I Shall Master This Family - 5
“دكتور أومالي ، هل أنتَ هنا؟”
وصل والدي و هو يحملني إلى مستشفى القصر كما هو متوقّع.
الأطباّء في هذا العالم يشبهون أطبّاء الطبّ الشّرقيّ ، فهم يستخلصون الأعشاب الطبية ويطحنونها ويستخدمونها كأدوية ، وبعض الأطباء لديهم قوى غامضة تسمّى أحيانًا قوى الشفاء ، وهي تشبه قوة الكهنة التّي تُرى في الرّوايات.
بمجرد الدّخول إلى المبنى الصغير ، حتّى أولئك الذّين لا يعرفون ماهيّة رائحة الأعشاب الطبية التي تُشمّ في الهواء سيعرفون أنّ هذا المكان عيادة.
“دكتور أومالي! “
مُميّزًا من خلال رائحة الأعشاب ، كان طبيب لومباردي ، الدّكتور أومالي ، نوعًا متميّزا من الأطباء.
“ماذا تفعل هنا يا جالاهان؟”
من الدّاخل ، فُتح باب المختبر وخرج منه رجل يُعطي انطباعًا مريبًا.
كان رجلاً طويل القامة بدا تقريبًا في أواخر الأربعينيّات من عمره.
“فلورنتيا مصابة ، هل يمكنكَ إلقاء نظرةٍ عليْها؟”
و على وقع كلمات والدي ، نظر إليّ الدّكتور أومالي.
إذا كان مصابًا بما يكفي ليتمّ إحضاره إلى العيادة ، فعادة ما يفترض أن يبكي الطفل ناظرا إلى نفسه.
“عفوًا ، مالذّي حدث حتّى تُجرح على هذا النّحو ؟.”
جلستُ على كرسيّ ، ناظرةً إلى الجرح ، وعبس الدكتور أومالي.
كان ذلك لأنّ الجرح كان أشدّ ممّا كنتُ أعتقد.
“لقد سقطتُ.”
تساءلتُ ، لماذا بدا هذا الجرح مثل جرحي القديم.
” قد يترك هذا ندبةً على ركبتكِ .”
لسوء الحظّ ، لقد كان ذلك في الأصل المكان الذّي سقطتُ وأصبتُ فيه في عيد ميلادي في الماضي.
عندما حاولتُ أن أنمو بدون ندوب ، انتهى بي الأمر بالحصول على شيء مشابه.
ومع ذلك ، لم يكن هناك كسور في أيّ مكان ، وعلى عكسي ، أومأ والدي برأسه ، واتّضح أنّ وجهه كان يبدو سيّئًا.
“من الذّي… .”
سيكون من المُقلق رؤية النّدوب على جسد ابنته.
ضربتْ يد والدي الكبيرة رأسي بشدّة.
نظر الدّكتور أومالي إلى مظهري بسعادة للحظة ، ثمّ أخذ جرعة غريبة و دهنها على جرحي.
“وهل أنتِ تتألّمين الآن ، أيّتها الآنسة الشّابة؟”
بصراحة ، إنّه أمر محرج بعض الشّيء أن تسمع دراما الاحترام لأوّل مرّة منذ وقت طويل.
صحيح .
كنتُ أشعر هكذا قبل وفاة والدي.
مددتُ ذراعي اليسرى للدّكتور أومالي ، والتّي كانتْ أكثر إقلاقًا من ركبتي.
” ها أنتِ ذا … “
” أغه . “
الطبيب ، الذّي رأى معصمي المتورّم ، عضّ لسانه دون قصد.
“من فعلها ، تيا؟”
سأل والدي بصوت منخفض غاضب.
ربّما كان ذلك بسبب بيلساك وأستاليو ، اللّذيْن جعلا معصمي هكذا.
بدا لي أنّه سيذهب إلى والديْ الطّفل المتسبّب في ذلك.
