I picked up the emperor's nephew one day - 99
كيييك-.
فتحتُ نصف الباب وألقيتُ نظرةً في الممر، ثم أغلقتُه على عجل عندما سمعتُ وقع خطوات الأحذية يتردد من بعيد.
شعرتُ بوخز في مؤخرة رأسي، وعندما التفتُّ بحذر، وجدتُ أمين المكتبة يحدّق بي بعينين باردتين متجمدتين.
“……شكرًا لك على اليوم.”
“يسرّني أنني كنتُ عونًا لكِ.”
“هل يمكنني البقاء قليلًا بعد؟”
“تفضلِ. إذاً، سأذهب الآن.”
ذهب أمين المكتبة لترتيب الكتب بوجه غارق في الإرهاق.
ليس غريبًا أن يكون مُرهقًا. فأنا، التي لا تختلف عن رئيسه، ظللتُ مختبئة في مكتبة القصر الإمبراطوري طوال اليوم حتى غروب الشمس.
“لكن رؤية الناس تُشعرني بالإحراج.”
في صباح اليوم التالي للحفل، انتشرتُ الصحف الخاصة منذ الفجر، وتغير سلوك من حولي.
بعد حفل الليلة السابقة، كان جسدي مُنهكًا، كما أن روبيلين غادرت في رحلة، لذا لم يكن هناك دروس صباحية.
كنتُ أنوي النوم طويلًا، لكن رينيل أيقظتني منذ الفجر.
“صباح الخير، السيدة لوسينا.”
ثم جاء وقت التزيين الذي استغرق ضعف المعتاد، مع ملابس وإكسسوارات لم أرها من قبل، وانتهى الأمر بوجبة إفطار فاخرة من إعداد طهاة القصر، التي كانت أثقل مما يمكن تحمله.
أثناء تناول الطعام، وقف الجميع في صف مستقيم برؤوس مرفوعة كما لو كانوا يستقبلون ضيفًا رفيع المستوى، وكدتُ أصاب بعسر هضم.
كان الجميع متوترين بشكل مبالغ فيه.
وفوق ذلك، كان الخدم الذين أعرفهم يبتسمون بمكر كلما رأوني، وحتى رينيل، التي كانت ستوبّخهم في العادة، اكتفت بالابتسام برضا.
كان رد فعلهم هذا يذكرني تمامًا باليوم الذي يلي اعترافي لكاليكس.
حتى عندما هربتُ إلى المختبر هربًا من نظراتهم، لم يكن الوضع أقل إزعاجًا.
عالم الأعشاب هنّأني بلا مبالاة وكأنه كان يعرف مسبقًا، أما الباحث الجديد فقد شحب وجهه تمامًا وارتجف كما لو رأى شبحًا.
“ش، ش، الشاي! تفضلي كوبًا من الشاي واستر، استر، استريحي قليلًا قبل أن تغادري!”
ارتعشت يدا الباحث الجديد بعنف، واهتز فنجان الشاي متسببًا في اضطراب مائه.
لم يكن هناك مكان يمكنني البقاء فيه بهدوء.
في فترة ما بعد الظهر، كنتُ أنوي التجول في الحديقة، لكنني صادفتُ مايفيرن بالصدفة.
“مايفيرن، كلانا في إجازة لأن روبيلين سافرت، فلو كان الأمر مناسبًا، لنشرب الشاي معًا—”
“ااااااااااه!”
صرخ مايفيرن صرخة مدوية وهرب قبل أن أتمكن حتى من إنهاء حديثي.
أما الشخص التالي الذي صادفته بالصدفة، يوكار، فقد تحدث بوجه شاحب وظلال داكنة تحت عينيه، وكأنه على شفير الموت.
“أرجوكِ، امنحيني إجازةً بعد الزفاف……وإلا سأموت.”
‘……أي زفاف؟ لم أجب حتى على عرض الزواج بعد.’
بمشاعر معقدة، أخرجتُ من جيبي نجمة ورقية مجعدة كانت روبيلين قد طوتها لي.
تأجل الأمر يومًا بعد يوم بسبب الحفل، حتى وصلنا إلى اليوم أخيرًا.
بالطبع، أعلم أن مشاعري ومشاعر كاليكس متصلة ببعضها البعض. حتى دون إجابتي الواضحة على عرض الزواج، فإن مرور الوقت سيؤدي بنا في النهاية إلى الزواج.
لكن، رغم قرب مشاعرنا، لا تزال هناك مسافة لم تُردم بيننا.
