I Sought Out the Tragedy’s Scheming Mastermind - 124
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- I Sought Out the Tragedy’s Scheming Mastermind
- 124 - ذكريات (٦)
“في الغابة؟”
سأل فيركلي بإيجاز، وهو يمضغ البطاطس.
كانت البطاطس باردةً قليلاً، لكن طعمها كان جيدًا لأنها كانت مطبوخةً جيدًا.
أعطته إليانا بطاطس أخرى وتحدّثت بشكلٍ هادف.
“نعم. سأبحث عن شيءٍ ما.”
“ما الذي ستبحثين عنه؟”
لم يلاحظ فيركلي نوايا إليانا حتى ذلك الحين.
ضحكت إليانا عندما سأل دون قصد.
“أممم ……، جنيّة الغابة؟”
“كح.”
سعل فيركلي مرارًا وتكرارًا، كما لو كان مندهشًا من ذِكر الجنيّات المفاجئ.
حينها فقط أدرك نوايا إليانا.
ضحكت إليانا وسكبت الماء من الإبريق على الطاولة.
“اشرب بعض الماء. هاهاها.”
بعد أن شرب الماء، سأل فيركلي بتعبيرٍ مُحرَجٍ إلى حدٍّ ما.
“ليلي. هل قال لكِ ماركر أيّ شيء؟”
“هممم؟ مثل ماذا؟”
عندما حاولت إليانا تجاهله، أدار فيركلي عينيه وحرّك شفتيه.
لقد كان حادثًا مُحرِجًا ومُخزيًا إلى حدٍّ ما من طفولته، لذلك لم يتمكّن فيركلي من فتح فمه.
“لذا ……”
“ربما عن جنيّة الغابة؟”
حالما انتهت من التحدٍث، بدأت إليانا في الضحك مرّةً أخرى.
“…… سمعتِ.”
فتح فيركلي عينيه بشكلٍ خافت، مقتنعًا أن إليانا تعرف. بطريقةٍ ما، شعر بالحرج وخفض عينيه، غطّت رموشه الطويلة نظرته.
وجدت إليانا فيركلي لطيفًا للغاية لدرجة أنها أمسكت بخدّه والتقت بنظراته.
ثم، دون سابق إنذار، قبّلته.
عندما نظر إليها فيركلي بعيونٍ واسعة، تحدّثت بهدوءٍ وكأنها تهدّئ طفلًا.
“يؤمن بيل الصغير بالجنيّات.”
“…….”
“إذن، هل نذهب في رحلةٍ خرافيةٍ بينما نستذكر الطفولة؟”
“ليلي.”
تنهّد فيركلي وكأن هذا النوع من اللعب ليس ممتعًا. لكن إليانا لم تتراجع.
“لا أحد يعلم. قد تظهر جنيّةٌ حقًا وتباركك.”
بدلًا من ذلك، بينما استمرّت في الاستمتاع بنفسها، شدّ فيركلي ببطءٍ على أسنانه وتمتم.
“كان يجب أن أخبر ماركر أن يغلق فمه مسبقًا …….”
“لا تقل له أيّ شيء. لم أقل أبدًا أن ماركر قال أيّ شيء؟”
دافعت إليانا عن ماركر، ولا تزال غير قادرةٍ على محو ابتسامتها الشقية.
لم يمانع فيركلي ردّ فعل إليانا البهيج. لذا، بدلًا من رفض يدها، قرّب وجهه أكثر.
“لكن إذا كنتِ تبحثين عن جنيّة، فأنا أعرف واحدة.”
حدّق فيركلي في إليانا وهو يطلق ضحكة.
توقّفت إليانا عن الضحك ونظرت إليه.
“جنيّة؟”
هل ما زلتَ تؤمن بالجنيّات؟
كتمت إليانا كلماتها.
لأن ردّ فعل فيركلي كان غير متوقّع.
في ذلك الوقت، قال فيركلي.
“نعم. حتى لو نظرتُ إليها من بعيد، سأصدّق إذا كانت جنيّة زهور. إنها جميلة جدًا، لذا فأنا آخذها معي دائمًا.”
“احمم.”
احمرّت خدود إليانا عند كلمات فيركلي.
كيف يمكنه أن يكون جيدًا جدًا في قول أشياء مُحرِجة؟
“بيل. أنا آسفة. لن أضايقكَ بعد الآن.”
