I Sought Out the Tragedy’s Scheming Mastermind - 121
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- I Sought Out the Tragedy’s Scheming Mastermind
- 121 - ذكريات (٣)
زارت إليانا مكتب فيركلي ووجدت صندوق الموسيقى.
“هذا …”
فجأة، تذكّرت اليوم الذي ترك فيه فيركلي صندوق الموسيقى مشغّلاً ونام. لقد كان أمراً غريباً أن يحبّ شخصٌ هادئٌ مثله النوم على أنغام الموسيقى، لذلك بقيت هذه اللحظة في ذاكرتها.
استدارت إليانا، وهي تحمل صندوق الموسيقى، وسألت فيركلي بابتسامة.
“بيل، لم أرَ هذا من قبل. هل هو هديّةٌ من الوفد الذي جاء مؤخّراً؟”
“لا، إنه من ممتلكات أمي الراحلة.”
اتّسعت عينا إليانا بدهشة بينما ابتسم فيركلي بلطف.
“قالوا إنهم وجدوه تحت قطعة أثاث.”
“فهمت.”
شعرت إليانا بأن الإمساك به بلا مبالاة كان غير مناسب، فوضعت صندوق الموسيقى بلطف. عندها اقترب فيركلي وفتح الغطاء.
“كانت أمي تستعمله كثيراً عندما كنتُ صغيراً. كانت تقول إنه إذا استمعتَ إلى موسيقى جميلة، فسوف تحلم أحلاماً سعيدة.”
“إذن، لهذا السبب حلمتَ بأمكَ في ذلك اليوم.”
“ربما.”
ضحكت إليانا برقة، ثم قبّلها فيركلي بخفّة.
“الغريب أن هذه الموسيقى لا تزعجني عندما أخلد للنوم.”
لمس فيركلي صندوق الموسيقى بحنينٍ في عينيه. كان يعاني من الأرق المزمن لفترةٍ طويلةٍ بسبب التوتر الذي عاشه لسنوات.
فكّرت إليانا لبرهةٍ قبل أن تقول.
“إذاً، ما رأيكَ أن تضعه في غرفة النوم؟”
“ألن يكون مزعجاً؟”
“إنه مجرّد لحن. وإذا جعلني أحلم أحلاماً سعيدةً معك، فهذا أفضل.”
“إذا كنتِ ترغبين في ذلك، لا بأس.”
ابتسم فيركلي بمودّة.
بعد لحظة، صفّقت إليانا بيديها وقالت.
“آه، صحيح. أخطّط لزيارة ماري هذا الأسبوع.”
“لم يبقَ وقتٌ طويلٌ لولادتها، أليس كذلك؟”
“نعم، أردتُ زيارتها قبل ذلك. قالت ماري أنها ستأتي إلى هنا بنفسها، عليّ إقناعها بالعدول عن ذلك.”
“أعرف ذلك دون الحاجة لرؤيتها.”
ضحك فيركلي وأحاط خصر إليانا بذراعيه.
ثم قال، كما لو كان يتحدّث بشرود.
“متى سيحين دورنا؟”
“عندما يحين الوقت. أهناك ما يدعو للاستعجال؟”
“فقط، أحياناً أشعر أن المشكلة بيّ.”
دفن فيركلي وجهه في كتفها وهمس بهدوء.
كانت إليانا تعلم تماماً ما الذي يُقلِق فيركلي. كان فيركلي قد عقد صفقةً طويلة الأمد مع ‘هانيف’ واعتمد على قوّته للبقاء على قيد الحياة لسنوات. تلك القوّة التي كانت أكبر من أن يتحمّلها جسمٌ بشريٌّ على مدار أكثر من عشر سنوات، لا بد أنها أرهقت جسده.
مسحت إليانا بلطفٍ على رأسه محاولةً التخفيف من قلقه.
“أنتَ خائفٌ مرّةً أخرى.”
“ربما.”
“لا تقلق. لقد تحقّقنا من جسدكَ ولم نجد أيّ شيءٍ يدعو للقلق، أليس كذلك؟”
“ولكن …”
ضمّها فيركلي أكثر وهو يتمتم.
شعرت إليانا بالشفقة عليه قليلاً.
“لا بأس إن لم يكن لدينا أطفال.”
“……”
“أنا هنا فقط من أجلك، بيل.”
“ليلي …”
أمسك فيركلي كتفيها ونظر في عينيها.
ابتسمت إليانا بابتسامةٍ عذبةٍ وتابعت:
“سواء كان لدينا أطفالٌ أم لا، من فضلك استمرّ في حبّي كما تفعل الآن، وسأفعل الشيء نفسه.”
