I picked up the emperor's nephew one day - 98
تصلّب وجه الآنسة في لحظة. و بالكاد رفعت زوايا شفتيها المرتجفة وأخفضت رأسها.
“……لقد ارتكبت وقاحةً تجاهك، جلالتك. إن كنت قد أزعجتك، فـ……”
“قلتِ إن الشائعات كاذبة؟”
“نعم؟”
رفعت الآنسة رأسها وسألت بذهول.
توقف كاليكس عن نفض ذراعه وحدّق إليها بنظرة باردة.
“لماذا تظنين أنها كاذبة؟”
“لأن……لأنك وسيمٌ هكذا—”
“هاه.”
أطلق كاليكس ضحكةً ساخرة وهو يفرك فكّه السفلي ببطء، ثم حدّق خلف الآنسة.
توجّهت نظرته الباردة نحو أحد النبلاء، الذي كان يلهث بصعوبة بعد أن شقّ طريقه بين الحشد مسرعًا.
ذلك الرجل، وكأنه محرج، تجنّب نظرة كاليكس وأخذ يمسح عرقه بمنديله بقوة.
“ما زلت أتحسر على عدم إزهاق روح والدك، رغم أنه تلاعب بميزانية إدارة فرسان المملكة ليملأ جيوبه.”
اتسعت عينا الآنسة الدائريتان حتى كادتا تخرجان من محجريهما.
“إذًا……لم يكن والدي قد تقاعد بشرف، بل……”
“يبدو أنه أراد الحفاظ على ماء وجهه، أليس كذلك؟”
اتجهت نظرات الآنسة إلى الخلف، متتبعة كاليكس. كانت ملامحها تعكس عدم التصديق، لكنها سرعان ما صُدمت حين رأت والدها يتجنب نظراتها.
“هل لديكِ ما تريدين قوله بعد؟”
سقط صوت كاليكس البارد فوق رأسها، محمّلًا بسخرية خالية من أي دفء، مما ذكّرها بلقائهما الأول.
وسرعان ما احمرّ وجهها وبدأت تشعر بنظرات الناس من حولها.
كانت تتلفّت بعينيها الواسعتين المرتبكتين، حتى التقت أعينها بأفراد مجموعتها، فارتجفت.
أولئك الذين كانوا يرفعون من شأنها قبل لحظات، باتوا الآن يسخرون منها ويضحكون همسًا.
“أ……أعتذر، جلالتك. هل يمكنني الانصراف أولًا؟”
عضّت شفتها بقوة وانحنت لتحييه.
أومأ كاليكس برأسه بإيماءة خفيفة، فغادرت القاعة مسرعة، وكأنها تهرب. ولحق بها والدها على عجل بعد أن قدّم تحيته أيضًا.
ساد الصمت في القاعة للحظات، لكنه لم يدم طويلًا. و سرعان ما انتشر الضجيج من جديد، وكأن شيئًا لم يحدث، بعد أن بدأ أحدهم الحديث.
بالطبع، كان محور النقاش هو الأب وابنته اللذان غادرا القاعة.
تظاهرتُ بتعديل قناعي، مخفية ابتسامة صغيرة حاولت أن ترتسم على شفتي. خمدت الغيرة والغضب اللذان اجتاحاني قبل لحظات، وشعرت براحة عارمة.
يجب أن أذهب إلى كاليكس وأكشف له عن هويتي.
حين كنت على وشك التوجه إليه، ممتلئةً بالرضا، خاطبني شخص ما.
“تبدين مستمتعة.”
كان رجلًا لم يسبق لي رؤيته من قبل. بدا شابًا مقارنةً بالنبلاء الموجودين في القاعة.
حاولتُ استرجاع دروسي الخاصة مع يوكار، لكن لم يخطر ببالي أي شيء بخصوصه، مما يعني أنه ليس شخصية مهمة.
“هل لي أن أسأل إلى أي عائلة تنتمين؟” سأل بابتسامة متكلفة، وقد وضع يديه خلف ظهره، متمايلًا في وقفته.
كان من الواضح أن مقصده لم يكن سوى السخرية.
“هاه……”
خرجت تنهيدة عميقة من أعماقي.
ما خطب هذا اليوم بحق؟
شعرت وكأنني أتحرر من الأشخاص الذين كانوا يظهرون لي الودّ، وأواجه الواقع كما هو.
هذه هي النظرات الحقيقية الموجهة إليّ، وهذا ما يجب أن أغيره من الآن فصاعدًا.
