I Shall Master This Family - 109
“هوا…”
خرجتْ تنهيدة كاظمة للغيظ من فم بيريز ، الذّي خرج إلى الشّرفة ليستنشق الهواء الطّلق.
على الرّغم من أنّ ذلك كان مقصودًا ، شعر النّبلاء الذّين استمرّوا في التّكلّم معه و الآنسات اللّواتي استمررن في طلب الرّقص معه بالاستياء.
عقد بيريز ذراعيْه و هو يسند نفسه وراء درابزين الشّرفة.
كان ذلك لأنّ شخصًا كان يتبعه لدرجة أنّه قد انزعج منه قد تبعه أيضًا إلى الشّرفة.
“يبدو بأنّكَ مسرور جدًّا لأنّكَ حصلتَ على فرصة رائعة كهذه للظّهور في الحفلات الأرستقراطيّة ، ألستَ كذلك؟”
لقد كان أستانا الذّي كان في حالة من السّكر.
نظر بيريز إلى أستانا و هو بحالته تلك بعينيْن مزدريتيْن و مشفقتيْن.
ثمّ صاح أستانا المغتاظ بحنجرة مختنقة.
“أنتَ! كيف تجرؤ على النّظر إليّ بتلك الطّريقة؟!”
ثمّ حاول أن يمسك ببيريز ، لكنّه أخفق إخفاقًا ذريعًا.
لا يمكن للمستحيل أن يكون ممكنًا لأستانا ، الذّي كان سكرانًا و مترنّحًا بالفعل.
“آغه!”
بلع أستانا ، الذّي كان على وشك أن يفقد توازنه و يسقط من الدّرابزين ، ريقه متفاجئًا.
لكنّه سرعان ما أدرك شيئًا و هو ينظر إلى بيريز و قال بصوت عالٍ ، و هو يشير إلى الأخير بأصبعه.
“استمتع بالأمر طالما يمكنكَ ذلك! لن تستطيع حتّى أن ترى هذا في أحلامكَ لاحقًا ، يا أيّها الوضيع!”
قطب بيريز حاجبيْه.
لم يكن ذلك بسبب كلمة ‘وضيع’ التّي سمعها.
هو لم يعد يهتمّ بمثل هذه الكلمات بعد الآن.
“استمتع بالأمر طالما يمكنني ذلك؟”
جعلتْ ردّة فعل بيريز أستانا أكثر سرورًا.
“الآن و بما أنّ فتاة لومباردي تلك ما تزال صغيرة ، يمكنكَ أن تتظاهر بأنّكما مقرّبان من بعضكما البعض لأنّكما رفيقا لعب. لكن إن كبرتْ قليلاً ، لن تكون قادرًا على فعل ذلك.”
لم يجب بيريز ، لكنّ أستانا ضحك متعمّدًا.
“إنّها ابنة جالاهان لومباردي. على الرّغم من أنّ خلفيّة والدتها معيبة قليلاً.”
لقد بدا الأمر كما لو أنّه يقيّم صنفًا لأحد الكلاب.
“أموال جالاهان أكثر من كافية. على عكسكَ أنتَ من سيختفي عندما تنتهي هذه الحفلة و لن يبحث شخص عنكَ.”
فتح بيريز فمه كما لو أنّه كان على وشك أن يلفظ بكلمة ما ، لكنّه أغلقه مجدّدًا.
لا يوجد شيء يمكنه قوله.
لسوء الحظّ ، كانتْ جميع كلمات أستانا المستهزئة صحيحة.
لقد كانتْ نفس الأفكار التّي كانتْ تجول في ذهن بيريز منذ أن قدم رولاك لومباردي إلى قصر بويراك.
“أنتَ لا تستحقّ أن تقف بجانب فلورينتيا لومباردي.”
صرير.
في النّهاية ، صرّ بيريز على أسنانه.
“لو كنتُ في مكانكَ ، لكنتُ قد اختفيتُ مباشرةً من أمامها.”
توهّجتْ عينا بيريز الحمراوتان و هو ينظر إلى أستانا كما لو أنّها على وشك أن تحرقه حتّى الموت.
و بخطوة أقرب ، و خطوة أخرى أقرب منه.
