I picked up the emperor's nephew one day - 92
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- I picked up the emperor's nephew one day
- 92 - ملاقاة الحقيقة
“آه…..قلتِ إنكِ لن تتركي روبيلين خلفكِ، أمي، أكرهك…!”
دفنت روبلين وجهها بجانب لوسينا وانفجرت في البكاء.
“روبيلين.”
رفعها كاليكس برفق واحتضنها، ثم ربت على ظهرها الصغير الذي كان يرتجف من شدة البكاء، فيما سقطت نظرته المتأججة على لوسينا.
“هناك الكثير من الأشخاص الذين ينتظرونكِ.”
“….…”
“أنا أيضاً، وروبلين أيضاً، لا يمكننا العيش بدونكِ.”
قمع كاليكس مشاعره التي فاضت فجأة، لكنه لم يستطع منع الحزن العميق الذي تسلل إلى قلبه وأضعفه شيئاً فشيئاً.
“لذلك..…”
مال كاليكس برأسه مستندًا إلى كتف روبلين الصغير.
توقفت روبيلين، التي كانت تنتحب، عن البكاء ورفعت وجهها بسبب الشعور الغريب الذي اجتاحها.
“أبي..…؟”
رمشت روبيلين بعينيها الغارقتين بالدموع بذهول.
ذلك الشخص، الذي كان دائمًا يبدو عظيماً ومهيبًا، كان الآن مستندًا إلى كتفها.
كانت اليد الكبيرة والدافئة، التي كانت تواسيها قبل لحظات، تحتضن خصرها بيأس.
“أرجوكِ، استيقظي..…”
تردد صدى صوت متحطم في أذنيها.
تشابكت خصلات الشعر الأسود المتساقطة، وبدأ الظهر العريض، الذي لا يُقارن بصغر ظهرها، يرتجف.
“عيشي…..لوسينا.”
عند الصوت الخافت، رفعت روبيلين يدها دون أن تدرك وربتت على ظهر الشخص البالغ الذي كان أكبر منها بكثير.
في غرفة النوم، لم يكن يُسمع سوى أنفاس امرأة وصوت خافت ليد صغيرة تواسي ظهرًا مرتجفًا.
***
تجعدت ملامحها بسبب الضوء الأبيض النافذ عبر جفونها.
‘آه…..هل متُّ مسمومة هكذا فحسب؟’
لكن إن كان الأمر كذلك، فلماذا كانت قدماها ثابتتين على أرضٍ صلبة؟
فتحت عينيها بحذر، فاختفى الضوء الأبيض، وحلّ ظلام دامس ابتلعها تمامًا.
‘أين هذا المكان؟’
كان مكتبًا مفروشًا بأثاث عتيق الطراز. من شرفة مغلقة بإحكام، و كانت أضواء بألوان مختلفة تتلألأ بينما تتردد أصوات مهرجان صاخب.
فجأة—
فُتح باب المكتب بقوة، ودخل رجل في منتصف العمر بلا تردد، يلوّح بعباءته.
اتجه نحو الشرفة ورفع ذقنه بوقار. و انعكست الأضواء الساطعة على وجهه، لكن رغم التمعن، بدا غريبًا تمامًا.
‘إنه رجل أراه لأول مرة…..من يكون؟’
لكن ما كان يثير الحيرة أكثر من أي شيء هو أنه، رغم الأضواء الوامضة والحركة الواضحة، لم يكن يبدو أنه يراني.
“أبي!”
بينما كنت مرتبكةً بسبب هذه التجربة الغريبة، اندفعت امرأة بفستانها المتطاير، غارقة في الدموع.
في اللحظة التي أضاء فيها وميض الأنوار وجهها، شهقت بعنف.
‘لوتان إلبير؟’
تحركت عيناي بسرعة نحو الشرفة.
إذا كان الأمر كذلك، فإن ذلك الرجل في منتصف العمر، الغارق في التفكير، هو ملك مملكة تيدان الراحل.
إذا كانا لوتان والملك معًا، فهذا يعني أنني أشاهد ماضي مملكة تيدان قبل سقوطها.
‘من الذي يريني الماضي؟ ولماذا؟’
عمل عقلي بجنون، لكن لم أتوصل إلى أي إجابة.
