I picked up the emperor's nephew one day - 83
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- I picked up the emperor's nephew one day
- 83 - البيان الأخير
“هل درستِ السحر الأسود حقًا خلال فترة دراستكِ في الخارج؟”
“…….”
“ألم تلتقِ بشخص مريب قبل الحادث؟”
انتظرتُ رد سولي، لكنها لم تجب.
“هل كنتِ حقًا من حاول قتلي؟”
عند السؤال الأخير، ارتجف جسد سولي قليلًا، ثم رفعت بصرها عن الأرض الوعرة التي كانت تحدق بها.
‘الآن فقط بدأت تُظهر رد فعل.’
رفعت سولي رأسها ببطء ونظرت إليّ بهدوء بعينيها الخاويتين. و عندما التقت عيناي بعينيها الخاليتين من المشاعر، بدا وكأن كل لحظات صراخها الغاضب لم تكن سوى كذبة.
“أقتلكِ……؟”
“صحيح، هل تتذكرين عندما اختطفتِني في المزاد وحاولتِ قتلي؟”
أومأت سولي برأسها قليلًا، وشفتيها مفتوحتان قليلاً.
كان موقفها الخاضع أشبه بطفلةً صغيرة.
“تصرف الرجل الذي منعكِ في ذلك الوقت كان مريبًا. في النهاية، بسبب ذلك الحادث، تم القبض عليكِ، وكل الأدلة والظروف كانت تشير إلى أنكِ المجرمة في قضية الساحرة.”
“…….”
ضيّقت عيناي قليلًا وطرحت آخر سؤال.
“هل اختطفتِني حقًا بإرادتكِ؟”
كانت سولي تستمع بصمت، ثم رمشت بعينيها بذهول وهزّت رأسها.
……!
كان رد فعلها ضعيفًا، لكنه كان رفضًا واضحًا.
حدّقت بعينين متسعتين ونظرت إلى كاليكس، الذي كان يراقبها بحذر بوجه متجهم، و حاجبه مرفوع قليلًا.
في تلك الأثناء، بدأت سولي تحرك شفتيها بارتباك وهي تحدق في الفراغ.
“والدي……أصبح غريبًا بعد أن التقى بتلك المرأة……”
“تلك المرأة؟”
“ظهرت امرأة غامضة……بمجرد أن نظرتُ إلى عينيها، شعرتُ برغبة جامحةٍ في إيذائكِ……”
اتسعت عينا سولي فجأة، وكأنها أدركت شيئًا، وأطلقت شهقة.
على عكس حالتها السابقة التي بدت وكأنها غارقةٌ في الضباب، أصبحت عيناها الآن أكثر إشراقًا ولمعانًا.
عدّلت سولي جلستها وأمسكت بالقضبان الحديدية بكلتا يديها، ثم سرعان ما انخفض رأسها، لتخفي وجهها خلف شعرها الذي انسدل كستار.
“هل تريدين معرفة المزيد عن تلك المرأة؟”
شعرتُ بعدم الارتياح تجاه يديها، اللتين قبضتا على القضبان الحديدية بقوة حتى شحبتا، لكنني كنت بحاجة إلى شهادتها.
“إذا أدليتُ بشهادتي، هل يمكنني الخروج من السجن؟”
“نعم.”
“إذًا، سأدلي بشهادتي……”
بدأ صوت سولي يخفت وكأنه لهب يوشك على الانطفاء. و اقتربت خطوةً نحو القضبان بسبب شهادتها المقلقة، لكنني اضطررت إلى التراجع مرة أخرى بسبب تدخل كاليكس.
“ظهرت تلك المرأة فجأة. قالت إن جسدي ثمين جدًا ليُترك هكذا……”
“وماذا بعد؟”
“قالت إن التضحيات ضرورية من أجل الأمور العظيمة……”
“ما شكلها الخارجي؟”
إذا استولت الساحرة على جسد بشري، فسوف يختفي شكلها الأصلي، لكن معرفة مظهرها الحالي أمر مهم لملاحقتها.
