I Shall Master This Family - 108
كان بيريز ، الذّي كان يرتدي بدلة سوداء أنيقة و البروش الضّخم الذّي أهديتُه إيّاه من قبل ، يلمع بشكل أكبر حتّى اليوم.
إنّه عبقريّ كان قادرًا على استعمال الهالة عندما كان في الثّانية عشر فقط ، كما أنّه وسيم جدًّا.
يبدو بأنّ سعر أسهم بيريز سترتفع عموديًّا عند النّبلاء اليوم.
“بيريز ، أنت تبدو باهرًا اليوم…_
“ظريفة.”
“…هاه؟”
“ظريفة.”
قال بيريز بابتسامة خفيفة تحت رموشه الطّويلة.
“أوه ، أجل. أنتَ ظريف أيضًا اليوم.”
أجبتُ بحماس قليل.
“شكرًا لكِ.”
لكنّ بيريز ممتنّ للغاية.
سألتُ لأنّني كنتُ فضوليّة قليلاً.
“هل أنتَ لستَ غاضبًا؟”
“غاضبًا؟ عليكِ؟”
فتح بيريز عينيْه على مصرعيْهما قليلاً كما لو أنّه قد سمع شيئًا غريبًا.
“أقصد… الرّجال لا يحبّون كثيرًا أن يُقال لهم أنّهم ‘ظرفاء’؟”
و خصوصًا الأطفال.
لكنّ بيريز ابتسم خفية بدلاً من ذلك و أجاب.
“تيا تحبّ الأشياء الظّريفة.”
“نعم…”
و حينما كنتُ أفكّر مليًّا في كلمات بيريز…
“سموّ الأمير الثّاني ، آنسة لومباردي.”
اقتربتْ السّيّدة إمبريجا منّا.
“لقد حان وقت دخولكما.”
“أخـ ، أخيرًا…”
بدأ قلبي ، الذّي كان قد هدأ قليلاً بينما كنتُ أتكلّم مع بيريز ، في التّقلّب مجدّدًا.
“هوا…”
أخذتُ نفسًا عميقًا طويلاً على الرّغم من أنّني أعلم بأنّ ذلك لن يفيد.
“ادخلا.”
خرجتْ السّيّدة إمبريجا و قالتْ ، و هي تدفع بيريز من كتفه بلطف.
في نفس الوقت ، بدأ الباب ، الذّي كان مغلقًا أمامنا ، يُفتح ببطء.
تسرّب صوت الخادم الذّي كان يقدّمني من داخل قاعة المأدبة.
“الآنسة فلورينتيا لومباردي! الابنة الوحيدة للسّيّد جالاهان لومباردي…”
إنّه أوّل حفل ظهور لي في حياتي بأكملها.
********
بعد أن قدّموا أنفسهم و حيّوا بعضهم البعض بأمان ، وقف بيريز و الآخرون في صفّ واحد أمام مرافقاتهم ليؤدّوا رقصتهم الأولى.
يمكنني الشّعور بأعين الحاضرين على كامل جسدي.
همستُ بصوت منخفض لبيريز ، محاولةً إجبار نفسي على الاسترخاء.
“هناك عدد أكبر من النّاس ممّا توقّعتُ.”
“أنا أعلم.”
“بيريز ، هل أنتَ لستَ متوتّرًا؟”
نظر بيريز إلى الأسفل نحو يدي و أجاب.
“أنا متوتّر.”
“…كاذب.”
أنتَ لستَ متوتّرًا على الإطلاق.
“لكنّني مسرورة.”
“ماذا؟”
“أنتَ وسيم للغاية ، النّاس سينظرون إليكَ أكثر.”
“…هل الأمر كذلك؟”
حدّق بيريز فيّ للحظة و أكمل.
“أنا مسرور لسماع ذلك.”
و حينها بدأتْ الموسيقى.
الآن ، مع الموسيقى المألوفة ، بدأنا في الرّقص ببطأ كما تدرّبنا.
واحد ، اثنان ، ثلاثة. واحد ، اثنان ، ثلاثة.
كان الجزء الأول سلسًا.
لقد تدرّبتُ كثيرًا لدرجة أنّني لم أكن خائفة من الخطأ.
