I picked up the emperor's nephew one day - 59
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- I picked up the emperor's nephew one day
- 59 - سأتولى الأمر
“إذاً، هل يمكن أن يكون أحد أفراد العائلة الامبراطورية على علمٍ بهذه الحقيقة……؟”
توقفت يوكار عند نهاية حديثه ونظر إليّ. و بدوري، تبادلت معه النظرات بعينين مرتجفتين.
على عكس ارتباكنا، بدا كاليكس أكثر هدوءًا وأجاب بتأكيد واضح.
“علينا التحقق من الحقيقة، ولكن بالنظر إلى السحر الكامن في الكتاب، فمن المؤكد أن أفراد العائلة الامبراطورية هم من أخفوا المعلومات عن الإنديل.”
لم أستطع استيعاب الأمر على الإطلاق.
أفراد العائلة الامبراطورية نفسهم، وليس طرفًا ثالثًا؟
أولئك الذين يشعرون أكثر من أي أحد آخر بمعاناة العيش تحت وطأة القوة، لماذا قد يفعلون ذلك……؟
حتى مع محاولتي الشديدة للتفكير في السبب، لم أستطع سوى الغرق في مزيدٍ من التساؤلات التي لم تجد إجابة.
عندما سحب كاليكس الطاقة السحرية التي كانت تعصف بعنف، هدأت الصفحات التي كانت ترفرف واستقرت بهدوء. كما بدأت المانا التي كانت تحيط بالكتاب في الخمود.
غرق كاليكس في تفكيرٍ عميق، محدقًا في الكتاب دون أي تعبير، ثم تحدث بصوت هادئ.
“يوكار.”
“نعم، جلالتك.”
“اعتبارًا من اليوم، يجب فحص جميع الكتب والمخطوطات المحفوظة في مكتبة الإمبراطور.”
“كـ……كلها؟”
“نعم.”
ارتبكت يوكار وبدأ يفرك محيط فمه بيده.
“أمم، جلالتك، العدد سيكون كبيرًا جدًا.”
“إذا تمكّنا من العثور على وثائق مخفية بالسحر الشفاف، مثل كتاب الأعشاب، سنتمكن من معرفة السبب وراء إخفاء هذه الحقيقة وتحديد الجاني.”
فتح يوكار عينيه على اتساعهما، وكأنه أدرك فجأة نقطةً مهمة.
“هذا صحيح. حتى لو كانوا من العائلة الامبراطورية، لا بد أن القضاء على جميع السجلات لم يكن بالأمر السهل. ربما حاولوا تدمير كل الأدلة، ولكن نظرًا للعدد الكبير، فقد تكون هناك وثائق متبقية، مثل كتاب الأعشاب.”
أومأ يوكار برأسه موافقاً، قبل أن يفتح عينيه بتصميم واضح.
“سأطلب بدء تحقيق شاملٍ من برج السحر ابتداءً من اليوم.”
هزّ كاليكس رأسه باختصار، تعبيرًا عن الموافقة.
“كذلك، تأكدوا من الحصول على أي مادة من الإنديل تُعرض في المزادات، وتتبعوا مسارها. سواءً كان الشخص الذي يملكها عضوًا في العائلة أو أي أحد آخر، طالما كانت السلعة مؤكدة، سنستمر في تتبع التعاملات.”
“نعم، مفهوم. ولكن……”
بدا على يوكار الحرج، وعقد حاجبيه بقلق.
“للتأكد من أصل الإنديل، سنحتاج إلى توظيف خبير في علم الأعشاب……ولكن قبل معرفة السبب الحقيقي وراء هذا الإخفاء، نحن بحاجة إلى شخص يمكن الوثوق به لتولي مهمة حساسة كهذه. المشكلة أنه لا يوجد أحد مناسب. كما أن إطلاع الغرباء على هذه الحقيقة خطير للغاية. إذا علم مواطنو الإمبراطورية أو النبلاء رفيعو المستوى بهذه المسألة، فقد تتضرر سمعة العائلة الإمبراطورية. لذا، نحتاج إلى شخص كتوم ويعمل بسرية تامة، ويمكن الاعتماد عليه.”