“شعرٌ مجعد……”
“شعر مجعد؟”
“وبها نمش……”
في تلك اللحظة تمامًا. عينا سولي اشتعلتا فجأة كعيني صقر رصد فريسته.
“سولي؟”
“آااااه!”
فجأة، اندفعت ذراعاها من بين قضبان الزنزانة وحاولت الإمساك بساقي كخطاف صيد.
لكنني، وقد كنت متيقظة، تراجعت سريعًا إلى الخلف في اللحظة التي مدّت فيها يدها نحوي. وفي نفس الوقت، وجدت نفسي مدفوعةً الى حضن كاليكس العريض، و وجهي مدفون في صدره.
“آاااااااااه!”
صرخت سولي بغضب وهي تلوّح بذراعيها النحيفتين بين قضبان الزنزانة كأغصان شجرة مهتزّة.
“تعالي إلى هنا! قلتُ تعالي!”
ضغطت وجهها بقوة على القضبان المستقيمة، حتى تهشّمت شفتاها، لكنها استمرت في مدّ يديها نحوي، غير مبالية بكونها لا تستطيع لمسي.
لم تهتم حتى بمظهرها البائس، الذي كانت تعتبره في الماضي مصدر خزي.
بينما كنت أراقب جنونها، تسللت ضحكة ساخرة من بين أسناني.
ثم التقت عيناي بعيني سولي، اللتين كانتا مفتوحتين على وسعهما.
“هل تطلب مني أن اخضع لكِ للخروج من هذا السجن؟! هل تظن أنني مجرد دمية في يد تلك المرأة؟! لا تكونِ سخيفًا!”
“سولي.”
“سواء كنتُ خاضعةً لسيطرة الساحرة أم لا، كنتُ سأقتلكِ على أي حال! ندمي الوحيد هو أنني لم أتمكن من قتلكِ! لو كان بإمكاني، لكنتُ قدّمتُ حتى روحي للساحرة!”
صدر صوت صرير من بين أسنانها وهي تطحنها بغضب.
“ماذا قلتِ؟”
في لحظة، ارتجفت سولي عندما شعرت بالنية القاتلة المنبعثة من خلفي. و مددت يدي إلى الوراء وأمسكتُ بمعصم كاليكس في محاولة لتهدئته.
بعد أن بدأت هالته القاتلة تخفت تدريجيًا، نظرتُ إلى سولي بصمت.
لقد شعرتُ بالذهول من سوء تقديرها الفادح.
أن تضع كبرياءها فوق حياتها وحتى فوق بقاء عائلتها؟
كان من الخطأ الاعتقاد بأنه يمكنني إجراء حديث صادق مع شخص تخلّى عن قوته مثل نمر بلا أنياب.
حتى لو كانت خاضعةً لسيطرة السحر الأسود، فإن رغبتها في قتلي لم تكن مجرد كذبة.
كان تدخل ذلك الرجل لمنعي جزءًا من خطة الساحرة، أما سولي، التي حاولت قتلي، فكانت في تلك اللحظة على حقيقتها.
كل ما فعلته الساحرة هو استدعاء الظلام العميق الكامن داخلها.
راودتني ابتسامةٌ ساخرة، وكأنني أشهد النهاية الحتمية لإنسان محطم، لكن في أعماقي، شعرتُ براحة غريبة.
في لحظة ما، كنت قد شعرتُ بالذنب والشفقة، ظنًا أنني سجنتُ شخصًا بريئًا. أما الآن، لم يعد هناك ذرة من ذلك. لا شيء على الإطلاق.
بل كان من السخيف التفكير أنه لولا دمية الساحرة، لما كنتُ لأجد نفسي في أحضان كاليكس بهذه الطريقة.
تسللتُ من بين ذراعيه واقتربتُ من سولي.
“لوسينا.”
أمسك كاليكس بمعصمي ليوقفني، لكنني ابتسمتُ له بطمأنينة وكأنني أطلب منه ألا يقلق.
رفع حاجبه بنظرة غير راضية، لكنه أطلق يدي في النهاية.
تشيييك-!
في المقابل، كانت يدا سولي مقيدتين على القضبان كما لو كانت الأصفاد قد شدّت حول معصميها.
