I Sought Out the Tragedy’s Scheming Mastermind - 62
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- I Sought Out the Tragedy’s Scheming Mastermind
- 62 - مشاعر غير قابلةٍ للتغيير (٣)
“…!”
توقّفت إليانا مؤقّتًا بينما كانت على وشك تناول رشفةٍ أخرى من الشاي.
كان لديها شعورٌ سيء.
لسببٍ ما، شعر بالغثيان في معدتها.
نظرت إليانا إلى غابرييل بنظرة استجواب، ثم انفجرت غابرييل في الضحك.
“لا تقلقي. الشاي الذي قدّمتُه لكِ هو مجرّد شاي.”
“مزاحكِ شيءٌ ما حقًا.”
وضعت إليانا الشاي الذي لم تمسّه، ولم تعد قادرةً على شربه.
يا لها من نكتةٍ قاسية.
لقد أفسد هذا التحوّل المُقلِق للأحداث متعة شرب الشاي.
أجابت غابرييل بنبرةٍ خفيفة، على الرغم من نظرة الاضطراب على وجه إليانا.
“إنها ليست مزحةً حقًا. لقد مات هذا العصفور بالفعل.”
لم تستطع إليانا أن تبتسم لغابرييل.
أشارت كلماتها إلى أنها نجت من التسمّم بأعجوبةٍ بمجرّد وصولها إلى العاصمة.
سألت إليانا بنبرةٍ مريرةٍ بعض الشيء.
“ما هو غرضكِ من إخباري بهذه القصة بشكلٍّ منفصل؟”
حاولت بعنايةٍ إخفاء عواطفها، لكن كلماتها حملت حدّةً خفيّة.
‘لماذا تخبرني بهذا؟ ولماذا في هذه اللحظة بالذات؟’
إذا واجهت تهديدًا بالتسمّم، كان ينبغي عليها إبلاغ العائلة الإمبراطورية، وليس إليانا.
قد مرّ وقتٌ طويلٌ منذ وصولها إلى العاصمة.
والآن، تطرح هذه المسألة البغيضة، الأمر الذي يثير الشكوك حول دوافعها.
بينما كانت إليانا تراقب غابرييل بحذر، تابعت غابرييل،
“فكّرتُ في ذلك لفترةٍ طويلة فيما إذا كنتُ سأشارك هذا معكِ أم لا.”
“إذا كان الأمر كهذا، كان يجب عليكِ إبلاغ جلالته بدلاً من إخباري …”
“لقد رأيتُ حياتكِ الماضية.”
“ماذا؟”
ظلّت إليانا عاجزةً عن الكلام.
تجمّدت في الجو المفاجئ الذي يشبه سؤال ‘هل تعرفين عن الطاوية؟’
(الطاوية: تقليد ديني أو فلسفي ذو أصل صيني، وهي تؤكد على العيش في وئام مع الطاو، والطاو هو فكرة أساسية في معظم المدارس الفلسفية الصينية. ومعناها في الطاوية هو المبدأ الذي هو مصدر ونمط ومضمون كل شيء موجود في الحياة)
بينما بدت غابرييل هادئةً بشكلٍ غريبٍ بشأن تصريحها.
تحدّثت مع تعبيرٍ مضطرب.
“لقد كانت حياةً مؤسفة.”
“انتظري لحظة، القديسة. ما الذي تتحدّثين عنه؟”
قاطعتها إليانا في حيرةٍ من كلامها.
حافظت غابرييل على ابتسامتها اللطيفة.
‘ماذا يحدث هنا؟ هل أسأتُ فهم شيءٍ ما؟ أنا في حيرةٍ من أمري … لكنها تبدو هادئةً بشكلٍ مدهشٍ بشأن ما تقوله.’
بينما كانت إليانا تكافح لتفسير كلماتها، واصلت غابرييل قصتها.
“كان من المفترض أن تكون حياةً هادئة، لكن أحدهم أخذ ذلك منكِ.”
“….”
“ولكن حتى هذا الشخص كان مجرّد بيدق. كان هناك شخصٌ ما وراء كل ذلك. ألا تشعرين بالفضول لمعرفة هويّته، آنسة إليانا موسيو؟”
صمتت إليانا.
شعرت وكأنها تستخدم نوعًا من اللغة من إمبراطوريةٍ لم تكن على درايةٍ بها.
يبدو أنها تناقش حقًا ‘حياتها الماضية’.
بالطبع، من الممكن أن تكون غابرييل تحاول استدراجها إلى نوعٍ من الفخ.
الأشخاص الذين يسألون عن ماضيهم يحاولون خداع المشاعر الحسّاسة للأفراد الضعفاء.
جمعت إليانا أفكارها ولم تستطع إلّا أن تبتسم ابتسامةً سخيفة عندما سألت.