“هل أنا الوحيدة التي تريد الاقتراب أكثر……؟”
كاليكس لا يريد مني شيئًا سوى القبل.
ظننتُ أننا نتواصل بصمت عبر نظراتنا منذ أن استعدت وعيي، لكن يبدو أنني كنتُ مخطئة.
حتى عندما يهمس لي بمشاعره أو عندما يقبلني، تظل هناك فجوة غامضة بيننا.
“كان في السابق يتحدث عن النوم معًا……هذا ظلم. يغويني بوجهه ثم يتصرف هكذا؟”
زممتُ شفتيّ بضيق ودسستُ النجمة الورقية المجعدة في جيبي.
تنهدتُ بعمق، وأسندتُ جبهتي إلى باب المكتبة.
عندها سمعتُ صوتًا يناديني.
“لوسينا؟”
تصلّب جسدي كالصخر عند سماع صوت كاليكس من خلف الباب. وبينما كنتُ أرتبك وأفتح فمي بلا صوت، فتُح الباب فجأة.
وجدتُ نفسي مباشرةً في أحضانه، مصطدمةً بصدره. فشعرتُ بألم طفيف في أنفي، لكنه لم يكن الأمر المهم.
‘هل……هل سمعني؟ هل سمع ما قلته للتو؟’
تداركتُ توازني بسرعة ورفعتُ نظري إليه.
كان كاليكس ينظر إليّ بعينين متسائلتين، عاقدًا ذراعيه أمام صدره.
“ما الذي تفعله هنا؟”
“هذا ما يجب أن أسألكِ أنا عنه. رينيل كانت تبحث عنكِ منذ مدة، فما الذي تفعلينه هنا؟”
“كـ-كنتُ أراجع موسوعة الأعشاب……احتجتُ إليها من أجل البحث.”
“همم……”
رفع كاليكس حاجبه عاليًا، وعلامات الشك تملأ وجهه.
تهربتُ بنظري من عينيه اللتين بدتا وكأنهما تخترقان أعماقي.
“هكذا إذاً.”
بعد فترة من الصمت، جاء ردّه بالموافقة.
‘هاه، يبدو أنه لم يسمع شيئًا.’
تنفستُ الصعداء ومسحتُ على صدري بارتياح.
“نعم، هذا صحيح.”
“إذًا، يبدو أن ما سمعته عن أسفكِ لعدم قدرتكِ على مشاركتي الفراش لم يكن سوى هلوسة.”
“….…”
تجمدتُ، وفتحتُ فمي من شدة الصدمة.
‘لقد سمعني!’
دفعتُ كاليكس بعيدًا بسرعة واندفعتُ خارج المكتبة. و لم أفتح فمي إلا بعد أن تأكدتُ من خلوّ الممر من أي شخص.
“هـ-هل سمعتَ؟”
ارتسمت على شفتي كاليكس ابتسامةٌ جانبية ماكرة، ثم استدار ومضى دون أن يمنحني حتى فرصة لتبرير نفسي.
لحقتُ به بسرعة، أسير خلفه بتوتر شديد، حتى إنني كنتُ أقفز تقريبًا مثل أرنب مذعور بينما أحاول التحدث.
“هذا سوء فهم! لقد كانت مجرد هلوسة!”
“لكن نطقكِ كان واضحًا جدًا ليكون كذلك.”
“على أي حال، إنه سوء فهم!”
“لنقل ذلك إذاً.”
“أنا جادة!”
أجابني كاليكس بنبرة مرحة،
“لدي اجتماع مع يوكار، هل ستلحقين بي حتى إلى مكتبي؟”
لكن رغم أسلوبه المازح، شعرتُ بوضوح أنه يحاول المراوغة.
“…….”
بدأ رأسي يصفو، وهدأت المشاعر المتأججة داخلي.
توقفتُ ببطء عن السير، محدقةً في ظهر كاليكس وهو يبتعد أكثر فأكثر.
كان ابتعاده يبدو وكأنه يأخذ مشاعري معه أيضًا.
وبينما كنتُ أنظر إلى ظهره الذي يزداد بُعدًا، فتحتُ فمي دون وعي.
“……أشعر بالأسف……لأنني لا أستطيع الوصول إليك.”
“حسنًا، كما قلتِ، سأعتبره مجرد سوء فه—”
توقفت كلماته، تمامًا كما توقفت خطواته.