خيوط رفيعة من السحر، أشبه بالخيوط الذهبية، أمسكت بها بإحكام، مانعةً إياها من الحركة.
“ه-هذا! أطلقني!”
حاولت الخروج وسحبت ذراعيها بقوة، لكن السحر أبقاها ثابتة كما لو كانت ملتصقةً بالغراء.
في نوبة غضب عارمة، راحت تلهث بجنون، واللعاب يتساقط من بين أسنانها كوحش مسعور.
لم أعد أشعر حتى بالشفقة. فلم تعد تبدو بائسةً بالنسبة لي.
“كل هذا بسببكِ! أنتِ من دمّر حياتي بالكامل! سأمزقكِ إربًا وأقتل تلك الأميرة التي كنتِ تحرصين عليها أمام عينيكِ! حتى بعد موتي، سأجعلُكِ تدفعين ثمن هذه الإهانة والذل!”
عندما سمعتُ اسم روبيلين، ارتجفتُ لا إراديًا، واشتعل غضب هادئ في صدري، وكأن شيئًا ساخنًا كان يغلي في أعماقي.
“جلالتك.”
انتفض كاليكس بغضب واضح، وأوشك على التقدم نحوها، لكنني أوقفته على الفور.
ثم جلست على ركبتيّ ونظرت إلى سولي، حيث التقت عيناها المملوءتين بالدماء.
ورغم ذكر اسم روبيلين، بدا عليّ هدوء غير عادي.
لقد قرأت كل شيء. و كانت عيناها تتحركان بسرعة، وكأنها تحاول إيجاد كلمات تُثير رد فعل مني.
“كنتِ تبحثين عن تلك المرأة، أليس كذلك؟ لن تجدينها أبدًا. ستقتلكِ هي بالتأكيد بدلاً مني! كل ما قلته عن تلك المرأة كذب! لن تجديها، أليس كذلك؟”
ابتسمت سولي ابتسامةً خبيثة، تكشف عن أسنانها البيضاء، وضحكت بمرارة.
“لا، شهادتكِ كانت حقيقية بكل حرف، بلا أي كذب.”
“ماذا؟”
“أي شخص آخر كان سيكذب ليخرج من السجن، لكنكِ، التي تسيطر عليها مشاعرها لدرجة أنكِ لا تستطيعين التمييز بين الحق والباطل، لم تكوني لتخططي لي بمكر بهذا الشكل.”
في تلك اللحظة، بدأت شهادة سولي تتدفق بسلاسة كما لو كانت تردد ما رأته بعيونها بشكل حدسي.
لم تكن تحاول تحفيزي أو تبحث عن كلمات تثيرني، وكانت عيناها ثابتتين دون أن تتحرك بسرعة.
اعترفت سولي بكلامي، وابتسمت ابتسامةً مريرة من شدة الغضب. و في تلك اللحظة، تحولت عيناها بشكل مفاجئ نحو كاليكس، كما لو كانت تتبع شعلةً مشتعلة.
تغيرت نظرتها بسرعة، واصطففت عيناها بطريقة حزينة.
“جلالتك! من فضلك، أخرجني! كما قالت تلك المرأة، كل شيء كان بفعل الساحرة! هذا صحيح! كان هناك سوء فهم، أليس كذلك؟”
“سوء فهم؟”
ضحك كاليكس ببرود وسخرية.
“ألم تقولي بنفسكِ إنكِ كنتِ مستعدة لتقديم روحكِ لتلك الساحرة؟ حافز الجريمة والنتيجة لا يتغيران، مهما قلتِ. فما هو السوء الفهم؟”
“ذ-ذلك كان بسبب غضبي……”
كانت ملامح سولي مليئةً باليأس.
بينما كانت في حالة من الذعر، كانت تقطع شفتها بأسنانها، وتحرك عينيها بسرعة قبل أن ترفع رأسها فجأة.
