I picked up the emperor's nephew one day - 97
“عودا بسلام، لوسينا.”
كان الأمر كما قال يوكار.
بعد بضعة أيام، وربما بتأثير من كاليكس، اقترح مايفيرن القيام برحلة ضمن الدروس الخارجية التي كانت تُقام مرة واحدة في الشهر لروبيلين.
وافقت بسهولة، وتظاهرت بالحماس للرحلة، بينما أخبرت المحيطين بي بالحقيقة، باستثناء مايفيرن.
وأخيرًا، في يوم الحفل، كنت في الحديقة البعيدة عن قاعة الاحتفال، أبتسم بخفة لكاليكس الذي جاء ليودعنا، مخفيةً مشاعري الحقيقية.
بدا يوكار، الذي كان ينتظر خلفنا حتى ينتهي الوداع، متوترًا، وكأنه قد جاء للحظة فقط.
“جلالتك، معذرةً، ولكن.….”
“آه، سأذهب قريبًا.”
أجاب كاليكس بإشارة من يده وباختصار، ثم توجه نحو العربة التي كانت روبيلين بداخلها.
“أبي، إلى اللقاء!”
لوّحت روبيلين بيدها بابتسامةٍ مشرقة من نافذة العربة، مرتديةً عباءة التحكم في قوتها.
كانت تبدو سعيدة أخيرًا بالخروج لحصة الدراسة الخارجية التي تأجلت بسبب الأحداث السابقة.
ابتسم كاليكس بلطف ولوّح لها بيده.
“سننطلق قريبًا، لذا يمكنك الذهاب أولًا، جلالتك.”
“كنت أود الذهاب معكم، إنه لأمر مؤسف.”
كذب.
شعرت فجأة بموجة من المشاعر تجتاحني، لكنني حاولت جاهدةً الابتسام حتى لا أظهر تأثري.
“لنذهب معًا في المرة القادمة. حسنًا، أنت مشغول، لذا يمكنك الذهاب أولًا.”
قبل أن يتمكن كاليكس من قول شيء، همس يوكار في أذنه. وبمجرد أن سمع ذلك، تغير تعبير وجه كاليكس على الفور.
نظر إليّ بطرف عينه قبل أن يرسم ابتسامة محرجة.
“آسف، لكن يجب أن أذهب أولًا، لوسينا.”
“اذهب بسرعة.”
رفعت قدمي إلى حافة العربة وكأنني سأصعد إليها، ولوّحت بيدي.
“أراكم قريبًا أيضًا.”
ابتسم كاليكس ثم استدار واختفى عن الأنظار. وعندما لم يعد سوى نقطة بعيدة، أنزلت قدمي من العربة.
“هو.”
كِدتُ أن أُكشف، لقد ارتعبت.
مسحتُ جبهتي وابتسمتُ ابتسامة عريضة، ثم التقت عيناي بعيني كين، الذي كان ينتظر خلف العربة.
“كين، سأبقى في القصر الإمبراطوري، لذا أرجوك اعتنِ جيدًا بروبلين. فقد سبق وأن جعلتها تائهةً من قبل.”
“لا تقلقي هذه المرة.”
قال كين ذلك مبتسمًا على نحو محرج وهو يحك مؤخرة رأسه بخشونة.
أخرجَت روبلين وجهها من النافذة، فقبّلتُ وجنتها.
“ألن تحضرِ الحفل معي؟”
“روبلين لم تعد طفلةً بعد الآن! سأذهب لأشتري حلوى السكر أيضًا!”
“سأكون في انتظاركِ. في المرة القادمة، سنذهب معًا، أليس كذلك؟”
“نعم! روبيلين وحدها ستكون جديرةً بالثقة!”
ضربت روبيلين صدري بقبضتها الصغيرة وهي تبتسم ببراءة.
كان مشهداً لطيفًا جدًا لدرجة أنني كدت أؤجل حضور الحفل وأركب العربة معها.
لكن، لا، لا يمكنني ذلك، صحيح؟
صعد كين إلى العربة، وبدأت تهتز مع حركتها.
وضعتُ قلنسوة الرداء على رأس روبيلين ثم طبعتُ قبلة بصوت مسموع على جبهتها.
عندها، بينما كانت تبتعد بجسدهل، مدّت يدها إليّ بشيء ما.
لم يكن سوى ورقة أوريغامي صفراء شاحبة، مجعدة.
أخذتُ الورقة وقلّبتها بين يديّ.