“سأتولى الأمر.”
في لحظة، تحولت أنظار الاثنين نحوي.
عندما تدخلت في الحديث الذي كنت أتابعه بصمت، لم يكن لديهما أي رد فعل سوى التحديق بي كما لو كان هناك خطأ ما.
عبس كاليكس، وكأنه لم يصدق ما سمعه.
“أنتِ؟”
“نعم، أنا.”
“…….”
تأملني كاليكس بصمت لبعض الوقت قبل أن يتحدث.
“مرفوض.”
“…..هل تشك في كفاءتي؟ رغم مظهري هذا، عشت لثلاث سنوات وأنا أجمع الأعشاب، وأثق بمعرفتي الواسعة بها. أعتقد أنني الشخص المناسب للتأكد من أصالة الإنديل المعروض في المزادات، وأيضًا لتحضير الأدوية منها.”
“لم أقل أنني أشك فيكِ. فقط، ركزي على واجبك كمربية.”
“لدي وقت كافٍ بعد الحصص الصباحية. كما أن روبيلين تحقق نتائج جيدة حتى في غيابي.”
“ألّا تفهمين مقصدي؟ لا أريد أن أُقحمكِ في هذا الأمر.”
‘ولكنك قد أقحمتني بالفعل.’
لم أستطع إخفاء شعور الخيبة على ملامحي.
أن يُطلب مني الابتعاد عن أمر بهذه الأهمية بينما هو لا يتردد في التوغل في شؤوني دون تردد؟
كان ذلك غير عادل بالنسبة لي.
لو لم أكن أعلم، لما شعرت بهذا العبء، لكن الآن، وأنا على دراية، لا أستطيع الوقوف مكتوفة اليدين.
كنت أرغب في أن أكون عونًا له. إذا كان بإمكاني مساعدته على التحرر من هذا الألم الطويل الذي يثقل كاهله.
إذا كان بإمكانه أن يتحرر من القيود التي كانت تُحكم قبضتها عليه ويجد الاستقرار، كنت على استعداد لفعل أي شيء لأجله.
“أرجوكَ، أريد أن أساعد جلالتك.”
عقد كاليكس حاجبيه بانزعاجٍ، وبدت ملامح الاستياء على وجهه.
“لقد قدمتِ بالفعل مساعدةً كافية.”
“لكنني لم أفعل شيئًا على الإطلاق.”
“لولاكِ، لما اكتشفنا الكتاب حتى.”
“كل ما فعلته هو أنني عثرت على الكتاب صدفةً وسلمته ليوكار.”
“المربية لوسينا.”
تحدث بصوتٍ هادئ، لكنه كان يحمل قوةً واضحة.
في الأوقات العادية، كنت لأتراجع فورًا، لكن هذه المرة أردت أن أتمسك بموقفي.
عندما بدأ جو غريب يسود بيننا، تدخل يوكار على الفور.
“جلالتك، لن نرسل المربية لوسينا إلى قاعة المزادات بمفردها. سأختار بنفسي فارسًا ماهرًا لحراستها. لماذا لا تقبل مساعدتها هذه المرة كما تقترح؟”
“يوكار، يبدو أنكَ أيضًا لا تفهمني.”
رمقه كاليكس بنظرةٍ باردة، جعلت يوكار يرتجف قليلًا ويشيح بنظره.
تنهد كاليكس بعمق، وهو يضغط على صدغيه بيده. و نظرت إليه بطرف عيني بحذر، محاولًة قراءة ما يدور في ذهنه.
“جلالتك……”
“لا.”
“لكنني لم أقل كلمتي بعد…..”
رفع كاليكس نظره من بين يديه لينظر إليّ، وكأنه شعر بنظراتي عليه.
الجو كان مشحونًا بالتوتر، ولم يكن أي منا مستعدًا للتراجع.
“هممم.”
أصدر يوكار صوتًا ليجذب انتباهنا، وهو ينقل بصره بيننا، ثم وقف بتردد.
بدا وكأنه شخص عالق وسط شجار بين عاشقين، و ملامحه أظهرت مدى انزعاجه من الموقف.
