I picked up the emperor's nephew one day - 78
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- I picked up the emperor's nephew one day
- 78 - إدراك عالم الأعشاب
حدقت في كاليكس الجالس بلا حراك، مغمض العينين، كالأميرة النائمة في الغابة.
انبهرت بجمال مظهره للحظة وتأملته بذهول.
ملامحه، التي أدهشتني منذ لقائنا الأول، كانت تثير اضطراب قلبي أكثر مع مرور الأيام.
و دون وعي، تجولت ببصري عبر تفاصيل وجهه. وعندما مر طرف إصبعي فوق جفنيه الرقيقين، ارتجفت حاجباه قليلاً. و تحركت تفاحة آدم لديه بوضوح وكأنه يتحمل لمستي بصبر.
انزلق طرف إصبعي عبر أنفه حتى وصل أخيرًا إلى شفتيه. وعندما هممت بإبعاده، عض طرف إصبعي برفق ثم لمسه بلسانه.
شهقت بصدمة وسحبت يدي على الفور.
فتح عينيه ببطء، ثم ضيقهما بابتسامةٍ فاتنة ماكرة.
“هل انتهيتِ من التأمل؟ وماذا عن المقابل؟”
فُتح فمي تلقائيًا.
‘ه-هذا الرجل! من أين تعلم كل هذه الحركات؟!’
حتى دون أن أنظر، كنت متأكدةً من أن وجهي قد احمر حتى عنقي. وللخروج من هذا الموقف المحرج، طبعت قبلةً على وجنته بصوت مسموع.
“ا-انتهى الأمر، صحيح؟ سأذهب الآن لمراجعة البيانات—آه!”
جذبني كاليكس من ذراعي إلى الخلف، فاختلّ توازني. و سمعت صوت اندفاع الهواء قبل أن أسقط جالسةً على ركبتيه.
“م-ماذا تفعل؟!”
حاولت النهوض بسرعة، لكن ساقي خانتني، فسقطتُ مجددًا في حضنه.
سمعت ضحكةً خافتة خلفي. و مال كاليكس برأسه وهمس في أذني.
“يمكنك البقاء جالسة……طالما تمنحيني قبلة.”
صوته المنخفض المغمور بالهمس دغدغ سمعي، فانتفضت شعيرات جسدي. وعندما ارتجف كتفي، أمال رأسه أكثر وانفجر ضاحكًا.
تصرفه الواضح في استفزازي جعلني أغضب أخيرًا.
‘هل يعتقد أنني سأظل أتلقى هذا فقط؟’
حسمت أمري، واستدرت فجأة، وأمسكت وجهه بين يديّ.
رفع إحدى حاجبيه بثقة، وكأنه يتحداني للمحاولة.
‘هل تعتقد أنني لن أجرؤ؟’
استشاط غضبي أكثر، فطبعت قبلة على شفتيه بصوت مسموع.
“……لوسينا؟”
اتسعت عيناه بدهشة، وكأنه لم يكن يتوقع أنني سأفعلها حقًا.
“هل كنت تظن أنني لن أجرؤ على فعل ذلك؟”
‘تبا!’
أغمضت عيني بإحكام وطبعت قبلةً أخرى على شفتيه بصوت مسموع.
“……”
تراجعت دهشته شيئًا فشيئًا، وعادت عيناه إلى طبيعتهما، بينما تلونت حدقتاه بلمحة من الأحمر القاتم.
في عينيه الهادئتين، رأيت انعكاس وجهي، وأنا أحاول جاهدًة ألا يحمر وجهي خجلًا.
“توقفي عن ذلك.”
“لا أريد.”
قبلةٌ أخرى.
عندها، أغمض كاليكس عينيه، وقطب جبينه بانزعاج، وكأنه في مأزق.
زفر بعمق وكتم مشاعره بصعوبة.
“توقفي، المربية لوسينا.”
كان صوته المنخفض المشحون يبدو وكأنه تحذير.
‘……هل هو غاضب؟’
نظرت إليه بحذر ثم أرخيت يدي ببطء عن وجهه. لكن كاليكس لم يغير تعابيره المتجهمة أو يتحرك، مما جعل الأجواء تزداد كآبة.
‘عندما كان يستفزني دائمًا، كان الأمر ممتعًا له، لكنه يغضب الآن لأنني مازحته لمرة واحدة؟’
شعرت بالاستياء والضيق، فزممت شفتي بانزعاج.