“ما هذا؟”
“إنها نجمة! روبيلين صنعتها أمس!”
“لكن ألم تقل إنك تمنيتَ بالفعل أن تضيء النجوم من أجلي؟”
هزّت روبلين رأسه بقوة نافيًا.
“أمي، روبيلين صنع واحدة جديدة! سأبدأ بالتمني من اليوم!”
قالت روبيلين ذلك، جامعةً يديها ومغمضةً عينيها بإحكام.
“روبيلين تريد أخًا صغيرًا. أيتها النجمة….هكذا!”
“…..آه، ما زلتِ ترغبين في الحصول على أخٍ صغير؟”
“نعم! روبيلين ستتمنى ذلك كل يوم وكل يوم!”
لم أستطع الرد، فقط فتحت فمي دون أن أنطق بشيء، بينما احمرّ وجهي بالكامل.
‘هل يجب أن أعتبر هذا تلميحًا مسبقًا، كما طلبت مني روبيلين من قبل..…؟’
حاولتُ إخفاء احمرار وجهي بيدي، لكنني لم أستطع إخفاء أذنيّ المتوهجتين.
“همهم.”
“كحّم!”
رينيل وكين، اللذان كانا يستمعان إلى حديثنا بصمت، حركا رأسيهما وتنحنحا.
شعرت بإحراج أكبر عندما أدركت أن كلاهما كانا يستمعان إلى المحادثة.
“إذًا، سأذهب يا أمي! وداعًا!”
قالت روبيلين ذلك، بعدما فجّرت تصريحًا صادمًا، وهي تلوّح بيدها بابتسامة مشرقة كأشعة الشمس.
ابتسمتُ بتوتر ولوّحت لها بيدي.
“وداعًا……”
ثم اختفت مع العربة وسط ضوء الدائرة السحرية المتوهج.
حتى بعد اختفاء العربة، بقيت أرفع يدي بشكل محرج.
وبعد فترة من الصمت، اقتربت مني رينيل.
“همم.”
تنحنحت رينيل بصوت مرتجف، ثم غطت فمها بقبضتها وهمست.
“السيدة لوسينا، يجب أن تتحركي الآن. هناك الكثير من الاستعدادات التي يجب القيام بها قبل الليل، قبل إقامة الحفل.”
ألقيت نظرة خاطفة على شفتي رينيل المرتعشتين، وأنا أحاول جاهدة كتم ضحكتي.
“يمكنكِ الضحك براحة. من النادر أن تضحكِ وينيل، بعد كل شيء.”
“هذا غير ممكن. كيف لي أن أجرؤ؟”
تماسكت رينيل باحترافية حتى النهاية، وكتمت ضحكتها قبل أن تستدير.
“إذًا، تفضلي واتبعيني، السيدة لوسينا.”
“….…”
لكن، وعلى عكس محاولتها الجادة، كان ظهرها يهتز بوضوح وهي تقودني.
***
كانت ألحان الفرقة الموسيقية الجميلة وأضواء الثريات المتلألئة تملأ قاعة الحفل بروعة فاخرة.
بالمقارنة مع حفلة ميلاد روبيلين، كان داخل قاعة الحفل هذه أكثر فخامة إلى حد لا يمكن مقارنته، حيث استمر دخول عدد قليل من الشخصيات المدعوة بأسمائهم.
بعض النبلاء، الذين كانوا يزورون القصر الإمبراطوري لأول مرة في حياتهم، جالت أنظارهم باندهاش شديد على الجدران والسقف، وكأن أعينهم ستخرج من محاجرها.
كنت قد وصلت مسبقًا برفقة رينيل، التي أرشدتني إلى الداخل.
عندما بدأ الحفل الرسمي لتقديم الإنديل، كانت تعبيرات الإعجاب تتعالى من بين الضيوف، مما جعلني أشعر بفخر لا يوصف.
بعد ذلك، جلست على كرسي في أحد أركان القاعة، أراقب الحوارات الدائرة بين الضيوف بنظرة باردة.
بفضل الدروس المكثفة التي تلقيتها من يوكار في اليوم السابق، تمكنت من التعرف على أعضاء المجلس وبعض النبلاء أصحاب النفوذ.
بالطبع، كان من بينهم سيدات نبيلات سبق أن أبدين اهتمامهن بي عبر المراسلات، لكن لم يبادر أي أحد منهن بالحديث معي.
‘حسنًا، هذا طبيعي، فمن غير المرجح أن يدركوا أنني الشخص الذي تدور حوله الشائعات.’
