I Shall Master This Family - 299
قصة شان وغلاهان
فتحت شان عينيها ببطء
“أوه”
خرجت صيحة ذهول في الغرفة التي اخترقها ضوء الشمس الدافئ
نظرت شان إلى السقف المألوف و تجعد حاجبيها
“أوه، هذا الحلم مرة آخرى”
تمتمت ومسحت دموعها بيديها، مليئة بالإزعاج
” إذا كنتِ ستتذكرين، فيجب أن تتذكريه بشكل صحيح على الأقل”
نهضت من السرير وهي تتذمر ، فتشت في الدرج بشكل مألوف وأخرجت دفتر الملاحظات
في الأعلى ، كتبت تاريخ اليوم، وفي الأسفل، كتبت محتويات الحلم الذي تتذكره
كان روتيناً يتكرر كل صباح منذ حصلت على قدرة رؤية المستقبل في أحلامها
عادةً، كانت تكتب محتويات حلمها لفترة طويلة، لكن شان اليوم لم تكتب سوى بضع كلمات قصيرة تحت التاريخ
فلورنتيا، لومباردي، والرجل ذو العيون الخضراء
وبعد كتابة تلك الكلمات، توفقت الريشة التي كانت تتحرك بعنف
وأضافت كلمة واحدة بعناية
فلورنتيا ، لومباردي ، والرجل ذو العيون الخضراء -وسيم.
نظرت إليه برضا لبعض الوقت
وضعت شان الريشة جانباً، وتمتمت، وهي تحفر في شعرها بالمكشطة
م: المكشطة: أداة لتمشيط الشعر
“آه.. أعتقد أن هناك شيئًا آخر”
كانت قدرتها استثنائية
كانت دائماً ترى مستقبلاً دقيقاً ومفصلاً من خلال أحلامها، ولم تكن مخطئة قط
لكن في الواقع، في بعض الأحيان ، باستثناء بعض الكلمات ،كانت هناك أوقات تحلم فيها بأن ذهنها قد تم محوه تماماً
” من الغريب أنني أصبحت أحلم أكثر بعد حفل بلوغي سن الرشد العام الماضي”
حدقت شان بعينيها في الحروف الطويلة التي كتبتها
” ما هذا الهراء، أنه يستمر في الظهور في أحلامي “
فلورنتيا، لومباردي
يبدو أنه اسم
“مهما بحثت في القرية، لم أتمكن من العثور على مثل هذا الاسم”
تلك كانت المشكلة
لقد كانت الأحلام التي تحلم بها شان دائماً مرتبطة بالقرويين
لكن هذا الحلم الغامض، الذي يترك شعوراً بعدم الإرتياح في كل مرة ، لايبدو أن له أي علاقة بالقرية مهما فكرت فيه
كان هناك سبباً آخر كانت متأكدة منه
“لايوجد رجل بتلك الوسامة في هذه القرية”
بخلاف محتويات الحلم الآخرى التي تختفي مع بقايا صورة خافتة ، فإن وجه الرجل ذو العيون الخضراء الذي بدا حزيناً إلى حد ما مألوفاً
“أوه، لا أعلم. عندما يحين الوقت ، سأفكر فيه بشكل صحيح”
مع نمو شان، بدأت بشكل طبيعي ترى أشياء في المستقبل. إذا كان هناك شيىء واحد آمنت به، فهو أن” ما سيحدث يجب أن يحدث”
وكان القدر يقودها دائماً إلى أحلامها عندما يحين الوقت
“هيا بنا”
مدت شان نفسها إلى أقصى حد، واغتسلت ببساطة بالماء الذي سحبته في الليلة الماضية وغيرت ملابسها
ثم فتحت الباب وألقت نظرة خافتة للخارج
ابتسمت شان بسخرية وهي تتحقق من غرفة المعيشة الهادئة
“لقد رحلت”
كانت سورا، والدة شان، زعيمة صارمة، لكنها كانت أيضاً أم أكثر صرامة
ومع ذلك ، مهما جلست في مكان واحد وشاهدت كل شيء ، لم تتمكن من مراقبة ابنتها طوال اليوم
غادرت شان البيت بفرح
تقع قبيلة شارا في وسط الغابة الجنوبية وتعيش في عزلة عن العالم الخارجي، حيث تؤكد على العيش في وئام مع الطبيعة
لذلك لم يكن هناك أي سبيل لقطع شجرة واحدة بتهور، ولم يكن هناك صيداً إلا إذا كان ذلك ضرورياً للغاية
أحبت شان حقاً قبيلة شارا
“مرحباً شان!”
