I Shall Master This Family - 76
“منذ متى بدأتْ في تجميعهم؟”
اقتربتْ لوريل و سألتْ ، و هي تمسك كيسي.
أنا لا أعلم ، ربّما منذ أن عدتُ في الزّمن؟
“أغلب أجري في بنك لومباردي ، و هذا هو جزء منه.”
“أعتقد ذلك ، إذا فكّرتِ في أجركِ…”
بعد أن فكّتْ ربطة الكيس و نظرتْ إلى الدّاخل ، توقّف صوت لوريل.
“آنسة؟”
“هاه؟”
“هل ستأخذين كلّ هذا المال معكِ؟”
تنهّدتْ لوريل قليلاً.
يبدو بأنّها تفكّر في أنّني أنا ، التّي لا تعلم شيئًا عن الظّروف خارج القصر ، قد جمّعتُ هذا المبلغ من المال لصرفه في أمور سخيفة.
“إذا أخذتِ نصف المال الموجود في هذا الكيس…”
“لا ، أنا أحتاجه كلّه.”
“لكن يا آنسة ، بكلّ هذا المال…”
“أنا أعلم ، إنّه كاف لشراء بناية في وسط مدينة لومباردي. أنا أعلم.”
ذُهلتْ تعابير لوريل إثر كلماتي.
“كيف تعلمين هذا؟”
“هناك طريقة لتعلم كلّ شيء.”
لقد عشتُ وحيدة خارج القصر لسنوات.
“على أيّ حال ، سآخذ المال الذّي أحتاجه.”
“إذا كنتِ ستشترين الفساتين و المجوهرات ، لماذا لا تكتبين فقط شيكًا مصرفيًّا في قصر لومباردي؟ أنتِ لستِ بحاجة لأن تأخذي المال نقدًا هكذا…”
“أنا لم أقل على الإطلاق بأنّتي سأشتري فساتين و مجوهرات.”
ابتسمتُ للوريل ، التّي أمالتْ رأسها إثر كلماتي التّي لا يمكن التّنبّؤ بها.
********
“أخيرًا ، أنتِ خارجة.”
دخلتُ إلى العربة لباسًا جاهزًا ذو لون واحد من متجر جالاهان للملابس ، و الذّي كان غير مزيّن.
حتّى الوقت الحاليّ ، لقد ذهبتُ في بعض الأحيان إلى القصر الإمبراطوريّ بالعربة مع والدي و جدّي ، لكنّها المرّة الأولى التّي أخرج فيها وحيدةً هكذا.
لا ، أنا لستُ وحيدة.
“اليوم الذّي أخرج فيه مع آنستي قد أتى!”
مع لوريل ، التّي كانتْ متحمّسة أكثر منّي.
“لنذهب إلى ساحة لومباردي أوّلاً.”
بدأتْ العربة في التّحرّك ببطأ عندما مرّرتْ لوريل كلماتي إلى الحوذيّ.
رأيتُ مشهدًا مألوفًا من خلال النّافذة.
بعد وقت ليس بطويل من الجري على شارع عريض مليء بالأشجار من قصر لومباردي ، وصلنا إلى السّاحة.
“آنستي ، احذري عندما تخرجين!”
خرجتْ لوريل أوّلاً و أمسكتْ بيدي.
“واو.”
المشي في السّاخة بعد وقت طويل كان أكثر روعة ممّا اعتقدتُ.
“رائع.”
شعرتُ بالسّاحة ، حيث الكثير من النّاس مشغولين ، و تمثال لأوّل سيّد أعلى للومباردي واقفًا في المنتصف ، أكبر ممّا أتذكّرها.
لأكون صادقة ، مقارنة بقصر لومباردي دائم الهدوء و الأناقة ، المشهد ليس جميلاً جدًّا.
لكن يمكن الشّعور بالنّشاط من الغبار المتصاعد و الأصوات العالية للعربات المارّة.
قلتُ ، و أنا آخذ نفسًا عميقًا في جوّ السّاحة المشغول هذا.
“لنذهب هناك.”
أمسكتُ بيد لوريل و جررتُها نحو أحد أطراف السّاحة.