“هل……هل أنتَ غاضب؟”
لكن رغم شعوري بالانزعاج، لم أستطع سوى التصرف بحذر، فدفعت كتفه بلطف بطرف إصبعي.
لم يبدِ أي رد فعل. و هذه المرة أمسكت بطرف كمه وهززته قليلًا.
“قلتَ لي أن أتوقف، لكنني واصلت……فهل غضبت؟”
“غضب؟ هل أبدو لكِ غاضبًا؟”
تجهم جبينه، و تفاحة آدم المرتجفة، و عيناه مغمضتان بإحكام، وزفرة ثقيلة.
إن لم يكن هذا غضبًا……فما عساه يكون؟
“أنت غاضب حقً—آه!”
فجأة، اهتز بصري بعنف.
في لحظة واحدة، وجدت نفسي ممددة على الأريكة بعدما كنت أنظر إليه من فوق وهو جالس.
استوعبت الموقف فقط عندما انزعجت عيناي من وهج الثريا فوقي، فخفضت نظري.
“جلالتك؟”
من خلف خصلات شعره الأسود المنساب، التقت عيناي بعينيه الحمراوين المشتعلتين.
“لوسينا، تذكّري أن تصرفاتكِ اللطيفة قد تجعل الأمور صعبةً علينا كليْنا.”
رمشت بعيني بسرعة غير مستوعبة، لكن شيئًا فشيئًا بدأت أفهم ما يقصده، فعضضت شفتاي بارتباك.
بعد فترة طويلة، تركت شفتي، و حولت نظري بعيدًا من شدة الإحراج.
“إذًا……لقد سببتُ لك معاناة، أليس كذلك؟”
أطلق كاليكس ضحكةً غير مصدقة، وملامحه تعكس الذهول.
“هل تعتقدين أنني كنت هادئًا بينما تتصرفين بلطافةٍ هكذا؟”
“…….”
“هل ستكررين ذلك مستقبلاً؟ تلك التصرفات.”
هززت رأسي بقوة وأنا أنظر إليه.
‘لا، لن أستفزه مجددًا.’
ضيّق إحدى عينيه وأطلق ضحكةً ساخرة.
“جيد، لأن التحمل أمر مزعج، لذا لا تلعبي معي بهذه الطريقة.”
هذه المرة، أومأت برأسي بسرعة.
“إجابتكِ سريعةٌ جدًا.”
أطلق ضحكةً أخرى، لكنه نظر إلي بنظرة دافئة كما لو أنني أعجبته، ثم اعتدل في جلسته.
بكل بساطة، التقط المستندات الموضوعة على الطاولة وبدأ بتصفحها، بينما كنت أراقبه بحذر قبل أن أنهض ببطء وأتحدث بصوت متردد، يخالطه بعض الحرج.
“أ-أنا سأذهب لأرى لماذا لم يأتِ خبير الأعشاب بعد.”
كان كلامي مفتعلًا، وكأنني أتحدث عمدًا ليصل صوتي إلى كاليكس، فأطلق ضحكةً خافتة بينما لا يزال ينظرُ الى الأوراق.
تركته خلفي وخرجت مسرعةً من المختبر.
***
صرير—
اخترق صوت مفصلات الباب الهواء. و خرجت لوسينا من المختبر، تلوّح بيديها في محاولة لتبريد وجهها المتوهج.
“أين أنت، خبير الأعشاب؟ خبير الأعشاب؟”
مدت رقبتها، تبحث بعينيها في أرجاء الممر، ونادت بصوت عالٍ عدة مرات. ثم سرعان ما ألقت نظرةً خاطفة نحو المختبر.
بعد أن تأكدت أن الباب مغلق بإحكام، وضعت كلتا يديها على خديها و ركضت.
وكان هناك شخص يراقب لوسينا مختبئًا في الزاوية.
“أوه، أوه!”
كان خبير الأعشاب، الذي أوقفاه كيتن و رينيل من الدخول إلى المختبر، يلف جسده في محاولة للوصول إلى الحرية.
كان كين يمسك بجسده، بينما كانت رينيل تغلق فمه لتمنعه من التحدث، و كانا يعيقان محاولاته للدخول إلى المختبر لعدة دقائق.
انتظرا حتى ابتعدت لوسينا في نهاية الممر واختفت ظلالها تمامًا، ثم تركا خبير الأعشاب يذهب.
“أهه! كنت أظن أنني سأموت. كح! كح!”