لكن ، عندما انتقلنا إلى الجزء الثّاني ، تغيّرتْ الأغنية و أصبح الإيقاع أسرع قليلاً.
كانتْ ساقاي المتوتّرتان تهتزّ لدرجة أنّني فوتُّ إيقاعًا.
لقد حُكم عليّ بالفشل!
كانتْ تلك هي الفكرة الوحيدة في ذهني.
حتّى قام بيريز بذراعه الذّي كان يمسك بخصري بإحكام في دعم جسدي.
“آه…”
نظرتُ إلى الأعلى نحو بيريز متفاجئةً.
“الأمر على ما يرام.”
ابتسم بيريز بضعف و قال بضع كلمات بصوت منخفض.
كان بيريز يقودني بنفسه تمامًا ، حتّى عندما كنتُ محرجةً و ضائعة.
و بسبب نظره إلى عينيّ ، لم أفقد هدوئي.
كانتْ هناك فكرة واحدة في ذهني بعد أن عدتُ إلى رشدي و أنهيتُ الجزء الثّاني.
متى كبر كثيرًا هكذا؟
ذلك الطّفل الذّي كان يجلس جلسة القرفصاء في الغابة و يأكل الأعشاب ، متى قد كبر؟
و بينما أفكّر بذلك ، انضمّتْ الثنائيّات الباقيات و أنهينا الرّقصة الجماعيّة.
و عندما انتهتْ الموسيقى و تراجع الفرسان المرافقون إلى الوراء منحنين بأدب…
قبّل بيريز ظهر يدي بينما كان الحاضرون يصفّقون.
لقد كنتُ متفاجئةً ، و جفلتُ للحظة ، لكنّني لم أنزع يدي من يده.
ابتسم بيريز عندما نظر إلى الأعلى ليرى ردّة فعلي.
لقد كانتْ ابتسامة عميقة و ثابتة.
وجهه الجميل الذّي يجعل الجميع ينظرون إليه بإعجاب شديد بدا لي كمنبّه بشكل غريب.
يبدو بأنّ شيئًا ما ليس في محلّه.
لقد بدتْ و كأنّه لا يوجد شيء مميّز كالعادة ، لكنّ هناك شيء ما مختلف.
“تعال هنا لثانية.”
بعد أن خرجنا من أرضيّة الرّقص ، أمسكتُ بيد بيريز و قدتُه نحو طاولة كان عليه مشروبات.
“ما الخطب معكَ؟”
سألتُ بصوت منخفض.
“ماذا؟”
سأل بيريز مجدّدًا بصوت اعتياديّ.
أعتقد بأنّه يتظاهر.
“الأمر غير ناجح معي. أخبرني بسرعة. ما الذّي يجري؟”
منذ أن ظهر بيريز كفارس مرافق ، أشعر بشعور غريب و مزعج بشكل غامض.
هناك شيء ما حتمًا.
“كيف يمكنكِ… أن تفهميني جيّدًا هكذا؟”
قال بيريز بحاجب مقطوب قليلاً.
“ما الذّي تقوله؟ لأنّنا أصدقاء ، أليس ذلك واضحًا؟”
“الأمر هكذا إذن…”
ابتسم بيريز بضعف كما لو أنّه قد فقد نشاطه لسبب ما.
“أجل ، لذلك أخبرني. ما الذّي تفكّر فيه؟”
“حسنًا ، الأمر فقط…”
أجاب بيريز ، و هو يشير ورائي.
“لقد تدرّبنا كثيرًا معًا ، لكنّني أعتقد بأنّني لن أمتلك فرصًا أخرى للرقّص معكِ مجدّدًا.”
بعد أن نظرتُ إلى الوراء ، كان والدي يقترب منّي بابتسامة عريضة.
لا أعتقد بأنّ الأمر هكذا.
تراجع بيريز إلى الوراء بعد أن أعدتُ النّظر إليه.
“تيا!”
في نفس الوقت ، وصل والدي إليّ و حضنني بإحكام.
“تهانينا على ظهوركِ الأوّل النّاجح يا ابنتي!”
أنا أعلم يا والدي. لا يمكنني التّصديق بأنّني قد أنهيتُ ظهوري الأوّل.