“ماذا يوجد هناك يا آنسة؟”
“نعم ، أفضل مخبز يصنع ألذّ المخبوزات في العالم.”
قالتْ لوريل بأنّها مرّتها الأولى هنا ، و كانتْ تجول بنظرها في الأنحاء متساءلة.
عندما استدرتُ عند الزّاوية ، استطعتُ رؤية البناية التّي اعتدتُ على استئجارها من مسافة بعيدة.
لقد كانتْ غرفة صغيرة من الطّابق الثّاني لتلك البناية الرّثّة منزلي.
ربّما الآن ، يأتي أشخاص للاستراحة فيها بعد إمضاء ليلة متعبة حتّى الصّباح.
و أمامها ، توجد مخبزة اعتدتُ على الاشتراء منها خبزًا طازجًا كلّ صباح.
لم أستطع تحمّل رائحة الخبز الزّكيّة أكثر من ذلك ، لذلك تركتُ يد لوريل و جريتُ إليها.
و هناك ، صادفتُ رؤية العمّة بيري ، التّي كانتْ تعرض الخبز الطّازج.
وجهها أكثر شبابًا ممّا أتذكّره ، لكنّ الوجه ذا الملامح الدّافئة و الودودة ما يزال نفسه.
“مرحبًا يا سيّدتي.”
“هاه؟ نعم ، مرحبًا. لم أركِ من قبل أبدًا. هل انتقلتِ إلى مكان قريب؟”
عندما انتقلتُ إلى هنا مع حقيبة تتدلّى إلى الأرض بعد أن طُردتُ من قصر لومباردي ، رحّبتْ العمّة بيري بي بنفس هذا الكلام.
ضحكتُ لأنّني قد التقيتُ بشخص كان جاري لوقت طويل.
“أنا تيا!”
“نعم يا تيا. يمكنكِ مناداتي بالعمّة بيري بارتياح. أيّ نوع من الخبز تريدينه اليوم؟”
أوه ، أنا أستطيع أخيرًا أكله.
نبض قلبي بشدّة.
“أنا أريد شطيرتيْن!”
“أوه ، أعتقد بأنّكِ قد سمعتِ من مكان ما بأنّ قائمتنا الخاصّة لذيذة.”
لقد نسيتُ أنّ هذه الشّطائر لا تُكتب في قائمة الطّعام و فقط روّاد المخبز من يعرفونها.
“آنسة! كيف يمكنكِ الجري لوحدكِ هكذا!”
شهقتْ لوريل التّي وصلتْ متأخّرة.
“آنسة…؟”
استدارتْ العمّة بيري و نظرتْ إلى لوريل بعينيْن مفتوحتيْن على مصرعيْهما.
أوه ، لا.
“إنّها أختي! أنا أمتلك أخًا أكبر منّي بكثير…هاهاها. لا تتردّدي في مناداتي باسمي الأوّل.”
“أوه ، أنتِ الأصغر في العائلة! لا عجب أنّكِ تبدين محبوبةً جدًّا! تفضّلي.”
يمكنني رؤية الشّطيرة الممتلئة تُقطع على النّصف و تُملئ بلحم خنزير و جبن يباعان في محلّ قريب.
“أوه ، رائحتها زكيّة.”
لقد كانتْ شطيرة رخيصة لا تقارن أبدًا بالطّعام في قصر لومباردي ، لكنّني اشتقتُ إليها كثيرًا.
“إلى اللّقاء!”
“نعم ، عودي في وقت قريب!”
ابتسمتْ العمّة بيري و لوّحتْ بيدها.
بعد بضع خطوات ، همستْ لوريل في أذني.
“آنسة ، ماذا لو أكلتِ شيئًا كهذا و أُصبتِ بألم في المعدة؟”
“لا تقلقي حيال ذلك. جرّبيها يا لوريل. إنّها لذيذة للغاية.”
فتحتُ فمي على مصرعه و سألتُ بشراهة.
“أجل ، إنّها لذيذة.”
أكل شطيرة العمّة بيري بينما أمشي في الشّارع!
لقد اشتقتُ إليكِ!
تردّدتْ لوريل ، و هي آنسة صغيرة مدلّلة من عائلة ديلارد ، عندما رأتْ حركتي السّخيفة.
