لقد تجسدت من جديد كشريرة ، لكن لماذا أصبحت خادمة للقطط بدلاً من ذلك؟ - 139
الفصل 139
“لماذا تتأخر هكذا؟”
بدأ ديميتري، الذي أصبح شعره فوضوياً رغم أنه سرحه بعناية، يشعر بالقلق على روين.
كان ذلك لأن روين، التي ظن أنه ستعود بعد أن تهدئ مشاعرها لبعض الوقت، لم تعد لفترة أطول مما توقع.
“هل يجب أن أذهب لأبحث عن السيدة روين؟”
هز ديميتري رأسه رداً على سؤال هايل.
“سأذهب بنفسي. عليك أن تجهز العربة. نخطط للعودة إلى المنزل فور العثور على روين.”
“نعم، حاضر.”
بعد أن أرسل هايل، سار ديميتري في الاتجاه الذي ركضت فيه روين.
بينما كان يفكر في كيفية البدء بالحديث معها عندما يراها.
كانت يديه منشغلتين بتعديل شعره وملابسه.
طلب ديميتري من شيديم أن يتتبع أثر روين ويرشده، ولم يمر وقت طويل حتى شعر بوجود روين.
“هم؟”
كان هناك شخصان. يبدو أن روين كانت مع شخص آخر.
ركز ديميتري سمعه على صوت روين الذي كان يأتي من بعيد.
بدا وكأنها تتحدث بشيء ما، لكن الصوت كان بعيداً لدرجة أنه لم يستطع سماعه بوضوح.
ثم فجأة، نادت روين باسم بصوت أعلى قليلاً.
“كاديس!”
‘كاديس؟’
اتسعت حدقة عين ديميتري بسرعة ثم انكمشت. تضيق جبينه وتسارعت خطواته.
‘هذا اللعين مرة أخرى!’
تذكر وجه كاديس المزعج وهو يتظاهر بالبراءة أمام روين.
كان ديميتري يكره كاديس. كان يكره تظاهره بالقرب من روين، ويكره ضحكه أمام روين، ويكره حديثه مع روين.
لم يستطع فهم لماذا كانت روين تعامل كلب الصيد الخاص بالإمبراطور بهذه اللطف.
ركض ديميتري نحو صوت روين، شبه طائر.
وعندما اقترب من الشخصين، فتح عينيه باندهاش عندما رأى المشهد أمامه.
“يا للجنون!”
بسرعة وقبل أن يتلفظ بالشتيمة، كانر قبضته قد ضربت رأس كاديس.
كان الصوت عالياً جداً بسبب قوة الضربة التي وجهها بجدية.
“أوه!”
سقط جسد كاديس جانباً بينما كان يعانق روين.
أسرع ديميتري بسحب روين من بين ذراعيه. تدحرج كاديس وحده على الأرضية الرخامية.
“ديـ… ديميتري.”
تعلقت روين بذعر بيد ديميتري، وجهها شاحب.
“ما الذي يحدث؟ لماذا كان هذا اللعين يقترب من…؟”
لم يستطع أن ينطق الجزء الأخير من الجملة الذي كان يعني “شفتي روين”.
أصدر ديميتري صوت زمجرة غاضباً وهو يحدق بكاديس. كان على وشك الانقضاض عليه لولا أن روين أمسكت بخصره بإحكام.
“انتظر لحظة، ديميتري. انتظر لحظة.”
“لا تمنعيني. لن أهدأ حتى أقتله.”
“اسمعني، ديميتري! هناك شيء غريب يحدث!”
تعلقت روين بديميتري وهي تصرخ، وجهها محمر بسبب الارتباك.
نظر ديميتري إلى روين، غير قادر على كبح غضبه.
“دائماً ما تمنعينني، روين. كلما كان الأمر يتعلق بهذا اللعين!”
تراجعت روين خطوة إلى الوراء عندما رأت اتساع حدقتي ديميتري وأنفاسه المتسارعة.
هناك نوع من العدوانية المتنقلة عند القطط.
عندما لا يستطيعون تفريغ عواطفهم تجاه السبب المباشر، فإنهم يوجهون عدوانيتهم إلى هدف آخر قريب.
