I Shall Master This Family - 106
“هل ستقع تيا في مشكلة إذا أصبحتُ فارسها المرافق؟”
لقد كان ذلك هو السّؤال الأوّل الذّي سأله بيريز عندما زارتْ السّيّدة إمبريجا قصر بويراك و عرضتْ عليه أن يصبح فارسًا مرافقًا.
“ماذا…؟”
جفلتْ عينا السّيّدة إمبريجا المتجعّدتان بإنذهال للحظة.
كان ذلك لأنّ إجابة ‘هذه فرصة ليترك انطباعًا جيّدًا لدى النّبلاء عن طريق تجنّب مراقبة الإمبراطورة و الأمير الأوّل’ كانتْ غير متوقّعة.
لكن سرعان ما استعادتْ السّيّدة إمبريجا اتّزانها و سألتْ بصوت هادئ.
“أنا آسفة يا سموّكَ. لم أفهم جيّدًا ما كنتَ تقوله ، لذلك هل يمكنكَ تكراره؟”
“عندما بدأتُ في الظّهور في المأدبات معها ، كنتُ على وشك أن أوقع تيا في المشاكل بسبب مكانتي.”
تكلّم بيريز بصوت هادئ بالأحرى.
“أعلم بأنّه من الجيّد أن أكون فارسها المرافق ، لكنّني لن أقوم بذلك إذا كان جشعي سيوقع تيا في المشاكل.”
فتحتْ السّيّدة إمبريجا فمها بعد أن اختارتْ كلماتها.
“لا بدّ من أنّكما أنتما الإثنان صديقان جيّدان للغاية.”
لم يردّ بيريز على ذلك.
و بدلاً من ذلك ، سأل سؤالاً مختلفًا.
“لا بدّ من أنّ اختياري كفارس مرافق قد كان صعبًا حتّى على كبيرة الخدم. لماذا تمنحينني هذه الفرصة؟”
جفلتْ السّيّدة إمبريجا ، و هزّتْ رأسها بتنهيدة صغيرة.
“يبدو بأنّ الأمير الثّاني صريح للغاية.”
“أنا فقط لا أمتلك والدة لتقوّي مكانتي ، و لكنّني أمتلك عينيْن و أذنيْن.”
“همم…”
قطبتْ السّيّدة إمبريجا حاجبيْها المتجعّديْن أكثر.
“الأمر الوحيد الذّي أجيد عمله هو الاعتناء بشؤون القصر ، و لكنّ حفلة الظّهور الإمبراطوريّة تقع تحت كامل سلطتي. سموّكَ حرّ في التّخليّ عن قلقه.”
“لكن…”
نظر بيريز إلى السّيّدة إمبريجا بعينيْه الحمراوتيْن ، و هو غير قادر على قراءة نيّتها الحقيقيّة.
عندما احمرّتْ السّماء نتيجة غروب الشّمس ، بدتْ عينا بيريز الحمراوتان أكثر احمرارًا.
ذلك المشهد ذكّر إمبريجا بشخص ما.
“سموّ الأمير الثّاني يشبه حقًّا جلالة الإمبراطور السّابق.”
“…لقد سمعتُ عن ذلك من قبل.”
قال رولاك لومباردي ذلك من قبل.
قال بأنّ بيريز يشبه الإمبراطور السّابق أكثر من والده ، الإمبراطور جوفانيس.
نظرتْ السّيّدة إمبريجا إلى بيريز بوجه هادئ و قالتْ.
“لا أعتقد بأنّه ستظهر أيّ نميمة في الأرجاء فقط لأنّ الآنسة لومباردي و سموّه ، اللذّان هما رفيقا لعب بالفعل ، سيكونان رفيقيْن في حفلة الظّهور الإمبراطوريّة. لذا ، ما الذّي ستفعله؟”
أومأ بيريز بعد لحظة تفكير.
“سأصبح فارسها المرافق.”
بذلك القول ، ارتسمتْ ابتسامة على وجه بيريز.
——-
وضعتْ السّيّدة إمبريجا قلمها ، و استذكرتْ ذلك اليوم الذّي عرضتْ فيه على الأمير الثّاني أن يكون الفارس المرافق لفلورينتيا لومباردي ، و أغلقتْ دفترها.
