I picked up the emperor's nephew one day - 71
“لوسينا؟”
أغمضتُ عينيّ بإحكام عند سماع الصوت المتسائل الذي وصلني من خلفي. و شعرت بالارتباك أمام الموقف غير المتوقع الذي واجهته دون استعدادٍ نفسي.
في الحقيقة، كنا بالكاد نلتقي وجهاً لوجه خلال تقرير الصباح بعد أن تأكدنا من مشاعرنا.
و كنت أشعر ببعض الأسف في داخلي، لكنني كنت أدرك أن كاليكس شخص مشغول للغاية لدرجة أنه حتى لو كان لديه اثنا عشر جسداً، فلن يكون ذلك كافياً، لذا حاولت تفهم الأمر.
لكن فجأة، بدأ كل من رينيل وكين يدفعاني للخروج في موعد، فوجدت أنها فرصة جيدة لاختلاق عذر لرؤيته.
كنت مستعدةً تماماً لطلب موعد بشجاعة…..لكن عندما حان الوقت، تبخرت ثقتي فجأة، وكأن كل التدريبات التي أجريتها كانت بلا جدوى.
استدرت ببطء، فتلاقى بصري مباشرةً مع كاليكس.
شعرت بالارتباك لرؤيته يرتدي نظارات لم يكن يضعها من قبل.
“لماذا…..لماذا ترتدي نظارات؟”
أجاب كاليكس وكأن الأمر لا يستدعي الاهتمام:
“كنت أراجع بعض الوثائق، فاستعرتُ نظارات يوكار.”
وعندما لاحظ نظراتي المندهشة، حاول خلعها.
“يبدو من ردّ فعلك أنها لا تليق بي.”
“ليس الأمر أنها لا تليق بك، وإنما…..”
توقّف كاليكس عن خلع النظارات عند سماع كلماتي. و انعكس ضوء الثريا على أطرافها، لتلمع للحظة.
“…..أنتّ جذّاب للغاية.”
ذلك الرجل، الذي كان يشبه تمثالًا منحوتًا، بدا فجأة وكأنه ينثر هالة آسرة من الجاذبية بمجرد ارتدائه للنظارات.
“إنها تليق بكَ كثيرًا.”
حاولت التخفيف من وقع كلماتي، لكن عينيه اتسعتا قليلًا عند سماعها.
“…..حقًا؟”
ارتسمت على شفتيه ابتسامةٌ خفيفة، ثم أعاد ارتداء النظارات. و انتشرت في الأجواء هالة دافئة ومريحة.
“بالمناسبة، متى وصلتَ؟”
“عندما كنتِ تتمتمين بشيء ما.”
“…..إذاً، لقد سمعتَ تدريباتي كلّها.”
حسنًا، لا داعي إذًا لتكرار ما كنت سأقوله.
“لم أسمع شيئًا.”
“… لم تسمع؟”
رمشت عيناي بعدم تصديق.
“لوسينا؟”
مال كاليكس برأسه قليلًا، وكأنه يحثني على الإجابة.
‘لقد اعترفت له بالفعل، فما الصعب في طلب موعد؟’
عزمت أمري وأخفضت بصري.
“جلالتك، أعلم أنكَ مشغول بشؤون الإنديل والأعمال الرسمية، ولكن…..”
“ولكن؟”
“إن…..إن لم يكن لديكَ أي التزامات بعد ظهر الغد، فهل تود الخروج في موعدٍ معي…..؟”
بمجرد أن نطقت بذلك، شعرت بحرارةٍ مفاجئة تتصاعد إلى وجهي. و لم أكن بحاجة إلى مرآة لأدرك أن وجهي قد تحول إلى لون الطماطم الناضجة.
لم أحتمل لحظة الصمت التي تلت ذلك، فحاولت تبرير طلبي على الفور.
“بحسب ما قاله لي كل من رينيل وكين، فإن بحيرة سينتريتي تعدّ معلمًا شهيرًا، حيث يمكن الاستمتاع بأغاني الكناري، والقوارب الصغيرة، والمناظر الطبيعية الخلابة.”
“…….”
“و يقال أن إيدريان سيزور القصر غداً، لذا فلن تكون روبيلين وحدها أيضًا. ثم…..”