لقد صبغت شعري، الذي كان بلون القش، باللون الأسود الداكن مثل الحبر، وارتديت فستانًا ضيقًا باللون الأسود يكشف عن تفاصيل جسدي الذي كنت أتجنب إظهاره عادةً.
حتى أنني ارتديت قناعًا خاصًا بحفل التنكر مزخرفًا بالريش، لدرجة أنه حتى لو لاحظني أحدهم، لن يتعرف علي بسهولة.
وفي تلك اللحظة، اخترق صوت حاد الضوضاء المحيطة.
“إذا كان لا يزال مختبئاً هكذا، فهل يمكن أن يكون مجرد رجل قبيح؟”
تحدثت إحدى الفتيات النبيلات، التي كانت تربط شعرها الطويل في ذيل حصان عالي، وتملك عيونًا هابطة تشبه عيون الكلاب، بينما كانت تضحك بخبث وهي تخفي فمها بمروحتها.
مقارنةً بالنساء الأخريات، كان من الواضح أنها غير متزوجة لعدم ارتدائها العديد من الإكسسوارات.
“ربما كانت كل تلك الأحاديث التي كانت تقول فيها الآنسة سولي إنها ستتزوج من جلالة الملك مجرد هراء ناتج عن جنونها. إن كان وسيماً بالفعل، فلما يختبئ هكذا حتى الآن؟”
“حسنًا، في النهاية، انتهى بها الأمر أن تكون مجنونة وأُغلقت في السجن، فما الذي يمكن أن يحدث لها أكثر من ذلك؟”
ضحكت بعض الفتيات النبيلات حولها بسخرية.
يبدو أنهن كان لديهن الكثير من الضغائن تجاه سولي، فكنّ يستخدمن كاليكس للحديث عنها بشكل سيء.
كنت أكبح غيظي وأنا أراقبهن بهدوء.
“ماذا ستفعلن إذا تم ترتيب زواجكن به؟”
سألت إحدى الفتيات النبيلات، فضيقت الفتاة ذات العيون الناع عينيها بشكل مبالغ فيه وكأنها في حالة اشمئزاز.
“أوه، لا، لا أريد. هل تقولون إن الشخص الذي يُشاع أنه يقتل في كل وقت وحين ويكون قاسيًا ولا رحمة له، فوق ذلك قبيح أيضًا؟”
“آه، يا للهول. من الذي سيرغب في الزواج به؟”
أظن أنهن لا يدركن أنني أستمع إليهن، فاستمررن في الثرثرة بلا توقف.
في النهاية، لم أتمكن من كبح نفسي وفتحت فمي.
“أوه، كم هو مبتذل.”
تركيزي العميق في الكلمات جعل الأنظار تتوجه إلي.
“ماذا…..ماذا قلتِ للتو؟”
رفعت الفتاة ذات العيون الناعسة حاجبيها وأدارت رأسها نحوي.
كنت قد غطيت وجهي بالقناع بعناية وابتسمت ابتسامة خفيفة.
“هل يمكن للسيدات النبلاء الرفيعات أن يتحدثن بلا رادع لمجرد غياب الامبراطور؟”
قامت الفتاة ذات العيون الناعسة بفحصي من أعلى إلى أسفل، وبما أنها حكمت عليّ كأحد غير المهمين، ابتعدت عن المجموعة.
“ماذا قلتِ للتو؟”
“هل سيصل إلى فهمك إذا قلتها مرتين لشخص غبي مثلكِ؟”
“ماذا؟”
عبست الفتاة ذات العيون الناعسة وبدأت بالاقتراب مني في وضعية عدوانية.
نظرت إليها دون أي انفعال ثم حولت نظري إلى الأمام.
“آسفة، لكنني لا أرغب في إثارة الفوضى، لذا من الأفضل أن تبقي هادئة. إذا كنتِ لا تريدين أن يتم اقتيادكم جميعًا بتهمة إهانة العائلة الامبراطورية أمام الجميع.”
عندما سمعتني الفتاة ذات العيون الناعسة، أخيرًا، ارتجفت وهزّت جفونها. لكن يبدو أنها شعرت بالاهانة إذ تراجعتُ، و ظلّت هي واقفة في مكانها.
في تلك اللحظة، بينما كنت أضحك باستهزاء، فُتح الباب القوسي لقاعة الحفل فجأة.
“ها….الإمبراطور جلالة الإمبراطور!”