ظللت أراقبهما بصمت، يملؤني الشك.
اقتربت لوتان إيلبير من ملك تيدان، وعينيها تغرورقان بالدموع، وقد ضمت يديها معًا بأسى.
كان جسدها يرتجف بشدة، أشبه بأرنب مذعور.
“أبي، أجبني! لماذا قتلت أليك؟!”
بدلًا من الرد، مسح ملك تيدان ذقنه ثم انفجر ضاحكًا بسخرية.
“لا تثيري الجلبة، لوتان.”
“أبي.…!”
“لا تغضبي هكذا، بل انظري إلى موكب العاصمة. أليس رائعًا؟”
“رائع؟ قد تندلع الحرب في أي لحظة، ألا تشفق على الشعب البريء الذي لا يعلم شيئًا؟!”
صرخت لوتان بغضب، ثم انهارت على الأرض وكأن قواها قد خارت، وانهمرت دموعها بغزارة.
“لماذا..…!”
تنفسها المرتجف كان ممتلئًا بالدموع، ثم دفنت وجهها بين يديها.
“لماذا فعلت ذلك يا أبي…..كان بيني وبين أليك…..طفلة..…”
“على أي حال، سيتم قتلها قبل أن يُنقش رمز العائلة الملكية عليها.”
“أبي!”
رفعت لوتان رأسها بوجه شاحب تمامًا عند سماع نبرة والدها الهادئة وكأنه أمر طبيعي.
لكن ملك تيدان لم يكترث، بل فتح نافذة الشرفة. ثم مرر يده بين خصلات شعره المتمايلة بفعل الرياح، بينما تركزت عيناه على الأفق البعيد.
“لوتان، أنت تعلمين ذلك جيدًا. الحروب تحتاج إلى ذرائع، أليس كذلك؟ خاصة لدولة ضعيفة كهذه.”
“هذا مجرد تلاعب بالكلام! لا يمكن أن يكون ذلك مبررًا لقتل أليك البريء!”
“بريء؟”
أمال ملك تيدان رأسه قليلًا لينظر إلى ابنته، قبل أن يبتسم ساخرًا.
“ألم يكن أليك، الابن الثاني للإمبراطور العظيم ديكارت، قد فقد مكانه في صراع العرش، فطمع في مملكة تيدان وتزوجك لتحقيق غايته؟ وعندما اكتشفتُ ذلك، غضبت وأمرتُ بإعدامه.”
“لماذا تكذب.…؟ أنت تعلم جيدًا أنه لم يكن كذلك..…”
تلاشت عينا لوتان في صدمة مروعة. وعندما هزّت رأسها بفوضى، تساقطت دموع لا حصر لها، مبللة ظاهر يدها.
“تسك.”
أطلق ملك تيدان صوتًا مستاءً وهو يحول نظره بعيدًا.
“فتاة حمقاء، متعلقة برجل فحسب. استفيقي وانظري هناك، لوتان.”
ارتعشت زوايا شفتيه بشغف وهو يشير إلى الأفق.
“ما وراء ذلك تقع الإمبراطورية العظمى. أرض خصبة، وسلطة تجارية، وأمة قوية أمام الكوارث. أليس مكانًا مناسبًا لمن لديه طموح؟!”
“بسببك، ستُدمر هذه المملكة…..ليس لدينا موارد لتحمل الحرب، ولا حلفاء لمساندتنا.”
“لا داعي للقلق، فهناك ذلك الشخص.”
“ذلك الشخص؟”
انعقدت ملامح لوتان في حيرة، وعينيها تضيقان بقلق.
“نامي، لواات. فكل هذا من أجلكِ أيضًا.”
اتسعت عينا ملك تيدان وهو يحدق في الشرفة، ثم ابتسم ابتسامة خبيثة، كاشفًا عن أسنانه.
عكست الأضواء الساطعة وميض عينيه، وكان بريقهما نهمًا بشكل مخيف.
إنها نفس النظرة التي رأتها ذات مرة في عيني سولي—تلك العيون اللامعة بالجشع المسعور لشخص مسحور بجنون الطموح.
“لا أريد هذا…..لم أرده أبدًا…..كل ما أردته هو أليك فقط…..”
