I TOOK THE VILLAIN AS A HOUSEKEEPER - 17
**الحلقة 17**
‘سأستغل مكائد ماكرة لتفريقهم وإثارة الفتنة بينهم. إذا اشتعلت النزاعات فيما بينهم وحدث انقسام داخلي….’
قررت تجاوز التفاصيل الوسطى مؤقتًا.
النهاية المثالية التي تخيلتها كانت مشهدًا حيث يتعاركون جميعًا بضراوة، ثم يدركون عبثية الأمر، فيستلقي الجميع في ساحة اللعب، يحدقون في السماء ويضحكون بسلام، مما ينهي النزاع.
ابتسمت برضا داخلي وأنا أتخيل ختامًا شبيهًا بقصص الشباب مثل “لقد كان صيفًا”.
في النهاية، بعد أن يشعر الجميع بالملل من العنف والنزاع، يتخلون عن التمرد، ليعيشوا حياة عادية كخدم، أو بوابين، أو بستانيين، أو طهاة. نهاية سعيدة تحمل درسًا بأن الحياة البسيطة هي الأسعد.
‘هذه خطة مثالية تضمن حماية وطننا وسعادة الجميع، يا ميا فورتونا!’
ثم قلت بابتسامة لطيفة وكأنني ذئب يرتدي قناع حمل:
“أرجو منكم بذل قصارى جهدكم. أنا أشجع أحلامكم جميعًا”
* * *
في صباح اليوم التالي، كان أول يوم عمل للمتمردين.
تولى “دانتي” مسؤولية تدريب “إيجيكل” وتقديم التعليمات له بشأن إعداد وجبة الإفطار.
رغم أنني كنت أظن أن إيجيكل سيحتاج إلى كرسي بسبب قصر قامته، إلا أنه أخبرنا أن 99.5% من العمل تم إنجازه بالسحر.
جلست إلى طاولة الطعام مع العاملين المريبين وبدأنا الإفطار.
كانت لفائف البيض التي أعدها إيجيكل تحمل طعمًا مألوفًا ذكّرني بطبق تناولته سابقًا في مطعم فرسان محلي.
بينما كنت أتذوق النكهة التي أعادت لي ذكريات الوطن، سألت إيجيكل:
“مم صنعتها؟ أعجبتني كثيرًا”
“من البيض”
كان هذا جواب إيجيكل البسيط بينما كان يتناول طعامه بأناقة مستخدمًا منديله لتنظيف فمه.
أدركت أن سؤالي كان بديهيًا للغاية.
“سيدتي، هل لديكِ تفضيلات معينة بشأن تصميم الحديقة؟”
التفت نحوي “كيليان”، الرجل الغريب الذي كان يتناول طعامه مرتديًا خوذة.
رأيت عينيه من خلال فتحة الخوذة لأول مرة في ضوء الصباح، فاكتشفت أنه يملك عينين فضيتين جميلتين.
“أنا لست على دراية جيدة بهذه الأمور… لذا يمكنك قصها حسبما ترى مناسبًا.”
قلت ذلك بنبرة مترددة كما لو كنت زبونة خجولة في صالون تجميل.
في الحقيقة، سواء في حياتي الحالية أو السابقة، لم أكن قد عشت في منزل يضم حديقة من قبل. بالإضافة إلى ذلك، فإن فن البستنة وتنسيق الحدائق هو أمر يتطلب أشخاصًا ذوي حس مرهف وذوق عالٍ.
‘حسنًا، بما أن الأمر قد وصل إلى هذا الحد، سأقوم اليوم بمراقبة ودراسة كيليان عن كثب.’
* * *
بعد الإفطار، حوالي الساعة الحادية عشرة صباحًا.
خرجت إلى الخارج مرتدية قبعة من القش وفي يدي أداة زراعية. كان الهدف من ذلك هو التظاهر بإزالة الأعشاب بينما أقوم بتفتيش مفاجئ على كيليان.