ثمّ طرق شخص ما على باب مكتبها.
“الإمبراطورة تستدعيكِ.”
لقد كانتْ إحدى خادمات قصر الإمبراطورة ، و التّي كانتْ ذات مرّة إحدى الأطفال الذّين اعتزّتْ بهم كبيرة الخدم إمبريجا.
“…نعم ، لنذهب.”
رفعتْ كبيرة الخدم إمبريجا جسدها المرهق.
لقد كانتْ المسافة بين القصر الرّئيسيّ ، حيث يقع مكتبها ، و قصر الإمبراطورة كبيرة للغاية لها لتمشيها.
لقد كان من الواضح أنّ فعلة خادمة قصر الإمبراطورة كانتْ متعمّدة ، فعلى الرّغم من أنّها تعلم ذلك ، لم تجهّز عربة لها مسبقًا.
رفضتْ السّيّدة إمبريجا أن تُظهر إرهاقها ، لكنّها لم تستطع إخفاء بشرتها الشّاحبة و عرقها البارد عندما وصلتْ إلى قصر الإمبراطورة.
“أهلاً بكِ يا سيّدة إمبريجا.”
لم تعرض الإمبراطورة عليها أن تجلس حتّى و هي ترى يداها اللّتان كانتا تمسكان بالعكّاز ترتجفان.
“أعلم بأنّكِ مشغولة في التّحضير لحفلة الظّهور الإمبراطوريّة ، لكنّني استدعيتُ كبيرة الخدم لأقترح عليها اقتراحًا.”
“…من فضلكِ قولي.”
“غيّري الأمير الثّاني ليكون الفارس المرافق للآنسة كابوريا.”
مسحتْ السّيّدة إمبريجا عرقها البارد الذّي كان يتصبّب على خدّيْها بمنديل.
كانتْ الإمبراطورة إمرأة جميلة و طموحة للغاية.
لكنّها كانتْ معميّة بذلك الطّموح.
“لا ، شكرًا لكِ.”
هزّتْ السّيّدة إمبريجا رأسها بصرامة.
لقد كان ذلك بسبب أنّ موقف الأمير الثّاني ، الذّي كان ينادي آنسة لومباردي بـ’تيا’ و يعاملها باحترام ، كان واضحًا.
لقد كان مجرّد حدس ، لكنّها شعرتْ بأنّه إن لم يصبح الفارس المرافق للآنسة لومباردي ، حفلة الظّهور الإمبراطوريّة لن تعني شيئًا للأمير الثّاني.
“حفلة الظّهور الإمبراطوريّة هي حدث مميّز للغاية ، و هي تقع كاملة تحت سلطة فونتا إمبريجا هذه.”
“قبل بضعة أيّام ، لقد انهرتِ في مكتبكِ و ذهبتِ عند الطّبيب؟”
ابتسمتْ الإمبراطورة و قالتْ.
“إذا علم جلالته بذلك ، ستكون حفلة الظّهور الإمبراطوريّة لهذه السّنة هي الأخيرة لكبيرة الخدم. ألا بأس بذلك؟”
لم تكن السّيّدة إمبريجا شيئًا سوى جدّة بالنّسبة للإمبراطور.
لقد كان من الواضح أنّ جوفانيس سيأمرها بأن تتقاعد على الفور لتستردّ عافيتها إذا علم بأنّ صحة كبيرة الخدم تسوء يومًا بعد يوم.
“إذا تقاعدتِ ، لن تكوني قادرةً على البقاء في القصر أكثر…”
المنزل الوحيد لإمبريجا هو القصر الإمبراطوريّ.
الإمبراطورة تعلم ذلك جيّدًا ، و انتظرتْ استسلامها بروح مسترخية.
لكنّ الكلمات التّالية لكبيرة الخدم شوّهتْ وجه الإمبراطورة الجميل.
“إذن يجب عليّ أن أضع مجهودًا أكبر لحفلة هذه السّنة. ستكون آخر حفلة ظهور لي. لذلك ، أودّ أن أقول وداعًا الآن.”
“هاي ، يا كبيرة الخدم إمبريجا!”