حسنًا ، من غير المؤدّب للنّبلاء أن يأكلوا في الطّريق.
مهما كانتْ لوريل حرّة ، هي لم تفعل شيئًا كذلك من قبل.
“إذا كنتِ لن تأكليها ، اعطيني إيّاها.”
يام يام.
إثر كلماتي ، أخذتْ لوريل قضمة خجولة ، متأكّدةً من أنّ لا أحد يمشي بجانبها.
“…أوه ، يا إلهي!”
“إنّها لذيذة ، أليس كذلك؟”
“نعم! واو ، إنّها لذيذة للغاية!”
أخذتْ قضمتيْن أو ثلاث أخرى.
و أنا أنظر إليها ، بدأتُ في أكل الشّطيرة مجدّدًا.
أوه ، مالحة و سائغة! إنّها لذيذة!
“يجب أن أكون من روّاد ذلك المخبز!”
قالتْ لوريل و عيناها تلمعان.
مشيتُ إلى وجهتي التّالية بينما كانتْ لوريل مشتّتة الذّهن بسبب الشّطيرة.
لقد كانتْ محلاّت وسط مدينة لومباردي مفعمة الضّجيج.
النّاس يشترون و يبيعون كلّ أنواع الأشياء ، مثل الفواكه ، الطّعام و الأدوات المنزليّة.
لم أكن أخطّط إلى الذّهاب إلى الشّارع الرّئيسيّ النّشط.
استدرتُ قليلاً و وصلتُ إلى البلدة الجديدة القريبة منه.
رأيتُ بناية ذات لون أخضر داكن في شارع أكثر تنظيمًا بقليل من المحلاّت السّابقة.
لقد كان الفرع الثّاني للومباردي من متجر جالاهان للملابس ، و الذّي فُتح مؤخّرًا.
“هل أنتِ ذاهبة إلى متجر الملابس؟”
“نعم ، إنّه جديد. سألقي نظرة.”
لقد قلتُ للوريل أن نذهب إلى متجر الملابس الذّي يدخل و يخرج منه النّاس باستمرار.
“دعيني أتحقّق من شيء. لنذهب منفصلتيْن. و لا تخبريهم عن اسمي إلاّ إذا تعرّف عليّ النّاس أوّلاً ، حسنًا؟”
“نعم يا آنسة…”
عندما فتحتُ الباب ، رأيتُ الجزء الدّاخلي لمتجر الملابس المنظّم بشكل جيّد.
إذن فهو يبدو هكذا.
إنّها المرّة الأولى التّي أجيء فيها شخصيًّا ، لقد سمعتُ عنه فقط من كليريفان.
متجر الملابس كان مشابهًا لـ’محلاّت الملابس’ التّي أعرفها.
لقد قالوا بأنّ ملابس النّساء في الطّابق الأوّل ، أمّا ملابس الرّجال ففي الطّابق الثّاني.
لقد كنتُ أتحقّق من الأشياء التّي كنتُ أطّلع عليها فقط من خلال الورق.
عندما نظرتُ إليها ، كانتْ لوريل ، سيّدة نبيلة صغيرة ، تتبعها أحد أعضاء طاقم عمل متجر الملابس ، لكن لا أحد قد اهتّم بي لأنّني طفلة أتتْ لوحدها.
“مرحبًا يا أيّتها الآنسة. هل أنتِ هنا لوحدكِ؟”
لقد حدث ذلك عندما كنتُ مستاءة قليلة من مهارات خدمة الزّبائن لمتجر جالاهان للملابس.
تكلّم معي صوت لطيف.
لقد كانتْ امرأة بشعر أسود و عينيْن بنفسجيّتيْن.
“أنا لم آتِ لوحدي ، أنا أنتظر أبي.”
“أوه ، فهمتُ. إذن إذا احتجتِ أيّ شيء ، يمكنكِ مناداتي في أيّ وقت.”
ابتسمتْ لي المرأة ، ثمّ ذهبتْ إلى زبون آخر و بدأتْ الحديث بابتسامة ودودة.
شاهدتُ الطّاقم يعمل بينما أنظر إلى الملابس في متجر الملابس.
و حينها تدخّل صوت عال.
