ربيت ثعلبًا ذا تسعة ذيول بشكلٍ خاطئ - 6
نمت أعين الثعلب التي كانت متجعدة في وهج متمرد بحجم فانوس.
“ما رأيك؟ هل أعجبك؟”
‘ران’
صوتٌ منسي خطر على باله
‘سيكون هناك إنسان سيتمكن من مناداتك باسمك’
ران.
كان الاسم الذي نقشه الثعلب السماوي، أمه المتوفاة، مباشرة على روحه.
سيليا أعادت لران اسمه.
‘إذا قابلت أشخاصًا ينادونك باسمك، لا تخسرهم أبدًا. لأنه شخص يستطيع أن يرى طبيعتك الحقيقية’
‘ماذا لو كانت مصادفة أنهم خمنوا اسمي؟’
‘سواء كانت صدفة أم لا روحك ستخبرك’
“ران. كيف هذا؟ هل أعجبك؟”
نظرت سيليا بعمق إلى عيني ران وسألته. لم يستطع أن ينكر ذلك لم يستطع القول بأنه كرهه، كان اسم روحه قد توغل عميقا في قلبه وانتشر بداخله
“يبدو أنه يعجبك”
من أنتِ بحق الجحيم؟
لقد كانت غريبة الأطوار كيف لاحظت قوة الارواح التي تتدفق عبر دم وحش؟ ولأنها ليست آلهة ولا قديسة للقارة الغربية، فكيف لها أن تفعل ذلك؟
“ظننت أنه يناسبك. لا أعتقد أن أي شخص سيتناسب معه هذا الاسم سواك”.
‘انها مصادفة لا بد أنها مصادفة’
أعطى ران القوة لعينيه ورفض. ولكن في نظر سيليا، بدا كقطة عابسة وهو يبقي فمه مغلقا.
‘لماذا هو عابس؟’
طبخت البطاطا الحلوة التي أعطاها لها القرويون وبرّدتهم قبل دفعها أمام أنف الثعلب. ركض وأدار رأسه بسرعة، لكن…
‘أنفه يرتعش’
وبعد ان كانت سيليا تعض فمها لتمنع ضحكاتها، هرست البطاطا معا على طرف اصبعها.
ثم وضعتها في أنف ران دون سابق إنذار
تذمر الثعلب.
‘البشرية المجنونة!’
على الرغم من أنه لا يزال شبلًا، إن ران وحش. إذا وضع ضغطاً على أنفه، ستقطع أصابعها نظيفة. فقام ران، الذي كان يشتم في الداخل بينما كان يوبّخها على عدم حذرها، بلعق اصبع سيليا رغما عنه.
لعق لعق لعق.
جيد.
بعد أن لعقها الثعلب بلهفة، هرست أصابعها البطاطا الحلوة ودخلت إلى فمه مرة أخرى.
“آينغ… اونغ……”
تذمر ران من عدم رضائها ولعق أصابعها، متظاهرة بأنه لم يخسر. في نهاية المطاف سيليا انفجرت في الضحك.
“كيف يمكنك أن تكون جميلًا هكذا؟”
كانت تتمتم بوجهٍ مسترخي وقبلت رأس ران وأنفه
“لماذا أنت لطيف جدا؟”
‘ماذا تقول الآن؟’
بام!
نفخ أنفه بشدّة، مضغ قطع البطاطس الحلوة. أرادت سيليا من هذا الفم الصغير أن يلعق يدها بدلاً من البطاطا الحلوة لم تكن تعلم أنها ستحب الثعلب لهذه الدرجة
وكأن سدًا من المودة ظل راكدًا حتى الآن، ينتظر أن ينفجر بحرية ويفيض فقط من أجل هذا الثعلب الصغير.
أنا لا أعرف ماذا أفعل لأنه جميل ولطيف وثمين شعرت وكأنني أحمل قطعة صغيرة من الفضة بين ذراعي بسبب فراءه الفضي
عيون ران أيضاً ذات لون ذهبي رائع داخل البؤبؤ الذهبي بدا الألماس متلألأ فلم يكن هنالك ألواح او جواهر ذهبية تلمع بلون حيّ كعيونه.
التفكير في تركه يذهب يوما ما جعل قلبها محطما بالفعل
‘لكن يجب أن أتركه ماذا لو تأذى بسببي؟ إذا حدث ذلك…’
ضحكت سيليا بقسوة
‘أنا مهتمة فقط بحماية نفسي’
وضعت كل قلقها ومخاوفها خلفها
‘لنغمره بالحب إلى أقصى حد الآن حتى لا أندم كثيرًت عندما نفترق……’
“لطيف، جميل ومحبوب”
بينما كانت سيليا تفرك خدها بفرو ران وتتمتم بسعادة، كافح ران بينما كان يأكل كل البطاطس الحلوة.
