I Shall Master This Family - 85
لقد كنتُ هادئة عن قصد منذ أن وصلتُ إلى المأدبة.
لقد كنتُ أضع عينيّ على فيستيان ، أخفي حضوري قدر الإمكان.
حتّى أشهد على هذه اللّحظة بالذّات.
تمكّنتُ رؤية نظرة فيستيان عالقة على ماريا باترون من مسافة بعيدة.
لا بدّ أنّ هذا يعني شيئًا بالتّأكيد.
فقد توقّف عن المشي لأنّه كان متفاجئًا جدًّا.
“…فيستيان؟”
تساءلتْ شانانيت ، التّي كانتْ تمشي و هي تحمل يده ، عن سبب توقّف زوجها.
“آه…”
لقد تغيّر وجهه النّحاسيّ و المتروّي إلى وجه شاحب.
إذا كان فيستيان يخفي حقًّا شيئًا كذلك ، إذا لنرى.
ماذا ستفعل لو اجتمعتْ زوجتكَ و عشيقتكَ في نفس المكان؟
لا بدّ أنّ العرق البارد يتصبّب من ظهره.
“ما الخطب؟ هل أنتَ مريض؟”
سألتْ شانانيت بقلق.
“لا… اعتقدتُ بأنّني قد رأيتُ شخصًا أعرفه.”
عندما قال فيستيان ذلك بذهول ، أمالتْ شانانيت رأسها.
“سيكون من المثير للتّفاجئ أكثر لو كنتُ لا تعرف شخصًا هنا. إذن من هو؟”
“لا ، لا أحد. لا داعي لأن تهتمّي.”
لكنّ شانانيت كانتْ تجول بنظرها في الأرجاء بالفعل.
و قالتْ و هي تشير بالضّبط إلى ماريا باترون.
“هل هي تلك المرأة؟”
“أوه ، إنّها…”
تمّتْ إصابة فيستيان في الوتر الحسّاس.
بدأتْ ماريا باترون التّي رأتْ شانانيت و فيستيان في المشي نحوهما و ابتسامة على وجهها.
شعر بنّيّ و عينان بنّيّتان.
لقد كانتْ امرأة بمظهر عاديّ إلى أبعد حدّ لدرجة أنّها لن تجذب الانتباه بشكل خاصّ.
لكنّني لم أخفض دفاعي.
أزعجتْني عيناها اللّتان كانتا تلمعان بطريقة لم تناسب وجهها المبتسم ، و بطريقة مشابهة لعينيْ فيستيان.
نقر-نقر.
عندما اقتربتْ ، تصلّب وجه فيستيان للغاية.
أمسكتُ بأنفاسي أكثر.
لقد استدعيتُ هذه المرأة إلى هنا عمدًا حيث يوجد جدّي و أفراد لومباردي الآخرون.
لقد فعلتُ ذلك حتّى أضغط على فيستيان نفسيًّا حتّى يتمكّن جدّي من
لكن…
“مرحبًا يا سيّدي.”
حيّتْ ماريا باترون جدّي أوّلاً و هي تبتسم ابتسامة لطيفة.
“أنتِ…”
بدا جدّي محرجًا قليلاً عندما تكلّمتْ معه امرأة شابّة لم يرها من قبل.
قدّمتْ ماريا باترون نفسها بأدب ، و هي تحني ركبتيْها.
“اسمي هو ماريا من عائلة باترون ، و هي عائلة مفوّضة من ملكيّة سكولتز. يا سيّدي ، إنّه شرف أن ألقاكَ شخصيًّا.”
“أوه ، فهمتُ.”
أومأ جدّي لكنّه ما زال يتساءل عن سبب مجيء ماريا باترون لتحيّته.
لا أحد في الإمبراطوريّة لا يعرف جدّي.
و مع ذلك ، ليس الكثير من الأشخاص مؤهّلون للمجيء و تحيّته شخصيًّا.
إنّها لم تكن حتّى من نسب عائلة سكولتز ، فكيف لهذه المرأة من عائلة منخفضة المكانة أن تكون متكبّرة لدرجة أن تقف في طريق جدّي و تحيّيه.
نظر جدّي إلى ماريا باترون من الأعلى إلى الأسفل ، ثمّ سأل و هو يشير إلى فيستيان.
“أنتِ تعرفين صهري ، فيستيان ، أليس كذلك؟”
“نعم ، لقد كبرتُ معه منذ أن كنّا أطفالاً. لقد مرّ وقت طويل لم أركَ فيه يا سيّد فيستيان.”
“نعم ، لقد مرّ وقت طويل.”
حيّى فيستيان ماريا وجهًا لوجه.
لقد كانتْ تحيّة مؤدّبة و طبيعيّة للغاية.
هل كانتْ شبهاتي مخطئة…؟
في الحقيقة ، ليس من المنطقيّ أن تعامل عشيقة عائلة زوجة عشيقها الخائن بمثل هذه الثّقة.
لقد كنتُ أعتقد بأنّ وجهه كان شاحبًا قليلاً ، لكنّه الآن بخير.