“لا ، لقد اشتريتُه.”
كان رجل في منتصف العمر يتجادل مع موظّف بوجه غاضب.
“لماذا لا تثق في النّاس؟”
كان هناك حوالي عشرة ملابس أنيقة بلون كحليّ معلّقة أمام ذلك الرّجل.
لقد بدا كشخص يريد استرداد ماله.
“كيف تجرؤ على مناداة عائلة ليفارتين بالكاذبة؟ حقًّا؟”
تكلّم الرّجل ذو العمر المنتصف و هو يرفع يده و ذقنه.
عندما تركّزتْ الأعين عليهما ، استحى الموظّف و أجبر الموظّف على إخفاض يده.
“الأمر ليس هكذا…أنا آسف ، سأعيد مالكَ.”
“هكذا يسير الأمر.”
بدا وجه الرّجل المبتسم مريبًا قليلاً.
أشعر بشيء غريب.
حدث ذلك عندما كان الموظّف يحاول كتابة شيك يعادل سعر الملابس و إعطاءه للرّجل.
“اعذرني للحظة.”
أوقفتْ المرأة التّي تكلّمتْ معي الموظّف و هي تبتسم.
“مرحبًا ، أنا فيوليت و أنا مسؤولة عن فرع لومباردي. لقد قلتَ بأنّكَ من ليفارتين؟”
“نعم ، ماذا في ذلك؟”
“إذن فهل أنتَ كبير خدم عائلة ليفارتين؟”
“أنا لم آتِ إلى هنا لأكشف عن ذلك. ذلك صحيح.”
عبس الرّجل و تكلّم بطريقة متردّدة.
“متجرنا للملابس ينشأ مستندًا يدعى ‘الاستلام’ في كلّ عمليّة تجاريّة. الأمر نفسه يحدث لزوجيْن من القفّازات. لقد اشتريتَ أربعين قطعة منها و لقد قلتَ بأنّكَ تريد إرجاع عشرة منها. إذن يجب عليكَ أن تحضر كلّ الأربعين قطعة.”
“لم أسمع عن ذلك من قبل أبدًا…”
“إذا كنتَ كبير الخدم ، يجب عليكَ بالتّأكيد أن تعلم.”
هي ما تزال مبتسمة ، لكنّ ابتسامة فيوليت كانتْ رائعة.
شرح الرّجل بسرعة و هو يبدو مستاءً.
“ذلك…إنّها أوّل مرّة أتعامل فيها مع متجر الملابس…”
“لقد تعاملنا من قبل مع ليفارتين التّي ذكرتَها ، لقد قمنا بثلاث صفقات معهم في المتجر الرّئيسيّ في لومباردي. أنا آسفة لكنّني لم أرَ وجهكَ من قبل. اعذرني ، هل يمكنني أن أعرف إسمكَ؟”
“أنا ، أنا أعني…ذلك!”
صرّ الرّجل على أسنانه و خرج من متجر الملابس ، و هو يحدّق في فيوليت.
“هوا…”
تنهّدتْ برفق ، ثمّ استرجعتْ فيوليت وجهها المبتسم و اعتذرتْ للضّيوف.
“أنا آسف يا سيّدتي…”
اقترب الموظّف الذّي تمّ خداعه بدفع المال للرّجل من فيوليت و اعتذر منها.
“لا بأس ، لكن تأكّد من التّحقّق من مستند الاستلام في المرّة القادمة. و تذكّر المعلومات حول العائلات التّي نتعامل معها في كثير من الأحيان. هل نسيتَ أنّها عائلة ليفارتين قد تمّ سرقتُها قبل بضعة أيّام؟”
“آه! ذلك ما حدث ، صحيح…”
ابتسمتُ ابتسامةً عريضةً و أنا أشاهد فيوليت تربّت على كتف الموظّف المتأسّف.
جيّد ، إنّها تقوم بعمل جيّد.
اقتربتْ منّي فيوليت بعد أن نظرتْ خارج النّافذة إثر سماعها لصوت توقّف عربة ، و أخفضتْ خصرها لتصبح بنفس مستوى عينيّ ، و قال.
“السّيّد قد وصل يا آنسة فلورينتيا.