I picked up the emperor's nephew one day - 61
ركضت روبيلين نحوي بخطواتٍ سريعة وألقت بنفسها في حضني.
“أمي، إلى أين تذهبين وتتركين روبيلين؟”
رفعت روبيلين رأسها فجأة و سألتني، و عيناها الحمراوان اللامعتان تشبهان عيني الأرنب.
‘كم هي لطيفة…..’
وضعت يدي على صدري، إذ شعرت بقلبي ينبض بشدة من شدة لطافتها.
تماسكت و جلست على مستوى عينيها لأتحدث معها.
لقد شرحت لها مسبقًا أنني سأغيب غدًا، لكنها على ما يبدو سمعت ذلك وهي نصف نائمةٍ و نسيت الأمر.
“لقد شرحت لكِ ذلك بالأمس قبل النوم أنني سأذهب بعيدًا، لكن يبدو أنكِ نسيتِ.”
“أجل…..”
ردت روبيلين بصوتٍ مكتئب. و شعرت وكأن أذني أرنبٍ من رأسها قد انخفضتا من الحزن، مما جعلني أشعر بعدم الارتياح.
ربّتُ على رأس روبيلين لأهدئها.
“سأعود بسرعة. في هذه الأثناء، كوني جيدةً و ركّزي في دروسك المسائية.”
“حسنًا…..”
ردّت روبيلين بوجهٍ متجهم و كأنه لا خيار لها. لكنني لم أستطع إلا أن أحبها أكثر لعدم إصرارها على العناد حتى النهاية.
وضعت يدي حول وجهها و اقتربت بأنفي من أنفها، ضاحكة.
ضحكت روبيلين بدورها وانفجرت بالضحك بينما كانت تجعد أنفها قائلة إنه شعور يسبب لها الدغدغة.
“إذاً، سأذهب الآن.”
كما أفعل دائمًا، عبّرت عن حبي لها ثم تركت وجهها واعتدلت واقفة.
لكن روبيلين بدأت فجأةً تشد طرف ملابسي بقوة. و لحسن الحظ، بفضل مهارتها الأخيرة في التحكم بقوتها الكبيرة، لم تتمزق ملابسي.
“روبيلين، ما الأمر؟”
أشارت روبيلين بأناملها الصغيرة إلى أنفها وطرقت عليه بلطف.
“أمي، قومي بـ ‘كو-كو’.”
“لكنني فعلت ذلك للتو معكِ؟”
هزّت روبيلين رأسها بالنفي، ثم أمسكت طرف ثوب كاليكس وهي تضرب بأنفها مرة أخرى.
“يجب أن تقومِ بـ ‘كو-كو’ مع أبي أيضًا.”
اتسعت عينا كاليكس بصدمة، واهتزت عيناي أيضًا في حيرة وارتباك.
“…..حتى مع جلالته؟”
“نعم!”
هزّت روبيلين رأسها بحماس وكأن الأمر بديهيٌ تمامًا.
في البداية، بدا كاليكس مرتبكًا، لكنه سرعان ما نظر إلي بابتسامةٍ خفيفة ترتسم على شفتيه.
‘يا إلهي! ماذا أفعل الآن؟’
وقفت بينهم في حالةٍ من الحرج، أتصبب عرقًا بارتباك.
كانت روبيلين تنظر إلي بعينيها الممتلئتين بالتوقع، بينما كاليكس يرمقني بنظرةٍ ماكرة.
تذكرت حينها ذلك الوقت عندما طَلبت مني تقبيله في غرفة التعليم.
بعد لحظاتٍ من التفكير، قررت أن أفضل حل هو الإسراع بإنهاء هذا الموقف قبل أن أتأخر عن المزاد.
بينما كنت أستعد للتحرك، سمعت صوت دقات قلبي بوضوح كما لو أنه يصدح في أذني.
أغمضت عيني بقوةٍ و شددت على طرف ثوب كاليكس، مما جعله ينحني قليلًا نحوي. وعندما كادت أطراف أنفينا تتلامس، شعرت فجأة بقوة كبيرة تشد خصري بقوة.
‘ما هذا؟!’
فقدت توازني ومال جسدي إلى الأمام، لكنه استعاد ثباته بين ذراعي كاليكس.
كنا قريبين بما يكفي لتتداخل أنفاسنا، وسقطت خصلات شعره على جبهتي.
“يجب أن نفعلها بشكلٍ صحيح.”