“ماذا ، ماذا؟”
تذكّر أستانا ، الذّي كان مستهزءًا به بكلّ جوارحه ، بأنّ بيريز يمتلك القوّة تمكّنه من قطع السّيوف حتّى ، و خطا خطوة إلى الوراء.
قال بيريز ، الذّي جعل اقترابه أستانا يمشي إلى الوراء حتّى التصق بدرابزين الشّرفة ، بصوت منخفض.
“مخطئ.”
“ماذا ، ماذا؟”
“مخطئ.”
بعد لحظة تفكير ، توصّل بيريز إلى الكلمات الملائمة.
“أنتَ مثل بيلساك.”
لقد كانتْ كلمات تقولها تيا بلهجة سيّئة للغاية في بعض الأحيان.
“ما ، ماذا يعني ذلك؟”
نظر بيريز مستهزءًا إلى ساقيْ أستانا المرتجفتيْن و استدار.
“استمتع بالأمر طالما يمكنكَ ذلك.”
عاد بيريز ، الذّي غادر بعد أن قال ذلك ، إلى قاعة المأدبة.
*****
“أين هو؟ هو لم يعد بالفعل ، أليس كذلك؟”
بعد أن هدّأتُ والدي و جدّي ، تجوّلتُ في أرجاء القاعة باحثةً عن بيريز مجدّدًا ، لكنّه لم يظهر أبدًا.
و أنا أنظر في الأرجاء ، لفت انتباهي فتى في منتصف مراهقته بشعر أشقر بلاتيني تقريبًا و بشرة داكنة قليلاً.
“أنا آسف ، لكنّني لا أريد أن أرقص.”
مثل تلك الكلمات الصّريحة لا توجد في الآداب المتعارفة في العاصمة ، لذلك فهي تبدو وقحة قليلاً.
“أوه يا إلهي! كيف يمكنكَ أن تكون بهذه الوقاحة…”
كما هو متوقّع.
عادتْ الآنسة التّي طلبتْ منه الرّقص مستاءةً للغاية.
“هوا…”
و بدلاً من ذلك ، استدار الفتى ، الذّي تنهّد كما لو أنّه كان في ورطة ، و اصطدم بي بعد أن كنتُ واقفةً وراءه.
“أنا آسف جدًّا! لقد كنتُ غارقًا في أفكاري… هل أنتِ بخير يا آنسة؟”
أمسك الفتى بكتفي معربًا عن أسفه الشّديد ، و مدّ منديلاً لي على الرّغم من أنّني لم أتّسخ على الإطلاق.
“الأمر على ما يرام. العاصمة مختلفة للغاية عن الشّرق ، لذا لا بدّ من أنّكَ قد كنتَ مشتّت الذّهن.”
عندما أعدتُ المنديل و قلتُ ذلك ، فتح الفتى عينيْه على مصرعيْهما.
“كيف علمتِ بأنّني من الشّرق؟!”
“حسنًا ، لقد علمتُ بذلك عندما رأيتُ بشرة السيّد الشّاب و رفضه للرّقص قبل قليل. لقد سمعتُ بأنّ الشّرق يمتلك ثقافة مختلفة قليلاً.”
لا أحد في العاصمة يقول ذلك.
“واو ، هذا عظيم!”
ابتسم الفتى الذّي قال ذلك ابتسامة عريضة.
كان شعره الأشقر الزّاهي و عيناه الزّرقاوتان بلون السّماء الصّافية و ابتسامته المفعمة بالنّشاط متناسقين بشكل عجيب مع أضواء قاعة المأدبة.
لقد بدا كشمس تلمع بإشراق.
و أنا أنظر إلى وجهه المبتسم ، مدّ الفتى يده عن طيب نفس و قال.
“سعدتُ بلقائكِ ، أنا أفينوكس لومان**.”
** في الفصول السابقة كنت أترجمها رومان بس الحين اكتشفت أن الاسم الصحيح هو لومان ، أعتذر على الخطأ.
أوه ، أنتَ ابن سيّد لومان الأعلى الشّاب الذّي استلم اللّقب حديثًا.
صافحتُ أفينوكس محيّية إيّاه.
“أنا فلورينتيا لومباردي.”
“أوه ، لومباردي!”
تعرّف أفينوكس عليّ مباشرةً.
“سعدتُ بلقائكِ يا آنسة فلورينتيا لومباردي!”