“هناك الكثير من العمل ينتظرني، لذا سأغادر الآن. أتمنى أن تتحدثا بهدوء.”
غادر يوكار المكتب بسرعة، وكأن أحدًا كان يطارده. و بمجرد اختفائه، بدا وكأن ريحًا باردةً اجتاحت المكتب.
“جلالتك……”
في النهاية، لم أستطع تحمل الصمت وكنت أول من تحدث.
“جلالتك، لا تعرف كم أنا سعيدةٌ الآن.”
خفضت نظري نحو الخاتم الذي يزين أصابع كاليكس الجميلة.
“لن تضطر بعد الآن لتحمل الألم الناتج عن الآثار الجانبية. و الآن يمكنكَ احتضان روبيلين دون الحاجة إلى شيء مثل هذا الخاتم.”
رفعت نظري مجددًا، وبتصميمٍ قوي، نظرت مباشرةً إلى كاليكس.
“أريد أن أكون عونًا لجلالتك.”
للحظة، بدا أن مشاعر كاليكس تزعزعت. و ظل ينظر إليّ بصمت، ثم بعد برهة تنهد كما لو أنه استسلم.
“أنتِ دائمًا تعرّضين نفسكِ للخطر من أجل الآخرين رغم معرفتكِ بذلك.”
“آخرين؟”
عبستُ قليلاً، وأظهرت ملامح خيبةٍ واضحة.
“ألم تقل لي من قبل أنني كالعائلة بالنسبة لكَ؟”
“…….”
كان كاليكس عاجزًا عن الرد، فأغلق فمه بإحكام. و بدأت حدقتاه ترتجفان قليلاً.
“لم أقصد ذلك……”
أغلق عينيه في النهاية، وكأنه استسلم، وتنهد بعمق.
“سأترك لك مهمة الحصول على الإنديل.”
على الفور، مسحت عن وجهي أي آثار من الحزن وابتسمت بشكلٍ مشرق.
“نعم، فقط دعني أتعامل مع الأمر.”
نظر إليّ كاليكس بعيون مليئة بالقلق، وكأنه غير مطمئن. فابتسمت له ابتسامةً مطمئنة، ثم أعدت تركيزي على قراءة كتاب الإنديل مرة أخرى.
نظر كاليكس إليّ كما لو كنت طفلةً تركت على حافة الماء، ثم همس بصوتٍ خافت.
“يبدو أن هذا الأمر يسري في دمكِ.”
***
“إذاً، سيكون الرحيل غدًا، فهمتِ؟”
انتهيت من دروس الصباح وذهبت إلى مكتب يوكار بناءً على طلبه.
قال يوكار أنه سمع عن عرض الإنديل في المزاد وأمرني بالتوجه فورًا في اليوم التالي.
“فهمت. لكن لم تذكر أنني سأذهب بمفردي، أليس كذلك؟”
“سترافقكِ أحد فرسان الحراسة. قد يكون هناك بعض النبلاء الذين سيحضرون مع فرسانهم، لكننا سنقتصر على مرافق واحد فقط لتجنب لفت الأنظار. لا داعي للقلق، فهي فارسةٌ ماهرة.”
ابتسمت وأنا أرى الأمور تتقدم بسلاسة، وأومأت برأسي.
“إذاً، سأكون في طريقي الآن. هناك العديد من الكتب التي يجب مراجعتها.”
تثاقل يوكار قليلاً ورفع جسده ببطء، ثم نهض وهو يبدو متعبًا.
نهضت معه، فلم يكن من اللائق البقاء في مكتب فارغ من صاحبه.
أثناء مغادرته، توقف يوكار فجأةً كما لو أنه تذكر شيئًا، ووضع يده على جبهته.
“أوه، صحيح، هناك شيء أود إخباركِ به. بشأن الآنسة سولي……”
عندما سمعت اسم سولي، عبست فورًا.
“ماذا بشأنها؟”
“سمعت أن الآنسة سولي قد عادت إلى منزلها هذا الصباح.”
“هكذا إذا. ولكن لماذا تخبرني بهذا؟”
“الآنسة سواس تم حرمانها من منصبها كمعلمة في الأكاديمية وسُجنت بسبب اتهامها من قبل المربية لوسينا، لذا قد تكون تحمل ضغينة. أردت فقط أن أخبركِ حتى تتمكني من الاستعداد و توخي الحذر.”