لكنّي أجبتُ بنفس النّبرة السّابقة.
“لقد سقطتُ.”
” تيا … “
انزعج والدي و نادى باسمي ، لكنّني تظاهرتُ بأنّني لا أسمع أو لا أعرف.
“هممم. لا أعتقد أنّه مكسور بسبب درجة التّورم ، لكن أعتقد أنّه يجب عليكِ توخّي الحذر لبعض الوقت.”
في النّهاية ، تمّ لفّ ضمادة سميكة حول معصمي.
عندما أستحم ، يمكنني نزعه ، لكن يجب أن أعيده بعد ذلك ، وقرّر الدّكتور أومالي زيارتي كلّ بضعة أيام.
وقيل لي أنّ عليّ أن أشرب دواءً مُرًّا كلّ يوم لمدّة شهر.
كانتْ أسوأ وصفةٍ طبيّة بالنّسبة لي ، أنا التّي تكره الطعام أو الشاي المرّ حتى عندما كنتُ بالغة.
قال والدي ، الذّي نظر إليّ وهو يحمل كيس دواء بوجه مرتعش ، للدّكتور أومالي ، عندما شعرتُ بالمرارة في فمي.
“دكتور. أريد التّحدث مع ابنتي لفترة ، لذلك هل يمكنكَ تركنا؟”
“نعم ، سأكون في المختبر. نادني إذا كنتَ بحاجة إلى أيّ شيء.”
عاد الطّبيب إلى المختبر وبقيتُ أنا و والدي فقط.
هذه مساحة الدّكتور أومالي ، لذا إذا كان هناك أيّ شيء يمكن قوله ، فلا يوجد مكان أفضل للحفاظ على سريّته.
لكن بطبيعة الحال ، من رؤية والدي وهو يطلب من الطّبيب أن يخرج ، شعرتُ أنه ابن رولاك.
“تيا.”
جثا والدي على ركبتيْه حتّى يصبح في مستوى طولي و أنا جالسةٌ على الكرسيّ ، و نادى باسمي و هو ينظر مباشرةً إلى عينيّ.
عندما أرى عينيْ والدي المشابهة تماما لعينيّ الخضراء التّي لا أتمكّن من رؤيتها إلّا عند النّظر في المرآة ، فأنا أشعر بسعادةٍ و لكن في نفس الوقت بألمٍ في صدري.
“لماذا لم تتحدّثي قبل قليل؟”
قد يكون بسبب قصّة بيلساك وأستاليو.
كان والدي يعرف أنّهم كانوا يزعجونني ، لكن لا بدّ أنّها كانتْ صدمة كبيرة لأنّه كان يعلم لأوّل مرّة اليوم أنّني كنتُ أستمع إلى مثل هذه الكلمات البذيئة.
في الأيّام الخوالي ، كنتُ خائفةً من كلمات بيلساك بأنّه سيخبر الكبار في أسرع وقت ممكن ، ولم أستطع حتّى التّفكير في طلب المساعدة منهم.
في النّهاية ، لم يعرف والدي ذلك حتّى يوم وفاته.
اعتقدتُ أنّ ذلك كان جيّدًا في ذلك الوقت.
الآن ، بالنّظر إلى الوراء ، كان الأمر غبيًّا حقًّا.
“عندما تحدّثنا ، قال أنّني هجينة وضربني أكثر”.
“هؤلاء الأشقياء!”
قفز والدي الغاضب كما لو أنّه سيعاقب بيلساك وأستاليو الآن.
لكنّني أمسكتُ كمّ والدي بيديّ .
“لا بأس. لقد ضربتُه كثيرًا اليوم ، لذلك لن يكون قادرًا على قول ذلك مرّة أخرى.”
إذا فعل ذلك مرّة أخرى ، سأضربه مرّة أخرى.
والدي ، الذّي كان محرجًا لبعض الوقت من ردّة فعلي الباردة ، جلس مرّة أخرى و هو يبدي تعبيرًا كئيبًا.