وبينما كنت أزيل الحجارة وأُسوي الأرض، هبّت ريح قوية، وجاءني عبير الأعشاب المشابه للرائحة المنبعثة من جزازات العشب.
صرخت في نفسي:’لا يمكن! أليس هذا يعني أنه يقوم بقطع الأشجار؟’
‘يجب أن أحمي الورود بأي ثمن! لا أريد أن أعاقب من قبل ماتياس وأتعرض لسقوط ثريا فوقي. قد يكون كيليان محميًا بخوذته التي تمتص الصدمات، لكن أنا لست كذلك.’
ركضت على الفور باتجاه الحديقة.
هناك، بجوار الأشجار، كان كيليان يحمل سيفًا يشع بالضوء الأزرق.
“لقد قمت بتعديلها حسب ذوقي. هل أعجبكِ ذلك؟”
قال كيليان وهو يلوّح بيده نحوي. أوراق الأشجار المقطوعة كانت تسقط برفق فوق درعه وخوذته.
عندما رأيت “عمله الفني”، لم أتمكن من قول شيء.
“يا إلهي…”
ما هذا الذي أراه؟!
يبدو أن كيليان أساء فهم ردة فعلي، فابتسم بفخر وقال بصوت يغمره الرضا:
“لقد جعلتها على شكل أرنب. فكرت أنكِ ستعجبين بها.”
نعم، لقد قام ذلك الرجل بقص أشجار السرو في الحديقة لتصبح على شكل أرنب!
من الواضح أن هذا ليس ذوق ماتياس على الإطلاق. لا شك أنه سيغضب ويتهمني بتحويل المكان إلى متنزه للأطفال. وكمديرة لهذا القصر، لن أتمكن من التهرب من المسؤولية.
لكنني لم أستطع توبيخه. نظراته التي تطلب الثناء كانت كافية لجعلني أشعر بالحرج من قول شيء قاسٍ.
“واو… إنه لطيف للغاية، ولكن… ذوق مالك القصر يميل إلى الأناقة الكلاسيكية أكثر من… آآآه!”
وقبل أن أكمل جملتي، ظهر ماتياس فجأة، مما دفعني غريزيًا إلى تغطية رأسي بيدي.
‘لا أعلم ما الذي قد يسقط من هناك، ربما تكون عقوبة سماوية!’
أسرعت في تقديم أعذاري قائلة:
“أنا لم أخطط لذلك ولم أصدر أي تعليمات.”
نظر ماتياس، الذي كان يحدق في الأشجار المشذبة على شكل أرنب، نحو كيليان.
“همم، مهارتك بالسيف دقيقة ونظيفة للغاية، بل تبدو متقنة أيضًا.”
“أشكرك، سيدي مالك القصر.”
رد كيليان وهو يحك مؤخرة عنقه وكأنه يشعر بالحرج. بدا وكأن خوذته قد احمرّت خجلًا.
وقفت أنظر بذهول إلى ماتياس، الذي بدا راضيًا تمامًا. فسألته بدهشة:
“ماتياس، هل يعجبك هذا النوع من الأشياء؟”
ما إن التقت عيناه الزرقاوان بوجهي، حتى ضاقتا بعدم رضا.
“ماذا تعنين؟”
“لم أكن أعلم أنك تحب الأشياء اللطيفة.”
“هل الشكل هو المهم؟ يكفي أن تكون مرتبة ونظيفة. هذا أفضل بكثير من تلك الفروع التي حوّلتيها إلى عصا باسم التقليم.”
لماذا أنا فقط من يكره دائمًا؟ أظهرت ملامح وجهي إحباطًا واضحًا.
“لماذا… تفضل الأشخاص الجدد عليّ، رغم أنني كنت معك منذ البداية؟”
عندها أدار ماتياس ظهره واختفى عن الأنظار، وبدت ملامح وجهه وكأنها تقول “لقد اكتفيت”.