أخذ خبير الأعشاب نفسًا عميقًا، ثم بدأ يسعل بشدة. فانحنى كين بتهذيب أمامه.
“أعتذر. كنت قلقًا من أنكَ ستزعج جلالته……”
“كح! أزعاج؟ لا، فقط كنت أود إلقاء نظرةٍ على بعض الأوراق في وقت فراغي، وكنت أعتزم فقط أخذ الأوراق بعد الحصول على إذن من جلالتك!”
“نعم، لهذا السبب.”
“نعم……؟”
فُتح فم خبير الأعشاب.
“هل يعتبر دخول خبير الأعشاب إلى المختبر جريمة؟”
قرر خبير الأعشاب أنه لا يمكنه التواصل مع كين، فوجه نظره إلى رينيل مطالبًا بتوضيح.
نظرت رينيل إلى خبير الأعشاب بحزن لعدم فهمه، ثم ألقت تحيةً خفيفة.
“كل ما يجب أن تعرفه هو أننا أنقذنا حياتك. نأمل أن تبقى بصحة جيدة في المستقبل.”
ثم جذبت رينيل طرف ملابس كين وسار معها نحو نهاية الممر.
كان خبير الأعشاب يراقبهم بنظرة فارغة وهو يبتعد، ثم بدأ يفكر.
من الواضح أن الإمبراطور كان يبدو غاضبًا منذ دخوله إلى المختبر. وكان هو أيضًا قد شعر بشيء غير مريح، وترك المكان بسرعة.
كما أنه كان يعلم جيدًا أن من يسيء إلى مزاج الإمبراطور قد يُقتل على الفور. ولكن قتل الناس فقط من أجل ورقة؟ كان ذلك مفرطًا جدًا.
‘ربما هربت السيدة لوسينا من الخوف عندما ركضت في الممر.’
كان يعرف أنه سيتعين عليه زيارة المختبر في قصر الإمبراطور مرة أخرى من أجل بحث الأعشاب.
“المستقبل يبدو مظلمًا.”
تنهد بعمق، وعندما كان يخرج من الزاوية، توقف فجأة بعد بضع خطوات.
كان كَاليكس الذي خرج من المختبر يبدو في حالة مزاجية جيدة. فشعر خبير الأعشاب بتوتر مفاجئ وبدأت تتصاعد في ذهنه تساؤلات.
‘من الواضح أنه كان غاضبًا عندما دخل، لكن لماذا أصبح مزاجه أفضل عندما خرج؟ هل كانت هناك نتائج تتعلق بالإنديل؟’
بينما كان خبير الأعشاب يدير عينيه مشككًا، التقى بنظرات كَاليكس، ففزع.
أزال كَاليكس ابتسامته تدريجيًا، ليحل مكانها وجه بارد. و شعر خبير الأعشاب وكأن وجهه لا يُظهر تلك الجدية إلا عندما يلتقي مع أعدائه.
“لم أتمكن من تحيتك بشكل صحيح سابقًا. هل أنت خبير الأعشاب الذي سيتعاون مع المربية لوسينا؟”
“احيي شمس الإمبراطورية، أجرؤ على-”
“التحية كافية.”
أخذ خبير الأعشاب خطوةً إلى الأمام وهو ينحني نصف انحناءة، لكنه توقف فجأة عندما سمع نغمة صوت كَاليكس القاسية التي كادت تجمد دماءه.
مع الصوت الذي بدا مفعمًا بمشاعر غير سارة، رفع خبير الأعشاب رأسه مباشرة، وأصبح عينيه مفتوحتين على مصراعيهما بينما كان يراقب الموقف بحذر.
حتى وقت الحرب، لم يتمكن خبير الأعشاب من مراقبته جيدًا بسبب توتره، لكنه الآن رأى أمامه رجلًا يليق بمنصبه كإمبراطور، ذو مظهر رائع وسمعة مهيبة.
بينما كان خبير الأعشاب يبلل شفتيه بتوتر، سمع صوت كَاليكس.
“من الآن فصاعدًا، سأخصص لك مكتبي الخاص، لذا ابتعد عن المربية لوسينا وركز على عملك.”
“……ماذا؟ لكن إذا كنت سأعمل مع السيدة لوسينا، سيكون ذلك أكثر فعالية……”
“هل تجد صعوبة في فهم كلامي؟”
رفع خبير الأعشاب رأسه مذهولًا، لكن عندما التقى بنظرات كَاليكس الباردة التي كانت تُرسَل إليه كخنجر، جف لسانه فجأة.