“صباح الخير”
رآها أهل القرية الذين كانوا منذ الصباح يجمعون ثمار الأشجار المنتشرة في الغابة، فرحبوا بها.
“هل ستذهبين إلى هناك مرة أخرى اليوم؟”
“نعم! من فضلك إحتفظي بالأمر سراً عن والدتي يا عمتي!”
تبع ذلك ضحك بدا لا يقاوم خلف ظهر شان، التي كانت تمشي في مزاج جيد
المكان الذي توجهت إليه كان منزلاً صغيراً خارج القرية
في الأصل، كان هذا المكان الذي عاشت فيه نيوبو، أكبر إمرأة في القبيلة، وكان منزلاً فارغاً لعدة سنوات بعد وفاة جدتها
حتى ظهر ذات يوم شخص غريب بصعوبة. وحصل على إذن سورا للدخول والعيش
طق طق
“المعلمة أفاني، هل يمكنني الدخول؟”
“هل أنتِ شان؟ تعالي إلى الداخل”
صاحب الصوت الذي رحب بها سريعاً كان أفاني روبيلي، التي زارت فجأة مدخل القرية منذ حوالي عامين تقريباً.
قدمت نفسها كعالمة، وطلبت الإذن لدراسة قبائل شارا ونشرها في الكتب
افترض جميع القرويين أن سورا سترفض الطلب بضربة واحدة وتطرد الغرباء من الغابة
ومع ذلك، بعد التفكير في الأمر لعدة أيام، قبلت سورا شخصاً غريباً في القرية.
لكن لم يعترض أحد على قرار الزعيمة أو يشكك به
كانوا يعتقدون أن بإمكان سورا رؤية مالم يتمكن الآخرون من رؤيته
“شكراً على الوفاء بوعدك اليوم، شان”
قالت أفاني روبيلي وهي تضع فنجان الشاي أمام شان
الشاي الأحمر، الذي يختلف لونه تماماً عن الشاي الذي تشربه قبيلة شارا، لم يكن سوى نوع من أنواع الشاي الثمينة التي أحضرته أفاني روبيلي من الخارج
“أسمتع بالتحدث مع المعلمة أفاني. لا يوجد شيء صعب في العثور على صديق”
“شان…”
على الرغم من قبولها بقرار من الزعيمة، إلا أن أهالي قبيلة شارا كانوا يخافونها كون أفاني من خارج القرية
كانت شان أول من تقرّب منها.
منذ ذلك الحين، أصبحت شان من أكبر المساهمين في مساعدة أفاني في بحثها.
“ماذا قلتِ بالضبط بالأمس؟”
سألت شان بعد أخذت رشفة من الشاي
“لقد تحدثنا بشكل مختصر عن” الحلم التنبؤي” الذي تراه شان”
“آوه، صحيح. نعم كان كذلك. أي واحد تريدين معرفة المزيد عنه، معلمة أفاني”
“إن لم يكن لديك مانع”
تحدث أفاني روبيلي، التي نظرت في عيني شان الواضحتين، بعناية
“هل يمكنك أن تخبريني عن محتوى حلمك ؟ “الحلم التنبؤي” الأكثر تذكراً، أو حتى حلماً حديثاً”
“حسناً، الأمر ليس صعبًا..”
عبست شان بشكل غير معتاد
“في الواقع، في هذه الأيام، لدي بعض الأحلام التنبؤية المزعجة؛لا، أنها غامضة للغاية حتى لا يمكن تسميتها حلماً”
“ماذا يعني ذلك؟”
“يبدو الأمر وكأنني أرى نفس المستقبل مراراً وتكراراً، لكن عندما أستيقظ، لا يمكنني تذكر التفاصيل. يبدو الأمر وكأن شخصاً ما حذفه عمداً. لا يمكنني تذكر سوى بضع كلمات مهمة”
“سمعت أن قدرات شان قوية بشكل خاص بين أفراد القبيلة. ليس من الشائع أن يكون لديكِ حلم تنبؤي خافت كهذا، أليس كذلك؟”
“نعم، عادةً، يكون المستقبل ثابتاً. بدقة شديدة”
“همم”
أثناء استماعها إلى قصة شان، كتبت أفاني روبيلي شيئاً ما في دفتر ملاحظاتها
“في الماضي، سمعت أن شان منعت حدوث فيضان كبير في القرية. هل هذا صحيح؟
“نعم، هذا بالضبط ما قلته منذ فترة قصيرة، مستقبل ثابت. لكن هذا الحلم…”
“أليس هذا حلمًا عادياً، وليس حلمًا تنبؤياً؟ عندما استيقظ، غالبًا ما أواجه صعوبة في تذكر أحلامي”.