سوين لديهم هذه الغرائز أيضاً، وعلى الرغم من أنهم يستطيعون كبحها بالعقلانية، إلا أن ذلك ليس دائماً ممكناً.
حتى البشر يفقدون أحياناً قدرتهم على التحكم في غضبهم.
كان ديميتري في حالة من الغضب الشديد، غير قادر على التفكير بعقلانية.
“لماذا تمنعينني؟ هو من يستحق الموت على ما فعله.”
بدأت روين بالابتعاد عن ديميتري بهدوء لتجنب إثارته، مهدئة إياه بصوت منخفض وناعم.
“ديميتري، أنا لا أدافع عن تصرفات كاديس. أنا أعلم أنه فعل شيئاً سيئاً لي. أنا أعلم ذلك.”
سلوك روين هذا ساعد قليلاً في تهدئة انفعال ديميتري.
“هف.”
تنفس ديميتري بعمق، وعندما أدرك أنه كان متوترًا بشكل مفرط تجاه روين، اعتذر.
“آسف، روين.”
“لا بأس. لكن انظر إلى كاديس.”
أشارت روين إلى كاديس الذي كان ملقى على الأرض، غير قادر على النهوض.
فقط في تلك اللحظة أدرك ديميتري أن حالة كاديس كانت غير طبيعية.
كان كاديس يتلوى على الأرض، يتنفس بصعوبة، ولا يبدو إذا كان يعاني أو في حالة إثارة.
كانت عيناه تدمعان ويداه ترتعشان قليلاً.
نظرت روين بعيداً بعدما لاحظت بعض التغيرات الجسدية عليه.
“ماذا نفعل؟ لماذا هو هكذا؟ هل يشعر الكلاب بألم كهذا عندما يكونون في حالة إثارة؟”
لم تكن تعرف، ولكنها شعرت بضرورة إحضاره إلى طبيب، ولم تكن هناك طريقة لاستدعاء طبيب دون علم الإمبراطور.
كانت روين قلقة مما قد يحدث إذا علم الإمبراطور بحالة كاديس.
لم يكن من الممكن تهريب كاديس، كلب الصيد الخاص بالإمبراطور، خارج القصر.
“يبدو أن هناك شيئاً غريباً. من الواضح أنه لم يكن في وعيه الكامل. يجب أن نخفيه في مكان ما.”
كان هذا أفضل خيار اختارته روين.
“هل يمكنك مساعدتي في ذلك، ديميتري؟”
نظر ديميتري إلى كاديس بامتعاض، ثم وجه نظرة لوم إلى روين.
“هل علينا حقاً مساعدته؟ لو لم أكن هنا، من يدري ماذا كان سيفعل بك.”
“لا، لم يكن ليفعل شيئاً.”
“وكيف تعرفين ذلك؟ إنه ليس في وعيه الآن.”
“هذا…”
تذكرت روين اللحظة التي قبلها فيها كاديس قبل وصول ديميتري.
كان فقط يقبلها، يتنفس بشدة، ويضمها بإحكام دون أن يعرف ماذا يفعل بعد ذلك.
شرحت روين الأمر باختصار، تنظر إلى ديميتري برجاء.
“أرجوك، ديميتري. علينا أن نخفيه قبل أن يراه أحد…”
لكن في تلك اللحظة، ظهر شخص ما في نهاية الممر الخالي فجأة.
“يبدو أن كلب الصيد هذا في مشكلة.”
تجمدت وجوه الاثنين عند سماع صوته.
نظرت روين إليه ببرود.
“الكونت هيريس.”
ابتسم هيرمان بابتسامة غامضة بينما كانت عيناه البنفسجيتان اللامعتان تضيئان.
“مرحباً، روين. آه، طلبت مني أن أكون أكثر تهذيباً، أليس كذلك، دوقة؟”
ثم نظر إلى كاديس الذي كان ملقى على الأرض.
“أوه… هل فعل كلب الصيد هذا شيئاً سيئاً لك، سيدتي الدوقة؟”
بسرعة السحر، اقترب هيرمان.
