I picked up the emperor's nephew one day - 68
حين رأتني روبيلين، رسمت ابتسامةً مشرقة على وجهها، لكنها سرعان ما حدّقت بغضب في رينيل التي تبعتها إلى الداخل.
“رينيل كاذبة! انظري، أمي هنا!”
تحدثت رينيل بهدوء وهي ترفع يديها الفارغتين.
“هذه العجوزة باتت ذاكرتها ضعيفة، لقد نسيتُ أن المربية لوسينا ستأتي اليوم.”
تنهدت المرأة بعمق وفتحت عينيها ببطء، ثم التقت نظراتها بعيني.
‘أعتذر، المربية لوسينا. لقد بذلت قصارى جهدي.’
تمتمت رينيل بحرج وهي تحرك شفتيها بصمت.
في البداية لم أفهم، فمال رأسي إلى الجانب بحيرة، لكن عندما لاحظت نظراتها تتجه نحو عنقي، أدركت الأمر فجأة.
‘…..هذه كارثة. إذا رأت روبيلين عنقي…..’
على عجل، غطيت عنقي بكلتا يدي، لكن من تكون روبيلين؟
اندفعت نحوي وقفزت على السرير، ثم أمسكت بيدي فجأة وأبعدتهما عن عنقي.
لم أستطع مقاومة قوّتها، فكشفت عن الكدمات الزرقاء الداكنة على رقبتي.
‘أمي…..لماذا عنقكِ هكذا؟’
لم أستطع قول الحقيقة، فبدأت أفكر بسرعة.
لم يكن من الجيد نفسيًا ولا تربويًا لطفل صغير أن يرى آثار الضغط العنيف على الرقبة، التي كانت تحمل دلالة واضحة على نية القتل.
‘…..هل أقول فقط…..بأنني كنتُ ألوّن رقبتي بأقلام التلوين الزرقاء؟’
ابتسمتُ بتوتر بينما تظاهرت بلمس وجنتي، محاوِلةً إخفاء الكدمة.
“…..لقد سقطت.”
لم أسمع من قبل أن السقوط يمكن أن يترك كدمةً على العنق.
حتى أنا وجدت أن تبريري كان سخيفًا، لكنني تمسكت بأمل ضعيف أن تصدقني هذه الطفلة الصغيرة.
“أمي، من الآن فصاعدًا، عليكِ أن تمسكي بيدي جيدًا حتى لا تسقطي، حسنًا؟”
“نعم، سأمسكُ بها بإحكام.”
لحسن الحظ، صدقتني روبيلين البريئة وأمسكت بيدي بإحكام.
كتمت ضحكتي عندما سمعت تعليق أرنبتنا الصغيرة الذكية وأومأت برأسي.
“وإذا أزعجتكِ الأرض مجددًا، قولي لي! سأعاقبها بنفسي!”
قالت روبيلين ذلك وهي تضرب صدرها بثقة، حتى بدت شجاعة.
“وكيف ستعاقبين الأرض؟”
لم أتمالك نفسي فانفجرت ضاحكة، وبينما كنت أضحك بخفوت، قفزت روبيلين من السرير وأمسكت بحافة طاولة خشبية بجوارها.
طَق-!
في لحظة، دوّى صوت انفجار حاد، وتحطم طرف المنضدة تحت قبضتها القوية.
عندما بسطت يدها ببطء، تساقطت شظايا الخشب الصلب كالرمال.
‘أ- أيمكن إصلاح هذا؟!’
هل كان مجرد وهم، أم أن الخشب المتناثر بدا كأنه غبار عظام؟
‘لنكن لطيفين مع روبيلين…..’
نفضت روبيلين يديها، ثم عادت لتحدّق في عنقي بتركيز حاد. و سرعان ما لمعت عيناها، وتجمعت دموع شفافة كحبات زجاجية على وشك الانهمار.
“آه…..”
لقد حدث ما كنت أخشاه.
ارتجفت شفتا روبيلين وأغمضت عينيها بإحكام، قبل أن تنساب دموعها الصافية واحدةً تلو الأخرى.
كانت تبكي بحرقة، لدرجة أن كل من يراها لا بد أن يشعر بانقباض في صدره.
شعرتُ وكأن العشرات من الإبر تُغرز في قلبي بسبب تأنيب الضمير.