حدّقت لوتان في والدها، مصدومة، بينما تراقصت الأضواء المنعكسة على وجهه.
كان صوتها يتلاشى شيئًا فشيئًا، وكأنها أدركت أنه لا جدوى من الحديث مع شخص فقد عقله تمامًا.
ثم بدأت ملامحها تتشوه بالألم، قبل أن تنحني بجسدها حتى التصقت جبهتها بالأرض، لتطلق نحيبًا يائسًا.
“أه…..أليك…..”
تابعتُ المشهد الكئيب، متجمدةً في مكاني، غير قادرةٍ على صرف نظري عنها.
شعرت أن حزن لوتان العميق ينهمر عليّ كالمطر، و يغمرني بالكامل.
لم يكن أمامي سوى التحديق بعجز في ماضٍ لا يمكن تغييره.
و فجأة،
تشوّهت المشاهد واختلطت ببعضها، ثم عندما فتحت عيني مجددًا، وجدت نفسي هذه المرة في غرفة نوم.
كانت لوتان تمشي ذهابًا وإيابًا أمام سرير مزود بستائر، تقضم أظافرها بقلق.
“آه…..أليك!”
رددت الاسم مرارًا، وكأنها تتمسك بأمل واهن، لكن سرعان ما انهارت، متكئةً بجسدها المرتجف على عمود السرير.
“ماذا عساي أن أفعل..…؟ والدي فقد صوابه تمامًا. إن استمر الأمر على هذا النحو، فلن أستطيع حماية أي شيء..…”
خلف صوتها المليء بالحزن، كان هناك طفل حديث الولادة ملفوفًا بإحكام داخل الأغطية في منتصف السرير، وكأنه شرنقة صغيرة.
بينما كان الطفل الذي تنفس بعمق بكل هدوء نائمًا بسلام، كانت خديه يتزينان بلون الكرز اللامع.
وكأنني كنت أتبع طريقًا مرشدا إياي، سرت باتجاه السرير وكأنني تحت تأثير السحر، متبعةً ضوء القمر الذي عبر الغرفة بشكل مائل.
ثم بدأ الطفل في تحريك شفتيه اللتين كانت مبللتين باللعاب.
“روبيلين…..؟”
كنت أعرف عينيها، تلك العيون الياقوتية الجميلة التي كانت مخفيةً وراء جفنيها المغلقين بإحكام.
كانت تلك العيون التي كانت تحدق بي وكأنني وحدي في هذا العالم، وكأنني كنت كل شيء بالنسبة لها.
لم أتمكن من كبح مشاعري التي انفجرت في قلبي.
في الرؤية الضبابية التي أفسدتها الدموع، لم أتمكن من رؤية وجه روبيلين جيداً.
عندما رفعت يدي بحذر ولمست خده، فتحت روبيلين عينيها فجأة.
“هل فزعتِ..…؟”
لكن كما هو الحال مع لوتان و تيدان، لن أكون مرئيةً لها.
كآررر-
بينما كانت تفكر في الأمر بلا مبالاة، رفرف روبيلين جفنيه ثم فتح فمها مبتسمة.
وكأنني كنت مرئيةً له.
“روبيلين…..؟”
وفي اللحظة التي بدأ فيها صدري يخفق، اقتربت لوتان بسرعة من السرير وأخذت روبيلين في أحضانه.
“من أنت؟”
رفعت لوتان عينيه بغضب وبدأت في الحذر.
وعندما تبعتُ بصرها، كان هناك فتى يرتدي رداء مع قلنسوة ويجلس على حافة الشرفة وهو يضرب قدميه.
هل يمكن أن يكون الساحرة..…؟
ابتسم الفتى وهو يقفز عن الحافة ثم بدأ في لف خصلات شعره القصير على أصبعه قبل أن يقترب من لوتان.
“من أنا؟ أنا الذي سيخلصكِ.”
“…..ماذا تقول؟”
في تلك اللحظة، فُتح الباب بسرعة ودخل الملك تيدان بغضب.
“آه، أبي!”
أضاءت عينا لوتان فرحًا ولكنه استقبلها بنظرةٍ غريبة، وكأنها نظرة شخص آخر.