سرعان ما شعرت إليانا بالحرج وتوقٍفت عن المضايقة، وحاولت خفض يدها، وتجنّبت التواصل البصري.
في تلك اللحظة، سحب فيركلي يدها. لذا التقت أعينهما مرّةً أخرى. قال فيركلي بابتسامةٍ كسولة.
“ليلي. إذا كنتِ ستنظرين إلى عيني، فيجب أن تقبّليني على الأقل.”
“آه.”
“إذا كنتِ ستقبّليني ذلك، فافعلي ذلك بعمق.”
امتلأت عينا فيركلي بالحرارة قبل أن تعرف ذلك. لقد مرّ وقتٌ طويلٌ منذ أن تأثّر قلب فيركلي بقُبلة إليانا الساحرة في وقتٍ سابق.
وبسبب المسافة الضيّقة، كان المكان الوحيد الذي يمكن لإليانا أن تركّز نظرتها عليه هو فيركلي.
عندما تردّدت إليانا، فتح فيركلي فمه.
“القُبلة الخفيفة كما فعلتِ من قبل مرفوضةٌ من الآن فصاعدًا.”
“أنتَ لئيمٌ حقًا.”
ضحكت إليانا بسخريةٍ على فيركلي، الذي تولّى زمام المبادرة.
ثم شدّت يدها وثبّتت خدّي فيركلي.
إذا كنتِ ستفعلين ذلك، فلماذا لا تفعلينه بشكلٍ صحيح؟
قالت إليانا بنبرةٍ حازمة.
“فقط سأفعل ذلك.”
تلامست شفتاهما في لحظةٍ بتلك الكلمات.
نظر فيركلي ببطءٍ إلى إليانا، التي كانت تعضّ شفتيه بإحكام.
ثم ثبّت مؤخرة رأسها بيدٍ واحدة حتى لا تهرب.
قبل أن يدركا ذلك، اتّجهت زوايا شفتيهما إلى الأعلى.
كانت إليانا أول مَن لامست شفتيه، لكن فيركلي هو الذي لم يتركها بإصرار.
كان يمكن سماع صوت طقطقة الحطب والصوت الحلو للقُبلات الشغوفة بشكلٍ خافتٍ من خلال الفجوة في الغرفة.
رأى ماركر، الذي كان على وشك الدخول، سلوك الشخصين المحبّب ووضع الصينية بعنايةٍ على الأرض قبل أن يختفي.
عندما وجد فيركلي وإليانا الصينية، كان قد برد الحليب فيها بالفعل.
* * *
كان مسار الغابة مُغطًّى بأوراق القيقب الملوّنة.
كانت السماء أيضًا عاليةً وزرقاء، وكان مشهدًا مذهلاً.
كانت الغابة أمام الفيلا مُلكيّة خاصة، لذلك كان دخول الآخرين محظورًا.
فقط عائلة أوين المَلَكية، مالِكة الفيلا، يمكنها استخدامها.
لذلك توجّه فيركلي وإليانا إلى الغابة بدون حراسة.
على عكس الشاطئ الذي زاروه بالأمس، كان هناك خطرٌ أقلّ من القتلة.
في كلّ مرّةٍ خَطوا فيها على الأوراق المتساقطة، سمعوا صوت حفيف.
شعرت الأوراق المتساقطة بأنها أنعم من الأرض. دندنت إليانا بأغنيةٍ وهي تمشي يدًا بيدٍ مع فيركلي.
كان النسيم البارد لطيفًا، وكانت أشعة الشمس الخريفية دافئة.
“بيل. إذن هل وجدتَ الجنيّة؟”
“هل بقي لديكِ أيّ شيءٍ لتضايقيني به؟”
“هيهي.”
ابتسمت إليانا مثل صبيٍّ شقيٍّ وهي تميل برأسها لإجراء اتصالٍ بالعين.
قام فيركلي بتجعيد شعرها باليد التي لم يكن يحتضنها.
“لم أجد الجنيّة، لكنني وجدتُ مكانًا بديعًا.”
“مكانٌ بديع؟”
عندما رمشت إليانا، ابتسم فيركلي ببطء.
“ستعرفين عندما نصل. ربما لا تزال هناك لأنها كانت في نفس الوقت تقريبًا.”
قادها بهدوءٍ إلى مكانٍ ما. تبعته بطاعة، وابتسامةٌ لا تتلاشى أبدًا من شفتيها.
