I picked up the emperor's nephew one day - 62
ظهر صوتٌ غريب و خالٍ من أي ارتفاع أو انخفاض، فالتفتُّ إلى الخلف فوراً.
ظهرت امرأةٌ ترتدي قبعةً واسعة تغطي معظم وجهها، تتقدم بهدوء.
كانت خطواتها الرنانة، و صوت احتكاك كعب حذائها بالرخام، تبعث شعورًا بعدم الارتياح.
“هنا.”
وصلت المرأة إلى أمام الحارس وقدمت له مغلف الدعوة الذي كانت تحمله. و كان مغلف دعوتها مطابقًا تمامًا لما كنت أملكه.
“إذا كانت دعوتها مزيفة، فدعوتي كذلك ستكون مزيفة؟”
قالت المرأة ذلك بينما تحركت قبعتها التي ترتديها بخفة، كاشفةً عن شفاه حمراء ترسم قوسًا.
كانت الابتسامة على شفتيها غريبةً بشكل ينفي عنها أي نية حسنة، بل بدت مخيفة إلى حد ما.
حتى بايسر عبس ونظر إليها بريبة.
“أ-أرجو الانتظار قليلاً للتحقق.”
في تلك الأثناء، أخذ الحارس الدعوة بارتباكٍ واضح. وبينما كان يحاول التحقق من الدعوة، ركض حارس آخر كان يراقبنا من بعيد باتجاهنا.
“مهلاً، المزاد قد بدأ بالفعل، ماذا تفعل؟”
نظر الحارس الجديد إلى دعوتينا، وفتح عينيه على وسعهما. ثم انتقل بنظره بيني وبين المرأة الغامضة، قبل أن يركز أخيرًا على الحارس الذي ارتكب الخطأ.
بعد أن استوعب الموقف، انحنى معتذرًا بسرعة.
“أعتذر بشدة، لقد ارتكبنا إساءةً بسبب نقص خبرته. أرجو منكم تفهّم ذلك برحابة صدر.”
ثم التفت إلى الحارس الواقف بجانبه بارتباك، وعقد حاجبيه بإشارة استياء.
“ماذا تنتظر؟ انحنِ واعتذر فورًا!”
“أ-أعتذر بشدة.”
بسبب توبيخ الحارس الذي بدا أنه المسؤول، انحنى الحارس الذي كان يعترض طريقنا واعتذر.
كنت أرغب في أن أحمّله مسؤولية تأخيرنا عن المزاد، لكن الوقت كان ضيقًا للغاية لذلك. فتنهدت بخفة وأدرت ظهري لإنهاء الموقف.
بإنصاف، كان يمكنني حل الموقف دون مساعدة تلك المرأة، لكن كان من الضروري أن أشكرها على تدخلها.
“شكرًا لكِ، بفضلكِ-“
لكنني لم أكمل كلماتي. فالمرأة التي كانت تقف خلفنا قد اختفت فجأة دون أن تترك أي أثر. حتى بايسر كان ينظر حوله بارتباك، غير مدركٍ لما حدث.
“كانت هنا قبل لحظات…..كيف يمكنها أن تختفي دون أن تترك أي أثر؟”
“حقًا، هذا غريب.”
حتى لو كان بالإمكان أن يُطمس صوت الخطوات بسبب الضجيج المحيط، كيف اختفى صوت كعب حذائها الذي كان واضحًا عند ظهورها؟
بينما كنت غارقةً في التفكير، اقترب مني الحارس وقدم لي لافتةً صغيرة تحمل رقمًا.
“هل ستدخلين….؟ إذا تأخرت أكثر، لن تتمكن من دخول قاعة المزاد.”
نظر إليّ الحارس بحذر، وكأنه يحاول تقدير مزاجي.
“سأدخل.”
وبينما كان الغموض حول المرأة المختفية لا يزال يراودني، أمسكت باللافتة وتوجهت إلى قاعة المزاد.
***
جلست أنا و بايسر في مقاعدنا المخصصة وأخذنا نتفحص قاعة المزاد.
“31 قطعة ذهبية! العرض الآن 31 قطعة ذهبية!”
كان المكان يعج بالفوضى بسبب المزايدين الذين يتنافسون بصخب على العروض المطروحة. و سرعان ما انتهى المزاد على إحدى السلع، وكان بعضهم يبتسم راضيًا، بينما أطلق آخرون تنهيدات استياء.
“والآن، نقدم لكم العنصر التالي!”