شعرتُ بالإعياء و لكن بالارتياح في نفس الوقت.
أعلم بأنّه قد طعننا في الظّهر بسبب ما فعله مع أنجيناس ، لكنّه على الأقلّ لم يخن زواجه مع شانانيت بعد.
“هل من الممكن أن تكوني السّيّدة شانانيت؟ لقد كنتُ فضوليّة حيالكِ لأنّ ملكيّة سكولتز تمدحكِ كثيرًا…”
تحدّثتْ ماريا باترون إلى شانانيت بطريقة ودودة.
“أنتِ جميلة مثلما تقول الشّائعات.”
“فهمتُ. شكرًا على المدح.”
ابتسمتْ شانانيت بأدب و لكن بإحراج.
“…العفو.”
لكنّ نظرة ماريا باترون إلى شانانيت لم تكن تقول بأنّها جميلة على الإطلاق.
لقد استطعتُ رؤية عينيْها تقول عكس ما قاله فمها.
هذا ما يقوله حدسي.
“إذن ، أتمنّى أن أراكم مجدّدًا.”
حيّتْنا ماريا باترون و ابتعدتْ.
نظر فيستيان إلى المرأة و عاد إلى عمله المعتاد ، يتكلّم عن النّبيذ مجدّدًا.
و بعد ذلك ، تبعثر أفراد عائلة لومباردي.
أنا ، والدي ، شانانيت ، و جدّي ، قد جلسنا و أكلنا معًا.
ذهبتْ أسرتا فيزي و لوريلز إلى مكان آخر ، قائلين بأنّهم يعرفون أشخاصًا في الجانب الآخر من قاعة المأدبة.
كان كليريفان مشغولاً بالأشخاص الذّين يبحثون عنه طول المأدبة ، لكنّه يعود من وقت لآخر ليتأكّد من أنّنا مرتاحون.
أوه ، أشعر بالاضطراب.
على الرّغم من أنّ ما توقّعتُ أن يحدث لم يحدث ، لكنّ ذلك ترك عندي شعورًا مبهمًا.
أحتاج إلى وقت أكبر لأكتشف المزيد.
لا يجب أن أترك الأمر يمرّ هكذا ، حدسي يقول ذلك.
“تيا خاصّتنا هادئة اليوم ، أليستْ كذلك؟ ما الذّي يجري؟”
سأل جدّي ، و هو يضع قطعة صغيرة من اللّحم أمامي.
“لا يوجد شيء. لقد كنتُ فقط متفاجئةً قليلاً ، لذلك فقد كنتُ مشغولة بالنّظر في الأرجاء يا جدّي.”
“نعم ، تيا مقرّبة من كليريفان ، لذلك فهي تستحقّ هذا.”
ربّت جدّي على رأسي و قال.
“مهما كان انشغال كليريفان ، لقد قال بأنّه سيستمرّ في تدريس تيا ، لذلك عليكَ أن تتعلّمي بجدّ.”
“نعم يا جدّي.”
أجبتُ بلطف كحفيدة جيّدة و وضعتُ قطعة اللّحم في فمه.
أنا أشعر بشعور غريب.
نجاح شركة بيليت الذّي يتمّ الاحتفال به حاليًّا من طرف نبلاء الإمبراطوريّة هو كلّه لي.
لكن لا أحد هنا يعلم عن ذلك.
تساءلتُ ما إذا كان نوعًا من الافتخار ، لكنّه حقًّا شعور غريب.
بعد أن حضيتُ بوجبة بصعوبة ، تركتُ الطّاولة بعذر أنّني ذاهبة إلى الحمّام.
لقد فعلتُ ذلك لألتقي بكليريفان لآمره بإجراء تفتيش مؤقّت للمأدبة.
لقد كان من المفترض أن نلتقي سرًّا في غرفة صغيرة في الطّابق الثّاني من قاعة المأدبة.
المشكلة هي… أنا لا أعلم حتّى أين هي الأدراج المؤدّية إلى الطّابق الثّاني.
مشيتُ في الأرجاء باحثة عن مكان يمكن أن تكون فيه أدراج ، و حينها استدرتُ عند زاوية قاعة المأدبة و رأيتُ لافتة تحمل كلمة ‘حمّام’.
أين هي الأدراج بحقّ خالق الجحيم؟
عندما استدرتُ و أنا أتنهّد داخليًّا ، رأيتُ ظهر ماريا باترون خارجة لتوّها من الحمّام.
و سحبتْها يد خرجتْ فجأة من الزّاوية.
“آهه!”
“شش ، إنّه أنا.”
لقد كان صوت فيستيان.
وقفتُ قرب الزّواية و أخفيتُ نفسي.
لكن هذا غريب.
لم أسمع شيئًا بعد ذلك.
مددتُ رأسي بهدوء و نظرتُ باتّجاه المكان الذّي سمعتُ منه الصّوت.
ماذا يقومان به هذان الإثنان و هما هادئان هكذا بحقّ خالق الجحيم؟
أيّها الخائنان المجنونان!