في الممر الهادئ، حيث لم يكن يُسمع حتى صوت أنفاسه، لم يكن هناك سوى صدى خطواتي وهي تقترب منه.
“هل……هل تتعمد تجنبي؟”
استدار كاليكس إليّ ببطء.
كان وجهه مصدومًا كما لم أره من قبل، وكأنني أصبتُ نقطة ضعفه تمامًا.
على عكسه، انعكست صورتي في عينيه الحمراوين، بلا تعابير أو ارتباك.
ساد بيننا صمت عميق.
و لم يفتح كاليكس فمه إلا عندما مرّ ضوء القمر عبر نافذة الممر، قاطعًا المسافة بيننا.
“لم أكن أعرف بأي وجه يجب أن أواجهكِ.”
“ماذا تعني بذلك؟”
“منذ اليوم الذي استيقظتِ فيه، لم أستطع التوقف عن التفكير في الماضي الذي أخبرتِني عنه.”
“……!”
حبستُ أنفاسي.
لم يكن هذا الجواب الذي توقّعته، وشعرتُ وكأن صوت تشقق طفيف دوّى في رأسي.
إذاً، لم يكن قلب كاليكس يبتعد عني، بل كان يغرق ببطء.
‘رغم أنه بدا هادئًا وهو يستمع إليّ حينها، إلا أن وفاة الأمير الثاني أليك المأساوية لا بد أنها أثقلت قلبه.’
حاولتُ أن أهدئ نفسي من صدمتي وأفتح فمي بصعوبة.
“هل كان ذلك بسبب تضحية الأمير الثاني أليك؟”
ابتسم كاليكس ابتسامةً مريرة واتجه نحو النافذة.
كان ضوء القمر يمر عبر النافذة ليضئ جانبه، وكان وجهه الذي كان يواجه النافذة يبدو حزينًا ومليئًا بالوحدة.
“موت أليك كان عبثيًا، لكنه كان نبيلًا. كما أراد، التقى بمن يحب وذهب بحرية. لم يعد لديّ أي أسف.”
“إذاً……”
عبس كاليكس و ابتسم بحزن، وكانت عيناه تغرق في البرودة.
“كنتُ سعيدًا لأنني لم أكن في الماضي الذي رأيتِه. لو كنتِ رأيتني في أيام الحرب، كنتِ ستفرين مني فور استيقاطكِ.”
“كاليكس……الحرب كانت أمرًا لا مفر منه. الجميع كانوا ضحايا بريئين للساحرة.”
“كنتُ أفكر كذلك أيضاً. لو لم أتحرك، لما تحرك أحد الجنود. كان لا بد من ذلك للدفاع، لكن في الأيام الأخيرة بدأت أفكر بهذا……”
انخفضت نظرة كاليكس بشكل حزين، وكانت بؤبؤا عينيه السوداويين يغرقان في شعور بالذنب الذي كان يتراكم ويغمرهما بالظلام أكثر فأكثر.
“هل كانت اختياراتي صحيحة؟”
شعرتُ أن أنفاسي قد انحبست. و كان الشعور بالذنب الذي يحمله، بمجرد سماعه كان يضغط على صدري.
بينما كنتُ غارقةً في هذه الأفكار، ابتسم كاليكس ابتسامةً مريرة وهو يعقد حاجبيه.
“الغريب أنني بعد أن أصبح لي شيء ثمين، بدأت أفهم كم كان أخذ شيء ثمين من الآخرين عملًا عنيفًا وغير إنساني.”
بعد لحظة من الصمت، رفع كاليكس نظره بملل. وعندما التقت أعيننا مرة أخرى، كانت نظراته مختلفة تمامًا.
لم يكن فيها أي ظل من الظلام أو الاهتزاز، بل كانت ثابتة وصلبة.
“لكن لو عدت إلى الماضي، سأختار نفس الاختيار.”
“….…”
“لذلك، من حسن حظكِ أنكِ لم تري ماضيِّ.”
انحرف ضوء القمر على عينيه وهو يبتسم ابتسامةً خالية من الأمل.
كنتُ أواجه عينيه اللامعتين، التي كانت تبدو وكأنها تتألق بالدموع، وعضضتُ شفتاي بقوة.
فلم أستطع قول أي كلمة. و بدا لي أن أي كلام لن يصل إليه.
كانت حرب مملكة تيدان نتيجة جشع الساحرة فقط.
و كان الجميع، بمن فيهم كاليكس، ضحايا. لكن لماذا يجب أن يتحمل هو وحده كل شيء؟
شعرتُ بغضب مكبوت داخل صدري، لكنني كنت أعرف أن هناك شيئًا يمكنني فعله.
