I Shall Master This Family - 58
هاها. لا شيء قد تغيّر يا خالتي.”
ضحك والدي بحريّة.
“حسنًا ، هل يمكن لرجل عجوز أن يتغيّر بسهولة؟”
أظهرتْ السّيّدة سوشو أيضًا تعبيرًا مسلّيًا لوالدي.
“ألم يحضر إخوتكَ؟”
لم يحضر فيزي و لوريلز مأدبة اليوم.
في الآونة الأخيرة ، سمعتُ بأنّهما مشغولان في محاولة بدأ مشروع معًا.
لا أحد يعلم ما هو ذلك المشروع بعد.
أرادتْ شانانيت أن تأتي إلى المأدبة معنا ، و لكنّ التّوأم أُصيبا بالحمى في ذلك الوقت ، لذلك لم تستطع المجيء.
بالمقابل ، أرسلتْ لي أزرارًا للزّينة تناسب ملابس والدي اليوم.
“هاها ، إنّهم أشخاص مشغولون.”
ردّ والدي كما لو أنّ الأمر بخير ، لكنّ السّيّدة سوشو ضغطتْ على لسانها.
“إنّهم هكذا منذ أن كانوا أطفالاً. لوريلز ، ذلك الغبيّ كان مشغولاً بالالتصاق بفيزي.”
“هل هذا صحيح؟”
“نعم ، لقد كان فيزي جشعًا للغاية لدرجة أنّه ذات مرّة قد كسر فكّه بينما كان يحاول قضم الكوكيز التّي أعطيتُها لكَ و للوريلز. هو لن يعلم أبدًا بأنّ بطنه ستنفجر بسبب جشعه هذا.”
“بففت!”
أوه ، لقد ضحكتُ بصوت عالٍ.
“هممم ، هممم.”
سعلتُ بسرعة لأتظاهر بالهدوء ، لكنّ عينيْ السّيّدة سوشو قد رأتْني بالفعل.
إنّها امرأة تكره الأشخاص البذيئين و الذّين لا يتبعون الآداب العامّة بسبب شخصيّتها الفخورة.
لقد كان العرق يتدفّق وراء ظهري.
قلتُ بسرعة لوالدي.
“ألا بأس إذا تجوّلتُ في قاعة المأدبة يا أبي؟”
“نعم؟ نعم. لا بدّ أنّ تيا خاصّتي قد ملّتْ. لا تذهبي إلى أماكن بعيدة ، ابقيْ في هذه القاعة.”
“نعم يا أبي!”
مشيتُ نحو مكان آخر دون أن أنسى توديع السّيّدة سوشو بأدب.
للآن ، عليّ أن أتراجع لأبدأ من جديد.
********
“أليستْ تيا خاصّتنا جميلة يا خالتي؟”
عندما نظرتْ إلى جالاهان ، الذّي كان يبتسم مثل طفل ، شعرتْ بياتريس سوشو بالحزن قليلاً.
لقد كانتْ ناتاليا و بياتريس تمتلكان علاقة مقرّبة عندما كانتا صغيرتيْن.
على الرّغم من أنّها كانتْ محرجة لأنّها كانتْ أخت زوجها ، لقد أصبحتا في النّهاية مقرّبتيْن كما لو كانتا أختيْن حقيقيّتيْن. (توضيح ، بياتريس كانت زوجة أخ ناتاليا ، اللي هي جدة تيا ، بياتريس و ناتاليا ، كانو مقربين زي الأخوة ، عشان كدا جالاهان ينادي بياتريس بخالتي ، بس بعد ما مات زوج بياتريس اللي هو أخ ناتاليا اللي هو برضو سيد عائلة سوشو ، و برضو ماتو ولادهم ، صارت بياتريس سيدة عائلة سوشو على الرغم من أنها مش من دمهم بس هي زوجة السيد السابق ، عشان كدا ما سمحو لها أفراد العائلة التانيه في البداية ، بس هي نجحت و قعدت فمنصبها )
عندما توفّيتْ ناتاليا ، كانتْ على وشك أن تستسلم من هذا العالم ، و أصبحتْ كئيبة و وحيدة تفكّر في ذكرياتهما.
من خلال وجه جالاهان المبتسم ، كانتْ طيبة ناتاليا على قيد الحياة مثل كذبة.
لذلك فقد كانتْ قلقة على جالاهان ، الذّي ورث شخصيّة ناتاليا المنصاعة و الهادئة ، سواء ما إذا كان سيكون بخير بين إخوته الأقوياء.
