I Shall Master This Family - 92
جدّي! أبي!”
ركضتُ نحو والدي و جدّي و حيّيتُهما بسعادة كبيرة.
لقد كنتُ أعلم مقدّمًا بأنّهما سيأتيان إلى هنا اليوم.
و لهذا السّبب أحضرتُ ماريا باترون إلى هنا.
“إذا أخبرتِني مقدّمًا ، كان أبوكِ و جدّكِ ليأتيا إلى هنا في وقت أسرع قليلاً…”
ربّت والدي على رأسي و قال.
“لم أكن أخطّط لذلك أيضًا ، لقد أتيتُ إلى هنا بمحض صدفة.”
عندما نظرتُ إلى الوراء و أنا أقول ذلك ، تمكّنتُ من رؤية ماريا باترون و السّيّدات مهتاجات.
جالاهان لومباردي ، صاحب متاجر جالاهان للملابس التّي انتشرتْ في جميع أنحاء الإمبراطوريّة ، و رولاك لومباردي ، سيّد لومباردي الأعلى.
لقد كنّ يتهامسن فيما بينهنّ.
سألني والدي عندما رآهنّ.
“هؤلاء…أهنّ صديقات تيا؟”
أنا لستُ في سنّ مناسب حتّى أتسكّع معهنّ.
ظهرتْ علامات الاستفهام على وجه والدي و جدّي.
ثمّ اقتربتْ ماريا باترون و السّيّدات بحذر.
أشرتُ إلى ماريا باترون و قلتُ.
“لقد سكبتُ العصير على ملابس السّيّدة باترون. لذلك فقد دعوتُها و صديقاتها لشراء ملابس جديدة. ألا بأس بذلك يا أبي؟”
نظر والدي إلى ملابس ماريا باترون و قال و هو متفاجئ قليلاً.
“بالتّأكيد لا بأس. أوه ، ملابسكِ فوضويّة جدًّا…”
توقّف والدي عن التّكلّم.
كانتْ عيناه على قلادة ماريا باترون.
لقد بدا و كأنّه لا يصدّق عينيْه و هو يستمرّ بالنّظر إلى القلادة بعينيْن مهتزّتيْن.
“لقد كنتُ مستاءة قليلاً لأنّها كانتْ ملابسي المفضّلة ، لكن لا بأس…”
على الرّغم من أنّ ماريا باترون كانتْ تقول ذلك ، لم يستطع والدي أن يكمل كلامه.
ربّما لم يكن متأكّدًا.
لكنّ تلك القلادة هي ملك شانانيت.
و عندما حان الوقت لماريا باترون لتعود إلى رفّ الفساتين ذوات الإصدارات المحدودة…
“أنتِ هناك.”
نادى جدّي ماريا باترون بصوت منخفض.
“تعاليْ إلى هنا.”
كانتْ نظرة جدّي عالقةً على مكان واحد فقط.
“انظري إلى القلادة التّي ترتدينها.”
******
ألقى رولاك لومباردي نظرة فاحصة على السّيّدة الشّابة أمامه.
كان الفستان الذّي كانتْ ترتديه ملطّخًا بالعصير ، لكنّها كانتْ جريئةً كفايةً حتّى تقف و نهاية ذقنها مرفوع قليلاً.
و مع ذلك ، هي لم تكن قادرةً على مواجهة عينيْه بشكل صحيح و تجنّبتْ التقاء عينيْها بهما.
لقد كانتْ بالفعل خائفة من رولاك.
لقد أرادتْ أن تتظاهر بالثّقة بنفسها ، لكن في النّهاية ، إنّها ليستْ شخصًا قويًّا.
شخصيّة مثل شخصيّتها شائعة للغاية.
سأل رولاك بصوت هادئ.
“سكبتْ حفيدتي عصيرًا على ملابسكِ؟”
“نعم ، كان هناك مثل تلك الفوضى الصّغيرة.”
“أعتذر على ذلك.”
“أوه ، لا يوجد داع لتقول ذلك. لقد عوّضتْني على ملابسي بهذه الطّريقة…”
أومأ رولاك على كلمات ماريا باترون.
“نعم ، ذلك أمر مريح. إذن ، هل يمكنكِ أن تجيبي على سؤالي التّالي بصراحة؟”
“ما هو سؤالكَ…”
“ما هي علاقتكِ بصهري؟”
“…نعم؟”
اهتزّ صوت ماريا باترون بشكل ملحوظ للغاية.