لم تكن هناك أيّ علامة على التّملّق أو محاولة إظهار نفسه بشكل جيّد أكثر من اللّزوم.
لقد كان قويمًا و واثقًا.
الآن ، أنا أفهم لماذا شعرتُ بأنّه ‘كشمس’ قبل قليل.
و حينها ، استطعتُ رؤية بيريز ، الذّي ظهر فجأةً من شرفة ليستْ بعيدة.
“بيريز ، ها أنتَ ذا!”
نظر بيريز إليّ عندما صحتُ.
بالمناسبة ، النّظرة على وجهه تبدو منذرة بالخطر نوعًا ما.
أعتقد بأنّه يمشي أسرع بمرّتيْن ممّا يفعل عادةً.
“تيا.”
“أين كنتَ؟”
“لقد ذهبتُ لأحصل على بعض الهواء الطّلق.”
“ماذا؟ لم أكن أعلم بذلك ، و استمررتُ في البحث عنكَ لمدّة.”
“…هل كنتِ تبحثين عنّي؟”
بدا بيريز مسرورًا بشكل غريب حينها.
“لو كنتَ مكاني لفعلتَ المثل ، أليس كذلك؟”
سيفعل بالتّأكيد.
لكن عندما كنتُ أتكلّم مع بيريز ، رأيتُ أفينوكس ينظر إلى بيريز بعينيْن متحمّستيْن.
“أوه ، و هذا…”
“أنا أفينوكس لومان يا سموّ الأمير الثّاني!”
لقد كان صوته مفعمًا بالحيويّة ، و تمكّنتُ من رؤية وهج يلمع في عينيْه.
لقد بدا و كأنّ أحدهم يلوّح بعصا مضيئة من وراءه.
لكنّ بيريز قد أجاب بإجابة غير متوقّعة.
“أوه ، هل تقصد السّيّد الأعلى إينديت لومان…”
يبدو بأنّه كان يعلم بأنّ سيّد رومان الأعلى من الشّرق قد تغيّر حديثًا.
أوه ، إنّه فتى ذكيّ.
إلى جانب جماله و مهاراته في السّيف ، بيريز يمتلك عقلاً مذهلاً.
“أوه ، هل تعرفني؟”
بوجه الدّقة ، هو يعرف والده ، سيّد لومان الأعلى.
أومأ بيريز.
“أوه ، شكرًا لكَ. لطالما أردتُ لقاءكَ في يوم ما منذ أن سمعتُ أنّكَ قد أطلقتَ هالةً في عمر صغير!”
لقد اتّضح بأنّ أفينوكس من معجبي بيريز.
“آه…”
بدا بيريز مرتبكًا في هذا الوضع.
يبدو بأنّه لم يقابل أبدًا من قبل مثل هذا الفتى النّبيل الصّريح.
لقد كان من الصّعب أن أتخيّل بأنّ بيريز هذا هو نفسه الشّخص الذّي امتلك كلّ نبلاء الإمبراطوريّة جمعاء و جعلهم في صفّه.
“أوه! والدي!”
ثمّ نادى أفينوكس شخصًا ما كان يمرّ بجانبنا.
“أوه ، فلورينتيا!”
لكنّ المجيب كانتْ تيليانا ، التّي أظهرتْ وجهها من وراء ظهر رجل.
قدّمتْني تيليانا ، التّي أتتْ إليّ نصف جارية بوجه مسرور ، لمجموعة من الأشخاص كانوا يتبعونها.
“هذه هي فلورينتيا لومباردي!”
لقد كان أولئك الأشخاص يرتدون ملابس فاخرة للغاية.
و على الرّغم من أنّهم يمتلكون بشرة سمراء قليلاً ، إلاّ أنّهم يرتدون بجراءة ألوان فاتحة.
و من بينهم ، اقترب أطول رجل كان يبدو عليه أنّه في نهاية ثلاثينيّاته منّي و حيّاني.
“مرحبًا يا آنسة لومباردي. أنا إينديت لومان ، السّيد الأعلى لعائلة رومان.”
باستثناء النّدبة الممتدّة على ذقنه ، كانتْ ابتسامته المعتدلة مماثلة لخاصّة أفينوكس تمامًا.
“لقد سمعتُ بأنّكِ قد ساعدتِ ابنة أخي تيليانا كثيرًا ، لذلك أتيتُ لأشكركِ شخصيًّا.”
