I Shall Master This Family - 91
لقد كنتُ متفاجئةً.
حدّقتُ بانشداه في قلادة ماريا باترون المتدلّية حول عنقها.
لماذا قلادة شانانيت موجودة هناك؟
لقد كنتُ مرتبكةً من هذا الأمر المناف للمنطق.
“لماذا القلادة…”
إثر تمتمتي ، لمستْ ماريا باترون قلادتها بأطراف أصابعها.
أظنّ أنّ اندهاشي كان واضحًا للغاية ، فقد اعتلتْ ابتسامة وجهها.
“يا لها من قلادة جميلة ، أليس كذلك؟ لقد تمّ مدحي من طرف السيّدات النّبيلات الأخريات على امتلاكي لعينيْن جيّدتيْن اليوم.”
“…إنّها قلادة جميلة.”
كانتْ السّيّدات النّبيلات الحاضرات مع ماريا باترون مستاءات لكنّهنّ قد اعترفن بأنّ تلك القلادة هي بضاعة جيّدة للغاية.
لقد كانتْ خاصًّةً بزوجة السّيّد الأعلى للومباردي ، و الآن تمتلكها شانانيت ، لذلك فهي نوعًا ما تعطي طابعًا على التّواضع ، و لكنّها ليستْ بسيطةً بمعناها الكلّيّة.
القلادة مصنوعة بجودة جيّدة تُناسب النّبلاء العاديّين.
لكنّها حتّى غير مناسبة لامرأة مثل ماريا باترون.
“من أين حصلتِ على تلك القلادة؟”
أمسكتُ بشعري على الفور و شددتُ عليه ، متحمّلةً ما كنتُ أريد أن أصيح به عليها بأن تعطيني القلادة.
“أوه ، هذه القلادة ليستْ شيئًا يمكنكِ شراءه بسهولة.”
قالتْ ماريا باترون ، و هي تخفيها بيديْها بشكل خفيّ كما لو كانتْ تظنّ بأنّني أطمع به.
سألتْها امرأة نبيلة أخرى بقربها لتتحقّق.
“لقد قلتِ بأنّ شخصًا عزيزًا على السّيّدة ماريا باترون قد أعطاكِ إيّاه كهديّة؟”
“نعم ، لقد كان في عيد ميلادي منذ وقت ليس بطويل جدًّا.”
شككتُ في سلامة أذنيّ.
ما الذّي سمعتُه للتّوّ؟
من أعطاكِ القلادة؟
“إذن ، فمن أعطاكِ هذه القلادة هو حبيب السّيّدة باترون؟”
“نعم.”
مجنون.
فيستيان يا ابن العا**رة.
حتّى وحش آكل للحوم البشر يعيش في الغابة سيرجع إلى داره مستفرغًا ما في بطنه لأنّه قد مرض بسبب أكله لشيء مثلكَ.
لقد سرق شيئًا متروكًا من والدة زوجته و أعطاه إلى عشيقته؟
إلى أيّ درجة من الفساد يمكن لرجل أن يكون حتّى يفعل مثل هذا الأمر؟
“إنّه شيء خاصّ جدًّا تمّ تناقله في عائلته لأجيال.”
لقد أصبح ميراث زوجة سيّد لومباردي الأعلى في هذه اللّحظة إرثًا لعائلة كعائلة سكولتز.
لقد كنتُ غاضبةً جدًّا لدرجة أنّني قد شعرتُ بالدّوار.
بالنّظر إلى كيفيّة استخدام ماريا باترون لها ، يبدو بأنّها لا تعلم ماهية القلادة.
لو أنّها فقط تعلم بأنّها قلادة شانانيت…
كما أنّها لم تتصرّف هكذا إن علمتْ بأنّها قلادة جدّتي.
مهما كانتْ غبيّة و مهما كانتْ طائشة.
هي لن تمشي أمامي و هي ترتدي تلك القلادة حتّى أتعرّف عليها.
إذن ففيستيان قد كذب على ماريا باترون حول أصل القلادة.
ثمّ تكلّمتْ ماريا باترون بصوت خجول.
“على الرّغم من أنّنا نعيش منفصليْن للغاية بسبب بعض الأسباب. إنّه شخص يجعلني أشعر بأنّني محبوبة إذ أهداني مثل هذه الهديّة القيّمة.”
إنّها تستحقّ ما يحلّ بها!
عليكِ أن تتكلّمي بشكل صحيح.
الواقع هو أنّ فيستيان رجل متزوّج و لديْه طفليْن ، و أنّه يخون زوجته و أولاده معها.
و ماريا باترون تعتقد بأنّني لا أعرف عن علاقتهما الغراميّة ، و الآن تتبختر أمامي.
إنّها تسرق أموال لومباردي أمام ابنة أخ شانانيت.
أمامي ، أنا فلورينتيا لومباردي.
