I Sought Out the Tragedy’s Scheming Mastermind - 56
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- I Sought Out the Tragedy’s Scheming Mastermind
- 56 - تغييرٌ في القلب (٧)
لم تَعُد إليانا.
لم تَعُد إلى الغرفة أبدًا حتى بعد انتظاره لفترةٍ طويلة.
لقد تجاوز الوقت بكثيرٍ موعد نومها.
كان الليل عميقًا بالفعل، وكان العشب في الحديقة مبلّلاً بندى الصباح الباكر.
اختفى القمر وأشرقت الشمس من جديد. كان قد حلّ الصباح.
قفز فيركلي، الذي لم ينم ولو للحظة، عند الباب الذي أصدر قعقعة.
“أين ذهبتِ دون أن تخبريني؟ ألم تفكّري بأنني سأقلق عندما تختفين فجأة؟!”
“جلالتك؟”
حدّقت فين في فيركلي بتعبيرٍ مذهول.
بعد التأكد من أن إليانا ليست هي التي دخلت من الباب، جلس فيركلي مرّةً أخرى.
شعر وكأنه يفقد قوّته في ساقيه.
اقتربت فين وسألت.
“هل تبحث عن الآنسة إليانا؟”
“نعم، لم تعد بالأمس …”
“أوه؟ ألم تسمع؟ لقد عادت الآنسة إليانا إلى مُلكية موسيو أمس.”
“ماذا؟”
عندما ردّ فيركلي بحدّة، تردّدت فين في الإجابة.
“من الواضح أن الكونت موسيو قد تغيّر، وأرادت أن تثق به مرّةً أخرى، لذلك قالت إنها ستذهب. افترضتُ أنها قد أبلغت جلالتك.”
“….”
“لابد أن تكون الآنسة إليانا قد غادرت دون أن تقول كلمةً لجلالتكَ لأنها كانت في مزاجٍ سيئ.”
أصبح وجه فيركلي شاحبًا ومتيبّسًا.
سأل السؤال بنبرةٍ باردة.
“هل قالت إليانا ذلك حقًا؟”
“بالطبع. أنا في حيرةٍ من أمري بعض الشيء … لكنني متأكّدةٌ من أن هذا ما قالته.”
تلعثمت فين عندما شعرت أن أجواء فيركلي أصبحت غير عادية.
مسح فيركلي يده على وجهه.
لو كانت إليانا هي إليانا الحقيقية، لكان قد تم خداعها.
لكن فيركلي عرف بالفعل أنها من عالم آخر.
لقد تغيّر موقف والدكِ فجأة، والآن ستعودين؟
يا له من عذرٍ سخيف.
ارتسمت ابتسامةٌ عنيفةٌ على فم فيركلي.
لم يمضِ وقتٌ طويلٌ قبل أن يبدأ بالضحك.
“هاهاها.”
“جـ جلالتك؟”
“كان يجب أن أقتله على الفور.”
“….”
اتسعت عيون فين بصدمةٍ عند سماع كلمات فيركلي الوحشية.
قفز فيركلي على قدميه وقدّم طلبًا.
“سأعود قبل الحفل. سأذهب مباشرةً إلى الساحة، لذا أبلغيهم.”
تراجعت فين مرّةً أخرى في مفاجأة.
خرج فيركلي من الغرفة، تاركًا وراءه فين المرتعشة.
لم تستطع فين تحمّل طاقة فيركلي وسقطت على الأرض.
“لـ لون عينيه …”
لم تصدّق فين ذلك.
“كانت عيون جلالته حمراء زاهية … كـ كيف؟”
كانت هالته مختلفةً تمامًا عن المعتاد.
كما لو أن شيئًا باردًا وخطيرًا قد دفعه إلى الهاوية، انتشرت مشاعر تقشعرّ لها الأبدان في جميع أنحاء جسدها.
“هل من أحدٍ هنا …؟ لماذا الباب مفتوح؟”
ثم دخلت ماري بملابس مطرّزةٍ يدوياً.
عندما رأت فين على الأرض، ركضت مع كومة الملابس في يدها.
“ما الخطب؟!”
“عـ عيون صاحب الجلالة، حمراء، مخيفة …!”
لم يستطع فين التوقّف عن غمغمتها وتحدّثت برطانة.
تجمّدت ماري عند كلمة ‘عيون’.
احتضنت ماري أكتاف فين، وفكّرت في عيون فيركلي الحمراء، وتذكّرت فجأةً الماضي.
“هل أخبرتِ أحدًا؟”
“لـ لا أحد. لـ لم أخبر أحدًا بعد …”
عندما هزّت فين رأسها وجسدها، أصدرت ماري أمرًا حازمًا.
“لا تخبري أحداً.”
“ماذا؟”
“تصرّفي وكأن هذا لم يحدث أبدًا.”