“تيا ، هل يمكنني طرح سؤال واحد فقط؟”
“ما هو؟”
“لماذا تصرّفتِ بشكل مختلف اليوم؟”
يبدو أنّكَ تريد أن تعرف ما الذّي تغير فيّ.
من وجهة نظر أحد الوالديْن ، سيتساءل عمّا يفكّر فيه طفله.
“لأنّني أعلم أنّني لن أستطيع تحمّل الأمر إذا التزمتُ الصّمت.”
عندما كنتُ صغيرةً ، كنتُ أتحمّل ، معتقدةً أنّني إذا تحمّلت هكذا ، فسوف ينتهي الأمر يومًا ما.
كما توقّعتُ ، مع تقدّمنا في السّن ، توقفت مضايقات بيلساك و أستاليو ، لكنّها لم تنتهِ حقًّا.
في النّهاية ، تحوّل الأمر إلى نوعٍ مختلف من العنف والتّمييز.
“لذا ، إذا لم أتحلّ بالصّبر في المستقبل ، سأضربهم مرّة أخرى ، وإذا لم يفلح ذلك ، فسوف أتواصل مع الكبار وأبكي. لذلك لا تقلق كثيرًا.”
قلتُ ذلك وعانقتُ والدي الذّي نظر إليّ بعينيْن حزينتيْن.
ربّتَ والدي على ظهري ، الذّي كان غاضبا للغاية لفترة من الوقت ، كما لو كان غضبه قد زال.
“لكن تيا. لماذا تناديني بوالدكِ فجأةً؟ أود أن تناديني أبي كما من قبل.” * .
أوه.
كنتُ أنادي في الأصل والدي ، بأبي.
شعرتُ بالأسف لأنني جعلته يحسّ بإحساس مفاجئ بالبعد عنّي ، وكانتْ عيْنيّ والدي تبدو و كأنّها تسقط.
التقيتُ أخيرًا بوالدي الذّي توفيّ قبل عشر سنوات ، لكنّني لا أفعل حتّى ذلك!
‘أبي!”
قلتُ ذلك وأمسكتُ بذراعيّ والدي بلطف أكثر.
“لنعِش معًا بسعادةٍ لفترة طويلة ، طويلة جدًّا!”
“هاهاها! كما تريدين ، تيا.”
أبي لم يفهم حقًّا ما قلتُه الآن.
و لن يفهم ذلك حتّى في المستقبل.
هذه المرّة ، لن أفعل أي شيء ممّا فعلتُه سابقًا مرة أخرى ، وأترك حياته و حياتي و مجد لومباردي يذهبون سدًى.
سأنقذهم.
سواء أبي أو لومباردي هذه !
*************
غرفة مكتب السّيّد الأعلى.
فرك رولاك حواجبه البيضاء ونظر إلى الكتاب أمامه.
< شعب الجنوب>
لقد أرسل شخصًا لإحضار نسخةً آخرى من الكتاب الذّي كان لدى فلورينتيا من قبل من المكتبة.
كان ذلك لأنّه تساءل عمّا إذا كان يتذكّر محتويات الكتاب بشكل غير صحيح.
كان هذا الكتاب دراسةً عن قبيلة غامضة جديدة اكتُشفتْ قبل حوالي عقد من الزّمان في الطّرف الجنوبيّ للإمبراطوريّة.
ذكر المؤلّفون أنّهم يعيشون في الغابة ولديهم ثقافة منغلقة للغاية.
لديهم قوّة غامضة تشبه السّحر.
تمّ توضيح أنّها كانتْ قدرة لا تتوارث إلا من خلال النّسب وأنّها كانتْ قوة سريّة لا يمكن تعليمها للغرباء.
قام رولاك ، الذّي فتح الكتاب و قرأ المحتويات بلمحة ، بتغطية الكتاب.