لقد شعرتُ بأنّ الأمر قد بات حقيقة بعد أن تفوّه به والدي بفمه.
الثّانية عشرة.
في حياتي السّابقة ، لقد كان العمر الذّي بدأتُ أدخل فيه إلى المرحلة الأشدّ ظلامًا من حياتي.
“شكرّا لكَ يا سموّكَ. شكرًا جزيلاً لكَ.”
“لقد كان شرفًا أن أكون الفارس المرافق لتيا.”
أحنى بيريز أيضًا رأسه عندما حيّاه والدي بأدب.
أومأ والدي و ابتسم لبيريز و قال.
“حسنًا يا تيا. لماذا لا ترقصين معي أوّل رقصة لكِ بعد رقصة الظّهور؟”
انحنى والدي قليلاً و قال ، و هو يمدّ يده إليّ.
من الشّائع أن يُطلب الرّقص معكِ ، لكن الأمر مختلف عندما يفعل والدكِ ذلك.
هل يجب عليّ أن أقول بأنّكَ تبدو طبيعيًّا و مهذّبًا بشكل أكبر للغاية؟
حتّى أنّ السّيّدات من حوله ينظرن إلى والدي.
كما هو متوقّع من والدي.
“نعم يا أبي!”
قلتُ و أنا أضع يدي على يد والدي.
“أراكَ بعد قليل يا بيريز!”
نحن لم ننهِ حديثنا بعد!
لوّحتُ لبيريز و عدتُ إلى أرضيّة الرّقص مع والدي.
على عكس رقصة الظّهور الجماعيّة ، التّي يجب أن تحتفظ بإيقاع الموسيقى بشكل صارم ، كانتْ الموسيقى تُعزف بإنطلاق أكبر قليلاً.
ربّما لهذا السّبب كان النّاس يرقصون في جوّ أكثر أريحيّة بكثير.
“إنّه لشرف أن أشارك في رقصة الآنسة الأولى ، يا آنسة لومباردي.”
تكلّم والدي معي بالطّريقة التّي يجب أن يتمّ طلب الرّقص بها للسّيّدات الأخريات.
أجبتُ أيضًا مجارية أسلوبه.
“بالتّأكيد يا سيّد لومباردي.”
حالما أمسكنا بأيدي بعضنا البعض ، بدأتْ موسيقى جديدة كما لو أنّها كانتْ تنتظرنا.
لكنّني لم أستطع الاستمتاع بها بشكل كامل.
كان ذلك بسبب أنّ الجميع فد انتبه إليّ أنا و والدي و حدّقوا فينا.
كنتُ أنظر إلى والدي و أنا أرقص ، لكنّني شعرتُ بالانزعاج بسبب الغرباء الذّين كانوا ينظرون إلينا في الخلف.
عندما انتهتْ الرّقصة الأولى و بدأتْ الثّانية ، ناداني والدي كما لو أنّه قد انتبه إلى حالتي.
“تيا؟”
و نظر والدي في الأرجاء و أومأ كما لو أنّه قد فهم الموقف.
“حسنًا إذن…”
في تلك اللّحظة ، ظهر تعبير خبيث قليلاً على وجه والدي.
“هاا! أبي!”
أمسك والدي بيدي و دفع كتفي بخفّة و أدارني بسرعة في نفس الوقت.
“هاها!”
ضحك والدي كطفل عليّ عندما كنتُ متفاجئة.
لذلك في النّهاية ، لم يكن باليد حيلة غير أن أنفجر بالضّحك.
“هاها! ما الذّي تفعله يا أبي!”
عندما عدتُ إلى الإيقاع الاعتياديّ ، أمسك والدي يدي بعطف و قال.
“الآن أنتِ تبتسمين قليلاً يا ابنتي.”
أوه ، ألم أكن أبتسم؟
ذُهلتُ للحظة.
تكلّم والدي معي كما لو أنّه كان يطمئنني.
“لا بدّ من أنّكِ قد كنتِ متوتّرةً. هل تشعرين بتحسّن الآن؟”
“أوه ، إذن قبل قليل…”
لقد كان هناك سبب لتصرّفه اللّعّوب ، الذّي لا يناسب شخصيّة والدي المعتادة.
بالتّأكيد ، بعد ذلك الضّحك الكبير ، أشعر بالخفّة للغاية.
