I Shall Master This Family - 90
قلادة؟
هل أضاع شخص ما قلادة شانانيت؟
الخادمة ، التّب لا تستطيع رفع رأسها حاليًّا ، هي شخص عمل في قصر لومباردي لعقود.
إنّها تمتلك شخصيّة قويّة ، لذلك فهي لن تكون بطيئة الاستيعاب في حالة كهذه.
“آهه! يمكننا أن نبحث عن الخادمات اللّواتي نظّفن غرفة النّوم في هذا الصّباح…”
“لا داعي لذلك.”
قالتْ شانانيت التّي كانتْ ما تزال واقفة و مديرة ظهرها.
لقد كانتْ غير مبالية كما لو أنّ الأمر لا يعنيها.
لكن على الرّغم من ذلك الصّوت الصّغير ، تصلّب وجه الخادمة.
“لا يا سيّدة شانانيت. سأفعل أيّ شيء لأمسك بالمجرم…”
“نيلي.”
نادتْ شانانيت باسم الخادمة.
“أعتقد بأنّني قد أضعتُ قلادتي.”
“…نعم؟”
“بالتّفكير في ذلك ، لقد خرجتُ قبل بضعة أيّام و أنا أرتدي القلادة. لا بدّ أنّني قد أضعتُها في الخارج إذن.”
كاذبة.
شانانيت تقدّر القلادة ، تذكار والدتها.
أيّ شخص يعيش في القصر يعلم بأنّها لا ترتديه إلاّ في الأيّام الخاصّة جدًّا.
بدتْ الخادمة غير قادرة على إيجاد أيّ شيء لتقوله.
“ها ، لكن…”
“لذلك لا تجعلي النّاس يعانون.”
إنّه ليس أمرًا يمكن التّغطية عليه بسهولة.
مثل عائلة لومباردي ، النّبلاء رفيعو المكانة يأخذون بمثل هذه الأمور بصرامة كبيرة ، ففي هذا المكان يوجد العديد من الأشياء المتناثرة في كلّ مكان و الثّمينة بحيث لا يمكن للأشخاص العاديّين رؤيتها.
عندما يمسّ موظّف أشياء تخصّ بالمالك ، يتمّ تفتيش كامل إقامة الموظّفين في ذلك اليوم.
لكن إن لم يجدوا ما كانوا يبحثون عنه ، سيقومون بأخذ بعض الخدم المهمّين و تعذيبهم حتّى يعترفوا.
ربّما كانتْ الخادمة مدركة مترقّبة لمثل هذا الأمر.
“هل فهمتِني؟”
سألتْ شانانيت ، التّي لم تُظهر وجهها بعض ، بصوت حازم.
“نعم ، نعم ، يا سيّدة شانانيت.”
“شـ ، شكرًا لكِ…!”
قالتْ الخادمة ، التّي على الأرجح كانتْ تنظّف الغرفة ، و هي بالكاد تسيطر على جسمها المرتجف.
“دعوني أرتاح.”
خرجتْ الخادمتان و كلّ الموظّفين الموجودين من إقامة شانانيت.
كنتُ أتساءل إذا ما كان ينبغي عليّ أن أذهب إليها.
نوعًا ما ، بدا ترك شانانيت لوحدها أمرًا غير صائب.
أُغلق الباب بصوت قعقعة.
و في تلك اللّحظة.
جسد شانانيت ، الذّي كان واقفًا باستقامة ، انهار.
“…هاه!”
لقد بدتْ صغيرة جدًّا من الوراء و هي جالسة هناك و تغطّي فمها.
“آه…”
نظر كريني إليها و حاول أن يقترب منها ، لكنّني هززتُ رأسي و لم أدعه يذهب.
“والدتي…”
اقترب جيليو و مايرون ، اللّذان كانا يراقبان الوضع في الغرفة ، من شانانيت.
بعد تردّد للحظة ، لمس التّوأم كتف شانانيت بحذر.
