I Shall Master This Family - 78
زار ضيف قصر الإمبراطورة اليوم.
لقد كان والدها ، السّيّد الأعلى لعائلة أنجيناس.
“ما الذّي قلتَه للتّو؟”
استدارتْ لافيني و حدّقتْ في السّيّد الأعلى.
“جولييتا أفينو ، هل غنّتْ في مأدبة لومباردي؟”
كان الغضب المتراكم للإمبراطورة على جولييتا ، التّي أزهرتْ بسرعة كمغنّية أوبيرا و التّي أصبحتْ عشيقة الإمبراطور الجديدة ، ضخمًا.
و مع ذلك ، حقيقة أنّ جولييتا قد أدّتْ أغنيتها في مأدبة عدوّها لومباردي جعل غضبها ينفجر أخيرًا.
“آرغه!”
و هي تصرخ ، بدأتْ الإمبراطورة في رمي كلّ شيء أمامها.
لم يكن هناك استثناءات للمزهريّة المصنوعة من الكريستال الشّفاف ، أو لفناجين و أباريق الشّاي التّي أحضرتْهم الخادمة لتوّها.
لم تتوقّف الإمبراطورة عن نوبتها حتّى أصبح الرّواق فوضويًّا بالعشرات من القطع الزّجاجيّة الحادّة.
“تنهّد ، تنهّد…”
أصبح شعرها ، الذّي كان ملتويًا و مربوطًا بمهارة ، فوضويًّا و يهتزّ مع كلّ نفس حادّ للإمبراطورة.
“…تلك العا**رة ، لقد حصلتْ على دعم لومباردي.”
قالتْ الإمبراطورة و هي تجلس على أريكة غرفة الاستقبال و تمسك بمساند ذراعيها.
“أظنّ بأنّها في البداية قد بدأتْ كعارضة أزياء ترويجيّة لمتجر جالاهان للملابس.”
“أجل ، أعتقد ذلك.”
عضّتْ الإمبراطورة على شفتها السّفليّة.
لم يكن ذلك بسبب تصرّف الإمبراطور القذر.
العلاقة التّي تجمعهما هي مثل هذا النّوع من العلاقات من البداية.
حتّى لافيني كانتْ تمتلك بضعة عشّاق تلتقيهم سرّيًّا.
بما أنّهما كانا زوجيْن يقومان فقط بتبادل الأشياء بصرامة مع بعضهما البعض ، لا يوجد أيّ شيء يدعو لأن تكون غاضبة.
و مع ذلك ، الأمر مختلف إذا كان ذلك سيخلّ بمكانتها في المجتمع الأرستقراطيّ.
النّساء اللّواتي لا يُحصين و اللّواتي مررن أمام الإمبراطور لم يكنّ ندًّا للافيني.
بدلاً من ذلك ، كان من هنّ من يعتبرن أيقونة مستقبليّة ، و كان من هنّ من يعرفن كيف يطعن الإمبراطورة و بقين في جانبها و خدمنها.
لكنّ جولييتا ليستْ من ذلك النّوع من النّساء.
هي تحبّ أن تكون ملاحظة في كلّ مكان ، و تريد أن تكون محطّ الانتباه.
المشكلة هي أنّه يجب على الانتباه أو الأنظار أن تعود كلّها إلى لافيني.
“عليّ أن أهتمّ بذلك سريعًا.”
إثر كلمات لافيني الباردة ، أخفض سيّد أنجيناس الأعلى عينيْه بهدوء.
قسوة لافيني تعطي قشعريرة حتّى لوالدها.
“الخطّة تسري بشكل جيّد ، أليس كذلك يا والدي؟”
“نعم يا أيّتها الإمبراطورة.”
“يجب عليكَ أن تمسكه بيديْكَ. أنتَ لا تعلم أبدًا متى قد تجد فرصةً كهذه مرّة أخرى.”
توهّجتْ عينا الإمبراطورة كما لو أنّهما تحترقان في النّار.
“…الإمبراطورة على حقّ.”
أغلق سيّد أنجيناس الأعلى فمه و رفع فنجان الشّاي الخاصّ به ، و الذّي يعدّ فنجان الشّاي السّليم الوحيد المتبقّي.
*********
بعد وقت طويل ، جلس جميع أفراد لومباردي على طاولة واحدة.
لقد كان ذلك عشاء لعائلة لومباردي.
كما هو معتاد ، قُسّم الأطفال و البالغون إلى طاولتيْن.
وصلتْ لاران و بيلساك بالفعل.
حيّيتُ لاران بابتسامة على وجهي.
“مرحبًا يا لاران.”
“مرحبًا.”
و جلس بيلساك دون أن يقول شيئًا.
و حينها وصل الأخوان أستاليو و كريني.
“ستجلس هنا!”
سحب أستاليو بخشونة أخاه الأصغر إلى المقعد المجاور له.
كان وجه كريني الذّي كان يرتجف مليئًا بالدّموع.
ربّما لأنّه لم يكن يريد لكريني أن يتسكّع معي.
لقد كان من الواضح أنّ أخاه يفكّر في جعله تابعًا لبيلساك مثله.
