ربيت ثعلبًا ذا تسعة ذيول بشكلٍ خاطئ - 13
“أيتها القائدة، إنها الوحوش”
اغلقت شفاه سيليا في خط مستقيم
“هذا مبكر جداً”
“يقال إن الضرر كان شديدا، وتقول التقارير إنهم كانوا مهملين لأنهم ظنوا أنه من المحال ظهور الوحوش. الوحدة التي تحرس الحدود قد دُمرت بالفعل…”
“كفى. أين هي المنطقة؟”
“يقال انها تقع قرب وادي ارينالد في الجبال الواقعة في الشمال الغربي”
“استعد”
“نعم!”
حيّاها إيريك ثم غادر مكتب القائدة.
‘الوحوش قد هاجمت، لا يمكن أن يكون هناك توقيت اسوأ من هذا’
تعثرت لوهلة وهي تخطو الى الخارج حاملة العباءة المعلقة على العلاقة.
رأسها كان مشوشا وشعرت بالضعف وكأنها كانت على وشك الإنهيار
‘تماسكي’
ضبطت أسنانها
‘يجب أن أتماسك’
أخذت نفسا عميقا وعضت بإحكام خديها من الداخل لتتماسك.
‘المؤشرات تنذر بالخطر أنا بحاجة إلى الاتصال الأرض المقدسة قريبا’
ولأفعل ذلك، يجب أن أكون على قيد الحياة أولاً
عيشي للإبلاغ، عيشي للإخضاع، عيشي… لأجل ران، يجب علي أيضًا أن أعتني به
ران…
أغلقت سيليا عينيها بإحكام وفتحتهما عندما غادرت مكتبها.
لقد ظهر وحش
حان الوقت للنضال من أجل العيش
* * *
لم يكن فقط من الأمس أن تردد ظهور الوحش كان غير ثابت مثل الموجات في المحيط.
لم تأخذ أرض جايا المقدسة مشكلة الوحوش المتزايدة في القارة الغربية على أنها تافهة.
فكروا في إيقافهم كما يفعلون في العادة
ومع ذلك، بدءًا من تقرير سيليا، وردت المكالمات من الوحدات الموجودة في جميع أنحاء القارة الغربية، وعندما تجاوز التردد الحد الأقصى حدثت حالة طوارئ
فقط القساوسة ذوي القوى المقدسة يمكنهم مواجهة الوحوش
بالطبع جايا كانت مشغولة جدا
لكن كل شيء كان على ما يرام
وذلك لأن سيليا كانت صامدة في امبراطورية ڠرينيا، التي هي الاكثر ازعاجا بسبب مساحتها الواسعة. لم تكن البلدان الأخرى جيدة مثل سيليا، ولكن كان البالادين يدافعون عنها بشكل جيد.
ومع ذلك، كانت هناك مشكلة أكبر.
“ماذا تقول؟”
“قـ-قداستك، لا يمكنه أن يصمد…”
“لم أطلب منك أن تكررها!”
لم يستطع البابا إيڤاسيڤ الانتظار أكثر من ذلك وقفز من على كرسيه
خلفه، من كان يمشي كما لو كان يجري تقريبا، تبعه اتباع القديس الذي يطلق عليهم اسم الاوصياء واحدا تلو الآخر.
لم يتجرأ أحد على إيقاف البابا
ليس فقط لأنه الكاهن ذو المكانة الرفيعة، بل ايضا لأن الجميع اعتقدوا انه من الصعب تصديق ما ذُكِر ما لم يروه بأعينهم.
وأخيرا، انفتح الباب المزدوج المقوس المصنوع من خشب الورد على مصراعه.
وفي وسط الغرفة الواسعة، كُشف عن حجر خافت الإضاءة.
لقد كان حجر الحاجز
لقد كانت حماية الآلهة سولار التي حمت القارة الغربية من الوحوش، وكان نورها يخمد.
وجه البابا إيڤاسيڤ أصبح أبيضاً في لحظة
“منذ متى و هو هكذا؟”
“منذ ليلة أمس”
فسأل يوليوس، احد الاوصياء الواقفين بجانبه، بصوت صاخب وجاف.
“هل نستجوب القديس؟”
“لا يمكن أن يتم ذلك كيف تجرؤ…”
القديس.
طفل الآلهة المقدس
الرجل الذي توج كقديس عظيم هذه المرة، كان رجلًا يدعى إيريس وكان يفوق حتى البابا.
