I Shall Master This Family - 46
لم تكن هناك حاجة للمزيد من الشّرح.
صرختُ أمام جدّي و صفّقتُ بيديّ الاثنتيْن.
“حسنًا ، انتظر لثانية! انتظر دقيقة يا جدّي!”
“هاه؟”
عدتُ مسرعة إلى غرفتي تاركةً جدّي يميل رأسه.
“أبي! حقيبة! حقيبة!”
“هاه؟ آه ، حسنًا ، نعم…”
كان والدي واقفًا مشدوهًا ، لكنّه أصبح مشغولاً بسببي.
وجدتُ حقيبة جلديّة مربّعة في زاوية الغرفة و وضعتُها على السّرير.
ثمّ وضعتُ الأشياء التّي أعتقد بأنّ بيريز سيحتاجها أو سيستخدمها في الحقيبة.
“هذا الكتاب و ذلك أيضًا! و كوكيز ، حلوى ، أدوات الكتابة…”
لمدّة قصيرة ، جريتُ في أنحاء الغرفة أختار أشياء كثيرة.
لم تكن تلك الأشياء تبدو بالنّسبة لي كثيرة ، لكن الحقيبة قد امتلئتْ على الفور.
“ما الذّي تفعلينه يا فلورينتيا؟”
أتى جدّي الذّي كان ينتظر في غرفة الجلوس إلى غرفتي أخيرًا و سألني.
“أنا آخذ بعض الأشياء التّي أحتاجها! أنا لن أتأخّر كثيرًا ، لذلك انتظر دقيقة يا جدّي!”
فجأة ، استطعتُ رؤية حديقة صغيرة من الأشياء المبعثرة فوق سريري.
“تحتاجينهم الآن؟”
أمال الجدّ رأسه لأنّه لم يستطع الفهم.
نظرتُ إلى الجدّ و أجبتُه.
“سأعطيهم لبيريز!”
“ستعطينهم له؟”
لبعض الأسباب ، اهتزّتْ عينا الجدّ.
“هل ستعطينه هذه الأشياء لأنّكِ لا تحتاجينها بعد الآن؟”
“أنا لم أضع الكثير…”
و بشكل غير متوقّع ، ازداد عبوس جدّي.
“عندما نقابل بيريز ، سيفهم جدّي قلبي أيضًا!”
إذا رأيتَ ذلك الفتى الهزيل ، ستريد على الأرجح إطعامه و العناية به.
أنا أقول الحقيقة.
“…حسنًا. لنذهب.”
كان صوت الجدّ غريبًا قليلاً ، لكنّني هززتُ كتفيّ.
ثمّ حملتُ الحقيبة الجلديّة و أمسكتُها بيد واحدة.
لا ، حاولتُ إمساكها.
“ها!”
الحقيبة ثقيلة جدًّا لدرجة أنّ جسدي قد تأرجح.
لقد وضعتُ الكثير من الأشياء.
تنهّد والدي قليلاً بالقرب منّي و حاول أن يحمل الحقيبة بدلاً عنّي.
لكنّني هززتُ رأسي قليلاً و قلتُ بصوت حيويّ مثلما كان صوت جدّي قبل قليل.
“الآن ، أنا مستعدّة للقاء بيريز ، يا جدّي!”
********
أمسكتُ بالحقيبة بين ذراعيّ بسعادة ، ثمّ بعد مدّة قصيرة ، غادرنا القصر.
“مهما كنتِ تريدين لقاءه ، لا أصدّق بأنّكِ ذاهبة إلى القصر الإمبراطوريّ بملابس نومك…”
هزّ جدّي رأسه و قال كما لو أنّه مندهش.
“ذلك…لأنّني قد استيقظتُ من نومي و كنتُ مشغولة جدًّا…”
أوه ، هذا مُحرج.
لقد صرختُ بالذّهاب إلى القصر الإمبراطوريّ و أنا ما أزال أرتدي ملابس نومي المزيّنة بالدّانتيل.
لو أنّني قد أدركتُ ذلك قبلاً ، لكنتُ قد صرختُ و ضحكتُ بثقة أقل.
نظرتُ خارج النّافذة للتّظاهر بأنّني هادئة و أنّ الأمر غير مهم.
لم تكن الشّمس قد أشرقتْ بالفعل ، لذلك كانتْ السّماء و الطّريق الذّي تجري عليه العربة ما يزالان مظلمان.
كانتْ مجموعتنا بسيطة للغاية للقول بأنّ سيّد لومباردي الأعلى يتحرّك.
المجموعة تتكوّن فقط من العربة و فرسان لومباردي الذّين يتبعونها.
لقد كان المكان هادئًا باستثناء صوت حوافر الأحصنة و صوت عحلات العربة التّي تدور على الطّريق.
يبدو بأنّ العالم ما يزال نائمًا.
نظرتُ إلى جدّي الذّي كان جالسًا بقربي.
ربّما بسبب الضّوء الخافت في العربة ، بدتْ التّجاعيد حول عينيْه عميقة اليوم.