لو كنتُ على الأقل قد لَفَفتُ وشاحًا حول عنقي…..
لماذا كنتُ بهذه الدرجة من انعدام الحذر، حتى أنني جرحتُ قلب روبلين؟ كان يكفي أن أتألم وحدي.
أجلستُ روبلين على ركبتي وربّتُّ على ظهرها. و بجانبي، كان كاليكس يمسح دموعها المتساقطة على وجنتيها الناعمتين بقلق واضح.
“أنا لا أشعر بأي ألم.”
“اهيء…..كاذبة…..”
تحدثت روبلين وهي تشهق، وبدأت تنتابها الشهقات المتقطعة.
“أنا آسفة يا روبلين…..لم أتمكن حتى من الوفاء بوعدي بالعودة سالمة، بل عدتُ وأنا مصابة.”
عندما بدأتُ أبكي أثناء مواساتها، شحب وجه كاليكس.
“لوسينا…..”
كانت روبلين تبكي بصمت، وجهها مدفون في صدري كأرنب صغير مطيع، لكنها سرعان ما تحولت بشكل حاد عندما التقت عيناها بعيني كاليكس.
نظرت إليه بغضب حاد، و عيناها تلمعان بحدة.
“هذا كله خطأ أبي. فقد أخفى أمي هنا، ولم يخبرني حتى بأنها كانت مريضة…..”
“…..لا يوجد لدي أي تبرير.”
عندما خفض كاليكس عينيه وكأنه يراجع نفسه بصدق، انفلتت مني ضحكةٌ خفيفة.
رغم أن ملامح الاثنين كانت ضبابية، كما لو كنت أنظر إليهما من خلال نافذة ملطخة بالدموع، إلا أن المشاعر الدافئة بينهما كانت واضحةً تمامًا.
هكذا إذاً، هذا هو الشعور بشيء جميل لدرجة تجعلك تشعر بوخزة في القلب.
“والآن وقد فكرت في الأمر، هناك شيء مهم لم أخبركما به.”
قلت ذلك بنبرةٍ غامضة وأنا أنظر إلى كليهما بالتناوب.
التقت عيناي بعيونهما، كلٌّ منهما بلون أحمر مختلف، وهما يحدقان بي بوجهٍ متسائل. لم أستطع منع نفسي من الابتسام وأنا أفتح شفتيّ قائلة.
“لقد عدت.”
اتسعت أعينهم، ثم انحنت زواياها بلطف وهم يبتسمون بوجوه متشابهة تمامًا.
“أهلًا بعودتكِ.”
“وأنا أيضًا! أنا أيضًا سأقول أهلًا بعودتكِ أمي!”
قالها كاليكس و روبيلين على التوالي.
ضحكت بصوت عالٍ، ثم احتضنت روبيلين بقوة كما لو أن مغناطيسًا يجذبني إليها.
***
“سأسألكِ مرة أخرى…..”
توقف يوكار، الذي كان يرشدني إلى السجن، ونظر إليّ. و كان يحرك إحدى حاجبيه بانزعاج.
“هل يجب عليكِ حقًا مقابلتها فور تعافيكِ؟ سيكون الأمر مزعجًا لكِ وحسب. لن تكون في حالةٍ تسمح لها بالرد حتى.”
“لدي شيء أريد أن أسأل عنه.”
كما كنت أرغب في رؤية نهاية سولي بعيني.
ابتسمت ابتسامةً خفيفة كما لو كنت أخفي أفكاري.
“ستُبقي الأمر سرًا عن جلالته، أليس كذلك؟”
“بل أنا من ينبغي أن أرجوكِ. إن وصل إلى مسامع جلالته أنني سمحت لكِ بلقاءها، فلن ينتهي الأمر بمجرد تقرير تبرير موقفي. عندما أفكر في كيف كان وجه جلالته أثناء استجوابها…..”
أغمض يوكار عينيه بإحكام، وقد شحب وجهه كما لو أنه تذكر شيئًا مروعًا.
“أرجوك، يوكار.”
فتح يوكار عينيه ببطء، ونظر إليّ بطرف عينيه، ثم حرّك خصلات شعره الأخضر بلطف وهو يسرع في مشيته.
“لا خيار أمامي، من هذا الاتجاه.”
تبعتُه وأنا أراقب السجن من حولي.