التزم كاليكس الصمت. فزاد الجو الكئيب مع استمرار السكون.
“لا بد أنكَ مشغول، أليس كذلك؟”
رفعت عينيّ بحزن، فرأيت كاليكس يراقبني وهو يغطي فمه بيده.
“جلالتك؟”
لم يستطع تمالك نفسه، فضحك بخفوتٍ قبل أن يميل برأسه مستندًا إلى كتفي وكأنه ينهار من الضحك.
انسابت خصلاته السوداء اللامعة لتداعب وجنتي.
لم أستطع التمييز إن كانت خدّيّ قد دغدغتهما خصلاته أم أن قلبي هو من ارتجف بسبب عبيره العميق.
“لم أكن أعلم أنكِ تتوقين للمواعدة لدرجة التمرن على طلبها. يبدو أنني كنتُ غافلًا.”
تحدث كاليكس بصوت يملؤه الضحك.
‘إذًا، لقد سمع كل شيء بالفعل!’
حدّقت فيه بغضب بسبب الشعور الجارف بالاستياء.
وحين بدأ ضحكه يخفت، رفع رأسه بينما كان يلفّ ذراعيه حول خصره. بينما لا تزال ملامحه الوسيمة محتفظة بآثار الابتسام.
“إذاً، هل ستخرجين معي في موعد؟”
“…..لن أفعل. جلالتك يمكنك الذهاب وحدك.”
عندما رددت عليه ببرود، رفع إحدى حاجبيه بابتسامةٍ هادئة. و كانت نظرته مليئةً بحلاوة تكاد تكون مشبعة بالسكر، وكأن الحب يغمرها، مما جعل استيائي يذوب قليلًا.
“هيا، من أجلي.”
خلع كاليكس نظارته بيد واحدة ووضعها على جسره أنفه.
“أنا أيضًا أريد الخروج في موعدٍ معكِ.”
ثم ابتسم بلطف، وكانت ابتسامته جميلةً جدًا لدرجة أنني نسيت استيائي تمامًا ولم أجد ما ألوم عليه سوى العدسات التي جعلت رؤيتي ضبابية.
***
كان يوكار محاطًا بأكوام من الكتب المتراكمة على ارتفاعات متفاوتة. و لم يكن يكفيه الليل بأكمله لقراءة كتب القصر الإمبراطوري والمخطوطات القديمة التي طُلب منه تفسيرها.
كان يوكار يترنح نائمًا بينما يحمل كتابًا بين يديه، لكنه انتفض فورًا عند سماع الباب يُفتح بعنف.
وما إن لمح كاليكس حتى اعتدل في جلسته.
“هل انتهيت من تقرير درس المربية لوسينا الصباحي؟”
“نعم.”
أومأ كاليكس قليلًا قبل أن يمد يده ويسلمه نظارته.
عادَت النظارات إلى صاحبها واستقرت فورًا في مكانها.
“هل وجدت جهة التعامل الخاصة بالإنديل؟”
“سَهِرتُ طوال الليل للتحقق من سجلات المزادات السابقة لمعرفة جهة تعامل الإنديل، لكن الأمر ليس سهلًا لأنهم يستخدمون وكلاء ويحافظون على هويتهم مجهولة.”
“هل وجدتَ شيئًا في الكتب؟”
“لا شيء حتى الآن.”
أومأ كاليكس برأسه قبل أن يستدير، لكن قدمه اصطدمت بشيءٍ ما. و انزلق ذلك الشيء بسرعة ليطير بين رفوف المكتبة.
كان مجرد كتالوج عن المواقع السياحية في الإمبراطورية.
اقترب كاليكس ببطء والتقطه، متفحصًا إياه. و في تلك الأثناء، جلس يوكار بين أكوام الملفات.
“هل تنظر إلى الكتالوج بسبب المربية لوسينا؟”
“ولماذا تظن ذلك؟”
“عندما كنتُ أبحث في حياة المربية لوسينا، لم يسعني إلا أن أتساءل كيف يمكن لشخص أن يعيش حياةً مملة وخالية من المميزات إلى هذا الحد. ففي الواقع، أظن أنها قد تكون أقل دراية بالإمبراطورية حتى من الأميرة نفسها. أليس هذا ما يشغل بالك؟”
“ماذا؟”
في تلك اللحظة، تذكَّر كاليكس كيف كانت لوسينا تبتهج لمجرد ذهابهم الى مهرجان حصاد واحد.