ربّما من أجل ابنيْها ، حاولتْ شانانيت تمالك نفسها ، لكن يبدو بأنّ الأمر لم يكن سهلاً.
“أغه…”
اغرورقتْ عينا كريني الصّغير بالدّموع بالفعل فقط من رؤية شانانيت و التّوأم.
“لنرجع إلى هنا في وقت لاحق.”
قلتُ بصوت منخفض ، و أنا أدفع بيد كريني قليلاً.
ثمّ استدرنا.
“جدّي…؟”
كان جدّي ينظر إلى شانانيت بعينيْن حزينتيْن.
بعد أن رأى ظهر شانانيت ، التّي انهارتْ قبل قليل ، استدار الجدّ بهدوء.
لم يقل أيّ شيء ، لكنّني فكّرتُ في أنّ هذا يعني أن نتبعه.
أمسكتُ بيد كريني و خرجتُ إلى الحديقة مع جدّي.
إنّها عادة كلّ يوم ، اتّباع جدّي الذّي يتمشّى في نفس الطّريق.
بدا الجدّ يتمشّى بشكل أبطأ من المعتاد بالنّسبة لكريني.
مشى كريني بهدوء دون أن يقول أيّ شيء ، ربّما لأنّه كان مدركًا لمشاعر الجدّ.
و أخيرًا ، وصلنا إلى الغابة دائمة الخضرة.
لقد كان مكانًا يحمل العديد من الذّكريات لجدّي و جدّتي.
توقّف جدّي و قال ، و هو يلمس بلطف أكبر شجرة.
“هل تعلمين لماذا شانانيت حزينة جدًّا على فقدان قلادة؟”
“لقد سمعتُ بأنّها تذكار من جدّتي.”
أجبتُ بحذر.
“إنّه شيء ثمين. سأكون حزينة حقًّا إذا اختفى شيء ثمين جدًّا.”
ابتسم لي جدّي ، الذّي كان يلمس شجرة الصّنوبر كما لو أنّه قد اشتاق إليها.
و ربّت على رأسي.
لقد كانتْ لمسة باهتة نوعًا ما.
“نعم ، أنت لا أصدّق بأنّكِ تتفهّمين شعور شانانيت. تيا خاصّتنا طيّبة للغاية.”
تكلّم جدّي بصوت أشبه بالتّمتمة.
“كانتْ شانانيت مقرّبة جدًّا من ناتاليا. لقد كانتْ الابنة الأولى و الوحيدة من بين إخوتها. لقد أعطتْها ناتاليا إلى شانانيت بنفسها قبل أن تُغلق عينيْها مباشرةً.”
لقد كانتْ القلادة أثمن ممّا اعتقدتُ.
الآن و هي قد فقدتْ مثل هذا التّذكار ، كم سيكون شعور الفقدان رهيبًا.
“إذا كان شيئًا ثمينًا جدًّا ، يجب أن تجده بأيّ ثمن…”
“العمّة شانانيت هي امرأة تحبّ السّلم.”
“…ماذا؟”
“الأمر فقط ، أعتقد بأنّها هكذا.”
قلتُ بابتسامة صغيرة لجدّي ، الذّي نظر إليّ متفاجئًا.
لقد كان استنتاجًا وصلتُ إليه بعد أن حلّلتُ سبب طلاق شانانيت الذّي أفقدها الكثير في حياتها السّابقة.
لم ترد شانانيت أن تكسر سلام لومباردي بسبب مشاكلها.
هي لم تشكّ أبدًا في أنّ فيستيان يمتلك امرأة أخرى ، و تحمّلتْ كلّ شيء من أجل لومباردي و التّوأم.
و بتفكير شانانيت هذا ، لقد كان ذلك خيارًا جيّدًا ، و لكن في الواقع غبيّ.
“فقط من باب الحيطة يا جدّي…”
“أممم؟”
“هل تمتلك أيّ شيء تركتْه جدّتي؟ شيء تستطيع حمله دائمًا ، مثل قلادات.”