أومأت فين برأسها بقوّة وهي تذرف الدموع، وتدرس تعبير ماري الجاد.
* * *
كان جاك موسيو رجلاً غير واضح المعالم.
بصفته الابن الثاني لبارونٍ لم يُذكَر اسمه، كانت العائلة بأكملها مهتمّةً فقط بالأخ الأكبر.
أظهر شقيقه موهبةً في مختلف المجالات وكأنه وُلِد ليحقّق مصيره في تربية الأسرة.
ولعلّ هذا هو السبب الذي جعل جاك يخضع دائمًا للاختبار، حيث كان عليه التغلّب على الجدار الذي كان بمثابة أخيه.
لم يكن جاك يعرف كيف يفعل الكثير. الشيء الوحيد الذي كان جيدًا فيه هو أنه كان دائمًا يتخلّف خطوةً واحدةً عن أخيه الأكبر.
لذلك كانت مهمّة جاك دائمًا هي الشعور بالهزيمة.
إن الشعور بالعجز الذي شعر به جاك يوميًا تزايد منذ طفولته.
حتى ظهرت زوجته أمامه.
كانت زوجته الابنة الوحيدة للكونت، وقد نشأت مع حبّ عائلتها.
في ذلك الوقت، كان الكونت موسيو رئيسًا لعائلةٍ ثريّةٍ إلى حدٍّ ما وكان يمتلك عقارًا.
وعلى الرغم من أنه لم يكن منخرطًا بشكلٍ كبيرٍ في السياسة، إلّا أنه لا ينبغي تجاهل اسم عائلته.
كانت زوجته من أوائل خريجي أكبر أكاديميةٍ في الإمبراطورية.
بعد تخرّجها، لم تعد إلى المنزل وسافرت من مكانٍ إلى آخر لتوسيع معرفتها كامرأةٍ ذكية.
ولكن عندما عادت، أثار والد جاك وشقيقه ضجّة.
قام شقيق جاك الأكبر بجرّه إلى مقاطعة موسيو في الوقت المناسب لوصولها.
“جاك، هل ترى تلك المرأة هناك؟”
“….”
“لا تنظر في الاتجاه الآخر وألقِ نظرةً جيدة! ستكون زوجتي وزوجة أخيك.”
“يجب أن تسألها إذا كان هذا سيحدث أولاً.”
“دعكَ من السؤال. لقد تحدّثتُ بالفعل مع الكونت.”
“همف.”
تظاهر جاك بعدم الاهتمام، لكنه سرق نظرةً خاطفةً على المرأة التي تدخل العقار.
كان لديها جسدٌ ناعمٌ يبدو أنه سينكسر بضربةٍ بسيطة.
كان وجهها محجوبًا بقبعة، لكن يمكنه تخمين أنها كانت امرأةً جميلةً بمجرّد النظر إلى فكّها النحيف وشفتيها الممتلئتين.
شعر جاك أنه من الخطأ إلقاء نظرةٍ خاطفةٍ على المرأة، لذا حاول التراجع.
ولكن قبل أن يتمكّن من ذلك، هبّت الريح بقبّعتها بعيدًا، ممّا جعلها تهبط أمام جاك.
لم يكن شقيقه يريد أن يتم القبض عليه وهو يسترق النظر، لذا هرب وترك جاك يتعامل مع كلّ الإحراج في النهاية.
“هل يمكنكَ من فضلكَ أن تعطيني قبّعتي؟”
وهكذا التقيا.
اعتبر جاك نفسه محظوظًا جدًا لأن شقيقه هرب في ذلك اليوم.
لو كان هو مَن التقط قبٍعتها وأعادها، لكان من الممكن أن يكون أخوه الأكبر هو زوجها.
كان لديها الكثير من الأحلام.
كرهت حياة الاضطهاد من والدها المتشدّد، فصعدت إلى العاصمة وحلمت منذ الصغر بتجاوز الحدود.
لقد كانت مختلفةً عن جاك، الذي كان يستسلم دائمًا دون أن يحاول.
“جاك، سأكون ربّ الأسرة. لذا فقد عُدت.”
معلنةً أنها ستصبح ربّة عائلتها بصوتٍ واثق، كانت واثقةً جدًا ومهيبة.
أحبّ جاك أن يكون لديه مثل هذه الزوجة.
كانت تعرف ظِلّ جاك جيدًا. واعتقد جاك أنه يعرف مُثُلها في المقابل.
لقد رأت أن نظامهم يرتكز حول الابن البِكر في كلّ شيءٍ كمشكلة، ووافق جاك على ذلك إلى حدٍّ ما.
لأنه هو نفسه لم يكن الابن الأكبر.
“لقد اعتقدتُ دائمًا أنني إذا درستُ بجد، فسأنجح.”