لقد بدتْ و كأنّها قد تمّ إمساكها بالجرم المشهود.
“سأعطيكِ فرصةً ، و سأفترض أنّ ذلك كان خطأ.”
“لا ، أنا لا أعرف عمّا تتكلّم…”
“لا. فكّري مجدّدًا.”
نظر رولاك إلى وجه ماريا باترون و قال.
“سألتُكِ عن علاقتكِ مع صهري ، فيستيان سكولتز ، و من الأفضل لكِ أن تعطيني إجابة أفضل بكثير من مجرّد أن تكوني خرقاء.”
“أغه…”
سُحقتْ ماريا باترون بشكل كامل من قبل نظرة رولاك.
ارتجف جسدها ، و ترنّحتْ قدماها كما لو أنّها كانتْ تريد أن تهرب في الحال.
لكن لم تكن هناك أيّ علامة على الشّفقة عليها من جانب رولاك.
في اللّحظة التّي اقتربتْ فيها ماريا باترون ، عرف رولاك.
أنّ القلادة التّي ترتديها تنتمي إلى ابنته ، شانانيت.
و الشّيء التّالي الذّي جاء إلى ذهنه هو فيستيان.
لقد حيّتْه في مأدبة بيليت.
“تلك القلادة تنتمي إلى زوجته. إنّها تنتمي إلى شانانيت ، ابنتي الكبرى.”
“هذا لا يمكن أن يكون صحيحًا! لا بدّ من أنّكَ مخطئ!”
هزّ رولاك رأسه إثر سماعه لكلمات ماريا باترون.
“أنا لا أعلم كيف شرح الشّخص الذّي أعطاكِ القلادة الأمر. إنّه تذكار من زوجتي. الأحرف الأولى لاسم زوجتي ، ناتاليا لومباردي ، محفورة من الوراء.”
أدارتْ ماريا باترون القلادة رأسا على عقب بيديْن مرتجفتيْن.
لقد كان الأمر كما قاله رولاك.
كانتْ هناك أحرف أولى صغيرة محفورة بطريقة لم تتمكّن هي من فهمها دون ما قاله.
“إذا كان الأمر صعبًا إلى هذه الدّرجة ، سأعطيكِ خياريْن. إمّا أن تصبحي سارقة اخترقتْ قصر لومباردي و سرقتْ القلادة و أن تسلّمي نفسكِ إلى الحرس الإمبراطوريّ…”
نبض قلب ماريا باترون عندما تمّ الحديث عن الحرس الإمبراطوريّ.
“أو أن تعترفي بعلاقتكِ مع فيستيان سكولتز.”
“ذلك…”
كانتْ ماريا باترون تعضّ على شفتها السّفليّة بقوّة.
كان فيستيان دائمًا ما يناديه بـ’الرّجل العجوز’ و أخبرها أن تتجاهل رولاك لومباردي.
لذلك كانتْ ماريا باترون دائمًا تفكّر بلومباردي على أنّها حفنة من المهرّجين.
رجل عجوز غبيّ لا يعلم حتّى بأنّ فيستيان و إيّاها يسرقان المال من تحت أنفه مباشرةً.
لكنّ ماريا باترون أدركتْ بأنّها هي الغبيّة.
رولاك لومباردي رجل مخيف.
الشّعور بالرّهبة الذّي جعلها غير قادرة على التّنفّس الآن قال ذلك.
ما الذّي قامتْ به بحقّ خالق الجحيم؟
إنّها تقف ضدّ لومباردي.
لقد ندمتْ على ذلك ، لكنّه قد فات الأوان.
أغلقتْ ماريا باترون عينيْها بإحكام و ارتجفتْ.
“إذا كان من الصّعب قول كلّ شيء هنا ، فقط أجيبي على سؤال واحد. هل فيستيان سكولتز هو الذّي أعطاكِ تلك القلادة؟”
أومأتْ ماريا باترون ببطأ على سؤال رولاك.
“جالاهان.”
نادى رولاك لومباردي ابنه الذّي تصلّب وجهه من الغضب.
“اعتني بتيا. لنعد إلى القصر. معكِ بالتّأكيد.”
جفل جسد ماريا باترون على الكلمات الأخيرة.