“ج-جلالتك……! في الواقع، تبدلت الأمور الآن. عندما كنت صغيرة، ذهبت مع والدي لزيارة جلالتك في السجن. هل تتذكر؟”
بينما كان يرفع شعره بيده، بدا أنه في حالة من التأمل لوهلة قبل أن ينفجر ضاحكًا.
“آه، الآن تذكرت. كانت هناك فتاة صغيرة، ابنة الماركيز فينوت، التي جاءت معه ليزورني.”
أطلق كاليكس شعره وهو يعبس وجهه. و بدت سولي كمن اكتشفت حبل نجاة، فتغير تعبير وجهها بسرعة.
“و-عندما كنت صغيرة، كنت الوحيدة التي زارت جلالتك عندما لم يزره أحد. الآن حان دور جلالتك في زيارتي! هل تتذكر رعايتي لك؟ كنت الوحيدة التي جئت للبحث عنك حينما لم يفعل أحد، ولهذا يجب أن أكون شخصًا مميزًا بالنسبة لك، أليس كذلك؟”
لم أستطع أن أضحك من شدة الدهشة.
الآن، أدركتُ أن سولي كانت في حالة من التوهم.
كانت تعتقد، بتفكيرها الساذج والضبابي، أن تقديم بعض اللطف للوريث المهمل سيجعلها شخصًا مميزًا وتحصل على حب الآخرين.
“هل تتذكر؟ لقد قدمتُ لك الخبز والحليب عندما كنتَ جائعًا!”
رفع كاليكس رأسه قليلاً، مبتسمًا ابتسامةً جانبية.
كانت نظراته، كما لو كان مفترسًا من أعلى مستوى، و قد جعل سولي التي كانت تعتقد أنها في موقف قوي، تخفض رأسها بسرعة.
بدأت تدرك أنها لم تكن في الموقف الذي كانت تأمله.
“مـ-ماذا حدث لوجهكِ؟”
“نعم، أتذكر كل شيء.”
“……؟”
“أتذكر الطعام الذي كنتِ تقدّمينه وكأنكِ تلقيه على أحد المتسولين، وأعينكِ التي كانت تلمع كأنكِ قد عثرتِ على جواهر نادرة.”
تغيرت ملامح كاليكس إلى تعبير قاسي جدًا.
“كنت قد نسيت ذلك……ولكن الآن بعد أن تذكرته، أشعر بالإشمئزاز.”
كان صوته عميقًا، ممتلئًا بالغضب والاشمئزاز.
في لحظة، أصبح الجو باردًا بشكل مفاجئ. و شعرت سولي بالتهديد الحاد، فبلعت ريقها وارتجفت.
“جـ-جلالتك؟”
“لقد حصلتُ على المعلومات التي أردتها منكِ. الآن، انتهى الأمر.”
سحب كاليكس يدي وأوقفني، قائلاً ذلك وهو يقف.
كانت نظرات سولي تتابع أيدينا المتشابكة، محطمةً ومترنحة.
وفي عيون سولي، كنتُ أمسك يد كاليكس بقوة أكبر، كما لو أنني لن أتركها. و نظراته كانت موجهة إليّ.
أمسك كاليكس بيدي بقوة أكبر، ثم قبل أن يستدير، ألقى نظرةً أخيرة على سولي.
“لن تأتي السيدة لوسينا للبحث عنكِ مجددًا. طوال حياتكِ. حتى يوم موتكِ. هنا، ستعيشين حياتكِ متوسلةً للحصول على القليل من الإحسان.”
كانت نظراته باردة كما لو كانت تمر عبر جسدها مثل صقيع، وكلماته قاسية.
فقدت سولي آخر أمل لها، ففتحت فمها بغباء كما لو كانت في حالة صدمة.
“لا……لا……”
ظلت سولي على ركبتيها في الظلام، مربوطةً بأصفاد سحرية دقيقة كخيوط الذهب، تراقبنا مبتلةً في ذلك السكون وكأنها عاجزة.
___________________________
ايو حتى كاليكس وهو بزر لاحظ نظراتها وهي بزر كأنها تشوف شي صار لها
لوسينا المفروض بعد ماسمعت ذاه خلاص صدق تتوب ولاعاد تجي عند سولي
Dana