“أفضّل أن أجلس هناك…”
تمتم كريني ، و هو ينظر إليّ بصوت باكي.
لكنّ أستاليو أخاف كريني بوجه مخيف.
تنهّد.
قلتُ و أنا أتنهّد داخليًّا.
“كريني ، تعال إلى هنا.”
عندما سمع كريني مناداتي ، ابتهج و نظر إلى أستاليو للحظة.
“لا بأس ، لذلك تعال.”
بعد لحظة من التّردّد ، جرى كريني في النّهاية و جلس بجانبي.
همستُ في أذن كريني.
“إذا أزعجكَ أستاليو في المستقبل ، يمكنكَ إخبار والدتكَ. حسنًا؟”
رونيت تكره عنف أستاليو اتّجاه كريني.
ربّما حتّى الآن ، أستاليو يزعج كريني بهدوء حتّى يتجنّب انتباه والدته له.
“نعم!”
ما زال كريني ينظر إلى أستاليو بعينيْن قلقتيْن ، لكنّه ابتسم بإشراق و أومأ.
آغه ، أظنّ بأنّه عليّ أن ألعب معه أكثر من حين لآخر.
في الحقيقة ، البقاء مع أستاليو لا يعود على كريني بأيّ منفعة.
إنّه فقط يؤثّر عليه بشكل سلبيّ.
جلس كريني بيني و بين لاران ، التّي سكبتْ الماء أمام كريني الذّي ما تزال ذراعاه قصيرة ، و أعطتْه الطّعام المختلف.
“مرحبًا يا تيا.”
انضمّ التّوأم إلى الطّاولة.
لكنّ وجهيهما لم يكونا جيّديْن للغاية.
أظنّ بأنّ حالتهما كانتْ هكذا أيضًا في المرّة السّابقة.
“ما الخطب مع وجهيْكما؟”
لقد كانا كئيبيْن جدًّا لدرجة أنّني شعرتُ بالقلق عليهما.
“ذلك…”
تردّد مايرون للحظة ، ثمّ رأى جيليو يومئ برأسه الصّغير و قال.
“علاقة والدي و والدتي سيّئة في الآونة الأخيرة.”
“والديْكما؟”
شانانيت و فيستيان ، الزّوجان المحبّان اللّذان يمتلكان علاقة لا يمكن رؤيتها كثيرًا بين الأزواج في هذه الأيّام؟
“هما لم يتشاجرا أبدًا أمامنا. لكن اليوم…”
“لقد كان بينهما شجار كبير نوعًا ما.”
قال التّوأم بصوت منخفض.
“ما الذّي جعلهما يتشاجران هكذا؟”
“أنا لا أعلم ، لكن أظنّ أنّ الأمر متعلّق بالعائلة.”
“لقد ذكرا كثيرًا كلمتيْ ‘لومباردي’ و ‘سكولتز’.”
شجار يُذكر فيه اسم عائلتيْهما…
“ألهذا السّبب كنتما في ملكيّة سكولتز لوقت طويل جدًّا في المرّة السّابقة؟”
“أ…أه…هاه؟”
“ربّما كلاهما يحتاجان إلى وقت يبقيان فيه وحيديْن بعيديْن عن بعضهما البعض.”
قال مايرون بهدوء.
“أنا فقط أتمنّى ألاّ أحتاج إلى الاختيار بين والديّ في يوم من الأيّام.”
قال جيليو أيضًا كما لو أنّه يعلن استسلامه.
أوه ، بالتّفكير في ذلك ، لقد حصل ذلك الأمر في حوالي هذا الوقت.
أتذكّر بأنّ شانانيت و فيستيان قد تطلّقا في حوالي هذا الوقت.
نظرتُ إلى الطّاولة حيث يأكل البالغون.
كانتْ شانانيت تأكل بصمت و بشرتها شاحبة ، لكنّ فيستيان بدا مختلفًا قليلاً عن العادة.
يضحك و يدردش دون توقّف ، لقد كان هكذا دائمًا.
إنّهما زوجان متناقضان بشكل مثاليّ.
ثمّ ، رأيتُ والدي يطلب الإذن من جدّي عندما انتهى من الأكل.
لقد كان مشغولاً اليوم ، لذلك طلب تفهّمهم و نهض أوّلاً.
ابتسم لي والدي للمرّة الأخيرة و غادر غرفة الطّعام.
و حينها رأيتُ فيزي يتبعه.
*******
“جالاهان.”
استدار جالاهان ، الذّي كان في طريقه إلى العمل ، عند سماعه للصّوت البغيض الذّي ناداه.
لقد كان فيزي.
“أنا لم أستلم اعتذاركَ بعد.”
لقد نادى شخصًا مستعجلاً فقط ليطلب اعتذارًا.
تنهّد جالاهان داخليًّا و قال.
“أنا لم أقم أبدًا بشيء يستدعي الاعتذار يا أخي.”
“ألا تتذكّر طردكَ لي من المأدبة؟”
“أنا لم أطردكَ من المأدبة على الإطلاق. لقد قلتَ بأنّكَ لم تحبّ مأدبة عيد ميلاد تيا ، لذلك كلّ ما قمتُ بفعله هو إخباركَ أن تذهب بعيدًا.”