مثل هذا المحتوى لم يكن مهمّا.
ما يقلق رولاك الآن هو لماذا كانتْ حفيدته ، البالغة من العمر سبع سنوات ، تقرأ كتابًا أكاديميًّا صعبًا مكتوبًا للبالغين ، وهو ليس كتابًا للفنون الحرة
ذكيّة.
بعد أن طرق الباب ، دخل رجل بشعر أشقر طويل مربوط بإحكام ويرتدي نظارات.
لقد كان الباحث كليريفان ، الذّي يدعم رولاك منذ الأيام الأولى لإنشاء نظام المنح الدراسية.
حاليا ، يهتمّ بالشؤون المالية للسكن وكان المسؤول عن تعليم أطفال لومباردي.
“هل استدعيتني ، سيّدي؟”
“اجلس للحظة”.
حالما وقف كليريفان أمام الطاولة ، دفع رولاك “شعب الجنوب” أمامه.
“ما هذا؟”
“إنّه الكتاب الذّي كانتْ حفيدتي تقرأه اليوم.”
“إذا كانت حفيدة .. هل هي الآنسة لاران؟”
كانتْ لاران الابنة الكبرى لفيزي وأخت بيلساك التّي تكبره بعامين.
“إنه لأمر مدهش. قرأتْ كتابًا كهذا في سن الثّانية عشرة …”
“إنّها ليستْ لاران.”
“إذن من هي؟”
” فلورينتيا. “
بعد كلمات رولاك ، قطب كليريفان.
تساءل عمّا إذا كان رولاك يمزح معه.
“أنا لا أمزح.”
“لكن الآنسة فلورينتيا ما زالت …”
“في السّابعة من العمر.”
يبدو أن كليريفان ، الذّي فتح الكتاب كما لو كان يتحقّق من محتويات الكتاب كما فعل رولاك ، يشعر بالارتياب.
“ألن تكون قد أحببتْ غلاف الكتاب وأخذتْه؟”
كان من الممكن أن يبدو الغلاف الأخضر الدّاكن ، مثل الغابة التّي يعيش فيها شعب الجنوب ، جميلًا في عيون الأطفال.
“عندما يكون طفل في السابعة من عمره ، فهو فقط يحتاج لمعرفة كيفيّة قراءة كتب الأطفال أو بعض الكتب الصغيرة.”
“عادةً الأمر كذلك”.
“إذن ، هل تقول أن الآنسة فلورينتيا ليستْ عاديّة؟”
“لقد استدعيتكَ لاكتشاف ذلك.”
” إذا كان الأمر كذلك … ” .
“من المرّة القادمة فصاعدا ، دع فلورينتيا تأخذ دروسًا مع الأطفال الآخرين”.
مرّةً واحدة في الأسبوع ، يجمع كليريفان أطفال لومباردي ويقدّم درسًا.
المواضيع تختلف حسب الفصول الدراسيّة ، بغض النّظر عن العمر.
الأطفال الوحيدون في الفصل الذّين يُتوقع أن يتمكّنوا من الحضور هم فقط طفلا فيزي ، و أيضا الأخوة التّوأم لشانانيت ، الابنة الوحيدة لرولاك ، و اللّذان يبلغان من العمر 11 عامًا .
“لا تزال الآنسة فلورينتيا صغيرةً جدًا. سيجد طفل يبلغ من العمر سبع سنوات صعوبة في الجلوس في مكان واحد لفترة طويلة ، هذا بدون اعتبار صعوبة فهم الفصل.”
“هذا هو الحال أيضًا بشكل عام.”
كليريفان ، الذي فهم شيئًا ذا مغزى من كلمات رولاك ، أضاق عينيْه.
“ما الذّي تحاول التّحقق منه ، يا سيّد رولاك”.
“حسنا”.
ضربتْ أصابع رولاك السّميكة المكتب.