حسنًا.
فيستيان ليس الشّخص الوحيد الذّي يجب أن يُعاقب.
فكّرتُ لوهلة في كيف يجب أن أتعامل مع هذه المرأة الوقحة.
الأمر مجرّد مصادفة أنّ اليوم هو اليوم المثاليّ.
عندما وجدتُ الخطّة ، هدأ ذهني المعميّ بالغضب.
أمسكتُ بكأس من عصير الفواكه و سكبتُه على ملابس ماريا باترون.
لم أتظاهر حتّى بأنّ ذلك خطأ منّي.
لقد استنزفتُ كلّ قدرتي على التّحمّل عندما لم أسكبه على وجهها.
“هيي ، ما الذّي…”
أمسكتْ ماريا باترون المحرجة بفستانها الخاصّ الذّي أصبح العصير يقطر منه و حاولتْ أن تتجادل معي.
أظهرتُ ابتسامة عريضة.
“أوه ، خطأ.”
و عرضتُ عرضًا لماريا باترون لا يمكنها أبدًا أن ترفضه.
“لقد اتّسختْ ملابسكِ بسبب خطأ ، لذلك سأعوّضكِ.”
“أنتِ تعلمين كم تُكلّف هذه الملابس…”
“فستان من الإصدار المحدود من متجر جالاهان للملابس.”
أُغلق فم ماريا باترون بعد أن كان يكاد ينفجر بالشّكاوي.
“سأتدبّر الأمر. لنذهب إلى متجر جالاهان للملابس.”
“حسنًا ، إذن…”
نهضتُ من مقعدي أوّلاً.
ثمّ سألتْ السّيّدات النّبيلات القريبات منها.
“هل يمكننا المجيء معكِ؟”
أجبتُ بإيماءة.
“نعم ، لنذهب.”
كلّما زاد عدد المتفرّجين ، كلّما زاد انتشار الشّائعات.
*******
“هاه؟ أنتَ تريد 8000 قطعة من الذّهب؟”
هدر صوت فيستيان المنذهل في مكتب بيليت.
“نعم ، ذلك صحيح.”
لكنّ صوت كليريفان المجيب كان هادئًا.
“كنتُ أعلم بأنّكَ ستريد مبلغًا مرتفعًا من المال كمقايضة على حقّ المنجم. لكن الآن ، 8000 قطعة من الذّهب؟”
بلع فيستيان ريقه عندما استوعب مدى ضخامة العدد.
“أليس هذا جشعًا كبيرًا؟”
بدا كليريفان و كأنّه سيضحك عبثًا على عتاب فيستيان.
من أراد أن يسرق ممتلكات الآخرين أوّلاً؟
إنّه هو من يجب أن يعاتبه على كونه جشعًا.
و مع ذلك ، احتفظ كليريفان بهدوءه ، مستذكرًا ما أمرتْه به فلورينتيا.
“إنّه سرّ. شركة بيليت ليستْ شركتي حقًّا.”
“إذن…”
“كيف يمكنني أن أملك المال الكافي لإنشاء مشروع مثل هذا و أشتري منجمًا؟ بالتّأكيد ، لقد تمّ الاستثمار فيه من طرف أشخاص آخرين.”
قال كليريفان ببراعة.
في الحقيقة ، مستثمر و مالك بيليت الوحيد هو فلورينتيا.
“لقد قالوا أنّه إذا كنتُ أريد أن أغيّر من عمل الشّركة في التّعدين ، يجب عليّ أن أدفع ذلك القدر.”
“إذن ، متى تاريخ الدّفع…”
“عليكَ أن تعطيني ذلك المبلغ اليوم.”
“لا ، هذا مناف للعقل! كيف يمكنني أن أحصل على ذلك المبلغ الضّخم اليوم!”
انفجر فيستيان من الغضب ، لكنّ كليريفان هزّ كتفيْه.
“علينا أن نحدّد يومًا كلّ سنة حتّى يجتمع فيه المستثمرون. إنّهم كلّهم أناس مشغولون. و ذلك اليوم سيكون هذه اللّيلة.”
“حتّى لو كان ذلك صحيحًا ، كيف يمكنني أن أحصل على هذا المبلغ الضّخم اليوم؟”
كاد فيستيان أن يبكي.
إنّه حسود جدًّا حول حقوق تعدين الألماس.
علاوة على ذلك ، يريد أن يطلّق شانانيت لومباردي في أسرع وقت ممكن و يحصل على الحرّيّة.
و لهذا السّبب يريد أن يحصل على حقوق التّعدين الخاصّة ببيليت.
8000 قطعة من الذّهب هو تقريبًا نفس مبلغ المال الذّي اختلسه من لومباردي.
لكن مثل هذا المبلغ لا يمكن أن يكون في متناول اليد نقدًا في الحال.
