف؟”
غطى إيجيكل فمه بيده وضحك باستخفاف، مما زاد من استفزاز غيورغي:
“اسمع، حتى لو أحضرت خطاب توصية من الإمبراطور نفسه، فلن يقبلوا بشخص مثلك.”
صرخ جيورجي بغضب، رافعًا يده كما لو كان على وشك ضربه:
“أيها الصغير الوقح، هل تريد الموت؟”
رؤية ذلك المشهد أعادت إليّ ذكريات مؤلمة من الماضي. شعرت بخوف يخترق صدري، وبدأت الرؤية أمامي تهتز بارتباك.
أدركت أنه حتى لو كنت معتادة على مثل هذه المواقف، فإن الخوف لا يختفي أبدًا. خاصة عندما يتعلق الأمر برؤية طفل يُضرب، فهذا أمر لا يمكنني تحمله.
صرخت بكل ما أوتيت من قوة:
“أيها المجنون! لا تضرب الأطفال!”
أسرعت بحماية إيجيكل، ووقفت أمامه بجسدي المرتعش. جيورطي، الذي رأى حالتي، ضحك ساخرًا وكأنه وجد الموقف مسليًا:
“كنت فقط أخيفه، لكن رد فعلك مضحك للغاية. هل تنوين أن تتلقي الضربة بدلًا عنه؟”
نظر إيجيكل إليّ بعينين مليئتين بالمرارة وهو يقول بصوت منخفض:
“أنتِ أضعف مني، لماذا تفعلين هذا؟”
ابتسمت له بتردد، قائلة:
“لأنني أكبر منك، وضربي سيكون أقل ألمًا.”
عبس إيجيكل بوجهه وقال:
“أنتِ تثيرين قلقي حقًا.”
ومع ذلك، لم يحاول إزاحتي من أمامه. كنت أحاول تهدئة يدي المرتعشتين بينما عزمت على مواجهة الموقف بشجاعة.
قلت له بابتسامة مرهقة:
“إيز، أنا بخير حقًا. لا تقلق. أنا قوية.”
لكن إيجيكل رد بصدق جعلني أعجز عن الإجابة:
“أنتِ لا تبدين بخير أبدًا.”
وقف جيورجي متكئًا على جدار قريب، ينظر إلينا بتعبير ساخر، وقال ببرود:
“هل هذه هي حياتكِ الآن بعد قدومكِ للعاصمة؟ مجرد مربية أطفال؟ أو ربما أصبحتِ عشيقة لرجل غني وأنجبتِ طفلًا؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فلا يوجد سبب لرفضكِ الزواج بعرض كهذا.”
نعم، هذا الوغد دائمًا ما كان يستخدم الإهانات الشخصية كسلاح. شعرت بالغضب يتصاعد داخلي، وكنت على وشك الرد عليه بقسوة، لكن فجأة قُطع حديثنا بصوت عميق وهادئ:
“ما الذي يحدث هنا؟”
استدرت نحو الصوت لأرى رجلًا طويل القامة بشعر أسود يرتدي قميصًا أبيض وسترة رمادية داكنة وبنطالًا رسميًا، وكان يحمل علبة كعك في يده. كان ذلك الرجل دانتي.
نظرتُ إليه بعينين مذهولتين وسألت:
“دانتي؟ ألم تكن في رحلة صيد؟ كيف أتيت إلى هنا…؟”
(اعتذر علي الخطأ من ذهب للصيد مع توتو كان دانتي وليس كيليان اعذروني سرد الرواية بالفعل متعب ومن الصعب تحديد الشخصيات)
رفع دانتي علبة الكعك في يده وأجاب بهدوء:
“مررتُ بالمكان وتذكرت أنكِ تحبين كعكة الفراولة.”
كانت العلبة تحتوي على كعكة الفراولة التي شعرت بخيبة أمل عندما لم أستطع أخذها معي من المقهى السابق. وبمجرد أن رأيتها، غمرتني المشاعر التي كنت أحاول كبتها لفترة طويلة.
لاحظ إيجيكل ذلك بسرعة وسأل بدهشة، وهو ينظر إلى عينيّ التي امتلأت بالدموع:
“ميا؟”
تقدم دانتي بخطوات سريعة نحوي، وانحنى قليلاً لينظر مباشرة إلى عينيّ. رغم برودة لون عينيه التي تشبه بحيرة شتوية، إلا أن نظراته لي كانت مليئة بالدفء والاهتمام.
قال بلطف، وكأنه يهدئ طفلاً صغيراً:
“هل يمكن أن تخبريني؟ هل دموعكِ بسبب فرحتكِ برؤية الكعكة، أم أن السبب هو…”
أمسك بيدي ووضع علبة الكعك بين أصابعي. ثم استدار قليلاً، وظهر خط فكه الواضح تحت إضاءة خفيفة. بصوت أكثر انخفاضًا، وبنبرة تحولت فجأة إلى البرودة، أكمل كلامه:
“أم أن المشكلة تكمن في ذلك الوغد؟”
المترجمة:«Яєяє✨»
تعليق ونجمة يشجعوني✨؟
حساب الواتباد: @rere57954