كان القديس دليلا على حب الآلهة سولار للقارة الغربية والبشر. فهو تجسيد للإيثار والمحبة والعدالة والعقاب.
والشخص الذي يولد مع كل هذه المهمات في روحه هو تفاحة عين الالهة سولار.
أن تكون قديس الشمس يعني الكثير.
لكن كيف يجرؤ أحد على سؤاله؟ كيف يجرؤ أحد حتى أن يشك بالقديس…
“ماذا نفعل؟ سيتم كسر الحاجز قريبا، قداستك.”
كان صوت يوليوس مشوَّها بلمسات من السخرية، لكنّ البابا كان مشتتا جدا حتى انه لم يلاحظ.
“أنت، ألم تراه؟”
“…”
“لقد رأيت وصمة القديس، أليس كذلك؟”
وبعيدا عن اتخاذ قرار، كان البابا يتشبث بحقيقة أنه كان القديس.
“الوصمة المنقوشة بواسطة “طاقة سولار العظيمة” لن تتغير أبداً”
“بالتأكيد”
فأجاب يوليوس بسخرية.
“يتغير شكل الوصمة في كل مرة يظهر فيها قديس جديد، ولكن يمكنك استخدام ريشة العنقاء لإثبات أصالته، أليس كذلك؟”
“…”
“كما تم ترقية القديس إيريس رسميا إلى قديس من خلال هذه العملية. ولكن هل تجرؤ على الشك في القديس؟”
“إذن لماذا أصبح الحاجز مشتتًا؟”
سأل يوليوس وهو يحاول اخماد غضبه.
“تحتفظ قوى القديس بحاجز القارة الغربية، فإذا كان القديس إيريس حقيقيًا، فلماذا الحاجز غير مستقر إلى هذا الحد…”
“لماذا كل هذه الضجة؟”
في تلك اللحظة، إيريس، الذي كان وجهه احمر من الغضب، دخل غرفة الحاجز.
وعندما رأى حجر الحاجز يتلاشى، عض شفته السفلى، ثم سار على الفور الى الوصي يوليوس وصفع خده.
كان مهتاجاً جداً لدرجة أنه لم يستطع رؤية أي شيء آخر
” يوليوس! أتجرؤ على اتهامي؟”
“لا، قداستك”
أنزل يوليوس رأسه بينما كان يمرر لسانه عبر شفتيه الملطختين بالدماء عند رؤية هذا، غضب إيريس أكثر وأثار غضبه.
“من أنت لتحاول اتهامي؟ أنا القديس. ابن سولار العظيمة!”
“……”
“ستدفع ثمناً باهظاً لاتهامك لي! ألا تخاف من الالهة؟”
كان لإيريس شعر فوضويًا قليلا، لأنه نهض مباشرة من السرير، ويظهر هذا كيف ركض إلى هنا حالما فتح عينيه.
وكانت ثيابه الكهنوتية مجعدة كالخرق لأنها لبست على عجل، كما ان بشرته الدهنية كانت تُرى بوضوح في وجهه غير المغسول.
وقف البابا إيڤاسيڤ مصدوما وشاهد المشهد كله.
“الاوصياء! أيها الأوغاد!”
وألقى إيريس الشتائم على كل وصي في غرفة الحاجز، وحتى على كل من لم يكن في الغرفة، ارتجف جسده كله لأنه لم يستطع التغلب على غضبه.
والشكاوى والغضب اللذين تراكما على مر السنين قد انفجرا أخيرا.
“يوليوس! أنت الخاطئ الذي يدعى الوصي الأول! أنت حقا لا تعرف لماذا الحجر الحاجز ضبابي؟!”
“…”
“لأن أشياء مثلكم يتم ترشيحها كاوصياء! هذا لأنكم لا تحترمونني!”
ألقى بنظرة خاطفة على يوليوس بعينين سامتين، وكان هناك وريد ظاهر حول عنقه.
“لماذا لا يوجد واحد من الخمسة موالٍ لي! ولا واحد!”
لم يفتح أحد فمه، لأن ذلك كان صحيحا.
الاوصياء، البالادين الذين كان من المفترض أنهم الأقرب للقديس لم يقبلوا أن إيريس كان قديسا وكرهوه.
حراس الآلهة يرفضون القديس
لم يسبق لهذا مثيل.
“لقد أسأت الفهم”
“يا لهُ من سوء فهم”
أطلق إيريس ضحكة حادة.