“……”
“هذا كلّ ما أريده.”
رفعت إليانا قدميها برقّةٍ وطبعت قبلةً على شفتيه.
ثم جذبته برفقٍ نحوها وهمست مجدداً.
“أحبّك، فيركلي.”
اهتزّت عينا فيركلي الزرقاوتين بلا هدف، شاعراً بعمق حبّها له.
“أنتِ حقاً… امرأةٌ لا يمكن التنبّؤ بما ستفعلين.”
“مجدّدًا.”
ابتسمت إليانا وهي ترى شفتي فيركلي تبتسمان.
ثم احتضنها بشدّة، وبدأ الاثنان في تبادل القبلات بحرارة.
استمرّ لحن صندوق الموسيقى في العزف بهدوء، بينما كانت الأحجار الكريمة البنفسجية تتلألأ تحت الضوء.
***
تحرّكت العربة التي كانت تقلّ إليانا ببطء.
رغم أن السفر بالعربات لم يكن بقدر صعوبته في السابق، إلّا أنه لا يزال يمثّل تحدّياً لها.
كانت تفضّل المشي لو كانت المسافة أقرب، ولكن قصر هاربونز كان بعيداً عن القصر الإمبراطوري.
وفي ظلّ عدم إمكانية استخدام بوابة الانتقال الخاصة بدوق ‘هاربونز’، كان الحلّ الوحيد هو تحريك العربة ببطء.
بعد قليل، وصلت العربة إلى قصر هاربونز.
فتح أحد الحراس الباب بسرعةٍ ليساعد إليانا على النزول بسهولة.
ما إن نزلت من العربة حتى انحنت شيردي برأسها تحيّةً لها.
“أحيّي زهرة الإمبراطورية، جلالة الإمبراطورة.”
“لقد مرّ وقتٌ طويل، آنسة بيبر.”
ابتسمت إليانا برقّة تلاها ردّ شيردي
“تنتظركِ سيدتي في غرفة الاستقبال، لأنها تجد صعوبةً في الحركة.”
“نعم. على الأرجح أنه من الصعب التحرّك.”
“شكرًا لتفهّمكِ.”
ابتسمت شيردي وقادت إليانا إلى حيث كانت ماري.
“سيدتي، وصلت الإمبراطورة.”
“أخبريها أن تدخل.”
مع صوت ماري المَرِح، فُتِح الباب. أطلّت إليانا برأسها مازحةً وهي تُلقي التحية.
“كيف حالكِ، ماري؟”
“أهلًا، جلالة الإمبراطورة.”
ابتسمت ماري ابتسامةً عريضةً وحاولت النهوض من مقعدها. دعمت بطنها المنتفخ بصعوبة، وساعدتها الخادمتان من الجانبين.
هرعت إليانا نحوها وهي تساعد ماري على الجلوس.
“اجلسي فقط. لا داعي لأن نتعامل بالرسميات بيننا.”
“لكن … كنتُ سعيدةً لرؤيتكِ.”
احمرّت وجنتا ماري، وحرّكت شفتيها بارتباك. جلست إليانا أمامها، متجنّبةً الرسمية مرّةً أخرى.
“موعد الولادة قريب، أليس كذلك؟”
“أنا متوتّرةٌ جدًا.”
أومأت ماري برأسها وابتسمت ابتسامةً خفيفة. وهي تضع يدها على بطنها، صورةٌ مثاليةٌ لامرأةٍ حامِل.
بدا شعورًا غريبًا أن الفتاة التي كانت تبدو دائمًا صغيرةً ستصبح أمًّا قريبًا.
“أتمنى أن يرث طفلكِ شخصيّتكِ.”
“سيغضب كال إذا سمع ذلك.”
“أعتقد أن الدوق سيوافقني الرأي.”
غمزت إليانا، فضحكت ماري بصوتٍ عالٍ.
“كيف حال الإمبراطور؟”
“آه، نعم. في الواقع، أرسل الكثير من الأعشاب التي تساعد في الشفاء بعد الولادة، لكن يبدو أن الحصان قد عانى كثيرًا في حملها.”
ضحكت إليانا وهي تشير برأسها إلى الخارج.
“لم يكن عليه أن يفعل ذلك …”
لم تستطع ماري إخفاء فرحتها برؤية كرم فيركلي.
بينما كانت شيردي تحضّر الشاي، سألت ماري.
“قريبًا سيأتي موسم العطلات، ألا تخطّطين للذهاب إلى مكانٍ ما؟ لم تتمكّني من الذهاب في العام الماضي بسبب الانشغال.”