تم القبض عليه من قبل البشر وإساءة معاملته لما يقرب من عشرين عامًا. إذا انهار هكذا لن يستطيع مسامحة نفسه
رفض ران سيليا بحزم
كان من الصعب تقبّل حقيقة أنه كان من الصعب أكثر فأكثر إبعادها، وأنه كان من الجميل سماعها تناديه باسمه.
لم تكن لتدخل قلبي بهذه السهولة
لا يمكن أن يكون كذلك
“ألا يعجبك؟”
سيليا سألت ذلك بصوت متجهّم، لكن ران كافح فحسب. قررت إعادة ران إلى قفصه وأغلقته بعينين متضايقتين
ورغم انه كان قفصًا، فقد كان مريحا جدا لأنه كان في داخله لحاف ناعم مصنوع من قماش عالي الجودة.
ركض إلى الزاوية و انحنى
“ليلة سعيدة، ران”
قالت بينما وضعت القفص أسفل قرب السرير.
“إذا راودك كابوس، سأوقظك. لذا لا تقلق”
ران لم يتظاهر حتى بالاستماع، ومع ذلك، كانت سيليا البالادين الذي حافظت دائمًا على وعودها. أيقظت ران من كوابيسه طوال الليل، تداعب ظهره بلطف وتعيده إلى النوم مرارا وتكرارا.
“ششش، الأمر بخير. لن يؤذيك أحد مرة أخرى نوم هنيئًا….”
بصوتها الحلو الشجن
لدرجة أن رفض ران طغت عليه لمساتها اللطيفة
* * *
بينما كانت سيليا تتجه نحو المعسكر، كانت مضطربة.
‘ما الخطب؟’
ران الذي بدا أنه فتح قلبه أصبح غريبا هذه الأيام كان رد فعله عنيفًا، كما لو كان يفعل ذلك عن قصد ولم يتردد في الهجوم.
لم يكن هناك فائدة من تعليمه ألا يفعل ذلك
‘هل سيتحسن في مرحلة ما؟’
أخبرت سيليا نفسها ألا تستعجل كانت متأكدة من أنه كان جرحاً في قلبه لم يكن شيئاً ليحل في يوم أو اثنين حتى لو وضعت كل قلبها فيه لم يكن هناك شيء يمكن أن تفعله سوى معاملة ران بموقف حنون ثابت.
استغرقنا بعض الوقت
المشكلة هي الجروح على جسدي
وبما أن جروح الخدوش كانت تتزايد يوما بعد يوم، كانت عيون البالاداين الأخرى غير عادية. كانت سيليا قائدة باردة ولم يستطع البقية التحدث إليها بسهولة، لكنهم لم يستطيعوا التعامل مع وجوههم المحتارة.
“كابتن!”
بعد وقت قصير من مغادرتها مقر الرئيس، وجدت رجلًا طويل القامة سيليا وركض إليها. فتحت عينيها على مصراعيها
‘إيريك؟’
“سيد إيريك. ما الذي يجري هنا؟”
ضاقت عينيّ آيريك عندما نظر على جسمها ذات مرّة. ليس فقط عنقها، ولكن أيضا خديها وظهر يديها كانت مغطاة بخطوط حمراء ساطعة.
ففتحت سيليا فمها بهدوء لأنها لم تكن تعلم ان هنالك تجهم عميق في جبين إريك.
“ألن تتكلم؟ ما الذي يجري؟”
“كابتن”
“نعم”
“ماذا تفعلين هذه الأيام؟”
وفي النهاية، سقط السؤال.
كانت سيليا في حيرة وبقيت صامتة ذهلت من الداخل، لكنها من الخارج بدت باردة كشخص سمع سؤالا جريئًا.
من الواضح أن إيريك كان متوتراً جداً
لقد لمعت عيناها الشاحبتان
وبابتلاع اللعاب الجاف، اضاف إريك بسرعة، كاللص الذي يعاني من خدر في قدميه.
“ألم تتأذي هذه الأيام؟ جميع الأعضاء قلقون”
“هل قطعت كل هذه المسافة لتقول هذا؟”
ليس عليك أن تقلق كثيرًا
كان هذا ما قصدته، ولكنه بدا مثل هذا لآذان إيريك.
أتجرؤ على الاقتراب من مكتبي لعمل كهذا؟
لو كانت شولا قريبة، لقالت أن أي شخص رآها الآن سيظن أنها تحاول أكل إيريك.
“لا يوجد شيء لتقلق بشأنه”
ثم سقطت إجابة صريحة. أراد إيريك الاستسلام، لكنّه وضع القوّة في قدميه.