“حسناً،لا”
قالت شان بحزم.
“الحلم العادي والحلم التنبؤي مختلفان. ماذا يجب علي أن أقول عن الحلم التنبؤي؟ إنه أشبه ما يكون بالنظر إلى بركة”
“في البركة…”
وبعد ذلك، تحدثت الإثناتان مراراً وتكراراً حتى أصبح فنجان الشاي فارغاً.
في نهاية ذلك، أغلقت أفاني روبيلي المذكرة.
“هل حان دوري الآن؟”
كان تبادل الأسئلة مع بعضهما البعض هو الوعد بين شان وأفاني
على عكس أفاني روبيلي، التي تطرح أسئلة مفصلة لأغراض البحث، طرحت شان فقط بضعة أسئلة كانت فضولية بشأنها
تنهدت شان وفكرت لبعض الوقت قبل أن تفتح فمها
“قلت أن هناك نظاماً للمكانة في الخارج. خاصة سلطة النبلاء القوية. أوه، لقد قلتِ أيضاً أن هناك عائلة إمبراطورية أقوى منهم”
“نعم”
“فهل تمتلك العائلة الإمبراطورية كل شيء؟”
“هذا غير صحيح”
أومأت شان برأسها عند إجابة أفاني
لكنك قلت أن النبلاء يجب أن يطيعوا أوامر العائلة الإمبراطورية”
“نعم.في الواقع، يجب على معظم النبلاء أن يطيعوا أوامر العائلة الإمبراطورية بشكل مطلق؛ لكن. هناك عائلة واحدة فقط، إستثناء.”
قالت أفاني روبيلي، مرفعة أحد أصابعها
“إنها عائلة لومباردي”
“آه…لومباردي”
كانت قد سمعت بهذا من قبل
في الوقت نفسه، بدأ قلب شان يخفق
وآخيراً، وجدت دليلاً حول ذلك الحلم
“إنها عائلة قوية جعلت إمبراطورية لامبرو موجودة. لا يستطيع حتى الإمبراطور أن يعاملهم بتهور”
“لماذا؟”
“حسناً، كان هناك تعهد بين لومباردي والعائلة الإمبراطورية. كانت لومباردي هي التي جعلت دوريلي إمبراطوراً عندما تأسست الإمبراطورية.”
“أرى…”
“وفي المقام الأول، يمكن القول أن الإمبراطورية لن تنجح بدون لومباردي . من الصعب شرح كل شيء، لكنها كذلك”
“هل هناك شخص في عائلة لومباردي يدعى “فلورنتيا”؟”
“فلورنتيا؟ لا أعرف. لا أعرف جميع أسماء أفراد لومباردي ….لماذا تسألين ذلك؟”
في الحلم الذي ذكرته منذ فترة، يظهر شخص يدعى فلورنتيا لومباردي بشكل متكرر”
“هل كان لديك حلم تنبؤي حول لومباردي؟…”
ابتسمت شان وأومأت برأسها عند سؤال أفاني روبيلي المحير.
ولكن هذا لفترة من الوقت
مع وجود الشمس وأشعتها الذهبية خارج النافذة، شربت شان الشاي على عجل ونهضت من مقعدها
“سأخبرك القصة بالتفصيل في المرة القادمة التي أحضر فيها مذكراتي. أعتقد أنه يتعين علي الذهاب الآن”
“أوه، لقد حان الوقت بالفعل. أراكِ لاحقاً، شان”
كانت طريق عودتها إلى المنزل مرهقة
لقد فوجئت بكلمة لومباردي وتأخرت أكثر من المعتاد
“هوك، إيجو، تنهد”
كانت شان تلهث بشدة حتى كادت تفقد أنفاسها. فحاولت بكل ما أوتيت من قوة أن تخفي صوت خطواتها وهي تقترب من المنزل.
وأدارت مقبض الباب بعناية شديدة.
لحسن الحظ، بدا المنزل فارغاً كما كان عندما غادرت
“آه، هذا أمر مريح”
بمجرد وصولها إلى غرفتها…
“لقد ذهبت إلى منزل العالمة مرة آخرى”
ارتجفت أكتاف شان بصوتٍ عالٍ
وبينما كانت تستدير ببطء، كانت سورا، التي بدت غاضبة جداً، تحدق في شان