“أليس هذا هو الحال عادةً؟”
“هل تعتقد بصدقٍ ذلك؟”
أدارت رأسها ونظرت إلى جاك.
لم يعرف جاك ماذا يقول، لذلك فرك مؤخرة رأسه.
قالت.
“لكل إنسانٍ نقطة قوّةٍ ونقطة ضعف. ولذلك فإن مفتاح النجاح هو صقل وتدريب تلك النقاط القويّة بدلاً من إحباط نفسكَ بالتركيز على الأضعف منها.”
“هذا منظورٌ مريح.”
“جاك، الآن يجب أن تركّز على نفسك. ألّا تكون في ظلّ أخيك. أنا متأكّدةٌ من أن هناك شيئًا قويًّا بداخلكَ في مكانٍ ما.”
أكّدت أنه من خلال شحذ نقاط القوّة لديه، ستصبح نقاط ضعفه غير مرئية.
شعر جاك أن كلّ ما قالته كان صحيحًا.
ومع ذلك، لا يمكن إخفاء ضعفها مهما كانت قوّتها.
انهارت في كثيرٍ من الأحيان.
أصبحت بشرتها البيضاء اللبنية شاحبةً كثيرًا. منعها جسدها الضعيف من تحقيق حلمها.
وحثّها والدها على الزواج للحفاظ على نسل الأسرة.
وبطبيعة الحال، سيكون خطيبها شقيق جاك.
لم يكن من الممكن أن يمنع جاك، الابن الثاني الأبله، الزواج.
وهكذا سار حفل الزفاف بين أخيه وزوجته بسلاسة.
في هذه الأثناء فقدت ابتسامتها تدريجياً، وعلى عكسها، كان شقيقه يبتسم أكثر.
خلال تلك الفترة، شعر جاك بعدم الارتياح والقلق.
إذا تزوّجها شقيقه بهذه الطريقة، فلن يتمكّن من الوصول إليها، ولن يتمكّن جاك من الهروب من ظلّه في النهاية.
أراد جاك أن يُخفِض مكانة أخيه قليلاً.
لذلك قام بسحب شيءٍ ما من عربة أخيه.
في الوقت نفسه، برّر جاك لنفسه أنه كان يتصرّف من أجلها فقط.
مع الأخذ في الاعتبار أنها كانت مستاءةً من الخطوبة على أيّ حال.
كان يأمل فقط أن يتأذّى شقيقه.
كان يأمل أن يسبّب له عيبًا، مثل عَرَجٍ في ساقه.
لكن شقيقه الأكبر مات.
انكسرت إحدى عجلات العربة، ممّا أدى إلى سقوطها من الهاوية.
جعل البارون جاك زوجها.
جاك، الذي كان شقيقه دائمًا يطغى عليه، أصبح لديه الآن كلّ شيء.
لحسن الحظ، لم يشكّ أحدٌ في جاك بما يخصّ الحادث، وشعر بانتصارٍ أكبر.
على الرغم من رحيل أخيه الأكبر، إلّا أنه شعر وكأنه أصبح مركز العالم.
ولكن كان هناك شيءٌ واحدٌ فقط لم يَسِر كما هو مخطّطٌ له.
زوجته الحبيبة.
“جاك، هل أدركتَ أنكَ أصبحتَ تشبه أخيك؟”
كانت زوجته تقول ذلك دائمًا.
كَرِه جاك ذلك أكثر.
كيف يمكنها مقارنته بمثل ذلك الرجل المتغطرس والفظيع؟ كان يعتقد أن حبّها قد تغيّر.
بمرور الوقت، وصلت إلى مرحلةٍ عرف فيها جاك أنها كانت قلقةً بشأن فقدان دورها كرئيسةٍ للأسرة نتيجةً لتدهور حالتها.
كان لدى الكونت ثقةٌ كبيرةٌ في جاك.
وبما أن زوجته كانت ضعيفة، فقد عيّن جاك خَلَفًا له.
للحظة، فكّر جاك في حلمها، لكنه أدرك بعد ذلك أنه يستطيع أن يفعل ما هو أفضل من جسدها المريض.
لذا، مرّ الوقت، وحان الوقت أخيرًا ليحصل جاك على لقب الكونت موسيو.
لكن زوجته كانت حاملاً.
أخبار حملها، والتي كان يعتقد أنها غير قادرةٍ على الإنجاب لأنها كانت ضعيفةً للغاية، وضعت الفرامل على طريق جاك السَلِس نحو النجاح.
بدأ الكونت في تغيير كلماته.
نفد صبر جاك. إذا استمرّت الأمور على هذا النحو، كان يعلم أنه سيفقد منصبه لصالح طفله.
في النهاية، قرّر جاك أن يترك الأمر للصدفة مرّةً أخرى.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1