I Shall Master This Family - 53
“…نعم؟”
شحب وجه كليريفان الوسيم.
ارتجف جسده الطّويل مرّة واحدة ، ثمّ أسند ظهره إلى ظهر الأريكة و سألني بنظرة تبدو و كأنّ العالم قد انتهى.
“هل ارتكبتُ خطأً…؟”
الواضح أنّه قد أساء فهم كلماتي.
لقد شعرُ بأنّه سيبكي في أيّ لحظة.
لقد سمعتُ أن لقب كليريفان هو ‘البارد الوسيم’.
أين هو هذا البرود بحقّ خالق الأرض؟
متظاهرةً بأنّني لا أعلم ، قلتُ بعد مدّة صمت قصيرة حتّى أتلاعب بكليريفان.
“إلى أيّ مدى تتخيّل يا كليريفان؟”
“لا ، أنا…”
مسح كليريفان وجهه المتعرّق.
أظنّ بأنّه سيبكي حالاً.
قلتُ بضحكة مسليّة.
“ليس متجر الملابس. هل أنت مستعدّ لتستقيل من عملكِ مع جدّي؟”
“أوه ، إذن…”
انتشرتْ السّعادة في وجه كليريفان الذّي فهم ما كنتُ أقصده.
ابتسمتُ و رددتُ.
“عيد ميلادي الحادي عشر قادم. عليّ أن أتجهّز.”
اليوم الذّي سأصبح فيه حرّة ليس بعيدًا.
بالتّأكيد ، هناك عقبة واحدة عليّ تخطّيها قبل ذلك.
أزهر وجه كليريفان الذّي ضحك و هو ينظر إليّ.
“و هذه. هل يمكنكَ تمرير هذه لكايتلين؟ على الأغلب الآن هي في مكتب جدّي.”
سلّمتُ ظرف الرّسالة الذّي ختمتْه لوريل إلى كليريفان.
أومئ كليريفان ، يبدو بأنّه يعرف إلى من كُتبتْ هذه الرّسالة.
*********
في ساحة التّدريب في قصر بويراك.
كان بيريز واقفًا ممسكًا بسيفه في وضعيّة منظّمة.
أغلق عينيْه و شعر بالهواء في ذلك المكان الفسيح.
على الرّغم من أنّ شعره الأسود و ملابسه كان يُرفرفها الرّيح ، بدا الصّبيّ الطّويل النّحيل لا يمكنه التّزعزع.
بقي واقفًا بهدوء بوجه جميل مثل لوحة فنّيّة.
لقد كان نظام التّدريس لمعلّم المبارزة التّابع لسيّد لومباردي الأعلى مختلفًا قليلاً عن تدريس الفرسان الآخرين.
إضافة إلى ذلك ، لا يجب إصدار ضوضاء أو تدريس الطلاّب بلا مبالاة.
بدلاً من ذلك ، يمضي بيريز الكثير من أوقات دراسته في التّأمّل هكذا.
قبل مدّة قصيرة ، أراد الشّعور بمكانيْ معلّمه و المعلّم الآخر بواسطة ذهنه.
لقد كان بيريز مجتهدًا في عمله و ليس موهوبًا بالفطرة.
أحيانًا ، يتمّ إنهاء درس المبارزة إجباريًّا.
لكن اليوم قد كان مختلفًا قليلاً.
كان معلّم المبارزة الخاصّ ببيريز ، جوفيس ، ينظر بغرابة إلى التّلميذ الذّي لا يستطيع التّركيز في الدّرس.
من وجهة نظر معلّم ، تلميذ يفقد التّركيز بشكل سريع هكذا يمكن أن يشوّش بسهولة.
لأنّه يرى بيريز يفعل هذا كلّ يوم.
في النّهاية ، قال جوفيس بتنهيدة صغيرة.
“هذا كافٍ لليوم يا سموّكَ.”
لم يستطع التّركيز في حركة الهواء و قطب حاجبيْه.
أغلق بيريز عينيْه بعناد و هزّ رأسه.
“سأقوم بالمزيد.”
لقد مرّ تقريبًا ثلاث سنوات منذ أن استعاد مركزه الشّرعيّ كأمير.
الآن ، لا بأس في أن يعيش بأريحية أكثر بقليل.
إنّ مظهر الأمير الثّاني ، الذّي ما يزال متحمّسًا حيال المبارزة و الدّراسة إلى حدّ مشابه بالوسواس القهريّ ، يجعل النّاظر قلقًا قليلاً.
