ربيت ثعلبًا ذا تسعة ذيول بشكلٍ خاطئ - 1
‘لقد مر وقت طويل منذ أن ارتكبت خطأ فادحًا كهذا!’
كانت سيليا واقفة في ذهولٍ ومدهوشة، غضبت الامرأة العجوز واقتربت منها فجأة
“…نعم؟”
“انظري إلى هذا! إنه وحش ثعلب صغير بتسعة ذيول!”
فتحت المرأة العجوز التي استقرت مؤخرًا في الغرب عينيها على مصراعيها وأشارت إلى الثعلب
نظرت سيليا إلى الثعلب المصاب
تسعة ذيول فضية لامعة
السبب لكون سيليا، الفارسة المقدسة، قد ذهبت إلى الامرأة الآتية من القارة الشرقية كان بسبب هذا الذيل
‘يبدو أنه وحش من الشرق، لكن ليس من المقبول قتله على الفور’
أظهرت سيليا حسن خُلقها كبالاداين، أصبح تعبير السيدة العجوز جادًا، ربما لم يكن شبل الثعلب هذا وحشًا عاديًا
“يولد وحش الثعلب بذيل واحد وينمو آخر كل مائة عام، عدد الذيول هو ذات عمر الثعلب”
“مئة عام؟ ثم تسعة ذيول…”
“إنه وحش ثعلب عمره ٩٠٠ عام، يسمى غوميهو”
هزت سيليا رأسها
“لكن هذا الثعلب لا يزال صغيرًا”
“هذه هي المشكلة ، لذا خذيه بعيدًا!”
بدأ الوجه المبقع للإمرأة العجوز في إظهار انزعاجها العميق
“إذا ولد شبل ثعلب بتسعة ذيول، فماذا ستكون هوية المرأة التي أنجبته؟”
اغلقت سيليا شفتيها، لم تمتلك هي أدنى فكرة.
كانت سيليا مشغولة بالفعل بقضية تهريب الحيوانات من الشرق إلى الغرب.
كان أسوأهم هو هذا الوحش.
كانت الثعالب واحدة من المنتجات المعدة للبيع للأرستقراطيين المختلين، ولأن الوحوش كانت قادرة على التحول إلى بشر، فقد تحرش النبلاء بهم جنسيًا دون أي اعتبار.
كان هذا أيضا السبب في أن الفرسان من العامة لم يتمكنوا من التدخل، ولم يكن لديهم الإمكانيات اللازمة لتحمل غضب النبلاء، وبالتالي لم يتمكنوا من التصرف.
إذا تم الكشف عن أن سيليا تأوي وحشًا..
“من المحال إنجاب طفل غوميهو من رحم ليس لتشيونهو، وهذا يعني أن الأم ربما تكون تشيونهو”
“ما هو التشيونهو؟”
“التشيونهو هو ثعلب عمره يصل إلى ألف عام ، وعادة ما يرتبط بالعالم الروحي، إنه حيوان روحي”
أصبح وجه سيليا تدريجيا أكثر ارتباكًا حيث ألقيت عليها سلسلة من الكلمات الغريبة، نقرت المرأة العجوز على لسانها وغيرت كلماتها لتتناسب مع الثقافة الغربية
“مثل وحيد القرن” [1]
استدارت عينا سيليا.
“وحيد القرن؟ هل تقصدين الوصي؟”
“نعم ، ماذا لو عبثتي مع خدم الآلهة؟ ستعاقبك السماء!”
“ثم ماذا أفعل؟ أيجب أن أتركه يذهب؟”
“هذا التراه!”
خافت العجوز من كلمات سيليا.
“لقد أتى من رحم روح، لكنه في الأساس وحش! إذا تركتيه يرحل فسيأكل سكان الأراضي الغربية بلا رحمة!”
‘يزداد صداعي النصفي مع كل كلمة’
“إذا قتلتِه فسوف تعاقبك السماء، ولكن إذا تركتيه يذهب فسوف تموتين، ماذا ستفعلين؟”
‘لهذا السبب قلت أنني قد التقطته بالخطأ’
ضاعت الكلمات من سيليا وأغلقت فمها.
نظرت المرأة العجوز إلى أعين سيليا الخضراء وتنهدت.
حاولت سيليا أن تستعيد أفكارها، استنشقت الهواء النقي في رئتيها لتحديد ما إذا كان ما تراه هو الحقيقة.
فجأة، تجعد وجه المرأة العجوز.
“ما هو اسمكِ”
سألت المرأة العجوز، التي كانت ذات يوم قديسة تتواصل مع الروح الإلهية، لكن تم نفيها من الشرق بسبب خطاياها، على الرغم من أنها لم تكن شخصًا مختلفًا الآن، إلا أن صوتها المسن الذي يسأل عن اسمها أشعرها بالقوة.
” إنني أسألكِ، ما هو اسمكِ؟”
سألتها روه.
أجابت على مضض، “سيليا”
“أرى. سيليا، استمعي بعناية إلى ما سأقوله من الآن فصاعدًا”
قالت المرأة العجوز بصوتٍ هادف، وهي تنظر إلى الثعلب ذا التسعة ذيول وهو يتململ
“اعتني بهذا الشبل حتى يصبح بالغًا واصطحبيه إلى الشرق”
“…اعتني به؟”
“هذا الوحش الذي يمكنه أن يأخذ شكل إنسان مخلوق غامض، إنه يحمل معنى مشابها لمعنى التنين لدى الغرب”
“……”
“الأمر متروك لكِ للعناية به، وتربيته إما كملاك للسماء أو شيطان للجحيم”
عندما قالت هذا، ومضت عينا المرأة العجوز بشكلٍ غريب، ثم تابعت.