ابتسم مدير المزاد وهو ينظر إلى عربة تُدفع ببطء إلى منتصف المنصة بواسطة أحد الموظفين. وعندما اقترب، أزال الغطاء عن العربة.
“الآن مع العنصر الذي انتظره الجميع…..العشبة!”
ظهر في داخل زجاجة شفافةٍ نوع من الأعشاب الطبية، ليطلق الجمهور صيحات حماسية.
“أوه! أخيرًا!”
“لقد أتيت خصيصًا من أجل هذا!”
“لقد انتظرت هذا منذ العام الماضي!”
العطش الشديد لدى الناس للحصول على الإنديل كان أكبر مما توقعت. و يبدو أن أولئك الذين فشلوا في الحصول عليه في المزادات السابقة قد جمعوا مبالغ أكبر للمشاركة هذا العام.
سمعت في وقت سابق أن الإنديل كان يُباع بما يعادل تكلفة معيشة أسرة كاملة لمدة عام. ومع مرور الوقت، يبدو أن قيمة الإنديل و طلب الناس عليه قد ازدادا. فالناس عادةً يزداد تعلقهم بما لا يمكنهم الحصول عليه.
كان هذا واضحًا في عيون المشاركين في المزاد التي كانت تلمع بالجشع أثناء نظرهم إلى الإنديل.
بينما كنت أتأمل هؤلاء المشاركين، أطلقت ضحكةً ساخرة.
قبل مجيئي إلى قاعة المزاد، اطلعت على سجلات المزادات المتعلقة بـالإنديل التي حصل عليها يوكار. و لم يكن هناك أي سجل يشير إلى أن الإنديل كان يُستخدم كعشب طبي كما هو مفترض.
يبدو أن النخبة كانوا يحصلون عليه ليس لاستخدامه، بل لاستعراضه كمجرد زينة. بسبب طمعهم ومصالحهم الشخصية، لم يصل الإنديل إلى الأماكن التي تحتاجه حقًا.
في تلك اللحظة، كان الحاضرون يرفعون لوحاتهم الواحدة تلو الأخرى، متسابقين لزيادة قيمة العرض.
“1003 قطعة ذهبية! 1003 قطعة ذهبية! هل من مزايد؟”
ألقى مدير المزاد نظرةً على الجمهور، لكن أولئك الذين كانوا يحملون اللوحات بدأوا تدريجيًا بإنزالها. لم يكن ذلك مستغربًا، فقد تجاوز السعر بالفعل تكلفة معيشة أسرة عادية لمدة عشر سنوات بسهولة.
ضيقت عيني وأنا أراقب العشبة داخل الزجاجة. كنت قد قضيت الليلة السابقة أدرس مظهر الإنديل حتى كادت عيناي تجف.
يشبه الإنديل عشبة المليسة (عشبة الليمون)، ولكن يتميز بأن الجهة الخلفية من أوراقه مصبوغةٌ بلون أصفر باهت.
بمجرد أن تأكدت من أن ما أراه هو الإنديل الحقيقي، قررت أن إضاعة الوقت لم يعد لها داعٍ. فرفعت لوحتي بسرعه.
قال يوكار لي بأن مقدار المال الذي يُنفق لا يهم، فالمهم هو أن أحصل على الإنديل.
إذًا،
“عشرة آلاف قطعةٍ ذهبية.”
نظر مدير المزاد إلي بذهول، متفاجئًا من هذا القفزة الكبيرة في السعر. حتى بقية المشاركين استداروا نحوي باندهاش.
ثبتُّ قبعة الرداء على رأسي أكثر ورفعت لوحتي أعلى.
“عشـ…..عشرة آلاف قطعة ذهبية! هل من مزايد؟”
بعد أن استعاد مدير المزاد توازنه، طرح سؤاله، لكن القاعة غرقت في صمت. و أخيرًا، أعلن مدير المزاد رقم لوحتي وأكد أن العرض قد رسا عليّ.
اقترب مني بايسر الذي كان يقف خلفي وهمس بقلق ظاهر.
“هل أنتِ بخير مع هذا؟”
قد يكون الأمر مبالغًا فيه لمجرد الحصول على عشبة الإنديل، ولكن الصفقة تضمنت أيضًا معلومات عن الشخص الذي أجرى الصفقة.
لذلك، بالنظر إلى الأمر من هذا الجانب، لم تكن الصفقة سيئة إلى هذا الحد.
“نعم، لا بأس.”