إنه نموذج للشخصيات التي تندم لاحقًا. لا بد أن النساء اللواتي أحببنه قد عانين كثيرًا.
التفت إلى كيليان، الذي بدا وكأنه يشعر بالفخر رغم أن وجهه لم يكن مرئيًا، وسألته:
“كيليان، هل أنت ومن معك هنا جئتم لأنكم تعرفون ماتياس؟”
“نعم. لو كان شخصًا عاديًا، لما جئنا إلى هذا المكان أبدًا. الجميع يتجنبونه.”
إذًا هذا يفسر حرية التخطيط لمؤامرات واجتماعات سرية. نظرت إلى أسفل قدميّ بحزن.
“أما أنا، فأنا مجرد شخص عادي، ومع ذلك وجدت نفسي هنا.”
كنت أرغب فقط في تكوين صداقات رائعة، لكن لا أعلم كيف انتهى بي الحال محاطة برجال وسيمين، لكنهم غامضون.
أعاد كيليان سيفه إلى غمده وقال:
*”أنتِ لستِ عادية.”
“كيف ذلك؟ لا تقل إنك تقصد أشياء مثل ‘أنتِ جميلة’ أو ‘لطيفة’ بدافع المجاملة.”
رجاءً أخبرني أن لدي قوة خاصة لم أكن أعلم بوجودها. أريد أن يتحول الأمر إلى قصة مغامرات بدلاً من ثورة.
قال كيليان بصوت واثق:
“لديكِ شجاعة وعزيمة. لم تهربي من هذا القصر، ولا منا.”
“وأيضًا، لأنكِ قبلتِ بوجودنا.”
“هذا فقط لأنني لا أريد أن أموت. كنت في أمسّ الحاجة إلى أيادٍ إضافية بسبب المعاناة مع الهوس بالنظافة. ولكن بالمناسبة، ألا تشعر أن لديّ هالة خفية أو قوة سحرية؟”
اقترب كيليان مني بخطوات واسعة وكأنه يدرسني. بسبب حجمه الضخم، ألقى ظلاً كبيرًا كظل شجرة عملاقة.
“هل تسمحين لي ببعض التلامس؟”
“الي اي مدي هذا التلامس؟ أخبرني أولاً وسأقرر.”
رفع يديه باتجاهي وقال:
“أريد أن أمسك بيدكِ.”
مددت يدي وأمسكت بقفازاته المعدنية. كانت دافئة، ربما بسبب أشعة الشمس الحارقة.
أمسك بيدي وأخذ يركز بجدية، بينما كنت أنظر إليه بترقّب. أخيرًا، انتقلت عيناه الفضيتان من يدينا المتشابكتين لتتجه نحوي وقال:
“يدكِ صغيرة جدًا.”
هل هذا كل شيء؟!
شعرت بخيبة أمل شديدة، فسحبت يدي بسرعة ونظرت إليه من أعلى إلى أسفل بتحدٍّ.
“هل كنتَ تقيس حجم يدي فقط؟”
بدا الأمر وكأنني وقعت ضحية إحدى حيل الرجال التقليدية. ربما قرأ هذا الرجل كتاب “100 طريقة لتكوين علاقة مع فتاة”. لكن كيف يمكن لأي شيء أن يثير الإعجاب إذا لم أرَ وجهه؟
هزّ كيليان رأسه نافياً وقال:
“بالطبع لا. وأيضًا، لا أشعر بأي قوة خاصة بكِ.”
رأى خيبة الأمل في عينيّ، فتابع قائلاً:
“لكل شخص نقاط قوة وضعف مختلفة. نحن نعيش بتعويض نواقص بعضنا البعض. أليس هذا جوهر الإنسانية؟”
“هذا يشبه تمامًا ما كان يقوله جدي.”
صدر صوت ضحكة خفيفة من خلف خوذته.
