I Sought Out the Tragedy’s Scheming Mastermind - 5
ارتجفت إليانا وأخفت يدها خلف ظهرها.
تدحرج الماركيز فالكيري على الأرض، وهو يئنّ من الألم.
‘سحر. أعتقد أنني قمتُ بتنشيط قواي دون وعيٍ لأنني كنتُ مضطربةً للغاية.’
ارتدّت إليانا وبدأت في التراجع.
“ماذا يحدث هنا؟”
هرع الخادم الذي سمع صراخ الماركيز إلى الغرفة.
بمجرّد فتح الباب، دفعت إليانا الخادم وركضت، في الوقت المناسب تمامًا لرؤية الكونت موسيو يدخل من الباب المقابل.
كانت في وضعٍ رهيب.
لوّحت بذراعها للكونت موسيو الذي كان يحاول الإمساك بها. كان يعتقد أنها لن تكون قادرةً على فعل أيّ شيءٍ للهروب.
“لا تلمسني!”
ارتفعت شظايا الجليد الحادّة من الأرض.
لم يتمكّن الكونت موسيو من تقريب المسافة بينهما، فراقبها من بعيد.
“مـ ما هذا؟!”
هربت إليانا تاركةً الكونت بوجهٍ محتار.
لم يكن لديها روحٌ حتى تضحك عليه.
“لماذا تقف هناك؟! اقبض عليها!”
سمعت صوت الكونت موسيو المدويّ يصرخ، لكن الخدم الذين راقبوها وهي تطلق العنان لقواها ظلّوا ساكنين.
وصلت إليانا إلى البوابة وهم متردّدون.
هل كانت السماء تساعدها؟
لحسن الحظ، كان لديها ما يكفي من الوقت لرؤية فين، التي كانت تسير على مسافةٍ بعيدة.
صرّت إليانا على أسنانها وركضت نحو فين.
عندما التفت رأس فين في اتجاهها، اتسعت عينيها.
‘ليس لديّ الوقت للشرح.’
أمسكت بيد فين.
“الآنسة إليانا؟”
“اجرِي!”
عندما سحبت إليانا يدها، بدأت فين بالركض.
وهكذا هربت الاثنتان من القصر.
***
بمجرّد مغادرتهم القصر، وصل الاثنان إلى منزل فين لأن إليانا كانت بحاجةٍ إلى الراحة.
لم تتردّد فين في اصطحاب إليانا إلى منزلها عندما طلبت ذلك، رغم أنها لم تشرح ذلك.
حدّقت إليانا في فين، وهي تجلس على طاولةٍ بسيطةٍ ولكنها متينة.
كانت فين تحضّر الشاي بهدوء.
لم تكن لديها أيّ فكرةٍ عمّا حدث في القصر حتى الآن، لذلك اعتقدت فين تلقائيًا أن آنستها كانت في نزوة.
“هل تهربين من القصر هذه المرة؟”
سألت فين وهي تقدّم كوبًا من الشاي.
كانت إليانا منهكةً بالفعل من الجري ولم تكن ترغب في تناول فنجان شايٍ دافئ.
نظرت إلى فين واشتكت.
“أعطِني الماء البارد. هذا ساخن.”
“لقد كنتِ تفضّلين دائمًا الشاي الساخن، ولا بد أن هذا أمرٌ مهم. أمهليني دقيقة.”
أحضرت لها فين الماء المثلّج بعد لحظة.
بعد أن أفرغت إليانا كوب الماء، شعرت بالانتعاش قليلاً.
“أين والديكِ؟”
“على الأرجح في الميدان الآن.”
“وأخيكِ؟
“أخي يأتي ويذهب كما يشاء.”
أجابت فين تلقائيًا على أسئلة إليانا بلطف.
يبدو أنها ستضطرّ إلى الانتظار للتحدّث مع بونيل لفترةٍ أطول قليلاً.
توقّفت إليانا عندما وصلت إلى فنجان الشاي.
برزت مجموعة الشاي لها. بدا الأمر باهظًا جدًا بالنسبة لاستخدام عامة الناس.
‘هذه سعة الحيلة التي يتمتع بها بونيل.’
كان من المفهوم أنه خدم تحت قيادة هيرا.
تحدّثت فين إلى إليانا التي كانت تحدّق في فنجان الشاي.
“يمكنكِ إنهاء هذا، وبعد ذلك يمكننا العودة.”
“لن أعود. لا، لا أستطيع العودة.”
كيف يمكن لشخصٍ ما أن يعود إلى عائلته بعد التسبّب في مشهدٍ كهذا؟
هزّت إليانا رأسها بعناد.
لم تستطع العودة إلى هناك. ولا حتى مع عربة!