أومأت برأسي لـبايسر مطمئنةً، ثم غادرت قاعة المزاد مباشرة. فقد أتممت مهمتي، ولم يعد لدي أي شيء يبقيني هناك.
“لنذهب، بايسر.”
“حسنًا.”
خرجت مع بايسر من المكان المخصص لنا. وعندما كدنا نغادر قاعة المزاد، وقف أحدهم في طريقنا.
تقدم بايسر بخطوةٍ أمامي، و وجهه متجمد ببرود، محاولًا حمايتي.
الرجل، الذي كان يخفي وجهه تحت الغطاء و يمتلك بنية ضخمة كالصخرة، لم يتحرك قيد أنملة.
“من أنتَ لتقف في طريقنا؟”
“أنا أحد موظفي قاعة المزاد. من الضروري التحقق من بيانات الشخص الذي حصل على العشبة، وأريد طرح بعض الأسئلة عليكم.”
قال الرجل ذلك بصوتٍ جاف كما لو كان يردد نصًا محفوظًا.
لكن كلماته حملت تناقضًا واضحًا، فالقاعة كانت مشهورةً بحماية معلومات المشاركين، وهو السبب الرئيسي في اقتصار الحضور على من يحملون الدعوات فقط.
لكن أن يسأل عن معلوماتي في مكانٍ مكتظ كهذا؟
بينما كنت أتراجع بخطواتٍ حذرة، اقترب الرجل خطوةً أخرى مني.
“هل أنتِ الآنسة لوسينا؟”
كان الرجل يعرف معلوماتي بالفعل. و سأل بصوتٍ خالٍ من أي تعبير وكأنه يتحقق فقط.
من الواضح أنه لم يكن موظفًا في المزاد.
“تراجعي، لوسينا!”
دفعني بايسر بسرعة إلى الخلف، لكن في تلك اللحظة، بدأ أشخاص يرتدون عباءات يظهرون واحدًا تلو الآخر من بين الظلال.
وجدنا أنفسنا محاطين فجأةً بأشخاصٍ ملثمين يرتدون أقنعةً سوداء.
رغم مهارات بايسر البارعة في المبارزة، كان موقفه ضعيفًا أمام هذا العدد الكبير.
نظرت حولي، لكن الحاضرين في القاعة كانوا منشغلين تمامًا بالمزاد، ولم يلاحظ أحد ما يحدث.
تنهدت بهدوء وتقدمت إلى الأمام متجاوزةً بايسر.
“لوسينا!”
تجاهلت صوت بايسر المستعجل وواجهت الرجل مباشرة.
كان الرجل يركز عليّ، وكان من الواضح أنه يستهدفني. و قبل أن يتورط بايسر في الأمر، كان يجب أن أتعامل مع الموقف بنفسي.
“ما هدفكَ؟”
بدلاً من الإجابة، نظر الرجل إلى أحد أفراد مجموعته. ثم، من بين هؤلاء الأشخاص، ظهر شخصٌ مألوف وهو يخلع قبعة الرداء الخاصة به. ثم فتحت عينيّ بدهشة.
“سولي؟ ماذا تفعلين هنا…..؟”
ابتسمت سولي ابتسامةً خبيثة، وأخذت تدفع شعرها المتناثر إلى الوراء بأصابع يدها.
“مرحبًا مجددًا، آنسة لوسينا.”
“لا، لا تستحق حتى أن تُنادى بـآنسة.”
ابتسمت سولي بسخريةٍ وهمست، وكأنها كانت تقصد أن يسمع الجميع.
ثم، تجمدت ملامح سولي وبدأت تنظر إليّ بنظرةٍ مليئة بالازدراء والكراهية، كما لو كانت ستنفجر من شدة الكراهية في أي لحظة.
“ماذا تفعلين هنا، آنسة سولي؟”
“ماذا أفعل؟ أنا هنا لأزيلكِ من حياة جلالته، فأنتِ الشوائب التي لا مكان لها.”
لم أتمكن من الرد، فقد كان الموقف مذهلًا جدًا لدرجة أنني لم أستطع حتى أن أضحك.
يبدو أن السجن قد أثر عليها بطريقةٍ ما، عقليًا.
وبينما كنت أفكر في ذلك، لاحظت أن مظهر سولي كان غريبًا. فقد كانت دائمًا تهتم بمظهرها وتضع الكثير من الزينة عندما كانت تعمل كمعلمة، لكن الآن كانت ترتدي ملابس عادية جدًا.