ألقى يوكار كتفيه بشكل غير مبالٍ.
“نعم، في حال حدوث شيء غير متوقع، كما تعلم.”
“في حال….”
“في حال…..”
فجأة، جاء صوت ماركيز فينوت إلى ذهني.
“سترون، ستندمون على طردي.”
كان الصوت يرن في ذهني، وأدى ذلك إلى شعور ثقيل في صدري.
ظننت أنها مجرد كلمات سخيفة من شخص محاصر، لكن……ماذا لو؟
ماذا لو كانت الأحداث تسير كما في الرواية الأصلية، ولم تنحرف عن مسارها بعد؟
وماذا لو كان الماركيز فينوت هو الفصيل الذي يعارض الإمبراطور في الرواية الأصلية؟
لقد تسببت تدخُّلاتي في انحراف الرواية عن مسارها، ولكن بغض النظر عن ذلك، كانت هناك أحداث غير متوقعة مثل تأثيرات كاليكس أو الإنديل التي لم تظهر في الرواية الأصلية.
إذا كان هدفهم هو إيذاء كاليكس، فكما في الرواية الأصلية، كان بإمكانهم أن يحققوا ذلك دون الحاجة لاستخدام روبيلين.
عبس يوكار عندما رأى تعبير وجهي الصلب كالحجر.
“ماذا حدث؟ هل هناك مشكلة؟”
“……هل هناك أخبار عن الماركيز فينوت؟”
“لماذا تسألين عن الماركيز فينوت فجأة؟”
“لقد ترك لي كلماتٍ غامضة في المرة السابقة وقال لي أن أراقب الوضع، وهذا جعلني أشعر بالقلق. ربما يكون من الأفضل أن تحذر جلالته من الماركيز فينوت و الآنسة سولي.”
ضحك يوكار بسخريةٍ وأمال رأسه.
“لقد قمتُ بالتحقيق، ولا توجد أي تحركاتٍ مشبوهة. لا داعي للقلق. علاوةً على ذلك، هو شخص بلا قوة سحرية، وبالتالي لا يستطيع أن يؤذي جلالته حتى بأطراف أصابعه.”
“يوكار.”
عندما ناديت عليه بصوتٍ حازم، رفع يوكار حاجبيه كما لو أنه لم يرغب في الرد.
“لا يزال هناك شيء مثل الاحتمالات….”
“أعتقد أنه يجب عليكِ أن تقلقِ بشأن الأشخاص الذين ينبغي القلق عليهم. سأتابع وضع عائلة الماركيز فينوت من جانبي.”
“شكرًا لكَ، يوكار.”
“إذاً، دعينا نغادر الآن.”
أشار يوكار إلى الباب وخرج أولًا.
راقبته بهدوء وأنا آمل أن يكون حدسي مجرد مبالغةٍ بسبب توتري.
***
نزلت سولي من العربة وهي ترفع تنورتها، ثم دخلت و اتجهت الى غرفة النوم فوراً و هي تمتم بكلماتٍ غير مفهومة.
بينما عبرت سولي الممر بخطواتٍ سريعة، هبت ريح باردة وأدى ذلك إلى اهتزاز الشموع بعنف.
قعقعة -!
أغلقت سولي الباب بعنف، ولم تستطع تحمل غضبها فصاحت بصوت عالي.
ارتبك الخدم الذين كانوا يتبعونها، وأبعدوا أنفسهم عن الباب بسرعة.
شعرت سولي بشيء غير طبيعي، فحدقت بعينيها في الباب وكأنها كانت تحدق في شيء خفي.
“من هناك؟!”
“آ……آمل أن تكونِ بخير.”
اختفت أصوات الخدم واحدةً تلو الأخرى بسبب صراخ سولي.
قعقعة -!
لم يهدأ غضب سولي بمجرد الصراخ، فركلت الباب بقدميها.
_____________________
كاليكس مستحيل يفوز على لوسينا 😂
سولي ذي عساس تفطسين يابعد تسبدي
Dana