عندما تكلّم عن بيريز في اللّيلة السّابقة ، بدا أنّه يفكر في الكثير من الأمور.
لماذا غيّر رأيه بهذه السّرعة و قرّر الذّهاب إلى القصر الإمبراطوريّ قبل حتّى أن تشرق شمس الصّباح؟
لم أستطع أن أسأل جدّي مباشرةً ، لكنّني استطعتُ الشّعور بالغموض من من التّجاعيد العميقة ، ممّا يعني أن السّبب غير جيّد.
جرتْ العربة بلا توقّف عندما خرجنا من منطقة لومباردي ، ثمّ عبرنا عبر الحقول و تخطّينا البوّابة.
رآى الجنود البعيدون قليلاً العربة تقترب بسرعة ، و فهموا بأنّ العربة تحمل سيّد لومباردي الأعلى ، لأنّه الوحيد الذّي يستطيع فعل ذلك.
من المفترض أن تكون بوّابة القصر الإمبراطوريّ الضّخمة مغلقةً حتّى الفجر ، لكنّها قد فُتحتْ بسهولة أمام شعار لومباردي.
لم تكن العربة التّي نركبها بحاجة إلى التّوقّف حتّى.
و أخيرًا ، وصلنا إلى القصر الإمبراطوريّ.
لقد كنتُ متوتّرةً قليلاً.
في النّهاية ، القصر الإمبراطوريّ ما يزال القصر الإمبراطوريّ على أيّ حال.
عندما توقّفتْ العربة ، غيّرتُ جلستي و جلستُ أفكّر في أنّ شخصًا ما قد يفتح باب العربة في أيّ لحظة.
و مع ذلك ، لم تتغيّر وضعيّة جدّي ، و بقي ينظر خارج النّافذة.
ثمّ أدار رأسه نحوي ، ربّما لأنّه شعر بنظرتي إليه ، و عندها تلاقتْ عينانا.
في تلك اللّحظة ، بدأتْ العربة في التّحرّك مجدّدًا.
حتّى مالك القصر الإمبراطوريّ لم يستيقظ بعد ، و لكنّنا مشينا باستقامة من البوّابة الأماميّة للقصر الإمبراطوريّ.
نظر جدّي إليّ متفاجئًا قليلاً ، ثمّ مدّ يده و ربّت على رأسي.
“هل اعتقدتْ بأنّنا سنتعرض للتّفتيش مثل المرّة السّابقة؟”
“أنا أعلم بأنّ الأمر سيكون بخير لأنّني مع جدّي. لكنه ما يزال القصر الإمبراطوريّ…”
أعلم بأن سيّد لومباردي الأعلى يستطيع الذّهاب إلى مكتب الإمبراطور إذا كان يريد ذلك دون أن يعترضه أحد.
لكنّني متواجدة أيضًا.
ربّت جدّي على رأسي مرّة أخرى و قال محاولاً تهدئتي.
“أنت لومباردي. لومباردي لا تخاف من العائلة الإمبراطوريّة.”
“واوو…”
رائع.
تمتم جدّي برفق و هو ينظر إلى ظرافتي التّي جعلتْه يضحك.
“لا تقلقي حيال جدّكِ أيّتها الطّفلة. جدّكِ سيكون غاضبًا جدًّا اليوم.”
أومئتُ بقوّة على الرّغم من أنّن لا أعلم على من سيكون غاضبًا.
في نفس الوقت ، دخلتْ العربة القصر الإمبراطوريّ.
مثلما ما هو الحال في الخارج ، لقد كان مكانًا مظلمًا ، باستثناء الأنوار المتفرّقة على طول الطّريق.
“أين يجب أن نذهب؟”
فتح الحوذيّ النّافذة الصّغيرة و سأل.
“أنا أعرف فقط كيف نمشي من هنا.”
“إذن ما باليد حيلة.”
بدا جدّي متحيّرًا للحظة ، ثمّ فتح باب العربة و خرج.
قفزتُ أيضًا بينما أمسك بيد جدّي.
قال الحوذيّ أنّه سيتبعنا ليحمل حقيبتي ، لكنّ جدّي هزّ رأسه و حمل حقيبتي بيده.
لا بدّ أنّ السّبب أنّه لا يستطيع إظهار بيريز لأيّ شخص.
“لنذهب يا فلورينتيا.”
مدّ الجدّ يده إليّ.
مشيتُ على الطّريق المؤدّي إلى الغابة غير المرئيّة بينما أمسك بيد أكبر و أكثر خشونة قليلاً من يد والدي.
لحسن الحظ ، بدأتْ السّماء تُضيء تدريجيًّا من الشّرق.
بالاعتماد على ذاكرتي ، وصلنا إلى المكان حيث كان بيريز يقطف و يأكل الأعشاب.
و هناك أدركتُ.
أنا فقط أعلم بأنّه في الجهة الغربيّة ، لكنّني لا أعلم حقًّا أين يعيش بيريز.