لم يكن الأمر مُهمًّا على أيّ حال لأنها لن تعود أبدًا إلى ذلك المكان.
عند كلمات إليانا الحازمة، جفلت فين. بدا الأمر كما لو أنها تريد أن تقول شيئًا ما.
لكن إليانا اتخذت قرارها بالفعل.
على الرغم من أنها جمّدت نصف وجه ماركيز فالكيري عن غير قصد، إلّا أنها كانت سعيدةً لأنهم لم يتمكّنوا من نقلها إلى المحكمة.
لا يمكنها أن تجلس ساكنةً بينما يحاول أن يفعل شيئًا ما.
لقد ذهبت خطّتها للهروب من مُلكية الكونت وإخفاء قوّتها هباءً، لكنها كانت محظوظةً لأنها أخذت فين معها.
سيواجه هذا الجسد صعوباتٍ بسبب قوّتها، سواء أرادت ذلك أم لا.
في الرواية استطاعت أن تتحكّم في قواها بإرادتها …
لكن إليانا الجديدة لم تستطع أن تفعل الشيء نفسه.
اكتسبت إليانا قوّةً كافية لكنها لم تُطلِقها أبدًا، لذلك لم يعرف جسدها كيفية استخدام قدراته.
‘في البداية، أحتاج إلى إيجاد طريقةٍ للتحكّم في قوّتها.’
نظرت إليانا إلى يدها.
يبدو أن قوّتها قد توقّفت لأنها لم تعد تنتج هذا الدخان الأبيض بعد الآن.
الآن بعد أن فكّرت في الأمر، كان من الممكن أن تعرّض فين للخطر تقريبًا عندما أمسكت بذراعها.
انتشرت قشعريرةٌ صعودًا وهبوطًا في عمودها الفقري.
كان من المخيف الاعتقاد بأنها قد تؤذي العديد من الأشخاص بغض النظر عن إرادتها.
اتخذت قرارها في تلك اللحظة. كان عليها أن تجد طريقةً للسيطرة على قوّتها بأيّ ثمن.
“هل تكرهين فكرة الزواج إلى هذا الحد؟”
سألت فين وهي تقف أمام إليانا.
عبست، ولكن لم يكن هناك عداءٌ في تعبيرها.
بل بدت قلقةً على إليانا.
شعرت إليانا بالتأثّر بصدق فين.
لم تكن إليانا الأصلية، لكن فين لم تكن تعرف ذلك. شعرت بالأسف عليها.
لكن الآن، كانت فين هي الشخص الوحيد الذي يمكنها الاعتماد عليه.
نظرت إليانا إلى فين وقالت بخفة.
“اجلسي. أحتاج أن أتحدّث إليكِ.”
“لا. بغض النظر عمّا تقولينه، لا يمكنكِ!”
صرخت فين خائفةً من كلمات إليانا.
ثم نظرت حولها بتوتّرٍ كما لو كان هناك مَن يراها.
“… ماذا تعتقدين أنني سأقول؟”
على الرغم من أن النوافذ والستائر كانت مغلقة، إلّا أن فين ما زالت تقضم إصبعها، قلقة.
“أنتِ تعلمين أنه لا توجد طريقةٌ لفسخ خطوبتك، بغض النظر عمّا تفعلينه. يمكننا أن نقول أنكِ خرجتِ معي اليوم. لأنكِ إذا هربتِ وتم القبض عليكِ، فسوف تواجهين عواقب أسوأ من الأمس.”
يبدو أنها اعتقدت أن إليانا سوف تهرب.
كان الأمر مؤثّرًا إلى حدٍّ ما أن فين كانت تشعر بالقلق من أن إليانا ستواجه وضعًا أسوأ من اليوم السابق.
لقد كانت فين مع إليانا منذ أن كانت طفلة، لذلك كانت تعرف طرق الكونت موسيو جيدًا.
كان لديها سببٌ للقلق.
لكن فين قالت ذلك فقط لأنها لم تكن لديها أيّ فكرةٍ عمّا حدث اليوم.
لو كانت تعرف ما فعلوه بإليانا، لما حثّتها على العودة.
بل كانت ستطلب منها الهرب بدلاً من ذلك.
كانت إليانا على وشك الهرب.
وكان عليها أن تستعد للهرب.
لم تستطع الهرب دون تخطيطٍ وإعداد.
قد يكون سكان أوين على درايةٍ بإليانا الأصلية، لكنهم لا يعرفون إليانا الجديدة.
كانت فين الودودة هي الأكثر طمأنينة.
قالت إليانا بنبرةٍ هادئة.
“نعم، أنتِ على حق. ولكن، فين، لا أستطيع العودة إلى القصر بعد الآن.”
“عن ماذا تتحدّثين؟ ماذا تقصدين أنكِ لا تستطيعين العودة؟”
“لقد نجوتُ من هجوم”
“ماذا؟!”