تكلّم كليريفان بكلمات بارعة لفيستيان ، الذّي لم يستطع التّفكير في الخطوة المناسبة مهما حاول جاهدًا.
“ماذا لو أخذتَ قرضًا؟”
“قرضًا؟”
“أليس ذلك ممكنًا في بنك لومباردي بإيداع فيستيان؟ أنتَ صهر رولاك لومباردي.”
كليريفان محقّ.
سيقرضه بنك لومباردي مثل هذا القدر من المال.
“من الأفضل لكَ أن تأخذ قرضًا أوّلاً ثمّ تدفعه تدريجيًّا.”
جعل صوت كليريفان الهادئ فكرة أنّ أفضل طريقة هي أخذ قرض مأسورة في ذهن فيستيان على الفور.
تكلّم كليريفان بصوت أكثر خفوتًا إلى فيستيان.
“إذا أخذتَ حقوق التّعدين و بدأتْ في أخذ بعض من أرباح الألماس ، ستنتهي من القرض بسرعة.”
“… ذلك صحيح.”
“إذا فوّتَّ هذه الفرصة ، سيجب عليكَ أن تنتظر لسنة.”
لا يجب عليه أن يفعل ذلك.
عضّ فيستيان شفته السّفليّة متوتّرًا.
و بعد مدّة.
كما هو مقرّر بالفعل ، نهض فيستيان من مقعده.
“سأذهب إلى البنك. لا تذهب إلى أيّ مكان و انتظرني.”
“في الحقيقة ، أمتلك موعدًا مسبقًا… حسنًا ، فهمتُ.”
كان فيستيان في عجلة من أمره.
لحسن الحظّ ، كان هناك بنك للومباردي في مكان غير بعيد.
و هو يجري هناك مستعجلاً ، أسرع فيستيان إلى مدير الفرع.
استجاب مدير الفرع ، الذّي يعرفه ، بأدب و انذهل إثر زيارة فيستيان المفاجئة.
“إذا جعلتَنا نعلم مقدّمًا ، لكنّا قد زرنا شركة التّعدين! ما الذّي أحضركَ إلى هنا يا سيّد فيستيان؟”
“أنا هنا لأحصل على قرض. أحتاج حوال 8000 قطعة من الذّهب ، أذلك ممكن؟”
“8000 قطعة من الذّهب…”
نظر مدير الفرع إلى فيستيان للحظة و أومأ.
“إذن سيكون ذلك دينًا لكَ. هل أنتَ بخير مع هذا؟”
“أنا لا أهتمّ ، لذا من فضلكَ اكتب 8000 قطعة من الذّهب على شيك.”
و حينها انتشرتْ ابتسامة على وجه فيستيان.
من المريح جدًّا أن تكون صهر لومباردي في أوقات كهذه!
رجع فيستيان ، الذّي وقّع بعجلة و ملأ الأوراق ، بسرعة إلى بيليت بالشّيك الذّي استلمه.
لحسن الحظّ ، كان كليريفان ما يزال جالسًا هناك.
“ها أنتَ ذا. هذا كافٍ ، أليس كذلك؟”
أومأ كليريفان ، الذّي أُثير بعمق بالشّيك الموضوع فوق الطّاولة ، ببطأ و قال.
“نعم ، سأسلّم هذا المال إلى المستثمرين.”
كانتْ ابتسامة كليريفان قويّة بالخصوص ، و هو يقرّب الشّيك من صدره.
*******
كان فرع متجر جالاهان للملابس في العاصمة كبيرًا و زاهيًا بشكل خاصّ.
شعرتْ ماريا باترون و النّسوة الأخريات ، اللّواتي تمّ معاملتهنّ بشكل جيّد من طرف عمّال متجر الملابس بفضلي ، بالفخر.
فحصتْ ماريا باترون بدقّة رفًّا مليئة بفساتين ذوات الإصدارات المحدودة لمدّة ، ثمّ اختارتْ واحدًا.
“أحببتُ هذا الفستان.”
لقد كان أيضًا أحد أكثر الملابس الباهضة من الإصدارات المحدودة لأنّه يحتوي على بعض من الزمرّد الصّغير على طول خطّ الصّدر الخاصّ بالفستان.
و بالمناسبة ، كان الفستان الذّي كانتْ ماريا باترون ترتديه قبل قليل ذو سعر معقول.
لكنّني أومأتُ برأسي بكلّ سرور.
“همم؟ أليستْ هذه تيا؟”
لأنّني كنتُ أعرف بأنّ هذا سيحدث.
أدرتُ رأسي ببطأ.
“ما الذّي تفعله تيا هنا؟”
في الوقت المناسب ، كان جدّي و والدي ، اللّذان كانا يدخلان فرع العاصمة لمتجر جالاهان للملابس ، يقتربان منّي متفاجئيْن.