“إنّها لا تبدو سيّئة…”
“أليس كذلك؟ تيا محبوبة للغاية…”
كانتْ العاطفة تلمع من خلال عينيْ جالاهان و هو ينظر إلى رأس ابنته المستدير.
“أنا لا أحاول التّبختر بابنتي ، و لكنّ تيا هي طفلة ذكيّة حقًّا. في الحقيقة ، الفستان الذّي ترتديه قد زيّنتْه تيا بنفسها. لقد ارتدتْ المجوهرات بإرادتها و خاطتْ الأنسجة المختلفة عليه.”
“هوه ، حقًّا؟”
لمعتْ عينا بياتريس و هي تتذكّر فستان فلورينتيا.
بالنّسبة لها ، فقد كان أنيقًا للغاية ، كما أنّه كان يمتلك سحرًا جذّابًا للأعين.
لقد كانتْ على وشك السّؤال عن اسم الشّخص الذّي صمّم تلك الملابس.
بالتّفكير في أنّ طفلة في العاشرة من عمرها فقط هي المصمّمة…
راقبتْ السّيّدة سوشو فلورينتيا تختفي إلى الشّرفة ، و قالتْ ممازحةً عمدًا.
“من حسن الحظّ أنّها تمتلك حسًّا جماليًّا. لا أظنّ أنّها تشبه والدها في ذلك.”
“خالتي! ماذا تقصدين…”
بدلاً من الإجابة ، نظرتْ بياتريس إلى جالاهان من الأعلى إلى الأسفل بعينيْن مستاءتيْن.
“على الرّغم من أنّكَ قد ولدتَ بمثل هذا المظهر الجيّد فإنّكَ لا تحاول تحسينه و الآن تتكلّم.”
تحوّل وجه جالاهان إلى اللّون الأحمر قليلاً ، ثمّ غيّر الموضوع إلى فلورينتيا مجدّدًا.
“الجميع يقول عندما يرون تيا أنّها تشبهني…”
“تلك الطّفلة؟”
ضحكتْ السّيّدة سوشو.
“شخص هشّ مثلكَ مختلف جوهريًّا عن تلك الطّفلة.”
“لكنّها ابنتي. إذا كانتْ لا تشبهني إذن…”
“شان ، أليس كذلك؟ اسم والدة الطّفلة.”
أغلق جالاهان فمه بإحكام.
لقد مرّ وقت طويل بالفعل ، لكنّه ما يزال اسمًا مؤلمًا.
“حسنًا. تلك الطّفلة تشبه والدتها. خاصّة اللّمعان في عينيْها.”
لقد كانتْ عينان هادئة ، واضحة ، و ذات هدف.
إنّها لم تكن أعين طفل في العاشرة من عمره.
كيف استطاع جالاهان الكئيب هذا أن يربّي مثل هذه الطّفلة؟
كانتْ السّيّدة سوشو فضوليّة أيضًا.
“إقليم تشيسايل ليس أرضًا كبيرة المساحة للغاية. هناك جبال ضخمة و أنهار قريبة ، و أرضها خصبة ، لذلك فستكون كافية لعائلة واحدة للعيش فيها.”
لقد كان إقليم تشيسايل أشبه بالرّيف.
و مع ذلك ، فقد كان كوسيط نقل بين وسط و جنوب القارّة قبل قيام إمبراطوريّة لامبرو ، كما يمتلك أرضًا واسعة لزرع القمح على سطح مستو و مناخ معتدل.
لقد كان الأمر أشبه و كأن سوشو قد أعطتْ جالاهان قطعة كبيرة من اللّحم.
“في الأصل ، لقد كانتْ ناتاليا تريد أخذ تلك الأرض كمهر للومباردي. لكنّها قرّرتْ عدم فعل ذلك لأنّها لم تكن تريد أن تتوسّع أرض لومباردي أكثر.”
“أنا لم أعلم مطلقًا بشيء كهذا.”
“ذلك لأنّ والدكَ ليس شخصًا يثرثر كثيرًا. الآن بما أنّكَ تمتلك تلك الأرض ، لديكَ الحقّ لتعرف.”
جفل كتف جالاهان.
“أنا متأكّدة من أنّ فيزي ، الابن الأكبر ، سيصبح السّيّد الأعلى التّالي. لذلك عندما يحين ذلك الوقت ، أحضر ابنتكَ و تعال إلى تشيسايل. جوّ الجنوب الدّافئ سيكون جيّدًا للطّفلة لتكبر.”