أراد جوفيس فقط أن يكون هذا للأفضل.
في الوقت الحاليّ ، لم يكن هناك أيّ يوم لم يأخذ فيه بيريز درسًا للمبارزة ، لذلك فكّر جوفيس أن يجعل الأمير الثّاني يرتاح قليلاً.
“أنتَ تستمرّ في فقدان تركيزكَ و هدوءكَ ، و لا توجد فائدة من محاكاة جسدكَ. الآن ضع السّيف جانبًا.”
في النّهاية ، فتح بيريز عينيْه ببطأ.
من خلال الشّعر الأسود الذّي يرفرف في الرّيح ، ظهرتْ عينان تلمع أكثر من الياقوت.
بيريز ، الذّي هو حاليًّا في الثّالثة عشر ، يقف هناك بمظهر جميل جدًّا.
في بعض الأحيان ، يمكن القول عن جماله أنّه غير واقعيّ.
لكنّ جوفيس ، الذّي كان قريبًا من بيريز ، يعرف بأنّ هذا الطّفل الجميل هو في الحقيقة شخص يفتقر للكثير.
إنّه لا يمتلك تقريبًا فرحًا أو حزنًا مثل أيّ شخص آخر.
حتّى لو كان يمتلك ، فإنّهما يكونان ضعيفيْن.
بيريز يعبّر عن تعابيره العاطفيّة فقط عندما يأكل الحلوى الدّائريّة من حين لآخر أو عندما ينظر إلى زهور بومنيا المُزهرة.
حتّى عندما يأمره بالقيام بتمارين شاقّة عمدًا ، بيريز يبقى صامتًا.
و بخصوص ذلك ، لقد سمع حتّى بأنّه يظهر نفس الموقف في درسه الأكاديميّ.
بغضّ النّظر عن السّرعة العجيبة في النّمو ، كان جوفيس قلقًا من أين أتى الأمير الثّاني بهذه ‘الحماقة’.
لذلك اليوم ، بادر جوفيس ليسأل عمّا كان يُضايق بيريز.
“هل هناك شخص تنتظره؟”
سأل بيريز و هو يتذكّر تحديق بيريز في مدخل القصر.
“أجل.”
ردّ بيريز ، بعد أن جفل قليلاً.
“من الذّي تنتظره؟”
“أنتظر كايتلين حتّى تعود.”
“لماذا؟”
“…لا أستطيع إخباركَ.”
رفض بيريز الإجابة لأوّل مرّة ، حيث كان دائما ما يقول الحقيقة.
كما لو أنّه يُخفي أثمن سرّ في العالم ، كانتْ شفتاه الصّغيرتان مُغلقةً بعناد.
شعر جوفيس بالخيانة.
“من فضلكَ أخبرني.”
“لا.”
“سموّكَ.”
“قلتُ لا.”
كان بيريز حذرًا.
“هل أنتَ ترفض إجابة معلّمكَ؟ إذن سأعاقبكَ. قم بتمرين أرجحة السّيف ألف مرّة.”
“حسنًا.”
فقد جوفيس كلماته.
بدلاً من أن يقول سبب انتظاره لكايتلين ، بيريز سيقوم بتمرين أرجحة السّيف ألف مرّة.
هزّ جوفيس رأسه.
سرعان ما اختفتْ الأصوات من ساحة التّدريب من غير صوت تنفّس بيريز بصعوبة.
هوونغ ، هوونغ.
في المرّة الخمسمئة ، قال جوفيس لبيريز الذّي أصبح متعرّقًا.
“أنا لا أعرف ما هو السّبب ، لكنّني قلق حول سموّكَ.”
هوونغ ، هوونغ.
“مثل ما أنّ فهم الآخرين مهمّ ، من المهمّ أيضًا أن تمتلك موقفًا سخيًّا اتّجاه ذاتكَ.”
هوونغ ، هوونغ.
“إنّ سموّك ، الذّي شاهدتُه ، يفتقر إلى هذه الأشياء. أنتَ لستَ بحاجة لتكون مثاليًّا في كلّ شيء. النّاس لا يعلمون…”
هناك شيء غريب.
لم يعد يستطيع سماع صوت السّيف يخترق الهواء.
أدار جوفيس عينيْه في حيرة و رأى بيريز يجري بالفعل بأقصى سرعته هناك.
بسيف في يد و غمده في الثّانية ، لقد كان يجري اتّجاه شيء ما مثل شخص مجنون.