“جدّي ، هنا…”
“ماذا؟”
“لقد قابلتُ بيريز هنا في ذلك اليوم. و لقد سمعتُ فقط بأنّه يعيش في الغابة غرب قصر الإمبراطورة…”
على العكس من توقّعي بأنّه سيتحيّر ، بدا جدّي يعرف أين يجب الذّهاب.
“هل يعقل…هناك…؟”
تمتم جدّي بكلمة مجهولة و نظر إلى مكان بعيد حيث يمكن فقط رؤية الأشجار الكثيفة.
“إنّها أكثر شرًّا ممّا توقّعتُ.”
ضغط جدّي على يدي.
“من هنا فصاعدًا ، الجدّ يعلم الطّريق ، لنذهب إذن.”
مشى الجدّ أوّلا بوجه متصلّب.
و بعد فترة ، وقفنا أمام قصير صغير.
لقد كانتْ بنايةً قديمةً بدتْ أقرب إلى أنقاض.
بمجرّد أن هبّ ريح صغير ، صدر عن النّافذة صوت صفير عالٍ.
“لا بدّ أنّكِ مجنونة…”
خرجتْ تلك اللّعنة من فمي دون إدراكي.
مهما كنتِ تكرهينه ، كيف استطعتِ ترك طفل في قصر مهجور مثل هذا لوحده؟
مخزن الإمبراطورة مريح أكثر منه بلا شكّ.
قال جدّي و هو ينظر إلى القصر بعينيْن جادّتيْن مثلي.
“إحدى محظيات الإمبراطور السّابق قد سكنتْ هنا…”
لم يستطع جدّي قول كلّ الكلمات التّي كان يريد قولها و قصّرها ، لكنّه بدا يعرف كلّ شيء.
أمر الإمبراطورة جعل بيريز و والدته يعيشان في مثل هذا المكان.
“لا أحد سيأتي إلى هنا. هذا المكان…”
“لقد قلتِ بأنّه يعيش في غربيّ قصر الإمبراطورة؟ هذا هو القصر الوحيد الموجود في الغابة الغربيّة ، و يبدو أنّه المكان الذّي عاش فيه الأمير الثّاني مع والدته.”
“إذن ، حقًّا هذا المكان…”
لأكون صادقة ، بدتْ البناية كما لو أنّه لن يكون غريبًا إذا ظهر شبح فجأة.
العيش هنا وحيدًا لأشهر.
لن أكون قادرةً على الصّمود هنا ليوم واحد ، فما بالكَ بسنة.
لقد أدركتُ مجدّدًا كيف نجا بيريز بشراسة.
“لنذهب إلى الدّاخل.”
لقد كنتُ على وشك الدّخول إلى الدّاخل كما قال الجدّ.
بانغ-!
سمعتُ صوتًا عاليًا ، و فُتح الباب بقوّة كبيرة لدرجة أنّني ظننتُ أنّه سينفصل عن مكانه.
و خرج الفتى الصّغير الذّي دفع الباب قادمًا نحوي.
رفرف شعره الأسود في كلّ خطوة يخطوها ، و لمعتْ بشرته البيضاء مثل آنية فخّار نظيفة بسبب شفق الفجر.
“بيـ ، بيريز…آو!”
وصل بيريز إليّ بسرعة كبيرة ، و حضنني على الفور.
كان الجسد الذّي ارتطم بي بصوت طنين مؤلمًا ، لكنّني لم أستطع دفعه بعيدًا.
لقد كان الصبيّ الذّي يسند رأسه على كتفي و يحضنني بإحكام يائسًا للغاية.
“فلورينتيا.”
كان صوت الصّبيّ الهزيل الذّي يناديني مرتجفًا.
“هاي ، ابتعد قليلا. لا أستطيع التّنفّس.”
قلتُ بصوت عالٍ عن قصد.
و عندها استمع الصّبيّ لكلماتي على الرّغم من أنّه كان يبدو و كأنّه لن يتركني مهما حصل.
لكن لقد كانتْ مجرّد نصف خطوة.
خطى إلى الوراء فقط و حدّق فيّ.
و ما تزال يده ممسكة بكمّ قميصي.
لقد كان وجهه خاليًا من التّعابير ، لكنّ عينيْه الحمراوتيْن كانتا تنظران إليّ فقط.
لماذا يفعل هذا؟
حسنًا ، بما أنّه كان وحيدًا في مكان كهذا ، لا بدّ أنّه سيكون من الرّائع رؤية أيّ شخص.
“لقد قلتُ بأنّني سآتي مجدّدًا ، لماذا أنت مهتاج جدًّا؟”
“لأنّني قد اعتقدتُ بأنّكِ قد نسيتيني.”
لقد شعرتُ بتأنيب الضّمير قليلاً ، لكنّني قلتُ متذمّرة.
“هل أبدو كشخص لا يستطيع الوفاء بوعوده؟”
بانغ بانغ.
بدلاً من الإجابة ، هزّ بيريز رأسه بقوّة.
و حينها…
أمسكتْ يد كبيرة بظهر بيريز و وضعتْه أرضًا.
“ابقَ بعيدًا عن حفيدتي.”
لقد كان جدّي ينظر إلى بيريز باحتقار.