“لماذا؟ هل ستلقين اللوم على ميخائيل مرّةً أخرى؟”
“هاها، يبدو أنكِ لا تصدّقين كلماتي على الإطلاق.”
ضحكت غابرييل بهدوء.
‘حسنًا، مَن سيصدّق هذه الكلمات في ظاهرها؟’
فكّرت إليانا وهي تشاهد غابرييل تتحدّث دون الكثير من السياق.
لم تخجل غابرييل من نظرة إليانا.
في النهاية، تنهّدت إليانا بعمقٍ وأعربت عن وجهة نظرها،
“لا أستطيع أن أفهم أيًّا من هذا، حتى لو حاولتُ رؤيته من منظور القديسة.”
“ما هو بالضبط الذي لا تفهمينه؟”
“كل شيء. حتى لو واجهتُ شيئًا كهذا في حياتي الماضية وكان ميخائيل هو مَن تلاعب بهذا الشخص، فهو مَن وقع في الفخ.”
“الأرواح الضعيفة تنجذب بسهولةٍ نحو القوّة القويّة. ألم تختبري ذلك بنفسكِ، آنسة إليانا؟”
“ماذا…؟”
“هل هي مجرّد صدفةٍ أن الكونت موسيو حصل على هذا السوار في اللحظة المناسبة؟”
” …. مَن أنتِ؟”
فقط هي وفيركلي والكونت موسيو كانوا على علمٍ بأمر السوار.
لم يكن فيركلي ليخبر غابرييل بشأن السوار دون سبب، وكان لدى الكونت موسيو مخاوفه الخاصة بشأن الكشف عن الحقيقة.
إليانا أيضًا لم تقل كلمةً واحدة.
‘كيف تعرف بحق السماء؟’
قفزت إليانا فجأةً مليئةً بالشك وحافظت على مسافةٍ معيّنةٍ من غابرييل.
للحظة، تساءلت عمّا إذا كانت قد أعطت السوار للكونت موسيو.
دفعت النظرة الحذرة في عيون إليانا غابرييل إلى الابتسام برشاقة.
“أنا غابرييل.”
أجابت بنبرةٍ جافّةٍ وتفتقر إلى الضحك المعتاد.
“لا أسأل لأنني لا أعرف ذلك. هل أنتِ مَن أعطاه هذا السوار؟”
“لن أقوم أبدًا بفعل مثل هذه الأعمال الدنيئة.”
ردّت غابرييل بحدّة وكأنها سمعت شيئًا مزعجًا للغاية.
لكن ردّها لم يؤدِّ إلّا إلى زيادة شكوك إليانا.
بدت غابرييل مضطربة.
“يجب أن تثقي بي. إنها الطريقة الوحيدة للحفاظ على سلامتكِ يا آنسة إليانا.”
“إذن لماذا تبدين كأنكِ الأكثر خطورةً بالنسبة لي؟”
“هناك قواعدٌ في هذا العالم تمنعني من الكشف عن كلّ شيء. من فضلكِ تفهّمي هذا.”
“….”
“ولكن شيءٌ واحدٌ مؤكَّد. هذا العالم ليس آمنًا بالنسبة لكِ، وأنا هنا لمساعدتكِ.”
بلفتةٍ بطيئة، أشارت غابرييل أولاً إلى إليانا ثم إلى نفسها.
تشدّدت إليانا عند ذكر ‘قواعد هذا العالم’.
كما لو كانت تعرف شيئًا أكثر ممّا كانت تصرّح به.
“ماذا بحق ….”
تنهّدت غابرييل بينما تلعثمت إليانا في ارتباك.
“لا أملك خيارًا. أحتاج أن أكشف عن نفسي لفترةٍ وجيزة.”
نهضت غابرييل ببطءٍ واقترب من إليانا.
تراجعت إليانا خطوةً إلى الوراء، وأدركت أنه لا يوجد مكانٌ للهروب منها في هذا المكان الضيّق.
يمكنها أن تشعر بهالةٍ قويّةٍ قادمةٍ من غابرييل.
أقوى بكثيرٍ ممّا كانت عليه عندما التقيا للمرّة الأولى.
وقبل أن تعرف ذلك، كانت غابرييل أمامها مباشرة، جفلت إليانا.
أمسكت غابرييل بقوّةٍ بكلتا يدي إليانا.
ثم، كما هو الحال في الصلاة، جثت ووضعت يديها على جبهتها.
في تلك اللحظة، مع صوت رفرفة، انتشرت أجنحةٌ ذهبيةٌ من ظهرها.
حتى لحظةٍ مضت، كانت الأجنحة الموجودة على ظهر غابرييل غير مرئية، لكنها الآن منتشرةٌ بشكلٍ واضح.
كان الجو المقدّس يلفّ المناطق المحيطة، وأشرق ضوءٌ ساطعٌ بشكلٍ مكثّف، يكاد يخترق العيون.
“أنا غابرييل.”