“شكرًا جزيلاً لكِ يا خالتي.”
أحنى جالاهان رأسه و ودّعها.
علق صوت ضحك السّيّدة سوشو في ذهنه.
“أنا لم أفعل ذلك بالمجّان.”
“نعم؟”
“إذا كنتَ شاكرًا ، ماذا لو تنشئ فرعًا من متجر جالاهان للملابس في أرضنا؟”
ارتعبتْ عينا جالاهان.
“سوشو ، التّي تنمو فيها تجارة الملابس و المنسوجات بسرعة ، مناسبة أكثر من أراضي الأشخاص الآخرين. ما رأيك؟”
لم يستطع جالاهان الإجابة بسهولة.
“هاها…”
كلّ ما استطاع فعله هو أن يضحك بتوتّر.
*********
متظاهرةً بأنّني بعيدة ، استمررتُ في مراقبة والدي و السّيّدة سوشو.
كنتُ أتظاهر بأنّني أنظر إلى تصميم ستائر قاعة المأدبة ، و في بعض الأحيان أتحقّق من مدى إتقان تنظيف زجاجات النّبيذ.
لقاء اليوم مهمّ.
لقد كان واضحًا أنّ العائلات المسؤولة عن المناطق الأربع قد تجمّعوا في مأدبة منح والدي الميداليّة كعذر من أجل طلب إنشاء فرع من متجر جالاهان للملابس في مناطقهم.
لذلك ، بعد أن قمتُ بموازنة المعايير مع شروط المناطق المرشّحة لإنشاء فرع فيها مقدّمًا ، من المحزن أنّ المشرح المناسب هو سوشو فقط.
هناك سببان بسيطان.
الأوّل هو أنّ الملابس و المنسوجات متطوّرة هناك ، لذلك ظننتُ أنّ ذلك سيلائم مشروع الملابس الجاهزة ، و الآخر هو أنّ المناخ في الجنوب معتدل.
المناخ في وسط الإمبراطوريّة معتدل أيضًا ، و الحرارة معتدلة طوال السّنة.
لذلك فقد تمّ صناعة الملابس الجاهزة في متجر جالاهان للملابس وفق ذلك.
الغرب السّاخن بإفراط ، أو على عكسه الشّمال البارد ، يمتلكان نمط الملابس الخاصّ بهما ، لذلك من أجل إنشاء فرع هناك ، لا بدّ من صنع ملابس جديدة وفق نمطهما.
لذلك ، يمكن بيع الملابس كما هي سواء في الشّرق أو الجنوب ، اللّذان يمتلكان مناخًا متشابهًا.
و لكنّ الشّرق له سلبيّاته في كونه مكانًا ذا طريق وعرة بسبب كثرة الجبال على طوله.
لذلك المنطقة الوحيدة المتبقيّة هي الجنوب ، و من الأفضل أن يكون الفرع في وسط المنطقة الجنوبيّة.
إلى جانب ذلك ، بما أنّ السّيّدة سوشو هي خالة والدي التّي اعتنتْ به نوعًا ما ، هناك احتماليّة بأنّها ستنقص قليلاً من مبلغ الضّرائب التّي يجب علينا دفعها.
لحسن الحظّ ، كما أرى من هذه المسافة البعيدة ، الجوّ بينهما ما يزال جيّدًا.
و حينما كان قلبي ينجرف بينما أنظر إلى وجه والدي المبتسم…
ظهرتْ يد على ذراعي و سحبتْني إلى الشّرفة.
“هاه؟”
لقد كانتْ لمسة غير مؤلمة كما لو أنّ صاحبها يمتلك بعض المراعاة ، لكنّني كنتُ متفاجئةً.
لقد كنتُ واقفةً في تلك اللّحظة في الشّرفة المظلمة لقاعة المأدبة البرّاقة و زاهية الألوان.
“مرحبًا.”
استطعتُ سماع صوت منخفض من وراء ظهري.
لقد كان شعره أسودًا جدًّا لدرجة أنّه لا يمكن تمييزه من سماء اللّيل ، و كانتْ عيناه الحمراوتان تلمع في الظّلام.
“مرحبًا ، بيريز.”
عندما نطقتُ باسمه ، ابتسم لي.
بالنّظر إلى زوايا فمه المرفوعة قليلاً و عينيْه المتقوّستان ، بدا بيريز بأنّه يبتسم بإشراق كبير.
“تيا.”
“لقد فاجئتَني بسحبكَ لي فجأةً.”
“آسف.”