“آسفة ، أنا آسفة! من فضلكِ اغفر لي…”
قال رولاك ببرود ، و هو ينظر باحتقار إليها ، بطريقة مخيفة و مرعبة.
“إذا لم يُكشف أمركَ ، لما كنتِ لتكوني آسفة. اتبعيني عندما أخبركِ بذلك.”
نظرتْ ماريا باترون إلى الوراء إلى السّيّدات النّبيلات اللّواتي أتين معها كما لو أنّها تنظر إليهنّ للمرّة الأخيرة.
لكنّ السّيّدات النّبيلات ، اللّواتي تمكنّ من استيعاب الموضوع تقريبًا من خلال محتوى المحادثة ، نظرن إلى ماريا باترون بازدراء.
“لنذهب.”
قال رولاك ذلك و غادر متجر جالاهان للملابس.
أُجبرتْ ماريا باترون على اتّباعه في عربة متّجهة نحو قصر لومباردي.
*******
كانتْ السّماء مظلمة.
وقفتْ شانانيت أمام منزل في العاصمة.
لقد كان منزلاً مناسبًا للعامّة الأغنياء بدلاً من النّبلاء.
لقد مرّتْ بضعة ساعات فقط منذ أن ركعتْ امرأة أحضرها والدها و أخوها أمامها فجأةً.
لقد كانتْ من ملكيّة سكولتز.
و كانتْ القلادة التّي تركتْها والدة شانانيت و التّي كانتْ تبحث عنها تتدلّى حول عنق تلك المرأة.
“لقد أعطاني إيّاه فيستيان سكولتز.”
قالتْ المرأة بصوت بكّاء عندما شرحتْ بأنّه أحد ممتلكات عائلة سكولتز.
“على الرّغم من أنّني كنتُ أعلم بأنّه يمتلك زوجةً و عائلة ، استمررنا في الالتقاء. أنا آسفة حقًّا.”
كانتْ شانانيت مجبرةً على أن تتحمّل الصّرخة التّي كانتْ على وشك الانفجار.
“منذ متى؟”
“منذ سبع سنوات…”
سبع سنوات.
إثر ذلك العدد المهول ، أغلقتْ شانانيت عينيْها بإحكام.
و بوجه صلب ، طرقتْ شانانيت على باب المنزل الذّي جهّزه فيستيان للمرأة.
بعد مدّة ، فُتح الباب بضوضاء صغيرة.
“ماريا ، أين كنتِ…”
و هو بالفعل يرتدي ملابس مريحة خاصّة بالمنزل ، فتح فيستيان الباب بإهمال و توقّف عن الكلام.
عندما وجد شانانيت واقفةً أمام الباب الأماميّ ، شحب وجهه تدريجيًّا.
“كيف يمكنكِ أن تكوني هنا…”
حدّقتْ شانانيت بصمت إلى فيستيان ذاك.
“حسنًا ، إنّه… إنّه منزل صديقي… هذا هو الوضع يا شانانيت.”
كان فيستيان يحاول اختلاق كذبة مجدّدًا.
و في النّهاية ، أظهر لها ابتسامة خرقاء و قال.
“أعلم أنّه وضع يمكن أن يساء الفهم فيه. شانانيت ، أنتِ تثقين بي ، أليس كذلك؟”
لقد وقعتْ ذات مرّة في حبّه.
لكن بدلاً من ذلك ، كانتْ شانانيت متأكّدةً في هذه اللّحظة.
هذا الرّجل ليس نفسه الذّي وعدتْ نفسها أن تبقى معه طوال حياتها.
صفعتْ شانانيت فيستيان على خدّه ، بكلّ قوّتها.
صفعة!
صدى صوت الصّفعة العالي في كلّ أنحاء الشّارع السّكنيّ.
“فيستيان سكولتز.”
بصوت بارد لم يسمعه فيستيان أبدًا من قبل ، قالتْ شانانيت.
“لا يوجد لكَ منزل لتعود إليه بعد الآن.”
استدارتْ و مشتْ دون تردّد نحو العربة المركونة في مكان قريب.
دون أن تلقي نظرة واحدة إلى الوراء.
و هو واقف ممسكًا بخدّه ، أسرع فيستيان ، الذّي استعاد وعيه للتّو ، وراءها.
“أوه يا إلهي! في وقت كهذا!”