“والدة فلورينتيا كانت بدويّة انتقلتْ إلى هذه المدينة. كانتْ جميلة المظهر ، لكن لم يكن هناك شيء مميّز آخر.”
قال لولاك ، أنّ الوجه الآن باهت ، لكن عينان خضراوان قويّتان فقط تتذكّران المرأة التّي ظلّت مُتأثِّرةً بعمق. ( أعتذر إذا كانت هذه الجملة المبهمة بس عجزت أفهم الترجمة الإنجليزية )
“لهذا السّبب أنا لم أعِر اهتمامًا كبيرًا لفلورينتيا. لكن بالنّظر إليها اليوم …”
تذكّر وجه حفيدته ، التّي كانتْ تقول كلّ ما تريد أن تقوله دون أن تذرف قطرة واحدة من الدموع على الرّغم من أنّ شعرها كان مبعثرًا هنا وهناك.
“لأنّني اعتقدتُ أنّه قد يكون هناك شخص ورث دم رولاك.”
عندما تذكّر كيف كانتْ تُأرجح كتابًا فوق بيلساك ، الذّي كان أكبر و أطول بكثير منها ، ظهرتْ ابتسامة مرحة نادرة على وجه رولاك المتجعّد.
كان والدي يعرف أنّهم كانوا يزعجونني ، لكن لا بدّ أنّها كانتْ صدمة كبيرة لأنّه كان يعلم لأوّل مرّة اليوم أنّني كنتُ أستمع إلى مثل هذه الكلمات البذيئة.
في الأيّام الخوالي ، كنتُ خائفةً من كلمات بيلساك بأنّه سيخبر الكبار في أسرع وقت ممكن ، ولم أستطع حتّى التّفكير في طلب المساعدة منهم.
في النّهاية ، لم يعرف والدي ذلك حتّى يوم وفاته.
اعتقدتُ أنّ ذلك كان جيّدًا في ذلك الوقت.
الآن ، بالنّظر إلى الوراء ، كان الأمر غبيًّا حقًّا.
“عندما تحدّثنا ، قال أنّني هجينة وضربني أكثر”.
“هؤلاء الأشقياء!”
قفز والدي الغاضب كما لو أنّه سيعاقب بيلساك وأستاليو الآن.
لكنّني أمسكتُ كمّ والدي بيديّ .
“لا بأس. لقد ضربتُه كثيرًا اليوم ، لذلك لن يكون قادرًا على قول ذلك مرّة أخرى.”
إذا فعل ذلك مرّة أخرى ، سأضربه مرّة أخرى.
والدي ، الذّي كان محرجًا لبعض الوقت من ردّة فعلي الباردة ، جلس مرّة أخرى و هو يبدي تعبيرًا كئيبًا.
“تيا ، هل يمكنني طرح سؤال واحد فقط؟”
“ما هو؟”
“لماذا تصرّفتِ بشكل مختلف اليوم؟”
يبدو أنّكَ تريد أن تعرف ما الذّي تغير فيّ.
من وجهة نظر أحد الوالديْن ، سيتساءل عمّا يفكّر فيه طفله.
“لأنّني أعلم أنّني لن أستطيع تحمّل الأمر إذا التزمتُ الصّمت.”
عندما كنتُ صغيرةً ، كنتُ أتحمّل ، معتقدةً أنّني إذا تحمّلت هكذا ، فسوف ينتهي الأمر يومًا ما.
كما توقّعتُ ، مع تقدّمنا في السّن ، توقفت مضايقات بيلساك و أستاليو ، لكنّها لم تنتهِ حقًّا.
في النّهاية ، تحوّل الأمر إلى نوعٍ مختلف من العنف والتّمييز.
“لذا ، إذا لم أتحلّ بالصّبر في المستقبل ، سأضربهم مرّة أخرى ، وإذا لم يفلح ذلك ، فسوف أتواصل مع الكبار وأبكي. لذلك لا تقلق كثيرًا.”