لقد كانتْ شخصيّة بيريز هي نفسها بين الماضي و الحاضر.
لكنّه قد تغيّر كثيرًا أيضًا.
لم يعد ذلك الصّبيّ الصّغير و الهزيل الذّي لا يبدو في نفس عمره الحقيقيّ ، و الآن لقد اصبح طويلاً.
واقفةً جنبًا إلى جنب مع هذا الصّبيّ المراهق ، كان رأسي يصل إلى كتفيْه.
“لقد مرّ وقت طويل. كيف حالكِ؟”
نظر إليّ و قال.
و لكن في ذلك الوقت ، انقشع السّحاب و ظهر القمر.
لمعتْ بشرة بيريز البيضاء بشكل رائع بسبب ضوء القمر الصّادر من السّماء.
واو ، بشرة هذا الصّبيّ جيّدة للغاية.
لقد كنتُ أنظر إلى صبيّ مراهق يأكل و يعيش جيّدًا في محيط لا يشوبه شائبة و يمتلك وجهًا مصقولاً.
أنا فخورة.
ضحكتُ.
“كما قلتُ في الرّسالة ، أنا بخير. ماذا عنكَ؟ حياة القصر الإمبراطوريّ ، أليستْ صعبة؟”
“…هل أنتِ قلقة؟”
قال بنبرة سعيدة بشكل غريب.
“بالتّأكيد.”
أنتَ وليّ العهد المستقبليّ الذّي سيمدّني بالقوّة لأصبح السّيّدة العليا.
“تيا ، كما قلتِ أنا آكل جيّدًا و أتعلّم بجدّ. لكنّ الأمر صعب في بعض الأحيان.”
“ما هو الأمر الصّعب؟ هل يجعل معلّم المبارزة الأمور الصّعبة؟”
لقد سمعتُ من كايتلين حول معلّم المبارزة الخاصّ ببيريز.
لقد كنتُ قلقةً كثيرًا لأنّه كان من النّوع الذّي يجعل التّمارين صارمة للغاية ، لكنّني كنتُ قلقةً أكثر لأنّ بيريز يقوم بتلك التّمارين دون أن يقول بأنّها صعبة.
“ليس كذلك. فقط في بعض الأحيان…”
استدارتْ عينا بيريز إليّ.
و حدّق فيّ بصمت.
“في بعض الأحيان؟”
“لا. هل قمتُ بالأمر بشكل جيّد؟”
لم يجب الصّبيّ على سؤالي ، و سألني بدوره.
“قبل قليل؟”
“عندما دخلتُ مع جلالة الإمبراطور. لقد تحمّلتُ الكثير.”
ردّ بيريز.
“لقد كان من الجيّد لقاؤكِ بعد وقت طويل ، لكن كان يجب عليّ التّظاهر بأنّني لا أعرفكِ. لقد أخبرتِني بأنّ الأشخاص الآخرين لا يجب عليهم معرفة ما يجري بيننا. لذلك فقد تحمّلتُ الأمر.”
مستحيل ، هل أنتَ تطلب منّي أن أمدحكَ الآن؟
“لذلك ، هل أنا جيّد في فعل ذلك؟”
أنتَ تطالب بمدحكَ ، أليس كذلك؟
لقد ظننتُ بأنّه قد كبر كليًّا.
يبدو بأنّه ما يزال أحمقًا.
تنهّدتُ و نظرتُ إلى بيريز.
حتّى تحت هذه الأضواء الخافتة ، عيناه المتلألئتان تنظر إليّ فقط.
لقد كنتُ أريد حقًّا أن أتأكّد ما إذا كان يمتلك ذيلاً مرفرفًا.
“تعال.”
قلتُ مناديةً بيريز.
“هاه؟”
ظهرتْ علامة استفهام كبيرة على وجهه عندما لم يستطع فهم ما قلتُه.
“تعال إلى هنا.”
حينها فقط ، فهم بيريز ما كنتُ أقوله ، و قال.
“آه!”
اقترب شعره الأسود البرّاق تدريجيًّا إليّ.
في الحقيقة ، ستكون مشكلة كبيرة إذا رآنا شخص ما.
بيريز ، الذّي يحمل الدّماء الملكيّة ، يحني رأسه إليّ.
و مع ذلك ، لم يبد على بيريز أيّ تردّد في فعل ذلك.
“عمل جيّد.”
ربّتُّ على رأس بيريز بشدّة.
“لقد أحسنتَ صنعًا يا بيريز.”
تلطّفتْ عيناه في تلك اللّحظة.