الآن فقط أدركت إليانا المعنى الكامن وراء ردّ غابرييل السابق.
لم يكن اسم غابرييل مجرّد مقدّمةٍ بسيطة.
كانت الملاك الثاني غابرييل.
أنبل الملائكة بعد الملاك الأول ميخائيل، تشغل الآن منصب رئيس الملائكة مكانه.
لم يكن شعرها يتدفّق باللون الأزرق، بل مع وميضٍ ذهبي.
بدا مظهرها مثل الذهب المرشوش على قماشٍ أبيض نقي، ممّا خلق مشهدًا يحبس الأنفاس.
لم تستطع إليانا أن تصمد أمام الضوء الشديد وتعثّرت، لكن أجنحة غابرييل غطّتها بلطف.
لقد كانوا ناعمين بشكلٍ لا يصدَّق.
كان ظهور القديسة وقدراتها الإلهية القوية وهالتها المشعّة أشياء غير موجودةٍ في الرواية.
بدأت إليانا تفهم المعنى الكامن وراء هذه الأحداث التي لم يكن من الممكن تفسيرها سابقًا، واحدةً تلو الأخرى.
مُنِح الملاك الثاني غابرييل موهبة ‘الشفاء’.
وما يُشار إليه بمعجزات القديسة هو في الحقيقة معجزات الملاك غابرييل.
لقد غمر حضورها إليانا، وهو ما يتناقض بشكلٍ صارخٍ مع لقاءها الأول مع هانيف.
على عكس لقائها مع هانيف، حيث كانت على حافّة الهاوية، فإن لقاءها بالشكل الحقيقي لغابرييل حول قلقها إلى شعورٍ بالرهبة.
شعرت إليانا، محاطةً بحضورها الأبيض النقي، كما لو كانت مغطاةً بالقذارة، بالتواضع التام.
“آه، إلهي العظيم. إيمان الذين آمنوا دون أن يَرَوا.”
تلت غابرييل مقطعًا من الكتب المقدّسة ثم تركت يديها.
بدا وكأنها تنظر إلى إليانا بشعورٍ من الأسف.
في لحظة، عادت المناطق المحيطة المشرقة إلى حالتها الأصلية.
رمشت إليانا عينيها ونظرت حولها.
لقد عادت غابرييل مرّةً أخرى إلى المرأة ذات الشعر الأزرق، وتم الآن إخفاء أجنحتها الذهبية.
جلست إليانا بحذرٍ على كرسيّها بخطواتٍ مرتعشة.
ثم وضعت غابرييل يديها على الطاولة وحدّقت في إليانا، وكان تعبيرها رواقيًا.
الجو المهيب الذي شعرت به سابقًا قد اختفى فجأة.
حاولت إليانا تجنّب نظرة غابرييل الصارخة.
في [الأميرة التي أعماها الإمبراطور]، كان هناك الكثير من الأسرار الخفيّة.
ربما لأنها لم تنتهِ من قراءتها بعد، أو ربما تغيّرت الأمور لأنها أصبحت الشخصية نفسها.
في الحقيقة، في هذه المرحلة، كانت تتساءل عمّا إذا كانت المعرفة التي كانت تمتلكها صحيحة.
شعرت وكأنها محاصرة.
تسلّل إليها الخوف من النهاية المجهولة.
بدأت إليانا المحادثة بحذر.
“أمم، آنسة غابرييل؟”
“نعم، آنسة إليانا.”
“هل لي أن أسأل لماذا أنتِ هنا؟”
سألت إليانا بموقفٍ أكثر تهذيبًا.
شعرت أنها يجب أن تكون حذرةً ومحترمةً في نهجها.
رؤية الشكل الحقيقي لغابرييل جعل جسد إليانا يشعر بعدم الارتياح.
بدا أن غابرييل تكتم ضحكها خلف يدها عندما لاحظت التغيير المفاجئ في موقف إليانا.
“لقد كنتُ أتعقّب ميخائيل.”
“آه …”
“لقد اختفى منذ فترةٍ طويلةٍ بعد سقوطه، ولكن في الآونة الأخيرة، ظهر فجأةً هنا، وذلك عندما التقيتُ بكِ.”
أشارت كلمات غابرييل إلى أن عودة ميخائيل وتجسّد إليانا قد لا تكون محض صدفة.
“أنتِ لا تعرفين أبدًا متى سيتلاعب ميخائيل بالقلوب.”
“هل يمكن أن يكون هو الشخص الذي أحضرني إلى هنا …”
بالتفكير في ‘المزحة’ المبهمة التي قالتها في المرّة الأخيرة، لم يكن بوسعها إلّا أن تسأل.
“نعم، لقد كان ميخائيل. لا أعرف السبب الدقيق الذي دفعه إلى إحضاركِ إلى هنا بينما كنتِ تعيشين بسلام. “
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1