كم من الوقت ساروا؟ انتهى مسار الغابة وانكشف حقلٌ مفتوح.
وهناك، انتشرت القصب الناضج مثل الذهب.
بدا الأمر وكأنه لِحًى بيضاء.
“واو.”
كان حقل الزهور جميلاً بطريقته الخاصة، لكن القصب الذي غمرته أشعة الشمس الخريفية كان بديعًا كالزهور.
قامت إليانا بمداعبة القصب بأطراف أصابعها. كان الملمس الخشن للقصب أشبه بذيل جرو.
“هذا عظيمٌ كعَظَمة اكتشاف جنيّة..”
“لقد ضِعتُ في هذا المكان عندما أمطرت.”
“يبدو هذا منطقيًّا.”
لم تستطع إليانا أن ترفع عينيها عن القصب.
تبعها فيركلي، وهو يداعب القصب بأطراف أصابعه.
“الخريف مليءٌ بكلّ شيءٍ جميل.”
“هذا صحيح.”
استجاب فيركلي عاطفياً وغَرِق في التفكير.
كان الشاطئ المتلألئ بالأمس، وغابة القصب المليئة بالوفرة تحت أشعة الشمس الخريفية اليوم، جميلين.
بالطبع، لأنه كان مع إليانا، بدا وكأنهم خلفيّاتٌ مختلفة.
تذكّر فيركلي طفولته من جديد. غابة قصبٍ جميلةٍ رآها بينما كان تائهاً.
كان خائفًا لأنه كان وحده، ولكن بطريقةٍ ما كان القصب قويًّا وشعر بالأمان.
لو لم تمطر، كان سيستمر في انتظار الناس ليأتوا في مكانه.
لكنه اعتقد أنه من حسن الحظ أنهم لم يجدوا هذا المكان. كان هذا مكان فيركلي السريّ. لكنه لم يعد مكانه الخاص.
كان ممتنًّا لأنه تمكّن من مشاركة هذه الذكريات معها.
“ليلي. هذا سِرُّنا.”
“حسنًا.”
“حتى عن ماري.”
“بالطبع.”
ابتسمت إليانا بخجل، ووضعت إصبع السبابة على شفتيها كما لو أن فمها قد تمّ إغلاقه بعد أن طلب ذلك مرّتين. ثم نبست –
“إذا تشاجرنا لاحقًا، سيتعيّن عليّ الهروب إلى هنا.”
“هل تعتقدين أنني سأدعكِ تذهبين؟”
“هل تعتقد أنني لا أستطيع الهروب؟”
ضحك فيركلي عندما استفزّته إليانا.
“إذا هربتِ، سيتعيّن عليّ القدوم لإمساككِ.”
“هاهاها.”
ابتسمت إليانا مثل أشعة الشمس. عانقها فيركلي بذراعيه وهمس.
“عندما أمسكُكِ يجب عليكِ أن تعانقيني.”
“لكَ ذلك.”
أجابت إليانا بحنان، وكوّبت وجهه.
بعد ذلك، سار الاثنان عبر القصب وجلسا على الأرض للاستمتاع بأشعة الشمس.
“هل نعود؟”
“سنبقى في الكوخ اليوم.”
“كوخ؟ هل كان هناك شيءٌ من هذا القبيل هنا؟”
“تم صُنعه بعد أن ضلّ بيل طريقه. قال ماركر إنه لا بأس إن بقينا هناك الليلة.”
“فهمت.”
عندما أجاب فيركلي بطاعة، قالت إليانا.
“سأطبخ لك.”
“ليلي، أنتِ؟”
“نعم!”
“ألن يكون الأمر مزعجًا؟”
“لا على الإطلاق.”
ضحكت إليانا وشمّرت عن ساعديها.
بدا الأمر وكأنها تطلب منه أن يثق بها.
“أوه! لقد أرسلتُ جميع الخدم بعيدًا عن عمد.”
“لماذا؟”
“أردتُ أن نكون وحدنا.”
رمشت إليانا وكأنها تقول شيئًا واضحًا.
حدّق فيركلي فيها بنظرةٍ فارغةٍ وانفجر في الضحك. بدا أنها أحبّت هذه الرحلة حقًا. وخاصةً الوقت القصير والمريح الذي يمكن أن يقضياه بمفردهما.
أمسك فيركلي يدها وهمس، وضغط شفتيه على ظهر يدها.
“هذا ما كنتُ أرنو إليه.”
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1