انعكست نظراته الرقيقة بعينيه الحمراء التي تشبه لون الورود، بينما اتخذت ملامحه مظهرًا ساحرًا ومبهرًا.
حدّقت في وسامته بلا وعي، مذهولة، حتى تغيرت نظراته فجأة لتصبح حادةً ومهدِّدة.
تبعت عيناه سريعًا ثم اتجهتُ نحو عربة الخيل. و لم أدرك أنه كان يوجّه بصره نحو بايسر إلا بعد أن تحدث كاليكس.
“في الأحوال العادية، لما كنت بحاجةٍ إلى مساعدتكَ، لكن اليوم لا خيار آخر. أرجو أن تعتني بالمربية لوسينا جيدًا.”
كان صوته بعيدًا كل البعد عن الرجاء، بل أقرب إلى الزمجرة الحادة التي تحمل تحذيرًا.
بينما كان كاليكس يدفن وجهه بشكل طبيعي في كتفي، أظهرت عيناه بوضوح مشاعر من التملك والغيرة.
دفعت صدر كاليكس بعيدًا قبل أن يوجه غضبه إلى بايسر بلا سبب.
“هاه…..”
بعد أن ابتعدت عنه، بدأت ألوّح بيدي محاوِلة لتهدئة حرارة وجهي، ثم نظرتُ الى الاشخاص حولي بحذر.
‘بالتأكيد الجميع ينظر إلينا بنظراتٍ مريبة….أوه؟’
على عكس توقعاتي، كان يوكار قد وضع الكتاب الذي كان يحمله بين ذراعيه وبدأ يقرأ بهدوء كتابًا آخر، بينما كانت رينيل تمشط شعر روبيلين بلطف.
و عندما التقت أعيننا، أبديا نظرات بدا وكأنهما يقولان إن الأمر انتهى أسرع مما توقعا.
أغلق يوكار كتابه بقوة، مما أحدث صوتًا واضحًا.
“المربية لوسينا، بغض النظر عن سعر المزاد، تأكدي من الفوز به.”
وأضاف بهدوء بينما ينحني مودّعًا.
“عودي بأمان، المربية لوسينا.”
كان ذلك بمثابة دليل على أن لا أحد من الموجودين يجهل التغير في علاقتنا، مما جعلني أشعر بمزيد من الإحراج.
من المؤكد أن كين أيضًا قد لاحظ ذلك.
“أ-أنا سأذهب الآن.”
لإخفاء شعوري بالحرج، استدرت على الفور واتجهت نحو العربة.
قبل أن أصعد إليها، استدرت وألقيت نظرةً أخيرة. و كانت روبيلين قد ألقت نفسها بين ذراعي كاليكس وهي تلوّح لي بيدها الصغيرة.
“أمي، عودي قريبًا!”
كان كاليكس ينظر إلى روبيلين بعينيه الحانيتين، ثم وجه نظره إليّ.
“عودي بسلام، المربية لوسينا.”
غمرتني مشاعر مختلطة بينما كنت أودّع الاثنان. ففي حياتي السابقة، لم أكن لأعيش لحظةً كهذه أبدًا.
في الأيام التي كنت أعود فيها من المستشفى، كان يستقبلني المنزل الخاوي و الكئيب. و حتى عندما كنت ألقي التحية على والديّ بالتبني، لم أتلقَ أي ردٍ منهم على الإطلاق.
كانوا يرمقون حقيبة السفر التي أحملها و نظراتهم القاسية تتنقل بيني وبينها، وكأنهم يتعاملون مع غريب.
تلك النظرات الباردة، الخالية من أي دفء، كانت أشبه بخناجر تخترق قلبي. و كان ذلك جزءًا من حياتي اليومية.
أدركت فجأة أمرًا لم أنتبه إليه من قبل.
‘هكذا إذاً…..العائلة هي من تقول لك “عد بسلام”. العائلة هي المكان الذي تعود إليه. وهذا شيء جميل حقًا.’
لم أكن الوحيدة التي تعلّم الآخرين معنى العائلة. بل كنت أنا أيضًا أتعلّم معنى العائلة من خلالهم.
ابتسمت برفق ولوّحت بيدي بخفة مثلما فعلت روبيلين.
“سأعود بسرعة.”
ركبت العربة بعزم، مصممةً على العودة إليهم في أسرع وقتٍ ممكن.
***
“تبدين بحال جيدة.”
أبعدت نظري عن المنظر خارج النافذة عندما سمعت تعليق بايسر المفاجئ، الذي لم يكن له سببٌ واضح.