تحوّل وجه فيزي إلى اللّون الأحمر بسرعة.
ذات مرّة ، كان خائفًا من تلك الشّخصيّة العصبيّة.
لكن الآن ، شعر جالاهان بالأسف على هذا الأخ الأكبر.
لقد تعلّم بأنّ الغضب الذّي لا يمكن السّيطرة عليه يقوم بجعله مضحكًا فقط.
“أنتَ.”
دفع فيزي وجهه إلى الأمام بنيّة التّهديد ، لكنّ جالاهان بقي صامتًا و لم يخط خطوة إلى الوراء أو الأمام.
“أعتقد بأنّكَ متهاون للغاية و أنتَ تثق بوالدنا. حتّى متى برأيكَ تعتقد بأنّه سيبقى في أتمّ صحّته؟”
شكّ جالاهان في سلامة أذنيْه.
و شعر بشيء من الكآبة.
كان فيزي معميًّا حقًّا برغبته في القوّة.
إلى درجة أنّه لا يتردّد في التّخريب على والده ، رولاك ، للمرّة الثّانية.
عقد جالاهان عزمه مجدّدًا.
هذه المرّة ، لقد مُنح إليه بإقليم تشيسايل مع الميداليّة.
“أخي.”
قال جالاهان بهدوء ، لكن بحذر.
“أنا لستُ مهتمًّا بلومباردي على الإطلاق ، و أظنّ بأنّكَ تعلم ذلك جيّدًا.”
جفل فيزي قليلاً ، لكنّ عينيْه ما زالتا متيقّظتان.
أكمل جالاهان كلامه متنهّدًا.
“سأخرج من هذا القصر في الوقت المناسب.”
“…هل أنتَ جادّ؟”
“أنا لا أعلم إن كانتْ لومباردي هذه هي أثمن شيء لكَ في العالم ، لكنّني لا أمتلك أيّ نيّة في ترك ابنتي تعيش في مثل هذا الوحل.”
تيا أثمن من أيّ شيء آخر في العالم.
لذلك ينوي جالاهان على فصل ابنته عن أقاربه بالدّم في لومباردي.
لتعيش بحرّيّة و سعادة.
“لذلك لا تلمسنا. لقد حذّرتُكَ.”
حدّق جالاهان في فيزي للمرّة الأخيرة و أدار ظهره و مشى في سبيله.
شعر فيزي ، الذّي تُرك وحيدًا ، بالاستياء بسبب موقف أخيه الوقح ، لكنّه تقبّل التّصريح المستسلم.
لم يكن يتوقّع بأنّ الأمر سيحلّ بسهولة شديدة!
هو لا يمكنه تصديق أنّه غير مهتمّ باللّقب!
لقد كان الأمر منعشًا كما لو أنّ ضرسًا مؤلمةً قد نُزعتْ.
ابتسم فيزي برضا.
هذا سيحول دون أن يسعى جالاهان إلى القتال على كرسيّ الوريث.
اقتنع فيزي بأنّه لا يوجد أيّ منافس آخر.
*******
“تهانينا على الافتتاح يا معلّم!”
سلّمتُ أصيصًا صغيرًا للزّهور أحضرتُه من الحديقة إلى كليريفان و نحن في طريقنا.
ابتسم لي الموظّفون المستجدّون للشّركة بسبب ظرافتي.
خارجيًّا ، يُظنّ بأنّ كليريفان يعتزّ بي للغاية لدرجة أنّه قد استمرّ في تدريسي على الرّغم من أنّ عقده التوظيفيّ مع لومباردي قد انتهى.
لقد كان ذلك طريقة حتّى لا أدع أيّ شخص يشعر بالغرابة إذا قابلتُ الرّئيس من حين لآخر في المستقبل.
“سأجد مكانًا من أجل الأصيص.”
فجأة ، أمسك أحد الموظّفين بأصيص الزّهور من يدي.
“حسنًا ، هل نذهب إلى الأعلى؟”
قادني كليريفان إلى الطّابق الثّالث حيث يتواجد مكتبه.
عندما دخلتُ المكتب ، رأيتُ فيوليت ، التّي كانتْ تنتظر الشّاي.
هذه المرّة ، هي عضو مهمّ لشركة بيليت ، و قد أخبرتُ كليريفان بأن يضمّها.
نقر.
أُغلق الباب و تبقّى فقط ثلاثتنا في المكتب.
و جلستُ بشكل طبيعيّ في المقعد الرّئيسيّ للطّاولة.
“الآن و نحن قد فتحنا شركتنا بأمان ، يجب علينا أن نضع هدفنا الأوّل ، أليس كذلك؟”
أومأ كليريفان و فيوليت بوجهيْن جادّيْن على كلماتي.
شعرتُ بشعور من الفخر كما لو أنّني قد فُزت بآلاف من الأحصنة.
سعلتُ لأوّضّح حلقي و فتحتُ فمي.
“الهدف الأوّل لشركة بيليت خاصّتنا هو المناجم.”