نهضتْ الإمبراطورة ، التّي لم تكن تعلم بأنّ كبيرة الخدم ستستسلم عن منصبها بسهولة شديدة ، من مقعدها و رفعتْ صوتها.
و مع ذلك ، قالتْ كبيرة الخدم إمبريجا ، و هي تنظر إلى الإمبراطورة بعينيْن مشفقتيْن.
“أنتِ تجنين ما تزرعين يا أيّتها الإمبراطورة. ابقي ذلك في ذهنكِ.”
“ما الذّي…!”
صاحتْ الإمبراطورة ، لكنّ السّيّدة إمبريجا لم تتوقّف عن المشي.
على أيّ حال ، إذا كانتْ هذه هي آخر حفلة ظهور إمبراطوريّة لها ، فلا يوجد شيء لتخاف منه.
********
في مقرّ متجر جالاهان للملابس الموجود في سوق هيسولت ، في العاصمة.
كان جالاهان يجلس وحيدًا هناك ، متنهّدًا بتوتّر ، و هو يضع لافتة الإغلاق بنفسه اليوم.
“فيو… هل ستحبّه تيا؟”
كانتْ عينا جالاهان على الفستان في الجانب.
لقد كان فستانًا أخضرًا مصنوعًا من حرير عال الجودة حصل عليه بعد مشورة من السّيّدة سوشو.
بعد أنّ تمّ تحديد حفلة ظهور تيا ، كان جالاهان يصمّم و يخيط طوال اللّيل.
فقط فستان واحد موجود في العالم لابنته.
في الأصل ، كان سيناقش الأمر مع تيا ، لكنّه صنعه لأنّه كان يريد أن يمنح هديّة مفاجئة كأب لابنته التّي تقوم بكلّ شيء لوحدها.
“أكان يجب عليّ أن أسأل…؟”
و الآن ، بدأ جالاهان في لوم نفسه.
لقد كان ذلك لأنّه كان خائفًا و هو يفكّر ‘ماذا لو لم تحببه؟’
تذكّر جالاهان ، الذّي كان وجهه يتعرّق من شدّة التّوتّر ، فجأةً زوجته التّي طال انتظارها ، شان.
“فستان أخضر على تيا… سيكون جميلاً حقًّا.”
بعد أن أنجبتْ لطفلتهما ، حملتْ شان ، التّي كانتْ صحّتها تسوء يومًا بعد يوم ، بين ذراعيْها تيا ، التّي كان عمرها مئة يوم فقط.
كانتْ شان امرأة غامضة للغاية.
في اليوم الذّي التقيا فيه لأوّل مرّة ، مشتْ مباشرةً نحوه.
و كأنّه كانتْ تعلم بأنّه من ذلك اليوم ، ستبدأ علاقتهما.
قالتْ شان أيضًا أشياء إضافيّة من وقت لآخر كما لو كانتْ تستطيع رؤية المستقبل.
الفستان الأخضر ، كان إحدى تلك الأشياء.
عادتْ تلك الكلمات إلى الحياة في ذهنه بعد أن نُسيتْ تمامًا ، و اختار جالاهان فستان تيا في حفلة ظهورها الأوّل ليكون بلون أخضر قاتم.
و سهر طوال اللّيل يرسم تصميمه كما لو كان ممسوسًا.
تحرّكتْ يداه دون توقّف ، كما لو أنّ التّصميم كان في ذهنه منذ وقت طويل ، و اكتمل تصميم الفستان في نفس الوقت الذّي غربتْ فيه الشّمس.
و في هذا اليوم ، كان جالاهان مشغولاً جدًّا في خياطة الفستان.
في ذهن جالاهان ، كان الفستان مثاليًّا لتيا.
طُرّزتْ الزّهور النّاعمة الذّهبيّة على طول حوافّ الفستان ، الأكمام ، و خطّ العنق.
لآلئ بيضاء و أنيقة على الصّدر و الكتفيْن.
لقد كانتْ هذه هديّة من جالاهان لابنته تيا الأثمن في العالم.
“لكن ماذا لو لم يُعجب تيا…”
لا يوجد أيّ جدوى من الاستسلام!
و حينها ، سُمعتْ عربة في الخارج ، و دخلتْ تيا و لوريل.