“إذا لماذا أبلغت البابا إيڤاسيڤ أولًا أن حجر الحاجز كان في حالة سيئة؟”
“……”
“يجب عليك أن تبلغني أولاً”
“أنا آسف”
“انتبه!”
لم يتظاهر حتى بالاستماع لاعتذار يوليوس
“آمر الوصي يوليوس بأن يقضي شهراً في الزنزانة”
“قـ-قداستك”
عاد إيڤاسيڤ اخيرا الى رشده وتحرك.
“أولا وقبل كل شيء، ما رأيك أن تهدأ؟ يوليوس أيضا في حيرة من كل هذا…”
“البابا! ابقى مكانك!”
توسعت عينا إيڤاسيڤ عند قسوة القديس
هل هذا الرجل هو حقا القديس، عامود القارة الغربية؟
وعندما فقدت ساقاه قوتهما وترنحتا، سارع الفارس الذي كان ينتظر في مكان قريب إلى دعم البابا.
“خذ الحارس يوليوس بعيدًا!”
أمر إيريس فرسان اللوميناسول بقوة مرعبة
لم يتمكن الفرسان تحت اعين القديس مباشرة التحرك على عجل. كان الأمر مفهوماً
لأن يوليوس لم يكن سوى قائد فرسان لوميناسول
كان وجه البابا الآن أصفرًا فاتحا في هذا الوضع السخيف.
“إلى ماذا تنظر! هل تجرؤون على تجاهلي أيضا!”
امسك فارس محتار بيوليوس وسحبه من الغرفة.
حدق إيريس، الذي كان يصرخ لفترة من الوقت إلى حجر الحاجز، ثم نظر على الفور إلى البابا بأعين حامضة.
“سأحل هذه المشكلة يا إيڤاسيڤ! في المقام الأول، هذا الشيء يعتمد على قوة القديس!”
“إنه ليس شيئاً، إنه مقدس…”
وعندما حاول البابا تصحيح كلماته، اشار إيريس بإصبعه الى البابا وحذرته.
“لا تردّ على كلماتي!”
“…”
“ارجع! الآن!”
لم يتحرك إيڤاسيڤ الذي وقف كما لو كان قد ضُرب في رأسه، إلا بعد تعرضه لمزيد من الانتقادات من قبل إيريس.
مشى البابا في الممر كرجلٌ بلا روح، حدث كل هذا بسرعة لدرجة أنه لم يفكر بشكل صحيح
ولكن بينما كان يمشي في الممرات الهادئة والبيضاء في القاعة، بدأت تراوده تدريجيا افكار.
كان تأثير القديس على القارة الغربية بأكملها وكذلك الأرض المقدسة هائلا. أوقف الوحوش من تدمير كل شيء في طريقهم وغرق كل بلد ومدينة في الفوضى، لذلك حتى لو حاول البابا أن يتحدث كان لا جدوى من ذلك.
‘يُحتفظ على حاجز القارة الغربية بقوة القديس. إذا كان القديس إيريس حقيقيًا، لماذا الحاجز غير مستقر جدا…’
استذكر البابا كلمات يوليوس وابتلع لعابا جافا.
إذا كان القدّيس مزيّفاً، فمن المستحيل أن يبقى عدد الوحوش كما هو الآن
بالطبع، أعدادهم قد نمت، لكن حتى الآن هذا بخير.
ولكن حقيقة أن الحاجز مشتت دليلٌ لا يمكن تجاهله، فماذا نفعل إذن؟ لم يسبق لي أن سمعت عن حب “سولار” للقديس يتضاءل في فجأة
الجواب كان واحد من اثنين
فإما أن القديس كان مزيفا منذ البداية، أو أن قوة الإله الغربي العظيم سولار قد ضعفت.
وبما أن الأخير هو فرضية لا يجرؤ المرء على تخيلها، فإن الفكرة تميل بطبيعة الحال نحو الأول.
لقد كان افتراض غير مقبول للبابا لكن لم يكن لديه خيار ليتراجع فيه
ألم أرى بنفسي ضوء الحجر الحاجز يضعف اليوم؟
حتى مظهر إيريس كان…
‘هذا الرجل ليس قديسًا’
✦ ✧ ∘₊✧──────✧₊∘ ✧ ✦
ر.م:
ران ما طلع فالفصل 3/ />
IG@/im0rphevs