“استمعي بعناية، سيكون عليك الذهاب إلى الشرق وتركه هناك قبل العودة إذا كنتي ترغبين في الاستمرار في العيش بسهولة كما الآن”
‘هل حياتي سهلة الآن؟’
بدت كلمات المرأة العجوز غامضة، لكن جل تركيز سيليا كان في مكان آخر.
“عندها سيعاني شعب الشرق”
ضحكت المرأة العجوز بسخرية، تبدو وكأنها تدرك ما تفعله.
“لا، سأجد ثعلب الثلاث آلاف سنة الذي صعد إلى السماء. ثم ستأتي والدته لاصطحابه”
“……”
“سيليا”
قابلت سيليا نظرة المرأة الساحرة، وأشرقت عيناها الصافيتان، مما عكس مظهر سيليا مثل المرآة
“هذا الثعلب، يجب أن تربيه أنتِ”
“······”
“إذا كنت لا تريدين أن ترين شبل التشيونهو يصبح شيطانًا، اتبعي ما أقوله، مفهوم؟”
أردت أن أسأل لماذا يجب أن يكون أنا من تربيه، فكرت سيليا وهي غير قادرة على الرد.
رفعت المرأة العجوز القفص الذي يحتوي على الثعلب ذي التسعة ذيول وحملته بين ذراعيها كما لو كانت تعرف أنه كان من المفترض أن يؤخذ بعيدًا، قامت بلف القماش القطني فوق القفص، حريصة على عدم إصابة جرح الثعلب ذي التسعة ذيول.
وقفوا في زقاق نتن لم يخلوا من الفئران، ومع ذلك إذا كنت سيء الحظ، ربما تقابل خاطفًا ما هنا.
“شكرا لكِ”
استدارت سيليا، التي كانت مختبئة داخل عباءتها.
“يجب أن يكون هذا مربحًا……” صدح صوت بعض الغرباء في الزقاق
فتحت سيليا عينيها دون أن تتحدث، لم يكن هناك أي أحد في الزقاق، وقفت ساكنة ونظرت حولها في محاولة للعثور على صاحب الصوت.
لم تكن المرأة العجوز الي وقفت هنا سابقًت في مدى نظرها ولم يبق سوى سيليا في الزقاق.
ارتعشت سيليا دون علم، بطريقة ما، أصبح المكان باردًا بشكلٍ غامض.
* * *
في تلك الليلة، كان لدى سيليا حلمٌ غريب.
حلمت أن رجلاً كان يحتضنها من الخلف.
إلتفت إحدى يديه حول خصرها، واليد الأخرى التي برزت منها عروق زرقاء غريبة أمسكت بجسدها.
لا. أمكن لسيليا القول إنه لم يكن مجرد حلم.
أمسكها الرجل بإحكام، وكان طوله مئةً وسبعون سانتيمترًا على الأقل، مما جعل سيليا متناسبة تمامًا داخل ذراعيه، لوت نفسها للهروب من قبضته، لكنه لم يتزحزح.
كان حجمه كبيرا لدرجة أن سيليا تمكنت من رؤيته يعانقها كما لو كانت إبرة.
لم تكن قوة بشرية، كان ذلك أكيدًا.
“لقد علمتِني”
سمعت صوته المنخفض في مؤخرة عقلها وارتعشت سيليا غريزيًا[2]
تبدد النفس الساخن في مؤخرة عنها، كان بإمكانها أن تشعر بالإبتسامة المتوترة على شفتيها.
“لدي غريزة”
تحدث الرجل.
شكلت شفتاه الحمراء الساحرة خطًا رفيعًا، كان هذا تعبيرًا عن مشاعر رجل مضطرب.
“حتى الكلب المدرب يمتلك غريزة، ماذا عني؟”
“هـ- هذا ليس صحيحًا”
تلعثمت سيليا.
“أين يوجد وحشٌ يخطئ في غرائزه؟”
همس الرجل بمودة.
“أنا أكثر من مجرد حيوان، أنتِ تعلمين هذا يا سيليا، صحيح؟”
“······”
“لا تقلقي، لقد ربيتِني جيدًا، لذا لن أفعل أي شيء خطير”
“······”
“لكن لا يمكنكِ الهرب”
أحكم قبضته السميكة على ساعدها المتوتر.
“ساعديني على الاستمرار في أن أكون لطيفًا يا سيليا، ابقي بجانبي”
إلى الأبد.
استيقظت سيليا من حلمها غارقة في عرقٍ بارد.
✦ ✧ ∘₊✧──────✧₊∘ ✧ ✦
[1] يونيكورن
[2] الكلمة المستخدمة لوصف صوته هنا هي باريتون(baritone) وهو نوع من انواع طبقات الصور ويعتبر هذا مصطلح موسيقي ويمديكم تبحثون في اليوتيوب (baritone voice example)
ر.م:
للتوضيح، الإمرأة العجوز ظهرت فجأة في الزقاق واختفت
IG@/im0rpheovs