“ألم تتعلم أن عليكَ تقديم نفسكَ أولًا؟”
ابتسمت بينما أعدّلت قناعي.
اتسعت عينا الشاب لوهلة بدهشة، ثم أطلق ضحكة ساخرة.
“آه، هكذا إذاً؟”
ابتسم بازدراء، ثم نظر إلى مجموعته الواقفة خلفه، وكأنه يسألهم بعينيه: هل سمعتم هذا؟
في اللحظة نفسها، بدأ أتباعه بإطلاق تعليقات ملؤها التهكم والإهانة.
من الواضح أنهم وجدوني مثيرةً للشفقة، جالسةً هناك، متوارية خلف قناعي، غير مندمجة معهم، وكأنني مجرد طيف عائم بلا مكان أنتمي إليه.
مسحني الشاب بنظراته من الرأس إلى أخمص القدمين، قبل أن يبتسم بسخرية.
“يبدو أنكِ تسللتِ إلى هنا دون دعوة. هذا ليس مكانًا يمكن لفتاة مثلك أن تأتي إليه. من تكونين؟”
زفرتُ أنفاسي بعمق، مستاءةً من سخريته التافهة.
وحين لم أُبدِ أي رد فعل، نقر الشاب لسانه بضيق، وكأنه قرر أنني لا أستحق اهتمامه.
“كنتُ متحمسًا لحضور أول حفل يُقام في القصر الإمبراطوري، لكن يبدو أن الحراسة متساهلة للغاية.”
“بالفعل، خصوصًا إن كان أشخاص مثلكَ قادرين على دخول القاعة. لا أدري ما هي المعايير.”
“ماذا……؟”
تصلّب وجهه على الفور حين رددت عليه، وأنا أهز رأسي بلا مبالاة.
“ماذا قلتِ للتو؟”
أمسكني الشاب بقوة من كتفي وأدارني نحوه بعنف.
“آه……”
قطّبتُ حاجبيّ من الألم تحت وطأة قبضته المهددة.
“أبعد يدكَ.”
في اللحظة التي هممتُ فيها بإبعاد يده، دوى صوت بارد كحد السيف، يخترق الأجواء.
و لم أكن الوحيدة التي شعرت بالقشعريرة تسري في جسدي من شدة الهيبة التي حملها ذلك الصوت.
تدريجيًا، خفت ضجيج القاعة، وتوقفت الفرقة الموسيقية عن العزف.
كان وقع خطواته تقترب منا مسموعًا بوضوح. و اتسعت عيناي وأنا أحدق بالشخص الذي كان يقترب.
و كانت هالته المشعّة بالرهبة تجتاح المكان بأسره.
“كاليكس……؟”
اتسعت عينا الشاب بدهشة واستنكار حين سمعني أنطق اسم الإمبراطور بهذه المباشرة، وكأنني مجنونة.
لكن ذلك لم يكن مهمًا بالنسبة لي.
بلعتُ ريقي وأعدتُ تعديل قناعي.
هل يجب أن أنزع القناع؟
في تلك الأثناء، اقترب كاليكس بخطوات واثقة، ثم أسدل نظراته بكسل. و استقرت عيناه على يد الشاب التي كانت تمسك بكتفي.
“هل أنت أعسر؟”
عند كلماته الثقيلة، ازداد الضغط في قبضة الشاب على كتفي.
“جلالتك! أظن أن هذا الشخص مجرد خادم! يبدو أنه تسلل إلى الحفل ليستمتع به خلسة، لذا كنت أحاول طردها!”
تحدث الشاب بارتباك، محاولًا تبرير موقفه، وكأنه ينتظر ثناءً على تصرفه.
ضيّق كاليكس إحدى عينيه.
“سألتك إن كنت أعسراً.”
“آه……لا، لا، أنا أيمن اليد.”
تراجع الشاب فجأة، ثم اعتدل في وقفته مجددًا وأجاب بتصلب.
وكان من المثير للاهتمام أن يده التي كانت تمسك بكتفي كانت يده اليسرى.
“إذن، ربما لن تحتاج إلى اليد الأخرى.”
ثم حدث ما لا يُصدق في لحظة.
عاصفة من الرياح الحادة مرت وكأنها سيف، مما أدى إلى قطع بعض خصلات شعره. في نفس اللحظة، تمزق كُمّه الذي كان ممسكًا بكتفي تمامًا.
لو كانت تلك الرياح قد أصابت معصمه، لكان قد سقط تمامًا.