قالوا إنه السجن المؤقت الذي يقيم فيه المجرمون الذين تم حجزهم قبل انتهاء التحقيقات. ورغم أنه مؤقت، الا أن رائحة العفن الرطبة كانت تملأ الزنزانة تحت الأرض، وكان هناك برودة قاتمة كما لو أن العظام تتجمد في الهواء.
عندما تعافيتُ، بدأت أتناقش بعمق مع كاليكس حول القصة الأصلية. و طمأنني كاليكس وقال لي ألا أقلق، لأنه سيراقب العائلات والمسؤولين في المجلس.
كنت نادمةً قليلًا على عدم الإفصاح عن القصة الأصلية ومناقشتها في وقت مبكر. وبمجرد أن خفت همومي بشأن القصة الأصلية، أصبت بحمى لبضعة أيام.
حينها، أدركتُ أنني كنت في حالة توتر منذ مغادرتي إلى سوق المزادات.
وعندما فتحت عينيّ مجددًا، شعرتُ أن جسدي قد تعافى، لكن هناك شيء واحد ما زال يثير قلقي.
لماذا أنقذني الرجل وهو يوقف سولي؟ ولماذا استجابت سولي لاقتراحه وهدأ غضبها؟
ربما كان مجرد حظ عابر، أو ربما كان أمرًا تافهًا يمكن تجاوزه بسهولة، لكنني شعرت أنه شيء يستحق التفكير فيه.
كنت أرغب في خلق بيئة يمكنني أن أطمئن فيها تمامًا، ولذلك كنت أشعر أنه يجب عليَّ معالجة أي أمر يزعجني حتى ولو كان بمقدار شعرة.
“هنا.”
عندما توقف يوكار، اهتزت الشعلة التي كان يحملها، وأصدرت صوتًا مفاجئًا بينما انطفأت قليلاً.
“لم أتمكن من تحديد الرجل الذي ذكرته، لذلك قمت بإحضارك إلى المكان الذي يوجد فيه الموقوفون مؤقتًا.”
“شكرًا لك، هل يمكنك أن تبتعد قليلًا؟”
“سأعود سريعًا، لذا انتهِ من حديثك حتى ذلك الحين.”
بعد أن أومأ يوكار برأسه، وضع الشعلة على الحامل واختفى في نهاية الممر.
بدأت السجون تظهر في الضوء الأحمر المتراقص.
كان الرجال الذين خلعوا أرديتهم يحملون ملامح غير واضحة لدرجة أنه كان من السهل نسيانهم بعد لمحة واحدة.
أحضرتُ الشعلة إلى القفص ونظرتُ إلى وجوه الرجال واحدًا تلو الآخر، لكنني لم أتمكن من العثور على الشخص الذي كنت أبحث عنه، بل كما قال يوكار، كانوا في حالة لا يمكنهم فيها الرد.
لم يكن أمامي خيار سوى اختيار الأسهل بينهم.
فحملت الشعلة وتوجهت نحو نهاية الممر.
“سولي.”
ظهرت سولي في الظلام، جالسة مع احتضان ساقيها بملابس بالية كما لو أنها كانت مغطاة بقطع قماش.
كانت أطرافها الهزيلة مربوطة بسلاسل الحديد، ومظهرها كان أشبه بحالة من البؤس الشديد. و شعرها البنفسجي الشاحب الذي كان ينسدل بلا قوة على ذراعيها بدا وكأنه دليل على الموت نفسه.
على عكس لقائنا الأول، لم أشعر بأي شفقة على حالتها المدمرة. فقد كانت عقوبتها مستحقة بالنظر إلى ما فعلته.
“سولي، لدي سؤال واحد فقط.”
دخلت في الموضوع مباشرة. لم أكن أفكر في التحدث معها أو إحداث تغيير في قلبها.
“ماذا قال لكِ الرحل عندما حاولتِ قتلي، ليوقفكِ؟”
لم تتحرك سولي.
شعرت وكأنني أتحدث إلى جثة، وكان ظهري يرتعش من البرودة.
“هل يجب أن أصفعكِ حتى تجيبي؟”
حاولت استفزازها بشكل متعمد، وعندما فعلتُ ذلك، رفعت رأسها قليلًا. و قبضت يديها الممدودة بقوة.