شعرها كان خشنًا وشفتيها متشققة. كما أن ملامح وجهها كانت شاحبة، مما يدل على أنها لم تنم لعدة أيام.
“ستندمين، لذا و قبل ذلك أطلقي سراحنا.”
“ندم؟ أنا؟”
“هاها!”
ضحكت بشدة وكأن شيئًا ما كان مضحكًا للغاية، ثم فجأة توقفت ضحكتها كما لو كانت خيطًا قد انقطع.
“الندم؟ الندم هو ما يجب أن تشعرين به أنتِ! لو طلبتُ السماح الآن هل ستقولين ‘أنا آسفة لأنني كنت بالقرب من جلالته بغير حق؟’ وأنكِ تصرفتِ بتهور تجاه سولي فينوت؟”
في تلك اللحظة، تألقت عيونها اللامعة باللون الأرجواني بنيةٍ شريرة.
تشينغ-!!
سمعت صوت احتكاك السكين فجأة من خلفنا، فالتفت بسرعة.
“بايسر!”
كان هناك بالفعل ثلاثة أو أربعة رجال ساقطين على الأرض تحت قدم بايسر. و كان الآن في خضم معركة، لذا لم يكن يلاحظ الظلال التي تقترب منه.
كان هناك أحد الرجال بالقرب منه و يرسل سحرًا أسودًا من خلفه.
“انظر تحت قدمكَ، بايسر!”
حدث كل شيء في لحظةٍ واحدة.
تسلق السحر الأسود على أطراف بايسر، مشكلًا سلاسل حول جسده.
تشينغ-!
سقط السيف من يده، لكنه لم يتوقف عن المقاومة، مشدود العينين بغضب وهو يحدق بهم.
شعرت بالقلق على بايسر، فأخرجت خنجرًا من جيبي بشكلٍ غريزي.
بينما كنت أراقب الوضع، رفعت سولي حاجبها وضحكت بسخرية.
“ها، ماذا يمكنكِ أن تفعل بذلك؟ هل تعتقدين أنكِ ستسقطيننا بذلك الخنجر؟”
“بالتأكيد، هذا مستحيل.”
أكدت ذلك، مما جعل تعبير سولي يصبح غريبًا بعض الشيء.
فحصت بعينيّ محيطنا بعناية. حتى لو ركضت نحوهم الآن، لن أتمكن من إصابة أي منهم.
كان الحفاظ على حياتي فقط أمرًا صعبًا، لذلك لم أكن قادرة على إنقاذ بايسر. لكن إذا كان الأمر يتعلق بإصابتي بنفسي بهذا الخنجر، فربما يمكنني القيام بذلك.
أغمضت عيني ببطء.
كانت هذا مقامرة. إذا تحركوا باستخدام السحر، فلن تترك دمائي أي أثر، ولن يكون بالإمكان تعقبهم. لكنني كنت على يقين أن كاليكس سيبحث عني إذا لم أعد.
‘سأجدكِ أينما كنتِ.”
رنت في ذهني تلك الكلمات التي سمعتها في يوم من الأيام من صوته.
على الأقل، إذا تمكنت من إرسال إشارةٍ إلى كاليكس بأنني في خطر عبر دمي……
عندما حسمت قراري، سحبت الغمد وأمسكت بالخنجر. ثم ركضت تجاه أحد الرجال وكأنني سأطعن بطنه عمداً، ثم قطعت راحة يدي على حافة الخنجر الحادة. بعد ذلك، هربت من الرجل الذي تجنب الخنجر وتظاهرت بأنه قد تم الإمساك بي.
في لحظة، سدَّ الرجل فمي وأنفي بمنديلٍ مبلل. و بدأتُ أرى أضواء المزاد تتنقل في بصري، ثم غمرني الظلام.
“ها، حقًا غبية. رغم أنكِ من المستحيل أن تكوني قادرةً على التصدي له.”
بينما كانت تلك الكلمات من سولي تتردد في أذني، أمسكت بشدة بيدي التي قطعتها السيف.
أمل أن آثار دمي هذه ستساعد كاليكس على تحديد مكاننا.
___________________________
عنوان الفصل يحرق بس كنت اتوقع بايسر ينقذها اثاريه هو بعد طاح😂
المهم بليز لاتطولون الخطف يا كاليكس تعال بسرعه
يوجع لوسينا قطعت يدها عشان تحط اثر بدمها الظاهر كاليكس بينجن لو يشوفها😭
Dana