ربما كان الشاب يفكر في نفس الشيء، لأن جسده بدأ يرتجف بشدة. و أمسك بمعصمه الأيسر الذي كان على وشك أن يُفصل عنه، وتراجع بسرعة.
“آ، أعتذر! أعتذر!”
كرر اعتذاره بوجه شاحب، ثم قام بانحناءة سريعة قبل أن يفر هاربًا.
تنهدت حين غادر الشاب، ضاحكةً بسخرية.
أن تفتخر أمام مجموعتك، ثم تهرب بهذه الطريقة……
تتبعت الشاب بنظرة باردة، لكن فجأة، شعرت بشيء غريب يجعل شعري يقف.
آه، كاليكس!
كان يراقبني بعينين ثابتتين، فرفعت طرف فستاني قليلًا وانحنيت.
“أنتِ جميلة.”
كان تعليق غير متوقع، جعلني أركّز في حديثه وأنا أخفض رأسي وأفتح عينيّ بدهشة.
كان صوته حنونًا، بل دافئًا للغاية.
هل قال إنني جميلة؟ هل يقصدني أنا؟
أصبح عقلي فارغًا من الأفكار.
هل اكتشف أنني متنكرة؟
ظللْتُ أومئ بعينيّ ببطء، ثم رفعت نظري بحذر.
كان كاليكس ينظر إليّ بجدية، مائلًا برأسه قليلًا. لم يكن هناك أي أثر للعبوس أو عينيه الماكرة التي اعتدت عليها.
ثم مدّ يده بأناقة.
“هلا ترقصين معي؟”
“…….”
حين لم أجب وأبقيت شفتي مغلقتين بإحكام، مدّ يده أقرب إليّ.
“لم أرَ امرأةً جميلة مثلكِ من قبل. لا أريد أن أفوت هذه الفرصة.”
“…….”
شعرت بشيء ثقيل في صدري، وتصلّب عنقي.
جميلة؟ لا يريد أن أفوت الفرصة؟
نظرت إلى كاليكس بنظرةٍ حادة، وغمرني شعور بالخيانة والغضب. فبدأ الغضب يغلي في داخلي.
في البداية، كان الأمر مجرد تصرف خفيف للعب، لكنني شعرت وكأنني أنا من تم خداعها.
حسنًا، دعني أرى إلى متى ستظلّ لا تلاحظ.
أمسكت بيده الممدودة، وأنا أعضّ على أسناني.
“لقد دعوتني للرقص، أليس كذلك؟ إنه لشرف لي.”
“صوتكِ أيضًا جميل.”
ابتسم كاليكس ابتسامةً مريحة، ثم قادني إلى ساحة الرقص.
بـ طقطقة من أصابعه، بدأت الفرقة الموسيقية في العزف بمرح بعد توقف. بدأنا في الرقص بينما كانت الأنظار تلتفت إلينا بشكل طبيعي.
شعرت بالغضب من كاليكس، فخدعت الأمر وقمت بدوس قدمه بقوة كما لو كان خطأ.
“يبدو أنك كالقطة التي تدوس بقدميها.”
‘لو كنت قطة، لكانت مخالب قدمي حادة وأنا أضغط بها.’
“من أين أتيتِ؟ وجهكِ ليس مألوفًا لي.”
هممتُ بالابتسام ثم حولتُ رأسي وأجبت.
“من مكان لا تعرفه جلالتك.”
“هل هناك أماكن لا أعرفها؟”
“نعم، حتى جلالتك لا تعرف كل شيء.”
أخذت أتمتم بعبوس، ثم أضفت.
“حتى لم تكتشف أنني متنكّرة.”
رفع كاليكس حاجبه بتساؤل، ثم مال رأسه قليلاً.
“غريب. هل أنتِ غاضبة؟”
فتحت عينيّ على مصراعيهما وارتسمت على وجهي تعبيرات غامضة.
“أوه، مستحيل. جلالتك قال لي إنني جميلة، وقد شعرت بسعادة كبيرة.”
“يبدو أنكِ غاضبة.”
“أبدًا. جلالتك يبدو سعيدًا جدًا.”
“هاها.”
كما لو أنه لم يستطع تحمل مزاجي، غطى كاليكس وجهه بيديه ثم انحنى، وبدأ يضحك بينما كانت كتفاه ترتجف من الضحك.
يضحك؟
ضاقت عيناي ونظرت إلى كاليكس بغضب. و بدأ الضحك يتسلل في أرجاء قاعة الرقص، مع أصوات مندهشة من جميع الاتجاهات.