عندما يكون حمله ثقيلًا، سأكون إلى جانبه. وعندما يكون عند مفترق طرق، سأمسك يده وأمشي معه.
أسرعتُ في التقدم وأخذتُ كاليكس في حضني بقوة.
“لوسينا؟”
“في بعض الأحيان، يجب أن نتخذ قرارات صعبة. وفي تلك اللحظات، سأكون دائمًا إلى جانب جلالتك.”
بينما كنتُ أقول ذلك بصوت متأثر، سمعتُ ضحكته الخفيفة وكأن الرياح قد مرت من فوق رأسي.
“هذا رد مبالغ فيه على عرض الزواج.”
سحب كاليكس ذراعيه من حولي، واستدار.
عندما رفعتُ عينيّ وقد كانت الدموع تتجمع في طرفي، مسح هو دموعي بأطراف أصابعه. ثم أخرج من صدره البروش التجذي كنتُ قد فقدته في الكهف، وعلقه على صدري.
كانت نفس بروش الماس الوردي التي ضاعت مني في الكهف.
“كنتُ قد فقدتها في الكهف……”
“كيف لي أن أتجاهل ذلك عندما رأيتكِ تلمحين إلى تلك الأزرار في يوم الاحتفال؟”
كنتُ أراقب البروش اللامع على صدري بدهشة، وأنا ألامسه.
كان وكأنه قد عادت إلى مكانه الصحيح.
‘بالطبع، كان كاليكس هو من علق هذا البروش أثناء عرض الزواج، أليس كذلك؟’
فجأة، اندفعت فكرة إلى ذهني، وعضضتُ شفتي بقوة.
أصابني التوتر، فأصبحت أطرافي باردة، وبدأ قلبي ينبض بسرعة. و سحبتُ من جيبي الورقة المربعة الخاصة بروبلين بهدوء، وأظهرتها له.
توسعت عينيه عندما رأى الورقة الملقاة في كفي.
“هذه هي الورقة التي تركتها لي روبلين قبل أن تغادر في رحلتها. ما أقصده هو……أن ما سمعه كاليكس لم يكن وهمًا.”
“رأي ممتاز. لن أرفض بعد الآن.”
“ماذا؟! آآآه!!”
تجمدتُ من المفاجأة، وعيني اتسعت من الدهشة.
فجأة، استوعبتُ أن كاليكس كان يحملني بين ذراعيه، داعمًا ظهري وركبتي، وهو ينتقل بي بسرعة.
‘م، ما الذي يحدث هنا؟’
كنتُ في حضنه، وأنا أومض بعينيَّ بذهول، ثم فتحتُ فمي.
“…كاليكس؟ ألم تكن مترددًا بسبب مشاعرك المعقدة؟”
“نعم، كنتُ مترددًا. و خشيت أنني لن أستطيع السيطرة على نفسي.”
واجهتُ عينيه التي كانت تراقبني بحذر، مثل نظرة وحش مفترس.
كان شعاع أحمر خافت يلمع في عينيه، وكأن نارًا خافتةً تشتعل فيها.
بلعتُ ريقي بصوت عالٍ.
‘مـ-ماذا سأفعل؟’
عقدتُ يديَّ أمام صدري، وأنا أرتجف مثل حيوان صغير، ثم فتحتُ فمي.
“لكن، ألم يكن لديك اجتماع لتذهب إليه؟”
“لقد تم إلغاء الاجتماع للتو.”
……كذب. يوكار كان ينتظر.
“……لكنني ما زلت غير مستعدةٍ بعد.”
“سننتهي من التحضير أثناء الطريق إلى غرفة النوم.”
“……ربما رينيل تنتظر.”
“دعيها تنتظر.”
“كاليكس……”
سمعتُ ضحكته الخافتة فوق رأسي، وفي قلبي اختلطت مشاعر غريبة من الترقب والخوف، فمسحتُ وجهي بكلتا يديّ.
فيما بعد، سمعتُ من أحد الخدم أن يوكار انتظر كاليكس حتى الفجر، ثم غادر وهو يبكي، بينما رينيل، التي كانت تنتظرني، ابتسمت ببهجة مخيفة قبل مغادرتها.
_______________________
رينيل لو نطت من الفرحه في عرسهم لحد يلومها😭😭😭😭
اما يوكار بكره يقدم استقالته الرجال استُنزف
Dana