منذ ذلك اليوم، كان بايسر يتجنبني، ولم أعتقد أنه سيرغب في الحديث معي، لذلك انتظرت بصمت حتى يفتح الموضوع بنفسه.
“ما الذي تقصده؟”
ابتسم بايسر بسخرية وخفض نظره إلى الأرض.
“أنتِ يا لوسينا. تبدين أكثر سعادةً الآن مما كنتِ عليه في هينغتون، لدرجة أن الأمر يؤلمني.”
“هذا ليس صحيحًا. كنت سعيدةً بما يكفي حتى في هينغتون.”
“لكن…..لوسينا، هذه هي المرة الأولى التي أراكِ فيها تبتسمين هكذا.”
تنهد بايسر بعمق، ثم مرر يده على وجهه بإرهاق، وبدا التعب واضحًا على ملامحه.
‘هل كنتُ بهذه السعادة لدرجة أن بايسر لاحظ ذلك؟’
لمست وجهي بارتباكٍ، ثم ابتسمت بخجل.
عاد الصمت ليخيّم على المكان، و لم يكن يُسمع سوى صوت حوافر الخيل ودوران عجلات العربة أثناء مرورنا عبر الكروم.
“لوسينا…..”
بدا و كأن بايسر يريد قول شيء، لكنه لم يملك الشجاعة لذلك، إذ خفض بصره وفتح فمه بلا جدوى. و لم يتحدث إلا بعد أن حك مؤخرة رأسه بتوتر.
“في الحقيقة…..كنت أريد أن أخبركِ بشيء. ظننت أنه عندما نعود، ستكون لدي الفرصة للحديث عنه، و لهذا كنت أرغب بشدة في أن آخذك معي. و كنت أعتقد بسذاجة أنه إذا أخذتكِ، فكل شيء سيعود إلى طبيعته.”
“إذا كنت تريد قول شيء، يمكنكَ قوله الآن.”
ابتسم بايسر ابتسامةً ساخرة، ثم هز رأسه بنفي.
بدا وكأنه لا يستطيع أن يقول ما يريد أكثر من كونه لا يرغب في قوله.
تنهد بعمق لدرجة أن صدره كان يرتفع ويهبط، ثم غيّر الموضوع سريعًا.
“صاحبة السمو، كانت حقًا لطيفةً جدًا. كان من الممكن أن تكون هي السبب الذي جعلكِ تقررين البقاء في القصر الإمبراطوري.”
“أليس كذلك؟ إنها لطيفةٌ حقاً.”
لم أرغب في أن أطرح عليه أسئلةً حول ذلك، فاستجبت لكلامه ببساطة.
الذكرى الأخيرة التي كانت عالقةً في ذهني قبل ركوب العربة كانت صورة الشخصين الذين رأيتهم، ولا يزال ذلك المنظر يبعث في نفسي شعورًا جيدًا.
عندما كنت مضطرةً للرحيل بعد انتهاء العقد، هل كنت لأتخيل بأنني سأرى تلك الصورة؟
ابتسمت بهدوء وأغمضت عيني. و في تلك اللحظة، استأنف بايسر حديثه.
“في الحقيقة، بعد انتهاء مهمتي الخارجية، سأعود إلى هينغتون بمفردي. لن أضيف عبئًا على قلبكِ بعد الآن.”
“حقًا؟”
فتحت عينيّ بدهشة وابتسمت. وفي تلك اللحظة، كان بايسر قد سحب نظره عن النافذة وبدأ يحدق فيّ.
ثم بدا وكأنه شعر بالخذلان من رد فعلي، فعبس قليلاً.
“لا تفرحي هكذا. في الحقيقة، كنت أريد العودة معكِ بمفردنا.”
“آسفة، لكن عندما تكون هنا، لا أستطيع تجاهل فضلك الكبير عليّ من عمدة القرية. أنت الوحيد الذي يُهتبر ابنه في نظره.”
تنهد بايسر بتنهداتٍ قصيرة، و كانت مزيجًا من المرارة و الراحة.
“هاه، كان يجب أن أخبركِ بذلك عندما كنت في هينغتون.”
كان بايسر يتكئ على إطار النافذة، ويده على ذقنه.
نظرت إليه بنظرةٍ غريبة.
“إذاً، قل لي الآن.”
ضحك بايسر ضحكة خفيفة وهز يده في الهواء.
“لا بأس.”
ابتسمت بدوري ضاحكة، واتبعته في الجو الهادئ الذي بدأنا نشعر به بيننا.