من تكون تلك المرأة التي تجعل الإمبراطور يضحك ويرقص؟ كان السؤال يتردد في الأذهان.
ثم، في وسط هذه الحيرة، اقترح أحدهم أن تكون هي نفس المرأة التي يتحدث عنها الجميع في الشائعات. ومع انطلاق النقاشات، شعرت فجأة بشكوك تساورني.
كيف يمكن أن يعرفني الآخرون بينما لا يعرفني هو، حتى بعد أن تقدم لي؟……لحظة، انتظري.
فجأة، فتحت عيني على مصراعيها.
اختفى الضحك من وجهي، ثم التقت عيناي بعيني كاليكس وهو يضع يده على وجهه، ثم أنزلها ليواجهني بنظرة حادة.
انعكس وجهي المُدرك في عينيه الحمراء.
“…متى عرفت؟”
“منذ أن أعلنتِ ليوكار عن حضوركِ في الحفل.”
فتحت فمي في دهشة.
‘إذاً عرف منذ البداية! كنت أظن أنني سأخفي ملامحي، حتى انني لونت شعري بالأسود!’
شعرت بوجهي يحمر، وإذا كان هناك جحر فأنا مستعدة للاختباء فيه.
“لماذا تظاهرت بعدم المعرفة؟”
“لأنكِ لطيفة.”
قال كاليكس بوقاحة دون أن يظهر أي تعبير على وجهه.
لكن، لسبب ما، لم أستطع الرد عليه.
في الواقع، إذا كانت روبيلين ستتسلل من خلفي لتُفاجئني بطريقة ما، فسيكون ذلك فعلاً محيراً وذو طابع جذاب.
“أنا……لا أعرف ما تعنيه……”
دفنت وجهي بين يديّ.
ما زالت الفرقة الموسيقية تعزف، والأنظار مركزةٌ علينا، وكنا نقف في مركز ساحة الرقص.
“إذاً؟ لماذا قمتِ بهذه المزحة؟”
سأل كاليكس بصوت مليء بالضحك وهو يحرر رباط قناعها.
وافقت بكل هدوء وأظهرت وجهي، ثم أجبت.
“أعتقد أن جلالتك ترى فيني شخصًا ضعيفًا. كما قلت من قبل، أردت أن أصنع سلاحي بنفسي. لا يمكنني العيش في الخفاء إلى الأبد، جلالتك.”
بدت يده التي كانت تزيل القناع متوقفة بشكل مفاجئ كما لو أنه فُوجئ بكلامي. ثم سُمِع ضحك منخفض بينما تم إزالة القناع بالكامل.
“بالتأكيد، كنتِ شخصًا قويًا. لقد نسيت ذلك.”
لكنه تابع بهدوء،
“لكن هذا ليس كل شيء.”
عندما فتحت عيني، غمرني الضوء الساطع الذي أغشى بصري.
وفي لحظة جذب نظري، و اقترب كاليكس بسرعة ليظل ظله فوقي.
“هل تعرفين ما هي مشكلتكِ؟”
“ما هي؟”
كان كاليكس، الذي تخلى عن مبادئه، يبتسم ابتسامةً فاتنة.
“أنتِ لا تعلمين أنكِ جميلة.”
“…….”
“وهذا يجعلني في ورطةٍ كبيرة.”
امتدت يد كاليكس ليضع القناع ويسحب برفق وجهي.
في الجو الغريب، بدأت أشعر بالحرج من النظرات المحيطة، فدفعت صدره قليلاً.
“جلالتك، هناك الكثير من الأعين……”
“لذلك يجب أن أقبلك أكثر.”
احتضن كاليكس خصري بشدة ومال برأسه.
كانت الابتسامة التي ارتسمت على وجهه تشع بشراسة.
و قبل أن تلتقي شفاهه بشفاهي، راقب بعينيه الحمراء المحيط.
“أريد أن أريهم من هي المرأة التي تجعلني أتوسل اليها.”
وعندما قال ذلك، قبّلني، وسمعنا من حولنا أصوات أنفاس محبوسة.
غمرني شعور حار بسرعة شديدة. و شعرت بشعيرات جسدي تقف، وكان الإحساس في مؤخرة رقبتي يجعلني أنسى كل شيء.
وفي اليوم التالي، انتشر مافعله في الصحف الخاصة التي تحتوي على فضيحة مذهلة في كل أنحاء الإمبراطورية، لدرجة أنها كانت تتناثر على الأرض.
_______________________
كاليكس غيرته تجنننن احسن من غيرة لوسينا مره😭
Dana