على الرغم من أنه لم يفعل شيئًا خاطئًا، شعر وكأن غضب الإمبراطور قد وقع عليه.
“أفهم، أفهم يا جلالتك.”
بعدما أجاب بتردد ورفع رأسه، اكتشف أن كَالكس قد ابتعد عنه إلى مسافة بعيدة.
تنفس خبير الأعشاب الصعداء، وشعر بارتياح كبير، وهو يفكر في حقيقة أن رينيل وكين قد أنقذا حياته.
‘من حسن حظي أنني لم أزعج في أعصابه.’
دخل خبير الأعشاب إلى المختبر وبدأ في مراجعة الأوراق حتى وصول لوسينا.
“آه، لقد وصلت أولًا؟ كنت أفكر في الذهاب للبحث عنك.”
بعد قليل، دخلت لوسينا مع بعض الخدم.
“آه، صحيح. هل يمكنك ترتيب الأوراق؟”
ترددت لوسينا وهي توجه أمرًا إلى أحد الخدم الذين كانوا يتبعونها. فابتسم الخادم بلطف وأجاب بأدب.
“نعم، سيدة لوسينا.”
ثم اقترب خادم آخر و تحدث بسرعة.
“هل ترغبون في تناول الشاي والوجبات الخفيفة إذا كنتم جائعين؟”
“شكرًا لك.”
وفي هذه اللحظة، دخل خادمان يحملان الأوراق في أيديهما.
“سيدة لوسينا، لقد جلبت الأوراق التي طلبتيها!”
“ضعها هناك. شكرًا لك.”
ثم اقترب خادم آخر وهو يحمل مزهرية الزهور.
“هل أضع المزهرية هنا؟”
“نعم من فضلك.”
تحرك الخدم بسرعة وكأنهم يركضون في حالة طوارئ عند إشارة لوسينا أو حتى كلمة واحدة منها.
راقب خبير الأعشاب هذه المشهد ومال رأسه قليلاً في تساؤل.
‘حتى لو كانت مربيةً في القصر الإمبراطوري، فإنها لا يمكن أن تأمر الخدم بهذا الشكل بحرية. هل لوسينا سيدة نبيلة عظيمة؟’
بينما كان خبير الأعشاب يفكر، لاحظ أن الخدم الذين وضعوا الأوراق بدأوا يرمقون لوسينا بنظرات متبادلة ثم ضحكوا. فتوجه نظره نحو لوسينا التي كانت تراجع الأوراق الجديدة.
“سيدة لوسينا، هل قال الإمبراطور أي شيء لكِ اليوم؟”
“جلالة الإمبراطور، إنه رائع، أليس كذلك؟”
أحمر وجه لوسينا من الإحراج، وابتسمت خجلاً.
“أريد العمل الآن، إذا انتهيت من أمورك، يمكنك المغادرة. أسرعي.”
تبادل الخدم نظراتهم وضحكوا بطريقة مزعجة. حتى الخادم الذي وضع المزهرية والخادم الذي كان يضع الأوراق ابتسموا بارتياح.
بعد إتمام مهمتهم، قدموا تحيتهم وغادروا المختبر.
عندما أغلق الباب، جلست لوسينا على الأريكة وأمسكت بورقة واحدة. و في تلك اللحظة، شعر خبير الأعشاب وكأن القطع المفقودة في ذهنه بدأت تتجمع.
“سيدة لوسينا، أنت معلمة خاصة……أليس كذلك؟”
رفعت لوسينا رأسها، وجفلت قليلاً، ثم رمشت بذهول.
“نعم، لكن لماذا تسأل فجأة؟”
“…..لا شيء.”
أجاب خبير الأعشاب بوجه متوتر، ثم أشار برأسه كما لو كان يقول لها أن تكمل ما كانت تقرأه.
نظرت لوسينا بتعجب إلى كلامه، ثم هزت رأسها في تساؤل قبل أن تشرب الشاي الذي قدمه الخادم و واصلت مراجعة الأوراق.
ظل خبير الأعشاب يراقب لوسينا بتركيز، وأصبح متأكدًا من شيء واحد.
لكي يسدد ديونه ويستعيد شرف عائلته، يجب أن يلتزم بألا يعارض المرأة التي أمامه.
________________________
فهمها وهي طايره😂
كين ورينيل صاروا حماة مستقبل القصر 😭
المهم كاليكس احسه يشبه الثعلب🤏🏻
Dana