“حسنًا يا سموّكَ؟”
لقد كانتْ المرّة الأولى.
كيف فقد بيريز هدوءه هكذا؟
لا ، لقد كانتْ العينان اللاّمعتان التّي تشبه الياقوت الأحمر تظهرات شيئًا مثل الجنون من اللّمحة الأولى.
و في المكان الذّي كان يجري إليه بيريز ، كانتْ هناك عربة قد دخلتْ لتوّها قصر بويراك.
شعر جوفيس بغير المنطقيّة و ظلّ واقفًا يشاهده.
لم يستطع بيريز الذّي جرى إلى المدخل و وقف أمام العربة أن ينتظر حتّى اللّحظة القصيرة لوضع مسند القدميْن و فتح باب العربة.
وضع سيفه بسرعة في الغمد و مسح يديْه المغطّيتان بالتّراب و العرق بسرواله.
أخيرًا ، فُتح باب العربة ، و خطتْ كايتلين ، خادمة قصر بويراك ، على الأرض بخفّة.
و عندما وجدتْ بيريز واقفًا أمامها ، ضحكتْ قليلاً ، و أخرجتْ شيئًا من حقيبة يدها و سلّمتْه له.
“رسالة؟”
لقد كان بالتّأكيد ظرفًا ورديًّا صغيرًا.
انتشرتْ ابتسامة ، صغيرة ، على وجه بيريز الذّي استلمها.
رسمتْ شفتاه الحمراوتان خطًّا جميلاً ، و تقوّستْ عيناه الحادّتان.
لقد كانتْ ابتسامةً واضحة.
“ها…”
ضحك جوفيس عن غير قصد لرؤيته بيريز يبتسم لأوّل مرّة.
من هو الشّخص الذّي لن يريد رؤية صبيًّا بريئًا بهذا الفرح؟
ظلّ بيريز واقفًا لمدّة ، ثمّ أمسك الرّسالة و جرى إلى القصر.
بعد أن رمى سيفه بعيدًا عن جسده.
و هو يرى السّيف المرميّ فوق الأرضيّة ، تمتم جوفيس بيأس.
“حسنًا ، إذا كان هذا أمرًا سعيدًا ، فليكن.”
********
“آنسة ، ألا يمكنني النّوم هنا اليوم؟”
“لا.”
“لماذا؟ هناك الكثير من الغرف الفارغة.”
“لماذا تتركين منزلكِ الجميل و تنامين في منزل شخص آخر؟ ارجعي إلى منزلكِ بسرعة.”
“هاي ، أيّتها الآنسة ، أنتِ قاسية للغاية…”
أدلتْ لوريل كتفيْها و ضغطتْ على شفتيْها ، لكن ذلك لا يعمل معي.
عندما أتذكّر آخر مرّة تركتُها تبقى بدون تفكير ، كان عليّ الاستماع إلى ثرثرة لوريل حتّى نمتُ في النّهاية.
لقد ارتجفتُ بدون علمي.
“حسنًا. إذن سآتي مبكّرًا غدًا.”
قالتْ لوريل ذلك ثمّ أومئتْ لي و خرجتْ.
إنّها في عطلة غدًا. ألا تعلم؟
لكن إن أخبرتُكِ ، ستلحّين أكثر على النّوم هنا.
استلقيتُ على أريكة غرفة الجلوس لأستمتع بالهدوء الذّي حصلتُ عليه أخيرًا.
أغلقتُ عينيّ باسترخاء.
و مع ذلك ، لم يدم الهدوء طويلاً.
بانغ-!
فُتح الباب بصوتٍ عالٍ.
“لوريل ، ماذا نسيتِ أيضًا…أبي؟”
لقد كان والدي الذّي يمسك بمقبض الباب و يتنفّس بصعوبة.
لقد كنتُ متفاجئةً و جلستُ باعتدال.
“تـ، تيا…”
ترنّح والدي و هو ينادي باسمي.
ثمّ توقّف عن المشي أمام الأريكة التّي كنتُ أجلس عليها و سقط على ركبتيْه.
لقد كان وجه والدي ، الذّي كانتْ عيناه في نفس مستوى عينيّ ، شاحبًا.
“آه ، أبي ، أبي…”
استردّ والدي أنفاسه بعد أن كان يتنفّس بصوت مسموع ليقول الكلمة التّالية.
“والدكِ سيحصل على ميداليّة!”