“آغغنه…”
لقد كان فيستيان و ماريا باترون يقبّلان بعضهما البعض.
و هما مختبئان في زاوية مظلمة ، بدا و كأنّهما الوحيدان الموجودان في العالم.
لكنّ ذلك يبدو مقزّزًا بالنّسبة لي.
أردتُ أن أحضر أشخاصًا إلى هنا و أجعلهما كممثّليْن في مسرحيّة.
استمعتُ إلى المحادثة بينهما ممّا جعلني أمرّ بوقت عصيب.
“حبيبي ، لقد كان من الرّائع أن أراكَ قبل قليل ، أليس كذلك؟ هل أنتَ متفاجئ جدًّا أنّني طيّبة معها؟”
سألتْ ماريا باترون فيستيان و هي تبتسم.
“بالتّأكيد كنتُ متفاجئًا ، ألن أكون؟ كيف أتيتِ إلى هنا؟ كيف دخلتِ؟”
“ماذا ، هل من غير المفترض أن أكون هنا؟”
أصبح صوت المرأة عابسًا.
“لا ، الأمر ليس هكذا… إنّه مكان لا يمكنكِ أن تدخلي دون دعوة.”
“نعم ، لقد جئتُ إلى هنا لأنّ رسالة قد أرسلتْ إلى منزلي.”
لقد كانتْ الدّعوة التّي أرسلتُها لأستدعي ماريا باترون.
“ألم تكن الشّخص الذّي أرسلها؟”
“أُرسلتْ رسالة إلى منزلكِ؟”
بعد لحظة من الذّعر ، استداى فيستيان بسرعة.
“آه ، آه ، آه… لقد أرسلتُها. لكن لا يمكنكِ أن تأتي إليّ هكذا بينما زوجتي حاضرة. لقد حيّيْتِ رولاك لومباردي حتّى.”
“هذا لأنّني لم ألتقها شخصيًّا من قبل.”
قالتْ ماريا باترون.
“لقد كنتُ أتساءل لأنّ الكثير جدًّا من الأشخاص قالوا بأنّها جميلة ، لكنّها ليستْ كذلك. كيف كنتَ تعيش مع مثل تلك المرأة بحقّ خالق الجحيم؟”
هل هي في كامل قواها العقليّة؟
كيف تجرئين على مقارنة نفسكِ بشانانيت!
لكنّ كلمات فيستيان التّي تبعتْها كانتْ دراماتيكيّة أكثر.
“إنّها غير جذّابة. ماريا ، أنتِ هي الأجمل بالنّسبة لي. لطالما كنتِ كذلك.”
يا للنّبأ المثير!
“لكن من الخطير أن تأتي هكذا. أنتَ تعلمين يا ماريا. لم يحن الوقت بعد. قد تكون لومباردي غبيّة ، لكن هناك البعض ممّن هم سريعوا البديهة.”
“لكنّني قد مللتُ…”
“لم يمرّ وقت طويل منذ أن انتقلتُ إلى العاصمة لكنّني قد مللتُ بالفعل.”
“أنا أشعر بالوحدة يا حبيبي. أنتَ تأتي فقط بضعة أيّام لتنام.”
إذن فقد بنى لها منزلاً بالفعل.
“تحمّلي هناك. أنا آسف لأنّني قد تركتُكِ تنتظرين لوقت طويل جدًّا يا ماريا.”
“لكن…”
“أنا أودّ حقًّا أن أطلّقها على الفور لكنّ الوقت لم يحن بعد. أنتِ تعلمين بأنّ هناك الكثير من الأشياء لأحضّرها.”
أنتَ تريد أن طلاقًا على الفور؟
لقد كنتُ مذهولة لدرجة أنّني قد ضحكتُ.
استرضى فيستيان ماريا باترون و انفصل الاثنان بعدها بوقت قصير ليعودا إلى قاعة المأدبة.
تُركتُ بمفردي في الرّواق الهادئ محاولةً تهدئة قلبي الذّي ما يزال ينبض.
أنتَ آسف جدًّا لأنّكَ قد تركتَها تنتظر لوقت طويل جدًّا؟
هذا يعني بأن هذه العلاقة خارج نطاق الزّواج قد استمرّتْ منذ وقت طويل!
لم يحن الوقت بعد؟
قال فيستيان ذلك عديدًا من المرّات.
يبدو بأنّه ينتظر الوقت المناسب للطّلاق.
و ما يزعجني أكثر من أيّ شيء آخر هو آخر ما قاله فيستيان.
‘أنتِ تعلمين بأنّني أمتلك الكثير من الأشياء لأحضّرها.’
ما هي هذه الأشياء التّي يجب أن يحضّراها؟
مال؟ نفقة الطّلاق؟
مهما كانتْ ، هناك شيء مؤكّد.
في حياتها السّابقة ، تمّ خداع شانانيت تمامًا من قبل فيستيان ، ليس فقط في الزّواج ، بل و حتّى في نفقة الطّلاق.
شيء ما في غير محلّه.
رؤية الحقيقة على الفور إن حدث شيء.