من بين خصلات شعرها الفوضوية، لمع بريق عيونها البنفسجية كوميض.
“كان يريدكِ حية…..!”
“وماذا بعد؟”
“قال أنه لا يجب أن تموتِ…..قال أنه لا يجب أن تموتِ، لذلك كان علي أن أسمع كلامه…..”
“لماذا سمعتِ كلامه؟”
بعد ذلك، بدأت سولي في التحدث إلى نفسها. و بدا وكأنها كانت في حالة لا يمكن فيها إجراء حوار.
إذا كان ذلك الشخص الذي كانت تشير إليه هو الرجل، وكان بمثابة المستشار من اتباع سولي، حينها كان من الممكن فهم سبب توقف سولي عن تصرفاتها الاندفاعية.
بدأت الضبابية تتبدد قليلاً. و بعد أن حللتُ تساؤلاتي، لم يبق لي شيء من التردد. فقط ألقيتُ عليها نظرةً باردة ثم ابتعدت.
“هل تعتقدين أنكِ فزتِ؟”
فجأة، جاء صوتها الخشن مثل ورق الصنفرة.
“لا تظني ذلك. أنتِ لم تفوزي.”
انفجرت ضاحكةً بسخرية.
تبدو وكأنها في وهم كبير.
أخذتُ نفسًا عميقًا ثم التفتُ إلى سولي ببطء. و كانت قد رفعت رأسها الآن وفتحت عينيها بشكل شرس، مليئةً بالغضب.
“سولي، لم أفكر أبدًا أنني فزت. لم يحدث ذلك أبدًا.”
“…….”
“في الأساس، كنتِ وحدكِ في الحلبة.”
بدأت عيونها التي كانت تتلألأ بعنف تفقد تركيزها. و نظرت إليَّ بوجه خالٍ من التعبير وكأنها تلقت ضربةً على مؤخرة رأسها.
استدرتُ وغادرتُ الممر. و بعد ثوانٍ قليلة، بدأت سولي تثرثر بشكل متقطع وراءي، مملوءة بالغضب.
عندما التصقت بالقضبان، أصدر صوت “تشالك” حاد.
الإنسان، كلما كان ضعيفًا داخليًا وفاقدًا للتوازن، كلما حاول إخفاء ذلك بصوت عالٍ. و كانت سولي على هذا النحو.
لقد كانت على حافة الهاوية بالفعل، وكأنها لم تعد تخشى شيئًا أو تمانع في شيء، وكانت تثرثر بكلمات خبيثة بشكل عشوائي، حتى أنها أصبحت مجرد أصوات نباح كأنها لا تعني شيئًا.
في المرة السابقة، كنت أستفزها وأقول إنني أشفق عليها، لكن الآن…..
“حقًا أصبحتِ في حالة يُرثى لها.”
أضاءت الشعلة في يدي بينما غادرت الممر بهدوء.
***
“هل تتناولون طعامكم هنا دائمًا؟”
في المرة الأولى التي فتحنا فيها عيوننا معًا وتوجهنا إلى المطعم، دخل شخص غريب.
“جلالتك.”
“أبي!”
ابتسم كاليكس بلطفٍ وتبعنا إلى الداخل.
“ما الذي جاء بكَ هنا؟”
“أردت أن أتناول الفطور معكم.”
وصل كاليكس متأخرًا، وبطريقته الطبيعية، جلس ليضع روبيلين على المقعد، ثم سحبتُ الكرسي ليجلس هو أيضًا.
جلس كاليكس بجانب روبيلين، وفي لحظة غير متوقعة، جلستُ مقابلًا لهما.
ألقت رينيل نظرة على الخادم. وعندما لاحظوا ذلك، جلبوا عربة الطعام، وكانوا قد أعدوا كما توقعوا ثلاثة حصص.
كما هو معتاد، كان هناك خبزٌ بيغل محمص بشكل جيد، وبطاطا و لحمُ البقر اللامع، وسلطة مكونة من الفواكه الموسمية مرتبة بشكل جميل.
____________________
لحم ؟ لحم على الفطور😭😭؟
روبيلين يوم كسرت الطاوله كأنها تقول هاه؟ مب اني اقدر اكسر الارض؟😘
كاليكس صاير هادي وين مغازلاته اول يعني عشانها حبتك خلاص؟ توء توء
Dana