قلتُ ذلك وعانقتُ والدي الذّي نظر إليّ بعينيْن حزينتيْن.
ربّتَ والدي على ظهري ، الذّي كان غاضبا للغاية لفترة من الوقت ، كما لو كان غضبه قد زال.
“لكن تيا. لماذا تناديني بوالدكِ فجأةً؟ أود أن تناديني أبي كما من قبل.” * .
أوه.
كنتُ أنادي في الأصل والدي ، بأبي.
شعرتُ بالأسف لأنني جعلته يحسّ بإحساس مفاجئ بالبعد عنّي ، وكانتْ عيْنيّ والدي تبدو و كأنّها تسقط.
التقيتُ أخيرًا بوالدي الذّي توفيّ قبل عشر سنوات ، لكنّني لا أفعل حتّى ذلك!
‘أبي!”
قلتُ ذلك وأمسكتُ بذراعيّ والدي بلطف أكثر.
“لنعِش معًا بسعادةٍ لفترة طويلة ، طويلة جدًّا!”
“هاهاها! كما تريدين ، تيا.”
أبي لم يفهم حقًّا ما قلتُه الآن.
و لن يفهم ذلك حتّى في المستقبل.
هذه المرّة ، لن أفعل أي شيء ممّا فعلتُه سابقًا مرة أخرى ، وأترك حياته و حياتي و مجد لومباردي يذهبون سدًى.
سأنقذهم.
سواء أبي أو لومباردي هذه !
*************
غرفة مكتب السّيّد الأعلى.
فرك رولاك حواجبه البيضاء ونظر إلى الكتاب أمامه.
< شعب الجنوب>
لقد أرسل شخصًا لإحضار نسخةً آخرى من الكتاب الذّي كان لدى فلورينتيا من قبل من المكتبة.
كان ذلك لأنّه تساءل عمّا إذا كان يتذكّر محتويات الكتاب بشكل غير صحيح.
كان هذا الكتاب دراسةً عن قبيلة غامضة جديدة اكتُشفتْ قبل حوالي عقد من الزّمان في الطّرف الجنوبيّ للإمبراطوريّة.
ذكر المؤلّفون أنّهم يعيشون في الغابة ولديهم ثقافة منغلقة للغاية.
لديهم قوّة غامضة تشبه السّحر.
تمّ توضيح أنّها كانتْ قدرة لا تتوارث إلا من خلال النّسب وأنّها كانتْ قوة سريّة لا يمكن تعليمها للغرباء.
قام رولاك ، الذّي فتح الكتاب و قرأ المحتويات بلمحة ، بتغطية الكتاب.
مثل هذا المحتوى لم يكن مهمّا.
ما يقلق رولاك الآن هو لماذا كانتْ حفيدته ، البالغة من العمر سبع سنوات ، تقرأ كتابًا أكاديميًّا صعبًا مكتوبًا للبالغين ، وهو ليس كتابًا للفنون الحرة
ذكيّة.
بعد أن طرق الباب ، دخل رجل بشعر أشقر طويل مربوط بإحكام ويرتدي نظارات.
لقد كان الباحث كليريفان ، الذّي يدعم رولاك منذ الأيام الأولى لإنشاء نظام المنح الدراسية.
حاليا ، يهتمّ بالشؤون المالية للسكن وكان المسؤول عن تعليم أطفال لومباردي.
“هل استدعيتني ، سيّدي؟”
“اجلس للحظة”.
حالما وقف كليريفان أمام الطاولة ، دفع رولاك “شعب الجنوب” أمامه.
“ما هذا؟”
“إنّه الكتاب الذّي كانتْ حفيدتي تقرأه اليوم.”
“إذا كانت حفيدة .. هل هي الآنسة لاران؟”
كانتْ لاران الابنة الكبرى لفيزي وأخت بيلساك التّي تكبره بعامين.