“هناك بعض الخواتم التّي تركتْها ناتاليا.”
“إذن لمَ لا تعطيهم إلى العمّة شانانيت؟ ربّما لن يكون بمثل أهمّيّة تلك القلادة ، لكن أعتقد بأنّه سيملأ قليلاً من ذلك الفراغ.”
“أوه ، تلك فكرة جيّدة! نعم ، يجب أن أجرّبها!”
عادتْ الحياة إلى وجه جدّي بعد أن كان مريرًا.
“أوه يا إلهي! يا للفتاة الذّكيّة!”
لقد حضنني جدّي بإحكام حتّى لدرجة أنّه لحيته الشّائكة وخزتْ وجهي.
نظر كريني إلى جدّه و هو يضحك بصوت عالٍ لأوّل مرّة و اقترب قليلاً ليحصل على تربيتة على رأسه.
“أجل ، أجل. سأذهب لأجد صندوق مجوهرات ناتاليا.”
و هو يربّت على رأس كريني الدّائريّ ، استمرّ جدّي في الضّحك بسعادة غامرة.
*******
لقد كان شارع الكراميل ، متجرًا لبيع الحلوى و الكعك ، في يومه الثّالث من العمل في هذا الأسبوع.
اليوم هو اليوم الذّي سيلتقي فيه كليريفان فيستيان مرّة أخرى ، و قد توّقفتُ لأحصل على شيء لذيذ.
أنا لم أشكّ في أن كليريفان سيقوم بعمل جيّد كما أمرتُه لذلك شعرتُ بالارتياح و أنا في طريقي إلى متجر الحلويّات.
منذ وقت ليس بطويل ، ازداد عدد الأيّام التّي لا آتي فيها فقط لشراء كعكة ، بل تطوّرتُ لأصبح أذهب إلى الطّابق الثّاني و أتناول هنا واحدة أو اثنتيْن.
“أم! لذيذ!”
جعلني المذاق الحلو و اللّذيذ للكريمة النّاعمة ، التّي كانتْ تملأ الشّوكة ، أُؤَرجح قدماي.
ابتسم باتي ، النّادل ، ابتسامة صغيرة ، و هو يضع طبقًا عليه مزيد من الحلويّات أمامي.
“أنتِ حقًّا تحبّين كعكاتنا.”
“لأنّها لذيذة! و أشعر بالرّاحة عندما آتي إلى هنا.”
“راحة؟”
“نعم! همم. أشعر و كأنّني في مخبئي الذّي لا يعلم عنه أحد.”
إثر كلماتي ، توقّف باتي عن التّحرّك و نظر إليّ.
جعلتْني عيناه الكهرمانيّتان أشعر كما لو أنّني كنتُ أنظر إلى حجر كريم حقيقيّ.
“أنا أقول ذلك فقط.”
تجنّبتُ عيناه و رجعتُ إلى الموضوع الأساسيّ.
“اليوم ، أودّ أن أشتري صندوقيْن من الحلويّات للبالغين. أريد إهداءهما.”
حتّى الكبار يحبّون حلويّاتهم ، لذلك فقد كنتُ أخطّط إلى أخذها إلى شانانيت ، التّي أصبحتْ مكتبئة منذ أن فقدتْ قلادتها.
“من فضلكَ أرسل واحدة إلى شركة بيليت.”
هديّة سريعة لكليريفان و فيوليت اللّذان يعملان بجدّ في هذه الأيّام.
“نعم يا آنسة. سأحضرهما ، فانتظريني لدقيقة.”
أومأ باتي بأدب و نزل على السّلالم.
بعد أن تُركتُ لوحدي مجدّدًا ، استمتعتُ بالكعكة الجديدة التّي جلبها باتي قبل قليل.
“هاهاها!”
“يا سيّدة ، أنتِ جيّدة في المزاح!”