عندما أخذ أحدهم نفسًا عميقًا، توقفت عزف الفرقة الموسيقية.
في منتصف الباب المفتوح كان يقف كاليكس، الذي بدا عليه الملل.
كان يقف بثبات، و فقط بحضوره كان يبث هيبة في المكان، وعيناه الحمراء كانت تراقب القاعة بتحد.
عندما بدأ في عبور القاعة، ركع أحدهم على ركبتيه.
وكحركة دومينو، بدأ الجميع في القاعة يركعون ويخفضون رؤوسهم تحت قدميه.
نظرت إلى عينيه المتدليتين نحو الأرض وأنا أتابع تحركاته.
مر كاليكس ببطء، عبَر الحشد، ومع عبور رداءه الأحمر المتطاير، صعد إلى المنصة العليا.
جلس على العرش الذهبي، وأراح ذقنه على يده.
رفع كاليكس يده بأناقة، وعندما رفعها، استؤنف العزف مرة أخرى.
ثم، بدأ الناس الذين كانوا رُكعًا في القاعة بالوقوف ببطء مع الحفاظ على رؤوسهم منخفضة.
نهضت ببطء متبعةً حركتهم.
وسط الحشد والفوضى، رفعت عيني لأنظر إلى كاليكس الذي كان جالسًا بهدوء على العرش.
لقد بدا وكأنه كائن بعيد، غريب عني، وكأن شخصًا لا يمكن الوصول إليه.
فهمت الآن. كان في الأصل شخصًا بعيدًا هكذا.
لكن شعور الغرابة لم يدم طويلًا.
فقد لمعت الأزرار على أكمام كاليكس التي كنت قد قدمتها له.
كانت الجواهر اللامعة مرصعة بوضوح في عيني.
‘لقد فقدت البروش بسبب الساحرة…..لكن يبدو أنه يرتديها حتى في غيابي.’
في تلك اللحظة، عندما بدأت مشاعري الرقيقة تتدفق، نظر كاليكس حوله بملامح مملة، ثم فجأة نهض.
ربما اكتشف شيئًا، حيث بدت عيناه أكثر حيوية من ذي قبل.
عندما بدأ في النزول من المنصة ويتجه عبر القاعة بكل حسم، قالت الفتاة ذات العيون الناعسه بصوتها الرقيق كالصوت المتدحرج من طبق فضي.
“نحن نلتقي بجلالة إمبراطور، شمس الإمبراطورية.”
رفعت شعرها الذي كانت قد ربطته، ومررته جانبًا لتكشف عن خط عنقها الرفيع، ثم رفعت رأسها.
كانت عيونها المستديرة التي كانت تحدق بكاليكس مليئةً بالدهشة.
“يبدو أن الشائعات كانت مجرد هراء. لم أكن أعتقد أبدًا أن جلالتك ستكونون بهذا الجمال والنبل.”
آه، شعرت برغبة في الضحك.
‘أين ذهبت تلك التي كانت تقول إنه قبيح جدًا حتى وقت قريب؟’
علاوةً على ذلك، كان من غير المقبول أن تقف الفتاة النبيلة أمام الإمبراطور بهذه الطريقة، وهو أمر لم يُسمع به من قبل.
كما لو كان ذلك إثباتًا، بدأ أحد النبلاء الذين يُحتمل أن يكون والد الفتاة، يركض نحوها بوجه شاحب وعينين مليئتين بالذعر.
لكن الفتاة، التي كانت لا تزال غافلةً عن كل شيء، أغلقت عينيها ذات المظهر الناعس وابتسمت ابتسامة رقيقة، كما لو كانت تذوب في السحر.
“آه، شعرت بدوار قليلاً بسبب النبيذ الذي شربته للتو.”
ومع ذلك، مالت قليلاً وجعلت يدها تلامس بلطف ذراع كاليكس.
‘هاه، أين تظنين نفسكِ؟’
شعرت بالغضب يتصاعد من أعماق بطني.
عضضت على أسناني ورفعت طرف فستاني بقوة.
ليس فقط أنني كنت أرغب في مفاجأة كاليكس، بل كان يجب أن أتصرف مع هذه الفتاة.
عندما كنت أقترب منهم بخطوات سريعة، نظر كاليكس إلى المكان الذي لمسته فيه يد الفتاة بنظرة باردة. ثم، بتعبير غير راضٍ، دفع تلك اليد بلطف باستخدام يده.
______________________
بلطف ؟ ياويلك من لوسينا
Dana