“إنه لأمر مدهش. قرأتْ كتابًا كهذا في سن الثّانية عشرة …”
“إنّها ليستْ لاران.”
“إذن من هي؟”
” فلورينتيا. “
بعد كلمات رولاك ، قطب كليريفان.
تساءل عمّا إذا كان رولاك يمزح معه.
“أنا لا أمزح.”
“لكن الآنسة فلورينتيا ما زالت …”
“في السّابعة من العمر.”
يبدو أن كليريفان ، الذّي فتح الكتاب كما لو كان يتحقّق من محتويات الكتاب كما فعل رولاك ، يشعر بالارتياب.
“ألن تكون قد أحببتْ غلاف الكتاب وأخذتْه؟”
كان من الممكن أن يبدو الغلاف الأخضر الدّاكن ، مثل الغابة التّي يعيش فيها شعب الجنوب ، جميلًا في عيون الأطفال.
“عندما يكون طفل في السابعة من عمره ، فهو فقط يحتاج لمعرفة كيفيّة قراءة كتب الأطفال أو بعض الكتب الصغيرة.”
“عادةً الأمر كذلك”.
“إذن ، هل تقول أن الآنسة فلورينتيا ليستْ عاديّة؟”
“لقد استدعيتكَ لاكتشاف ذلك.”
” إذا كان الأمر كذلك … ” .
“من المرّة القادمة فصاعدا ، دع فلورينتيا تأخذ دروسًا مع الأطفال الآخرين”.
مرّةً واحدة في الأسبوع ، يجمع كليريفان أطفال لومباردي ويقدّم درسًا.
المواضيع تختلف حسب الفصول الدراسيّة ، بغض النّظر عن العمر.
الأطفال الوحيدون في الفصل الذّين يُتوقع أن يتمكّنوا من الحضور هم فقط طفلا فيزي ، و أيضا الأخوة التّوأم لشانانيت ، الابنة الوحيدة لرولاك ، و اللّذان يبلغان من العمر 11 عامًا .
“لا تزال الآنسة فلورينتيا صغيرةً جدًا. سيجد طفل يبلغ من العمر سبع سنوات صعوبة في الجلوس في مكان واحد لفترة طويلة ، هذا بدون اعتبار صعوبة فهم الفصل.”
“هذا هو الحال أيضًا بشكل عام.”
كليريفان ، الذي فهم شيئًا ذا مغزى من كلمات رولاك ، أضاق عينيْه.
“ما الذّي تحاول التّحقق منه ، يا سيّد رولاك”.
“حسنا”.
ضربتْ أصابع رولاك السّميكة المكتب.
“والدة فلورينتيا كانت بدويّة انتقلتْ إلى هذه المدينة. كانتْ جميلة المظهر ، لكن لم يكن هناك شيء مميّز آخر.”
قال لولاك ، أنّ الوجه الآن باهت ، لكن عينان خضراوان قويّتان فقط تتذكّران المرأة التّي ظلّت مُتأثِّرةً بعمق. ( أعتذر إذا كانت هذه الجملة المبهمة بس عجزت أفهم الترجمة الإنجليزية )
“لهذا السّبب أنا لم أعِر اهتمامًا كبيرًا لفلورينتيا. لكن بالنّظر إليها اليوم …”
تذكّر وجه حفيدته ، التّي كانتْ تقول كلّ ما تريد أن تقوله دون أن تذرف قطرة واحدة من الدموع على الرّغم من أنّ شعرها كان مبعثرًا هنا وهناك.
“لأنّني اعتقدتُ أنّه قد يكون هناك شخص ورث دم رولاك.”
عندما تذكّر كيف كانتْ تُأرجح كتابًا فوق بيلساك ، الذّي كان أكبر و أطول بكثير منها ، ظهرتْ ابتسامة مرحة نادرة على وجه رولاك المتجعّد.
انتهي الفصل