اقترب من كاديس بابتسامة ساخرة وركله بخفة في وسطه.
“هل كان هذا الأحمق في حالة إثارة لدرجة أنه هجم على الدوقة؟”
“لا تلمسه، كونت هيريس.”
نظر هيرمان إلى روين باهتمام.
“لماذا؟ آه، هل كانت الدوقة هي التي بدأت بإغوائه؟”
“اصمت، كونت.”
ضغط ديميتري على هيرمان بنبرة تهديدية.
رفع هيرمان كتفيه باستخفاف.
“إذا لم يكن الأمر كذلك، فيجب أن نبلغ الإمبراطور بما حدث. لا يمكننا ترك هذا الأحمق بعدما حاول إيذاء الدوقة.”
شعرت روين بالريبة من هيرمان الذي بدا وكأنه يعرف كل شيء رغم وصوله المتأخر.
كان من الغريب أيضاً ظهوره في هذا الوقت تحديداً.
فهمت روين بغريزتها:
‘إنه فخ.’
ركل هيرمان بطن كاديس بقوة، كما لو كان يحاول استفزاز روين.
“أوه!”
رغبت روين في إيقاف هيرمان، لكنها لم تستطع أن تبدو وكأنها تدافع عن كاديس. فعضت شفتيها بغضب.
‘ما الذي تخطط له، هيرمان؟’
كان كاديس، الذي لم يستطع حتى تحريك عضلاته، مجبراً على تحمل الركلات من هيرمان دون مقاومة.
كان عاجزاً لدرجة أنه لم يتمكن من اتخاذ وضعية دفاعية لحماية نفسه.
رفع هيرمان قدمه مرة أخرى. عندما رأت روين ذلك، اهتز جسدها وتقدمت خطوة إلى الأمام دون وعي، مما جعل هيرمان ينظر إليها بدهشة.
“لماذا؟ هل تحاولين حمايته؟”
ضحك هيرمان بخبث.
“منذ فترة طويلة وأنت تستدعين هذا الأحمق بشكل متكرر لتلعبي معه. هو مرة أخرى، أليس كذلك؟”
نظر ديميتري إلى روين وكأنه يسأل عن معنى كلام هيرمان.
“سأشرح لك لاحقاً، ديميتري.”
“لماذا التأجيل؟ لقد كانت الدوقة تطلب من الإمبراطور قبل الزواج أن يستدعي هذا الأحمق ليلاً ونهاراً لتلعب معه. كانت مهتمة به بشكل خاص، دوق بلوا.”
رد ديميتري ببرود دون أن ينجر إلى الاستفزاز.
“سأستمع لقصة زوجتي منها مباشرة.”
تحركت شفاه هيرمان بشكل ساخر، ثم أعلن بابتسامة.
“على أي حال، بما أن هذا الأحمق قد ارتكب فعلًا غير لائق، يجب أن نبلغ الإمبراطور ليصدر العقوبة المناسبة.”
سألت روين.
“ماذا تنوي أن تفعل به؟”
“لا أدري. قد تختلف العملية في كل مرة، لكن النتيجة ستكون دائماً كما تعرفين: الموت.”
كان هيرمان يشير إلى أن النتيجة ستكون الموت.
لا يُسمح لكلاب الصيد الملكية بارتكاب أخطاء. فخطأ واحد يُعاقب عليه دائماً بالموت.
“لقد ارتكب جريمة فظيعة بحق الدوقة، لذا يجب أن يدفع حياته ثمناً لذلك. سيتصل الإمبراطور بخصوص هذا الأمر لاحقاً.”
ثم صاح بصوت عالٍ.
“حراس!”
ظهر حراس آخرون وكلاب صيد أخرى فجأة.
لابد أنهم كانوا مخفيين بواسطة سحر الحاجز الخاص بكلاب الصيد.
“خذوا هذا الأحمق إلى السجن!”
شعرت روين بالعجز أمام فخ هيرمان الواضح، لكنها لم تستطع فعل شيء سوى مشاهدة كاديس يُقتاد بعيداً.
ديميتري لم يكن يبدو عليه أنه يريد التدخل. فهو يكره هيرمان وكاديس على حد سواء.