“أوه ، لا شكر على واجب…”
عندما أومأتُ ، فتح إينديت لومان عينيْه على مصرعيْهما كما لو أنّه قد كان متفاجئًا.
“حسنًا ، أنتِ غير متفاجئة بأنّها ابنة أخي ، على الرّغم من أنّها تمتلك اسم عائلة مختلفًا عن خاصّتي؟”
“لا ، أنا متفاجئة للغاية.”
“يا لشخصيّتكِ الهادئة!”
تدخّلتْ تيليانا التّي كانتْ في الجانب.
في الحقيقة ، أنا أعلم من كانتْ تيليانا جيترويل ، منذ اللّحظة التّي عرفتُ فيها اسمها الكامل.
بعد أن تزوّج أخ إينديت لومان الأصغر ، توك لومان ، استقلّ بنفسه و استلم ملكيّة صغيرة تسمّى جيترويل.
و غيّر اسم عائلته إلى جيترويل.
لقد سمعتُ بأنّ ذلك شائع في الشّرق.
و مع ذلك ، لم يكن بإمكان الآنسات الصّغيرات ، اللّواتي لا يعرفن سوى الأمور السّطحيّة حول الأوضاع في الشّرق ، معرفة هذا الأمر.
“لقد سمعتُ بأنّ تيليانا قد تعرّضتْ للمضايقة لأنّه قد أسيء فهمها كريفيّة شرقيّة…”
“عمّي!”
قفزتْ تيليانا ، لكنّ كلّ ما فعله سيّد لومان الأعلى كان الابتسام بطريقة مرحة.
“قلب الآنسة لومباردي ، التّي ساعدتْ تيليانا الضّعيفة على الرّغم من أنّها لا تعلم بأنّها من عائلة لومان ، طيّب للغاية.”
“أنا فقط قمتُ بواجبي. هذا مدح لا أستحقّه.”
لم أشعر بالملل بفضل أنّ تيليانا تشبه كريني.
و تيليانا هي أوّل من تكلّم معي في التّدريب للحفلة.
“آهه ، يا لك من فتاة لطيفة…”
أومأ رومان إيماءة سعيدة.
ثمّ انقسم النّاس من حولنا إلى نصفيْن و اقتربتْ مجموعة من الأشخاص منّا.
“أوه ، إنّه سيّد لومان الأعلى.”
“نعم يا جلالتكَ.”
لقد كانوا الإمبراطور جوفانيس و جدّي ، يتبعهما والدي و كليريفان.
مجموعتان من الشّخصيّات البارزة قد تجمّعتا في مكان واحد ، لذا بالتّأكيد ، كانتْ أعين جميع الحاضرين في قاعة المأدبة متمركزة في ذلك المكان.
“دعنا لا نتحدّث هنا ، لنذهب إلى الأعلى.”
لقد كان هذا دعوةً إلى ‘الغرفة الخلفيّة’ التّي يُسمح لعدد قليل جدًّا من الأشخاص فقط دخولها.
“نعم يا جلالتكَ.”
أومأ سيّد لومان الأعلى بسعادة و تلفّظ بملاحظة صغيرة لعائلته المحيطة به.
و حينها ، بقى رجل واحد فقط بدا أنّه الأقرب منه مع عائلة لومان.
“الآن و بما أنّكِ قد قمتِ بظهوركِ الأوّل في المجتمع ، تعاليْ معي بصفتكِ الشّخصيّة الرّئيسيّة لحفلة الظّهور الإمبراطوريّة هذه يا فلورينتيا.”
هذا مزعج قليلاً.
لكن لا يمكنني قول لا ، لذلك ثنيتُ ركبتيّ قليلاً لأعرب عن شكري.
و وقعتْ عينا الإمبراطور جوفانيس على بيريز ، الذّي كان واقفًا بجانبي.
“ليأتي الأمير الثّاني أيضًا.”
كان هذا هو كلّ ما قاله.
تمّتْ دعوة بيريز بطريقة رسميّة أيضًا.
عندما توجّهنا إلى الطّابق العلويّ معًا ، تراجع الحاضرون و أخلوا الطّريق.
علقتْ أعين العديد من الأشخاص طويلاً على بيريز بشكل خاصّ.