كيف كانت تستمتع بسعادة غامرة وهي تأكل مجرد شطيرة خلال نزهة، وكيف كانت عيناها تلمعان أثناء تجولها بين الأكشاك، وكيف راقبَتْ بطولة المبارزات بشغف…..
‘تبا.’
وجد نفسه يتذكر بشكل لا إرادي أمورًا لا تُفيد إطلاقًا في تطور علاقته بها.
نقر بلسانه بإحباط، محاولًا طرد مشاعره المزعجة والتركيز فقط على لوسينا.
‘قد تكون أقل دراية بالإمبراطورية حتى من روبيلين؟’
بالطبع. كان ذلك منطقيًا تمامًا.
فبحسب كلامها، لوسينا لم تكن حتى من هذا العالم.
و في حياتها السابقة، عاشت في السرير وكانت محكومة بحياة غير حرة، لذلك لا يمكنها إلا أن تفتقد التجارب الفريدة.
‘من الطبيعي أن لا تحب لوسينا أن تكون مريضة بمفردها أو أن تفرح و تصفق بيدها بسبب مهرجان حصاد واحد، أليس كذلك؟’
عندما نظر إلى الوراء، كانت ردة فعلها البريئة ليست بسبب أمرٍ عادي. فبسبب نقطة فقدانها للحرية، لم تكن ترا الأمور العاديه بنفس نظرتهم.
“كان يجب أن أهتم بذلك من قبل…..تباً.”
تمتم كاليكس بكلمات مليئة بالندم، ثم فتح الكتالوج الذي كان في يده. و بحث عن أشياء قد تعجب لوسينا، على أمل أن تفرح لدرجة التصفيق خلال هذه الموعد.
***
“سافاير* يناسب السيدة لوسينا.”
*جوهرة زرقاء
“لا، إنه الياقوت الأحمر.”
“سيدة لوسينا، ما الذي يعجبكِ؟”
“أولاً، دعونا نهدأ قليلاً.”
اخترت شيئًا عشوائيًا من بين الإكسسوارات التي قدمها الخدم.
و عندما نظرت خلفي، كانت الفساتين التي أهداني إياها كاليكس وروبيلين معلقةً على الحائط.
على الرغم من أنني قلت إنها ثقيلة عليّ، يبدو أنهم لم يعيدوا بعضها، بل تخلصوا منها.
كنت في حالة من الحماس مثل الأطفال الذين يذهبون في نزهة، ولم أستطع النوم في الليلة السابقة، مما جعلني متعبةً بعد أن وجدت نفسي في موقف محرج بين الخدم.
بعد الانتهاء من درس الصباح، وعندما انتهيت من وداع روبيلين، كنت على وشك مغادرة المكان عندها أومأت رينيل للخدم بعينها.
كانوا يزينونني بأقصى جهدهم، متحمسين أكثر من حماسهم عندما حضروني لحفل ميلاد روبيلين.
‘هم يعرفون مع من سأخرج، ويقومون بمساعدتي، أليس كذلك؟’
نعم، من المفترض أن يعرفوا. بناءً على سلوك الخدم أثناء تناول كاليكس لوجبة الإفطار، من المحتمل أنهم يعرفون مع من سأخرج.
نظرت إلى الخدم، وألتقيت بنظرةٍ الى إحدى الخادمات.
ابتسمت بلطف ومدت يديها لتلمس شعري.
“إنه حقًا جيد…..ستخرجين لفترة قصيرة بعد الظهر؟”
“إذا أرسلنا لوسينا هكذا، سنحصل على توبيخ.”
“لا بأس سأتحدث مع رينيل.”
“لا، ليس مع رئيسة الخدم.”
“لما؟”
تبادلوا النظرات فيما بينهم، وأغلقوا أفواههم بإحكام، وكأنهم سيشعرون بالخوف إذا استفسرت، لذلك لم أعد أطرح المزيد من الأسئلة.