انفجرتْ مجموعة من النّساء في الجانب الآخر من نفس الطّابق بالضّحك.
لم يكن الأمر يبدو و كأنّه مهين أو شيء آخر.
لقد استدرتُ فقط بسبب الضّوضاء العالية.
التقتْ عينا بامرأة في ذلك الحشد.
لقد كانتْ ماريا باترون التّي كانتْ تبتسم و وجهها مغطّى بمروحها.
“أوه ، ذلك مقزّز جدًّا.”
اختفتْ السّعادة التّي جعلتْني أشعر و كأنّني أطير في السّماء قبل قليل في لحظة واحدة.
لا أصدّق بأنّني قد التقيتُ بتلك المرأة هنا.
و ما جعل الأمر أسوء ، همستْ ماريا باترون و رفيقاتها بكلمات قليلة و أتين ناحيتي.
أوه ، هيّا. لا تأتِ…
“مرحبًا يا آنسة. هل أنتِ الآنسة فلورينتيا لومباردي؟”
لقد تجرّأتْ و أتتْ و تكلّمتْ معي.
“نعم ، ذلك صحيح.”
أستحقّ جائزة طفل العام لأنّني لم أنقضّ على تلك المرأة و أنتّف شعرها هنا.
أنا أستحقّها.
“أنا ، أنا قد رأيتُكِ في مأدبة شركة بيليت في المرّة الأخيرة…”
ابتسمتْ ماريا باترون ، التّي شعرتْ بالحرج بسبب ردّة فعلي الباردة ، قسرًا و تظاهرتْ بأنّنا مقرّبتان.
“لا أتذكّر.”
“هوا ، لا بدّ من أنّ المأدبة كانتْ عظيمة جدًّا للأطفال الصّغار ، أليس كذلك؟ بالنّظر إلى أنّكِ لع تتذكّريني.. ذلك اليوم ، لقد حيّيتُ سيّد لومباردي الأعلى بشكل منفصل…”
هزّتْ ماريا باترون كتفيْها و قالتْ ، و هي مدركة لأنّ النّسوة اللّواتي كانتْ معهنّ كنّ يستمعن عمدًا.
“آه ، في ذلك الوقت…”
عندما تظاهرتُ بالتّذكّر ، صنعتْ ماريا باترون وجهًا يبدو مثل ‘بالتّأكيد تتذكّرين’.
“نبيلة منخفضة المكانة تكلّمتْ مع جدّي و هي لا تملك أيّ موضوع هادف.”
انفجرتْ السّيّدات بالضّحك ، و تحوّل وجه ماريا باترون إلى اللّون الأحمر.
يا للغباء.
يبدو بأنّها لا تعرف التّعامل إلاّ مع الرّجال ، فهي لا تعرف كيف تتصرّف بشكل جيّد مع من يعلونها مكانة.
مهما كنتُ صغيرة ، هي لم تدرك حتّى بأنّها ليس شخصًا يستطيع معاملتي كحمقاء.
شخص بمثل هذا الحسّ الوقح ليس شيئًا سوى مهزلة في المجتمع الأرستقراطيّ للعاصمة الإمبراطوريّة.
مثل هؤلاء السّيّدات ، اللّواتي يضحكن على ماريا من أعماق قلوبهنّ.
إنّهم أشخاص يستهزئون بنبيلة منخفضة المكانة أتتْ من الرّيف.
أخيرًا ، عندما كنتُ على وشك إدارة رأسي و أنا أنظر ببرود إلى ماريا باترون…
شيء لا يُفترض لها أن تملكه…
هل رأيتُ بشكل خاطئ؟
رمشتُ لكنّه لم يختف.
“تلك القلادة…”
“قلادة دائريّة من الياقوت الأزرق المنحوت بطريقة فريدة و ذو الجودة العالية ، على الرّغم من أنّه غير مزيّن كثيرًا.
لقد كانتْ بوضوح قلادة شانانيت.