“نعم ، أنا بخير الآن يا أبي.”
“لا يوجد داع من أن تكوني متوتّرة للغاية يا تيا. و أبقي أمرًا واحدًا في ذهنكِ…”
قال والدي ، و هو يسحبني بلطف نحو حافّة أرضيّة الرّقص.
“لا يوجد داع أن تبقي متشبّثة بالمجتمع. يمكنكِ مغادرته في أيّ وقت تريدينه. مثلما تغادرين أرضيّة الرّقص الآن ، حسنًا؟”
مثلما المجتمع هو شيء مهمّ للنّبلاء ، هو أيضًا صعب و قاس.
في الحقيقة ، الكثير من النّساء يغرقن للغاية في الأنشطة الإجتماعيّة و يتأذّيْن بطرق عديدة.
هذا ما كان والدي يريد إخباري به.
بأنّ المجتمع ليس كلّ شيء في العالم.
“حسنًا ، ربّما المجتمع هو مكان أصعب بالنّسبة للمرأة. تيا ستمرّ بوقت عصيب…”
فجأةً ، توقّف والدي عن الكلام.
شيء ما كان في غير محلّه ، لذلك اقتربتُ قليلاً و نظرتُ إلى وجه والدي.
“أوه ، أبي ، هل أنتَ تبكي…”
“…لا ، أنا لا أبكي. أنا فقط أتساءل متى كبرتْ تيا خاصّتنا للغاية…”
أنتَ لا تبكي؟ أنتَ تبكي!
رمش والدي كثيرًا بيأس ، لكنّ الدّموع تنهمر بشكل أسرع.
قبل أن أعلم ذلك ، كان النّاس من حولنا يبتسمون و ينظرون إلى والدي.
كيف بحقّ خالق الجحيم من المفترض عليّ أن أُرضي والدي الباكي؟
مددتُ يدي و قلتُ ، مربّتةً على كتف والدي.
“أوه ، أبي ، لا تبكِ… ما الخطب معكَ يا أبي؟”
“أجل ، في مثل هذا اليوم الرّائع. هذا الأب غبيّ للغاية.”
لحسن الحظّ ، استطاع والدي أن يجمع شتات نفسه بسرعة.
ابتسم والدي ، الذّي مسح دموعه بكمّه بسرعة ، و عيناه ما تزالان مبتلّتان و حمراوتان.
“لا يمكنني التّصديق بأنّني أبكي في يوم حفلة ظهوركِ. ما الذّي سأفعله في اليوم الذّي ستتزوّج تيا فيه لاحقًا…”
“همم!”
أوه ، اللّعنة.
في هذه المرّة ، لقد انفجر بشكل أكبر حتّى.
أغلق والدي فمه و هزّ كتفه ، مديرًا رأسه إلى الجانب.
هل هذا ما يجعله يبكي!
لكن حينها اقترب جدّي منّا و سأل.
“ما الخطب معكَ يا جالاهان؟”
لم يستطع والدي الإجابة بشكل صحيح ، و هو يشخر محاولاً مسح دموعه بأكمامه.
تنهّدتُ برفق و أجبتُ بدلاً عنه.
“سألني أبي عن متى كبرتُ هكذا لأحضى بحفلة ظهور ، و أيضًا عن ما الذّي سأفعله عندما أتزوّج… ها ، جدّي؟”
لقد فشلتُ.
في النّهاية ، أمسك جدّي بجبهته.
أوه ، الآن أنا لا أعلم ماذا يجب عليّ أن أفعله.
كنتُ أقف ناظرةً في جدّي و والدي متعبةً نوعًا ما ، و من الوراء ، اقتربتْ شانانيت مع التّوأم.
نظرتُ إلى الأعلى نحو شانانيت ، و أنا لا أمتلك حتّى الطّاقة للشّرح.
نظرتْ شانانيت إليّ و هزّتْ رأسها كما لو أنّها تعلم حتّى دون أن أخبرها.
“هناك العديد من الأعين علينا ، لذلك لا تقوما بهذا هنا و اذهبا من هذا الطّريق.”
“…همم.”
شخر جدّي و والدي و تبعا شانانيت من الوراء بهدوء.