ثم تحدثنا عن أهل قرية هينغتون بينما كنا في طريقنا إلى قاعة المزاد.
***
عندما دخلنا إلى مدخل قاعة المزاد، أضاءت الفوانيس التي على جانبي الباب.
توقفت في مكاني وألقيت نظرةً خلفي.
“هل أنت مستعد، بايسر؟”
أومأ بايسر برأسه، ثم مرر يده على سيفه المربوط عند خصره. ثم أخرج خنجرًا من الجيب الذي على حزامه ومده لي.
“قد لا نعرف ما سيحدث، لذا احتفظِ به معكِ.”
“حسنًا.”
قبلت الخنجر وأودعته في ملابسي.
“إذاً لنذهب.”
قدت الطريق ودخلنا قاعة المزاد.
كان كل واحد منا يرتدي رداءًا كبيرًا وقبعةً تكاد تخفي وجوهنا بالكامل. ففي حال كان أحد الضيوف الذين حضروا حفلة ميلاد روبيلين قد حضر المزاد، كان من الممكن أن يتعرف عليّ، لذا كان من الضروري إخفاء وجهي بالكامل.
كما أنه لم يكن من الجيد أن يعرف الآخرون أنني كنت أسعى للحصول على الإنديل للقصر الإمبراطوري.
لحسن الحظ، كان العديد من الحاضرين في المزاد يرتدون أغطيةً تغطي وجههم، بما يعكس الثقافة الأرستقراطية المحافظة.
كان هناك العديد من الأشخاص الذين يمتلكون هوايات غريبة، مثل أولئك الذين يحاولون شراء الأعمال الفنية أو المجوهرات باستخدام أموال العائلة المهربة لتكوين أموال سوداء، وأيضا العديد من النقابات التي كانت تسعى لغسل الأموال من خلال الأعمال غير القانونية.
تبادلتُ النظرات مع بايسر ثم دخلنا مباشرة.
“توقفوا.”
في تلك اللحظة، وقف حارس الأمن في ردهة المزاد ليعيق طريقي. و فحصني بعناية ثم نظر إلى بايسر.
“هل جلبتم دعوة؟”
أخرجت الدعوة التي تلقيتها من يوكار في اليوم السابق و أريتها له.
عقد الحارس حاجبيه، ثم حك مؤخرة رقبته بشكل محرج وألقى نظرةً على الحراس الآخرين حوله طلبًا للمساعدة.
لكن عندما فشل في التواصل بالعيون مع الحراس الآخرين، أعاد لي الدعوة.
“هذه الدعوة لا تكفي للدخول.”
شعرت بالدهشة في تلك اللحظة. فلم يكن من الممكن أن يكون يوكار قد منحني دعوةً خاطئة.
أخذت الدعوة في يدي وأعدت فحصها، ثم قمت بمقارنتها مع الدعوة التي كان الحارس يحملها.
على عكس الدعوة التي كانت في ظرف من المخمل، كانت الدعوة التي معي داخل ظرف مغطى بلون ذهبي لامع.
سارعت بمقارنة الحارس الذي كان يقف أمامي مع الحراس الآخرين من حولنا. و على عكس ملابس الحراس الهادئة، كان هو الوحيد الذي يربط زره حتى عنق قميصه.
كما أن طلبه للمساعدة من الحراس الآخرين بدا غريبًا…..و قد كان يبدو عليه التوتر وقلة الخبرة.
‘هل هو حديث العهد هنا؟’
فكرت في نفسي، ثم مددت الدعوة مرة أخرى نحو الحارس.
“هل يعني اختلاف ظرف الدعوة أنها غير صالحة؟ يمكنك التحقق من ذلك مع الحراس الآخرين…”
“لكن هذه تختلف عما تلقيته من قبل…..”
في تلك اللحظة، أتى صوت المذيع العالي من داخل القاعة.
“سنبدأ المزاد الآن!”
يا إلهي، إذا استمريت في إضاعة الوقت هنا، قد أفوت فرصة شراء الإنديل.
كنت على وشك التقدم بسرعة، لكن تم إمساكي مجددًا من قبل الحارس.
“هل يمكنني الدخول؟”
ثم فجأة، ظهر صوتٌ من الخلف.
_____________________
ياويحي من ذا الي جا بعد
المهم كاليكس يجنن وش نظرة التملك هذي انفداك😭😭😭😭😭😭
شسمه واخيرا بايسر استسلم حتو الاعتراف مايبي يعترف ههههههعع
Dana