ارتفع صوت فين في حالةٍ من الذعر. كانت عيناها واسعةً مثل الصحون.
أشارت لها إليانا بالجلوس مرّةً أخرى.
أخيرًا، تنهّدت فين بشدّة وجلست.
قال وجهها إنها تريد كلّ تفاصيل ما حدث.
لقد كان ردّ فعلٍ طبيعي. كانت فين هي الشخص الوحيد في مُلكية موسيو التي اهتمّت حقًا بإليانا.
وكانت على استعدادٍ للاستماع إلى كلماتها، حتى لو كانت مُجبَرة.
‘لهذا السبب اعتمدت إليانا سيئة المزاج على فين.’
نظرت إليانا إلى فين بتعبيرٍ ناعم، لكن كان لدى فين تصميمٌ معيّنٌ في عينيها عندما قالت.
“ماذا تقصدين بـ ‘هجوم’؟ أخبريني ما حصل!”
“أنا ساحرة.”
تراخى فم فين عندما تحدّثت إليانا – التي كانت تكره القصص الطويلة – منذ البداية.
انزعجت إليانا عندما قالت كلمة ‘ساحرة’.
أرادت يديها وقدميها أن تنغلق على نفسها، لكنها حاولت تجاهل الانزعاج ورسمت ابتسامة.
كان السحراء ثمينين جدًا في هذا العالم.
على عكس إليانا، كان السحراء المولودون طبيعيًا في رتبةٍ أعلى من النبلاء.
لذلك كان هذا امتيازًا، بطريقةٍ ما.
لابدّ أن تكون الاستجابة الطبيعية لأيّ شخصٍ هي الفرح، وليس الضيق.
كان الساحر الوحيد المولود طبيعيًا في الإمبراطورية هو كاليوس هاربونز، بطل الرواية [الأميرة التي أعمت الإمبراطور].
لقد كان رجلاً يُدعى ‘السيف الإمبراطوري’ لأنه كان دوقًا برع في استخدام القدرات السحرية.
أصبح كاليوس ربًّا لأسرته في سن العشرين بسبب الحادث المفاجئ الذي أدّى إلى وفاة والديه.
لو كان عمر إليانا عشرين عامًا الآن، لكان عمره خمسة وعشرون عامًا.
لقد اكتسب بالفعل خبرةً كافية كدوق.
ضيّقت فين عينيها على كلمات إليانا.
“الكذب ليس ممتعاً، آنسة إليانا.”
“أنا لا أكذب.”
“إذًا أريني. سأصدّقكِ عندما أرى ذلك بنفسي!”
قالت فين وهي تنقر بخفّةٍ على الطاولة. كان من الصعب تصديق كلمات إليانا بدون دليل.
وقفت إليانا، ولم تضغط عليها على الإطلاق كلمات فين. كانت واثقة.
“حسنًا! سأريكِ، لكن لا تتفاجئي. أنا قويّةٌ جدًا!”
نظرًا لأنها استخدمت قوّتها مرّةً واحدةً بالفعل، فقد كانت مقتنعةً بأنها تستطيع القيام بذلك مرّةً أخرى.
كان عليها فقط أن تكرّر ما فعلته من قبل.
‘ … لا أعرف بالضبط كيفية القيام بذلك، ولكن إذا ركّزتُ بشدّة بما فيه الكفاية، ألا يجب أن ينجح الأمر؟’
عندما وقفت إليانا أمام فين بشجاعة، المتوترة، في حالة تأهّب.
لم يتمكّن عامة الناس من مشاهدة السحر متى شاؤوا.
ربما لهذا السبب بدت فين متوترةً للغاية أيضًا.
كان من الواضح أن سيدتها كانت ساحرةً حقًا.
حدّقت إليانا في فنجان الشاي.
و لكن لم يحدث شيء.
ركّزت بقوّةٍ حتى تحوّل وجهها إلى اللون الأحمر، لكن الماء في فنجان الشاي لم يتجمّد.
بعد أن نفد صبرها، تحدّثت إليانا داخل عقلها، ‘تجمّد، هيّا!’ وتلت تعويذةً سخيفة.
لم تستطع حمل نفسها على قول ذلك. سيكون الأمر مُحرِجًا إذا لم ينجح.
في تلك اللحظة، اهتزّ فنجان الشاي بشكلٍ ضعيفٍ كما لو كان يستجيب لها.
نظرت إليانا إلى الشاي بأمل.
ولكن بعد ذلك ظلّ فنجان الشاي ساكنًا مرّةً أخرى كما لو أنه لم يهتزّ أبدًا في المقام الأول.
لم يتجمّد الشاي ولم تحدث معجزة.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1