كانتْ 8000 قطعة من الذّهب التّي اقترضها من بنك لومباردي تجول في ذهن فيستيان.
و في اللّحظة التّي كان على وشك أن يلحق فيها بشانانيت التّي كانتْ على وشك الخروج من الشّارع.
كان هناك شخصان يقفان أمام فيستيان.
“جيليو ، مايرون؟ أنتما ، كيف يمكنكما…”
لقد كبر التّوأم ليصلا إلى نفس مستوى العينيْن كوالدهما.
“ابتعدا عن الطّريق لثانية. أنا و والدتكما لدينا حديث لنتكلّم حياله…”
“لا تأت.”
قال جيليو و هو يضع يده على صدر فيستيان.
“إذا أزعجتَ والدتي مرّة أخرى ، لن تفرّ بفعلتكَ.”
صرّ مايرون على أسنانه و قال.
و هما ينظران إلى فيستيان بعينيْن باردتيْن متيقّظتيْن ، استدار التّوأم عندما سمعا العربة على وشك الرّحيل.
مثل شانانيت ، كلاهما لم ينظرا إلى الوراء أبدًا ، و ركبا بسرعة على الحصان.
و بدأ الحصان في الرّكض ببطأ.
داكداك ، كلابداك.
تبع التّوأم عربة عليها شعار لومباردي بلون ذهبيّ من الوراء ، و بدأتْ في الابتعاد شيئًا فشيئًا حتّى زالتْ عن مرمى الأعين.
******
تطلّق فيستيان و شانانيت.
و مع ذلك ، على عكس ما حدث في الحياة السّابقة ، تمّتْ معاقبة الأشخاص السّيّئين.
تمّ سجن فيستيان و ماريا باترون على اختلاسهما لأموال لومباردي.
حتّى بعد أن تنتهي عقوبته ، سيكون دين اقتراض 8000 قطعة من الذّهب من بنك لومباردي في انتظار فيستيان.
لقد دمّرتْ عائلة سكولتز بالتّأكيد.
تحرّك جدّي و جعل ذلك يحصل.
بعد استعادة كلّ الدّعم و الاستثمارات التّي أعطاهم إيّاها ، لم يتبقّ شيء في عائلة سكولتز.
ثمّ ضغط جدّي على مجلس النّبلاء ليزيلوا اسم سكولتز من سجلّ النّبلاء.
لقد سمعتُ بأنّهم قد استسلموا عن ملكيّتهم و ذهبوا إلى مكان ما إلى أقاربهم ، لكنّ ذلك ليس من شأني.
لقد كانتْ شانانيت من كنتُ قلقةً عليها.
لقد مرّ بالفعل شهر منذ ذلك اليوم ، لكنّها لم تخرج حتّى الآن.
لقد كنتُ أستخدم التّوأم كعذر كلّ يوم ، لكنّني لم أتمكّن من رؤية شانانيت.
“تنهّد…”
حالما كنتُ على وشك فتح الباب المؤدّي إلى منزل التّوأم ، و أنا ألعن فيستيان سكولتز…
“أوه ، إنّها تيا.”
ابتسمتٔ شانانيت ، التّي فتحتْ الباب للتّوّ من الدّاخل ، بإشراق لي.
“أه…”
لقد كنتُ متفاجئةً للغاية لدرجة أنّني قد تلعثمتُ و سألتُ.
“أين أنتِ ذاهبة؟”
“أنا في طريقي إلى العمل.”
“إلى العمل؟”
“من اليوم ، سأدير شركة التّعدين الخاصّة بلومباردي. سأتولّى شؤون العائلة التّي كنتُ أعطيها ظهري من قبل.”
بدا وجه شانانيت و كأنّه يلمع.
لم تكن ابتسامتها مزيّفة زاهية بطريقة محرجة.
بدتْ شانانيت أكثر ارتياحًا نوعًا ما.
“التّوأم في الدّاخل ، لذلك استمتعي بوقتكِ.”
“نعم…”
أخيرًا ، مشتْ شانانيت ، التّي ابتسمتْ بشكل جميل و ربّتتْ على رأسي ، إلى الأسفل.
لقد بدتْ أضخم من المعتاد على الرّغم من أنّها كانتْ تمشي وحيدةً.
جاعلةً ظهرها مستقيمًا دون أن تنظر إلى أيّ أحد.
لقد كان هذا هو أكثر مظهر يناسب شانانيت.