اختفى الابتسام من على وجهها.
“أبي..…؟”
نظر ملك تيدان إلى لوتان بنظرة سريعة وضحك بطريقة خبيثة وهو يفرك يديه.
“هوو. لقد التقيت بابنتي بالفعل. يا للغرابة، كنت أنوي تقديمها لكَ بنفسي.”
“هل الشخص الذي قال إنه سيساعدنا هو هذا الشخص المريب..…؟”
نظرت إلى الفتى وملك تيدان بالتناوب بوجه شاحب، وقد فهمت الوضع بسرعة.
“مريب؟! احترسِ من كلامكِ، لوتان!”
غضب ملك تيدان وصرخ في وجه لوتان وهو يحدق بها بعينين قويتين.
“ها!”
كانت لوتان في حالة صدمة، فاقدة للكلمات. ر بدأت في التراجع بشكل غريزي.
“أين تذهبين؟”
ابتسم الفتى ابتسامةً غامضة وهو يقترب منها.
“لا، لا تقترب!”
كانت لوتان تنظر حولها بعينيها المليئتين بالقلق، تبحث عن مخرج. لكنها اصطدمت بالجدار وسقطت جالسة على الأرض.
قبض الفتى على وجهها بعنف ورفعها.
“هل تريدين إنقاذ الطفلة؟”
ارتجفت لوتان بوجه شاحب، فأصدر الفتى صوتًا مكتومًا، ورفع أحد حاجبيه بشكل ساخر.
“اعطيني جسدكِ، عندها سأجعل الطفلة وهذا العالم التافه يزدهران.”
وبسرعة، أصبحت لوتان تحت تأثير سحر السيطرة العقلية، وبدأت تنظر إلى الفتى بعينين فاقدتين للتركيز.
وراء الفتى، امتد ظل غامق مثل الطين، بعيدًا وطويلًا، ليبتلع عيني لوتان.
آآآآه-!
في تلك اللحظة، شعرت روبيلين بالخوف وبدأت في البكاء.
مع صوت البكاء الذي ضرب أذنيها، استعادت لوتان وعيها وفتحت عينيها فجأة. و استغلت لحظة ضعف الفتى وبدأت تجري نحو الباب.
لكن الظل استمر في ملاحقتها، ممسكًا بكاحلها بعناد.
دانغ-!
سقطت لوتان وهي تحتضن روبيلين، ولفت ظهرها إلى الوراء بينما أحاطت الطفلة بذراعيها.
“لا…..آآه..…”
تسللت صرخات لوتان المحطمة، محملةً بحب الأم وحزنها العميق، لحماية الطفلة.
“آآآه..…”
بينما كانت تزحف على الأرض محاولةً للهروب من الظل، نظرت بعينيها الباردة إلى والدها.
ثم، بينما كانت تنظر إلى ذراعه الموشومة، تحولت عيناها إلى ذراعها الخاصة.
“آآآآه!”
مع الصرخة المستمرة، أغمضت عيني بشدة. و لم أعد أستطيع أن أفتح عيني وأرى المزيد.
‘هاكذا حدث الأمر إذاً.’
كل شيء بدأ يتكامل في ذهني، السبب في مقتل أليك، و السبب في الحرب، بداية القصة المروعة كلها…..
‘هل كانت الساحرة هي المتسببة في كل ذلك؟’
كم كان ذلك محبطًا. كم كان ذلك مؤلمًا.
كم كانت لوتان نفسها لعدم تمكنها من حماية الطفلة، وهي التي كانت تشترك في الروح مع الساحرة.
لقد سلبوا منها كل شيء، الرجل الذي تحبه، والطفلة، والوطن، والجسد.
“لقد أظهرتُ وجهًا مخزيًا.”
في اللحظة التي سمعت فيها الصوت الهادئ بجانب أذني، فتحت عيني فجأة.
عندما التفت بسرعة، كانت لوتان إلبير هناك، و التي كان قد بكت بحرقة لحماية الطفلة حتى نهاية الحرب.
_____________________
وش السالفه الحين ذي روح لوتان؟ ولا ندم لوتان؟
روبيلين تبكي وهي تربت على كاليكس بكيت لوسينا ياحماره قومي😔
Dana