بدلاً من ذلك، تابعت تحركاتهم باهتمام.
الخدم في القصر الإمبراطوري ليسوا من عامة الشعب، بل من طبقة النبلاء. و على الرغم من أنه قد يكون من غير المريح لهم أنني، ابنة العائلة المفلسة، أتمتع بمعاملة الضيوف وأتصرف كوالدة روبيلين الحقيقية، إلا أنهم لم يظهروا أي تذمرٍ حتى الآن.
وفي تلك اللحظة، عندما التقيت بنظري مع إحدى الخادمات في المرآة، ابتسمت كما لو أنها تعرف ما أفكر فيه.
“نحن سعداء بوجودكِ، سيدة لوسينا. منذ أن جئت إلى القصر، أصبحت الأميرة أكثر إشراقًا.”
“كنا نعمل دائمًا في جو من التوتر لدرجة أننا كدنا نختنق ونموت. بالنسبة لنا، الذين كدنا نصل إلى حد الاستقالة، لا يمكننا أن نصف كم نحن سعداء بوجودكِ في القصر الإمبراطوري.”
ابتسمت وهي تشارك في تجميلي مع باقي الخدم.
“سأبذل قصارى جهدي لمساعدتكِ في التزين.”
كنت مذهولةً من صدقهم.
هل كان كين و رينيل يشاركانهم نفس التفكير، ويشجعانني كذلك؟
شعرت فجأة بالقوة، وانتشرت ابتسامةٌ خفيفة على شفتي.
بعد أن انتهوا من تزييني، فتحوا لي الباب وتمنوا لي رحلةً ممتعة وهم يلوحون بأيديهم.
بينما كنت أتلقى وداع الخدم، مررت عبر الضوء الخفيف الذي تسلل من النوافذ المعقودة، وسرت في الممر.
كم من الوقت مضى؟
بينما كنت أرفع نظري، ابتسمت بشدة لشخص كان يظهر في نهاية الممر.
“جلالتك.”
تغيرت نظرة كاليكس وهو يطل من النافذة.
وفي نفس الوقت، بدأ تعبير وجهه يتصلب شيئًا فشيئًا.
كنت متجهةً نحوه، لكنني تباطأت في خطواتي بسبب الطاقة الغريبة والغامضة التي شعرت بها.
“ماذا يحدث؟”
توقفت تمامًا عن السير، وعندما عبست قليلاً بسبب أشعة الشمس التي كانت تتسلل إلى وجهي، بدأ كاليكس يتحدث بصوت منخفض ومتردد وهو يثبت نظره علي.
“قال يوكار…..”
فتح كاليكس فمه بصوتٍ خافت، وكأن الكلمات تتعثر في حنجرته.
“كان يوكار يقول بأنه ربما يجب علينا التحقيق في أمر ما إذا كنتِ ساحرةً عندما رآكِ لأول مرة.”
‘…..يوكار.’
كنت أعتقد أننا ننسجم جيدًا عندما تعاوننا في قضية المزاد، لكن هذه الكلمات كانت أقل من الحد الأدنى.
بينما كنت أخطط لانتقام صغير في داخلي، بدأت ملامح وجه كاليكس تبتسم برفق. و كانت نفس الابتسامة التي يظهرها عندما يمزح معي.
“إذا كان كلام يوكار صحيحًا، ربما تكونين فعلاً ساحرة.”
“أنا؟”
فاجأتني الإجابة، وفي اللحظة التي كنت فيها أتعجب، اقترب كاليكس مني فجأةً وأمسك بيدي و طبع قبلةً خفيفة على ظهر يدي.
“حتى بدون سحر…..”
كانت أنفاسه تلامس كل مقطعٍ من كلماته على يدي.
بينما كنت أرتعش من اللمسة الخفيفة، انحنى ليهمس في أذني.
“أنا مسحورٌ بك.”
“…….”
هل سيبقى قلبي ينبض حتى نهاية هذا الموعد؟
كانت بدايةً مقلقةً جدًا.
_____________________
كاليكس مايوفر😂
حركات دام الخدم يدعمونها اكل مابقى شي على الزواح قوه كاليكس انت تستطيييييع
Dana