“أبي!”
عندما رأى ابنته تجري بأقصى سرعتها ، فتح جالاهان ، الذّي كان يذرف الدّموع ، عينيْه على مصرعيْهما كما لو أنّه لم يقم بذلك من قبل.
“تيا!”
شعر جالاهان بقلبه يمتلأ عندما حضن جسد تيا بإحكام بعد أن قفز نحوها.
تيا هي كلّ شيء بالنّسبة لجالاهان منذ اليوم الذّي أمسكتْ به يدها الصّغيرة أصبعه.
لهذه الطّفلة ، لن يكون من الهدر أن يضحّي بحياته مئات المرّات ، لا ، بل لآلاف المرّات.
في كلّ مرّة يمسك فيها بتيا بين ذراعيْه ، يفكّر جالاهان بذلك.
“واو ، هل هذا فستاني؟”
وقفتْ تيا أمام الفستان المعلقّ على الجدار.
بدأ قلب جالاهان في النّبض بسرعة.
و بعد مدّة.
“أوه ، لقد أحببتُه! شكرًا لكَ يا أبي!”
فقزتْ تيا نحو ذراعيْ جالاهان مرّة أخرى.
“هااا…”
تنفّس جالاهان الصّعداء و هو يربّت على ظهر ابنته.
“سأُسرع و أرتديه!”
وُضع جالاهان في الاختبار الثّاني بعد أن ذهبتْ تيا إلى غرفة تبديل الملابس مع لوريل.
سيبدو جيّدًا عليها ، سيبدو جيّدًا عليها.
شعر بالوقت و كأنّه سنوات.
“أبي ، كيف أبدو؟”
خرجتْ تيا من غرفة تبديل الملابس و صرختْ بصوت عالٍ.
ابتسم جالاهان بعد أن كان منحنيًا متوتّرًا.
عندما رأى ابنته الجميلة ، شعر بأنّه سيرفع يديْه و يصرخ.
“أعتقد بأنّه مثاليّ عليّ!”
و هو ينظر إليها ، شعر بالأسف الشّديد على تيا.
تُوفّيتْ شان قبل أن تبلغ ابنتها سنتها الأولى ، و جالاهان ، الذّي تُرك وحيدًا ، كان أبًا غير ناضج.
علاوة على ذلك ، بدا أنّ كلّ شيء بسببه و هو يرى تيا تكبر و تصبح بمثل شخصيّته الخجولة ، شعر جالاهان بالأسف الشّديد على ذلك.
تيا كانتْ أفضل بكثير من أن تكون ابنة لأب سيّء.
“شكرًا لكَ يا أبي!”
ابتسمتْ تيا ابتسامة عريضة و هي تنظر إلى الوراء نحو جالاهان.
لقد حان اليوم الذّي تكبر فيه ابنته ، التّي كانتْ صغيرة لدرجة أنّه كان من الممكن حملها بذراع واحدة ، و ترتدي فستان حفلة ظهورها الأوّل.
“سأبدو أفضل أمام المرآة الكبيرة!”
هرولتْ تيا نحو المرآة التّي كانتْ على الجدار.
غطّى جالاهان فمه بهدوء.
سقطتْ قطرات من الدّموع المنهمرة و تدفّقتْ على طول ظهر يد جالاهان.
آآهه ، إنّها طفلة هو ليس جيّدًا لها بشكل كاف.
هو لم يقم بشيء جيّد كفاية ليكون أب مثل هذه الطّفلة الحلوة.
لقد كان حماسها و هي تتكلّم مع لوريل ثمينًا جدًّا.
‘لقد كنتِ محقّة.’
ابتسم جالاهان و هو ما يزال يبقي عينيْه على ابنته.
‘ابنتنا جميلة جدًّا بفستان أخضر.’
بدتْ ضحكة شان ، التّي بدتْ مثل سيل ماء بارد في عزّ صيف حارّ ، و كأنّها تُسمع في أذنيْه.
أبقى جالاهان عينيْه على تيا ليتذكّر كلّ شيء حول هذه اللّحظة ، و نادى باسم لم يُناد به منذ وقت طويل جدًّا.
‘شان ، هل تشاهدين هذا؟’