“ولكن لديكِ أيضا الكثير من الخدوش على وجهك؟ إنه أسوأ من الأمس”
“……”
“لماذا لا تذهبين إلى طبيب؟”
كما وقفت سيليا ثابتة مثل تمثال حجري، أصبح صوت إيريك يائسًا.
“ألستِ تبالغين لأنه لا يزال هناك وحوش في الإمبراطورية؟”
“لا داعي لأن تهتم بذلك”
“هاي، لا تفعلي ذلك. ها؟”
وعندما لاحظ إيريك بسرعة، اقترب منه بحذر فارسان كبيران كانا يتجولان في الجوار. نظر فيلياتو و لاونر في عينا سيليا وابتلعا لعابًا جافًا بدا الأمر وكأنهم يريدون الاستسلام على الفور، لكن إيريك كان يصرخ
“ألسنا جميعا أوعية القوة المقدسة التي منحتنا إياها سولار؟”
كان إيريك يسرع بالكلام المعسول حين بلل لسانه.
“أجساد الكهنة المعيَّنين عبارة عن هيكل، فكيف يمكن ان يكون هيكل القائد مدمَّرا الى هذا الحد؟”
“المقدمة طويلة”
“هل سبق لك أن تشاجرت من قبل مع الكاهنة شولا؟”
نظر فيلياتو و لاونر إلى إيريك بأعين تشبه الأرانب المذعورة لقد كانت نظرة تتساءل إن كان مجنوناً حقاً
لكن سيليا كانت تعتني عادة بجسدها لا أحد يعرف أين هو لكن لم يسبق لهم أن رأوها مجروحة في المعركة، لذلك بدا الأمر مسألة شخصية.
‘هل تربين حيوانًا بريًا او ما شابه……’
كانت سيليا قائدة مقتدرة وقوية، لكنها كانت في بعض الأحيان ضعيفة بشكل غريب وظلت تلفت الانتباه.
على أي حال، لم يستطع التظاهر بأنه لا يعلم
كان الترتيب الهرمي للبالادين أكثر اعتدالاً من ترتيب الفرسان العاديين. هذا لأن الكائن الوحيد الذي يقسمون بالولاء له هو سولار، إله القارة الغربية.
بفضل تلك الحقيقة إيريك كان قادراً على الاعتناء بـ سيليا هكذا
“لقد مر أكثر من أسبوع منذ أن ذهبتِ إلى الكاهن”
وفي كلتا الحالتين، لم يكن لدى سيليا أي نية للتحرك من مقعدها
‘أنا غير مرتاحة مع الكاهنة شولا’
لم يسبق لها ان اخبرت احدا بسر، لأنها تحملت كل مشاكلها وحدها. لكن عندما جاء الثعلب الصغير ذو الذيول التسعة، كانت شولا أول شخص تشاركه سرًا.
مهما كان الأمر فقد كانت غير مرتاحة و محرجة
‘ماذا يجب أن أقول عندما نلتقي؟ هل يجب أن أتظاهر بأنني لا أعرف؟’
شولا هي قائدة وحدة الشفاء.
وعندما توقفت القائدة عند مركز العلاج، كانت شولا هي الكاهن الشافي المسؤول عن سيليا. حتى مجرد التفكير في ذلك جعلها تشعر بالاختناق، ولكن إيريك لم يتأخر أكثر من ذلك.
“فيلياتو، لاونر”
ارتجف الفرسان وأمسكا ذراعي سيليا الأيسر والأيمن لإجبارها على الذهاب إلى مركز العلاج.
“سامحيني أيتها القائدة”
“كما تعلمين، أنا أفعل هذا لأنني قلق، أليس كذلك؟”
كانوا يخشون أن تغضب، ولكن كان من المدهش أن سيليا كانت غير مستجيبة، مثل دمية ضخمة من الشمع.
‘إنها لطيفة بشكلٍ مفاجئ’
اعتقد إيريك أن الأمر غريب على غير العادة، لكنه سارع.
ربما لأنهم كانوا في عجلة من أمرهم، لكن لاونر ذو الشعر الأزرق لم يخطو خطواته.
“آه!”
فوجئت سيليا وحاولت موازنته.
“هل أنت بخير؟”
“هاه! نـ-نـ-نعم لا بأس…”
عندما أجاب لاونر مذعورًا، نظر إلى سيليا التي كانت قريبة جدا وأخذ نفسا عميقا.
✦ ✧ ∘₊✧──────✧₊∘ ✧ ✦
ر.م:
ران يمر بالمراهقة المبكرة بففت
((+اعذروني على أي اخطاء أو علموني عليها عشان اعدلها <٤
IG@/im0rphevs