“لديكِ قدرة تجعل الآخرين يشعرون بالراحة تجاهك، سيدتي.”
تراجعت شفتاي باستياء وقلت:
“لا تحاول اختراع مزايا وإطراءها قسرًا.”
تحركت عيناه الفضيتان بلطف خلف الخوذة، وكأنه يحاول تهدئتي.
“قد تبدو هذه القدرة بلا أهمية، لكنها ضرورية جدًا بالنسبة لبعض الأشخاص.”
لماذا يبدو جادًا جدًا في الحديث؟
ظللت أنظر إليه بتركيز، متأملة درعه الذي لم يخلعه أبدًا، وسألته:
“ألا تجد العيش وأنت مرتديًا هذا الدرع طوال الوقت مزعجًا؟”
“إنه لأجل التحكم في قوتي. لقد اعتدت على ذلك الآن.”
هل يمكن أن يكون حاكم الدمار الذي يُفني الأشياء بنظراته فقط؟
ثم فجأة تذكرت أن أصحاب القوى الخارقة يعانون من آثار جانبية شديدة إذا استخدموا قدراتهم بشكل مفرط. لذلك، يقال إنهم يكبحون قواهم عادةً.
جمعتُ يديَّ معًا وبدأتُ أعبث بأصابعي بحذر قبل أن أسأل:
“هل تشعر بالألم كثيرًا؟ أو أنك تعاني؟”
“ليس الآن. أشعر وكأن هذا اليوم من أهدأ الأيام التي مررت بها.”
ما الذي يحدث عند ظهور الآثار الجانبية؟ بدأت أفكر مليًا، وأستعرض المعلومات التي حصلت عليها من الرواية الأصلية ومن هذا العالم.
لكن، هل يرتدي الدرع حتى أثناء الاستحمام؟
بينما كنت أغوص في تفكيري، انتقل وعيي إلى اتجاه غير متوقع. وكأنه قرأ أفكاري، أضاف قائلًا:
“أنزع الدرع أثناء النوم أو الاستحمام.”
“آه.”
لم أعرف كيف أستجيب لذلك. فجأة، ظهرت تلك الصورة بشكل واضح في مخيلتي، فتراجعت خطوة إلى الخلف ورفعت يديّ بارتباك.
“شكرًا لجهودك! لديّ عمل يجب أن أنجزه.”
انطلق صوت إعجاب خافت من كيليان:
“يبدو أنكِ تتدربين على شيء ما. هل جئتِ إلى هذا القصر المعزول للتأمل والتدريب المغلق؟”
رغم أنه تحدث بطريقة أنيقة وكأنه بطل في قصة فنون قتالية، إلا أنني كنت أعني شيئًا آخر تمامًا. فـ”التدريب المغلق” الذي قصدته هو مجرد مصطلح زراعي يعني “زرع البذور في أرض جافة”.
(في هذه الجملة، البطلة تشير إلى فكرة “التدريب المغلق” بطريقة ساخرة أو رمزية. رغم أن كيليان كان يقصد بالتدريب المغلق شيء يتعلق بالفنون القتالية أو التدريبات الصارمة، إلا أن البطلة تعبر عن سخرية أو استهزاء باستخدام مصطلح زراعي يشير إلى صعوبة أو عدم جدوى الجهد المبذول في مكان غير ملائم.
“زرع البذور في أرض جافة” هي استعارة تعني أن الجهد المبذول في هذا المكان أو الظروف لن يثمر أو لن يؤدي إلى نتائج فعّالة.)
استدرتُ بسرعة وغادرت المكان.
—
توجهتُ إلى المطبخ وكتفاي متدليتان. العمل في الحقل جعلني أشعر بالجوع.
حسنًا، الهدف التالي للتفتيش المفاجئ هو “إيجيكل”!
المترجمة:«Яєяє✨»
تعليق ونجمة يشجعوني✨؟
حساب الواتباد: @rere57954