لقد كانوا متفاجئين من أنّ بيريز ، الذّي على الرّغم من أنّه قد كان أميرًا لكنّه لم يكن يمتلك سمعة ، كان يتوجّه إلى الغرفة الخلفيّة برفقة شخصيّات بارزة ، من بينهم الإمبراطور.
كان بيريز يظهر وجهًا متصلّبًا قليلاً ، ربّما لأنّه كان مدركًا لنظراتهم.
قلتُ و أنا أنقر على جانب بيريز.
“عندما نذهب ، سنجد أشياء لذيذة. لنأكلها بينما يحضى الكبار بحديثهم.”
“…نعم. لنفعل ذلك.”
حينها فقط ، ابتسم بيريز و أومأ.
ثمّ أبطأ من مشيته للحظة و نظر إلى الوراء كما لو أنّه كان يتحقّق من شيء ما.
“إلى ماذا تنظر؟”
“آه ، لا شيء.”
أجاب بيريز ، و هو يهزّ رأسه على الفور و يمشي ورائي.
و في تلك اللّيلة.
لم يكن بمقدورنا ركوب العربة عائدين إلى لومباردي حتّى أظلمتْ سماء اللّيل بشدّة.
استخدمتْ لوريل و كليريفان عربات منفصلة للعودة إلى منزليْهما ، و جلستْ جميع أسر لومباردي معًا في عربة لومباردي الكبيرة.
كان التّوأم إلى جانبيّ ، و كانتْ شانانيت تعتني بوالدي و جدّي ، اللّذان بالغا في الشّرب مع الإمبراطور جوفانيس و سيّد لومان الأعلى.
“أنا أكره تيا.”
“إنّها لئيمة للغاية.”
فتح جيليو و مايرون فمهما.
“لماذا مجدّدًا؟”
عندما سألتُ ببراءة ، بدأ التّوأم في الشّكوى.
“كيف أمكنكِ ألاّ ترقصي معنا؟”
“دائمًا ما تكونين مع الأمير الثّاني… فقط مع الأمير الثّاني.”
اختلس جيليو نظرةً إلى شانانيت و قال.
“في المرّات القادمة ، سنذهب إلى العديد من المأدبات معًا.”
“في ، في المرّات القادمة؟”
“معًا…”
تبادل التّوأم النّظرات بسرعة و لعبا ورقة حجرة مقصّ فجأة.
“لقد فزتُ! أنا الأوّل!”
“آرغه!”
فاز مايرون و خسر جيليو.
ضحك مايرون بصوت عالٍ كما لو أنّه قد امتلك العالم ، و أمسك جيليو برأسه و هزّه كمن تعرّض لإفلاس تامّ.
ربّما لأنّهما ما يزالان صغيران.
بينما أنا أشعر بإرهاق شديد بعد المأدبة ، إنّهما نشيطان للغاية.
بينما أنا أفكّر في ذلك ، تعثّرتْ العربة قليلاً.
سقط والدي الثّمل على كتفي إثر تلك الحركة.
“تيا…”
تمتم والدي ثائرًا بصوت منخفض.
“تيا خاصّتي ، لنكبر ببطأ قليلاً… قليلاً فقط…”
أوه ، والدي.
ربّتُّ على رأس والدي قليلاً و فتحتُ نافذة العربة.
كان القصر الإمبراطوريّ يبتعد من خلال النّافذة.
*****
في اليوم الموالي لحفلة الظّهور الإمبراطوريّة.
كان بيريز ، الذّي أنهى لتوّه تدريب المبارزة في الصّباح الباكر ، يحضى بفطوره على مهل.
لقد كان نفس روتينه اليوميّ.
ثمّ ، فجأةً ، قال بيريز لكايتلين ، التّي كانتْ تسكب المشروب.
“تجهّزي للذّهاب إلى الأكاديميّة.”
“…نعم؟”
“سأذهب إلى الأكاديميّة عمّا قريب. لكن لا تسمحي لأي أحد أن يعلم بهذا.”
رفع بيريز عينيْه و نظر إلى كايتلين.
كانتْ كلمتا ‘أيّ أحد’ تعنيان لومباردي بوضوح.
“…نعم.”
“شكرًا لكِ.”
لقد كان بيريز يعلم مدى وفاء كايتلين الكبير للومباردي.
“و اليوم ، هناك ضيف قادم ، لذلك من الأفضل التحضّير.”