“في الواقع، خطّطنا للذهاب إلى مملكة لاميتا. لكنها بعيدةٌ قليلًا، لذا أشعر ببعض القلق …”
عندما تردّدت إليانا، قالت ماري بلا اكتراث.
“كلّما كان مكان العطلة أبعد، كلّما كان أكثر فائدةً لتصفية الذهن. إن كنتِ تخطّطين للذهاب، خذي وقتًا أطول واستمتعي.”
“هذا صحيح.”
ضحكت إليانا بخجل. لم تكن ماري تعلم أن إليانا تعاني من فوبيا الركوب في العربات. لم يكن هناك سببٌ يجعلها تعرف، لأن هذه المعلومة لم تكن معروفةٌ إلّا لفيركلي وحده. لهذا السبب كان فيركلي قد فكّر مليًّا عندما قرّر مكان الرحلة.
“ليلي، إذا كان الأمر صعبًا للغاية، يمكننا الذهاب إلى البحر القريب.”
“لا، سأحاول.”
“هل أنتِ واثقة؟”
“نعم. لا يمكنني الهروب في كلّ مرّة. هناك مناسباتٌ رسميّةٌ يتعيّن عليّ ركوب العربة فيها.”
عندما ابتسمت إليانا بابتسامةٍ مشرقة، مسّد فيركلي خدّها بلطفٍ لتهدئتها.
“بالمناسبة، سمعتُ أن هناك طريقًا بحريًّا متّصلًا بمملكة لاميتا. سأتواصل مع اللورد المسؤول هناك لأرى ما إذا كان هناك مكانٌ يمكننا الانتقال إليه بواسطة البوابة.”
“شكرًا لك.”
“سأظلّ بجانبكِ طوال الوقت. إذا شعرتِ بالتعب، أخبريني.”
لم تكن إليانا تتخيّل أن معرفة شخصٍ واحدٍ بسرّها يمكن أن يكون مريحًا إلى هذا الحد. بعد أن اعتادت الاعتماد على نفسها طوال حياتها السابقة، كان الوضع مختلفًا تمامًا.
الآن فهمت المثل القديم الذي يقول إن الزوجين هما جسدٌ واحد.
أن يكون لديكَ شريكٌ يقف إلى جانبكَ دائمًا، كان يبدو لها وكأنه أعظم نعمةٍ ومعجزة.
بينما كانتا تتناولان الشاي وتتحدّثان، عاد كاليوس من عمله وطرق الباب.
“ماري، إنه أنا.”
أعلن قدومه وهو يفتح الباب. توسّعت عينا كاليوس عند رؤية إليانا ما تزال هناك.
“ما زلتِ هنا.”
“ماذا؟ لا يمكنني أبقى؟ دوق هاربونز.”
“لا، اعتقدتُ أنكِ قد رحلتِ بالفعل.”
ابتسم كاليوس بهدوءٍ ردًّا على إجابة إليانا.
ثم اقترب بوجهٍ مرتاحٍ نحو ماري.
“كيف حالكِ؟”
“كانت حركات الطفل قويّةً جدًا اليوم. لقد كان يركل كثيرًا.”
استرخى كاليوس عند رؤية ضحكة ماري وهي تتحدّث.
تغيّرت حالته تمامًا عن الدوق البارد الذي كان يشتهر به في الماضي.
‘يبدو أن الزواج جعله أكثر لطفًا.’
نظرت إليانا إلى الزوجين السعيدين، ورسمت ابتسامةً على وجهها. كانت راضيةً أكثر لأن سعادتهما كانت بفضلها.
“أعتقد أن الوقت قد حان لأغادر.”
“يمكنكِ البقاء لفترةٍ أطول.”
“لا، ردّ فعل الدوق رخوٌ جدًا، جعل الأمور مملّة.”
“ماذا؟”
“إنه مديح.”
عبس كاليوس عندما غمزت إليانا.
على ما يبدو، كان كاليوس لطيفًا فقط مع ماري.
‘نعم، هذا هو كاليوس الذي أعرفه.’
نهضت إليانا وربّتت على كتف كاليوس بلطف.
“اعتنِ جيدًا بماري خاصتنا.”
“سأفعل حتى إن لم تطلبي. وهي ماري خاصتي.”
“هاه. إذًا سأذهب إلى فيركلي خاصتي!”
“هاهاها.”
عندما ضحكت ماري بصوتٍ عالٍ، أشارت إليها إليانا برأسها مودّعةً.
“لا حاجة لأن تخرجي معي.”
“استمتعي بعطلتكِ!”
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1